راغبة بدخول الطب, مالعمل....!؟
بسم الله الرحمن الرحيم..
السلام عليكم..
مشكلتي ممكن متكنش كبيرة أوى بس أنا خايفة أنا في الصف الثاني الثانوي علمي علوم في مدرسة السادات بابا وماما بيحبونى أوى ويتمنوا لي كل خير..
بابا نفسه أوى أنى أكون دكتورة وبسبب هذا أنا في علمي علوم نفسه أوى يشوفني لابسة البلطو الأبيض أنا بذاكر وبعمل اللي عليا بس خايفه مجموعي ميحققش اللي بابا نفسه فيه
أنا عاوزة أعملها مفاجأة وأجيب مجموع كبير بس يا رب ربنا يوفقني..
أنا مش عارفة أعمل إيه..
يا ريت تقول لي علشان أنا بحب بابا أوى أوى ونفسي أرضيه أعمل إيه..!؟؟
30/12/2004
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وفقك الله لما فيه الخير لك ولأمتك.... أسعدتني رغبتك في إرضاء والديك وإسعادهما..جعلك الله من المتمتعين ببر الوالدين.. ولكني رغم ذلك لم أتمكن إيقاف تفكيري في سؤال هام: إذا كان والدك أكرمه الله وقر عينيه بك يريد لك كلية الطب ويتمنى رؤيتك ككل أب بالبالطو الأبيض؛ ترى هل هذه أمنيتك أنت أيضا أم أنك تتبنين أمنيات الأهل ؟؟؟؟
أسألك هذا السؤال حتى تتوقفي قليلا وتفكري في المناسب لك لميولك وقدراتك ومواهبك التي أودعك الله إياها حتى لا تورطين نفسك في حلم ليس حلمك ولا يمكن أن تجنى من ورائه ما يتمنى والدك من علو مكانة ونجاح.
فما أعتقده أن والدك يتمنى رؤيتك في أعلى المراتب ولأن مجتمعنا لازال يؤيد الطب والهندسة كأعلى المراتب؛ فتوجه الطموح لهما بغض النظر عن مناسبته لك؛ وبغض النظر عن احتياج أمتنا له؛ وبغض النظر عن فرص العمل التي تنتظر خرجيه ....؛ فلو أن مجتمعنا يكرس لغير الطب والهندسة لتحول تمنيه لهذا الآخر.. وما أحسبه سيحدث ولو بعد حين أن يتحول الاهتمام بهاتين الكليتين اللتين تشهدان أعدادا رهيبة من البطالة.. ليستقر الفهم بأن "كل ميسر لما خلق له" ..
حين يحدث ذلك سنجد كل الكليات محترمة ومرموقة مادامت توفر للإنسان معطيات تمكنه من القيام بدوره في عمارة الأرض؛ وسنجد الجميع يجد في الالتحاق بما يناسبه- فقط ما يناسبه - بعد أن يكف الضغط الغبي في اتجاه ما نعتناه بكليات القمة.. حينها سيشعر الجميع أنه محترم وأنه هام في عجلة التطوير والبناء؛ حينها يفهم الجميع أننا جميعا نتعاون ونتشارك في مهمة واحدة:"عمارة الأرض" و"الاستخلاف".. وسيبدأ حينها التخطيط للقيام "بدور"؛ وليس ممارسة "مهنة".
فإذا ما استقر هذا الوعي في أفهام الناس سيكون الأداء أجود؛ وسيكون الإنسان أسعد بأدائه لمهمة تتفق مع ما حباه الله من مزايا خاصة وقدرات متفردة.. بل لن يكون هناك ما نسميه اليوم بطالة لأن هناك عددا غير محدود من الأدوار الممكنة للإنسان؛ وإن وجد مقابلا لها عددا محدودا من الوظائف الشاغرة!!! لا أدري كيف يكون هناك بطالة في مجتمع مسلم يسعى للنهضة؟؟؟!!!!
كم أتمنى أن أشهد اليوم الذي يصبح محدد الاختيار فيه "لأحد الأدوار في عمارة الأرض؛ بدلا من الدوران في فلك وظيفة ومهنة ربما تتنافى كما أرى في كثير من الأحيان مع الدور المنوط بالإنسان في الأرض! والله المستعان..
المهم الآن أختي الحبيبة أن تتمهلي وتفكري قليلا في المناسب لك..
وأن تبذلي أقصى جهدك وسعيك حتى يمكنك الاختيار وذلك لأمرين: أولهما أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا. مما يعنى أن الله سيكافأك بعد جهدك إن شاء الله سواء بالطب أو غيره..
الأمر الثاني: أننا نحتاج أن نختار؛ وكما تعلمين حبيبتي الاختيار لا يكون إلا للحاصل على درجات تمكنه من هذا الاختيار بدلا من أن يفرض عليك عددا محدودا من الكليات التي ربما لا توافق رغباتك؛ بل قدراتك.
ولذا ركزي تفكيرك الآن في الحصول على أعلى الدرجات فعليا بإذن الله.
تخيلي النجاح والتفوق ولذتهما التي لا يعادلها لذة في الحياة.. تصوري رضا الله عن أمة صالحة تنفق كل ما في وسعها من جهد ووقت لتقوم بدورها في خدمة هذا الدين من أي الأبواب التي ييسرها الله لها.
تصوري جنتك التي تسلكين إليها بطلبك للعلم: "ما سلك عبد باب علم إلا يسر الله له سبيلا للجنة“..
هل تتخيلين أنك في طريق الجنة أختي.. جمعنا الله فيها اللهم آمين..
أختي بعد خطوات الجهد اللذيذة ننتظرك بعد أن تبشرينا بنتائجك المفرحة إن شاء الله لنسير معا رحلة الاختيار لأفضل ما يناسبك إن شاء الله.. ويرضي ربك ومن بعد والدك الكريم.. بلغيه دعاءنا له أن يقر عينه بك فكما تنضح كلماتك بالحب له.. أحسبه نعم الأب هو.. متعك الله بحياته..
وفقك الله وقدر لك الخير حيث كان...
شمري حبيبتي عن ساعد الجد..
فأمتنا تحتاج لكل نفس..
ويمكنك هنا أن تطالعي:
مقال: استراتيجيات لتحسين التركيز والذاكرة .
إعلمي وأدبي خرافة لابد من تحطيمها !
مجهول في معادلة التفوق: نمط التعلم و مواطن الحفز
الحب والجد .. هل يجتمعان ؟
االطب أم علم النفس: بعيدا عن الرجال
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بالتطورات.