هاجس البدانة والزواج...هل تساعدونني؟ متابعة
هاجس البدانة والزواج: هل تساعدونني مشاركة
هاجس البدانة والزواج هل تساعدونني متابعة مشاركة
الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي المحترم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
أستأذنكم يا سيدي في طرح ما لدي في أمر إجابة السؤال المتعلق بالكافيين الوارد في رسالة الأخت الفاضلة بالقول، أن ليس من علاقة بين توزيع الدهون في الجسم والكافيين أو أي نوع أخر من المواد الغذائية طعاماً كانت أو شراباً.
حيث أن تراكم الدهون في مناطق معينة من أجسامنا دون غيرها يتأثر بعاملين أساسيين :
الأول: الوراثة، فامتلاء مناطق بذاتها يعد التعبير الشكلي للطرز الجينية التي نحملها والتي تتحكم في عملية تخزين الطاقة على هيئة دهون.
الآخر: الجنس، فالهرمونات الجنسية تلعب دوراً رئيسياً وهاماً في خزن الدهون وتوجيهها إلى مستقرها في أجسامنا. بحيث تتركز في منطقة الصدر والأرداف لدى الإناث وفي البطن لدى الذكور. ويمكننا إضافة عامل ثالث لكنه مرتبط بعمل الهرمونات عامة والجنسية منها خاصة وهو الحالة الفسيولوجية، بمعنى أن النمو والحمل والإرضاع تؤثر بفاعلية في هذا الإطار.
لذلك نجد مثلاً أن الأطفال البدناء تتوزع لديهم الدهون تقريباً بالتساوي حيث أن عملية النمو لديهم شاملة، في حين نجد تبايناً واضحاً في التوزيع لدى المراهقين والبالغين تحت تأثير الهرمونات الجنسية.
كما أن الحمل والرضاعة تزيد من نشاط عملية التكديس في الصدر أولاً والأرداف ثانياً.
لكن هناك نقطة شديدة الأهمية يستغل بعض العاملين في ميدان الحميات وإنقاص الوزن جهل زبائنهم بها، وهي أن عملية تخزين الدهون انتقائية في أجسامنا، أي تستهدف مناطق معينة ومحددة، في حين أن عملية حرقها شاملة فتستهلك من جميع مناطق الجسم بالتساوي وليس بناءً على نسبة تراكمها في تلك المناطق.
بقي نقطة لابد من التنويه لها وهي أن الكافيين بحد ذاته -كما سبق و ذكرنا- لا يؤدي لزيادة الوزن لكن المضافات على المشروبات المحتوية على الكافيين هي ما قد يرفع الوزن كالسكر والحليب والكريما بأنواعها، وتناول الشاي أو القهوة- العادية أو سريعة الذوبان- دون تلك الإضافات لا يزود الجسم بأي سعرة حرارية ولو واحدة.
والله من وراء القصد،
لميس.
8/1/2005
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا وسهلا على مجانين وأشكرك شكرا جزيلا على ثقتك وإطرائك، وعلى مساهمتك الطيبة كثر الله من أمثالك، أنا معك تماما في جلِّ ما ذهبت إليه، غير أنني أخالفك فقط فيما يتعلق بأثر الرضاعة على تجمع الدهون في الجسد الأنثوي، فلدي من المعلومات العلمية ما يسير بأفهامنا في اتجاه آخر، فقط أحذر من سماع من توسوس للبنت بعد زواجها (كلي أنت حامل، ثم كلي أنت اقتربت من الولادة ثم كلي أنت في النفاس ثم كلي أنت مرضع)، فإذا تركت الأم جسدها لينبئها عن جوعه وأكلت تبعا لإشارات ذلك الجسد فإن في الجسد ما يضبطه.
ذلك أنه -كما قلت من قبل في إجابة لا أذكر اسمها على مشاكل وحلول أو على مجانين- بينما كثيرات يعتقدن أن الوزن الذي تكسبه الحامل قد أصبح حملا عليها لا تستطيع الخلاص منه؟ فالحقيقة العلمية هي أن المرأة إذا تركت جسدها بطبيعته وتصرفت بالشكل الطبيعي مع وليدها وأرضعته من ثديها فترة كافية، ولم تخف على جماله ورونقه فإن جسدها يعود إلى طبيعته،
ومما قد يصدم الكثيرات أن الأم التي تحجم عن إرضاع طفلها لمدة كافية (ولنقل لمدة سنتين كما حددَ القرآن الكريم)، خاصة تلك التي تحجم عن إرضاع طفلها لتحافظ على جمال ونضارة جسدها وربما لأنها ستبدأ في حمية منحفةٍ للتخلص من آثار الحمل!
هذه الأم دونَ أن تدري تحرم نفسها من آليةٍ كان جسدها من تلقاء نفسه سيقوم بها لو أنها أرضعت طفلها من ثديها، وهذه الآلية تضمن تحويل ما اختزنه جسدها من دهن أثناء الحمل إلى غذاء لطفلها! بحيث أن وزنها سيعود إلى نقطته المحددة أصلاً دون حمية منحفة!
فمن المعروف علميا أن 52% من الطاقة المحتواة في لبن الأم يستمد من مخزون جسمها من الدهون؛ وهناك ثلاثة هرمونات تضمن تحول الدهن المختزن في جسد الأم إلى طاقة في غذاء طفلها، وهي:
1- الأوكسيتوسين Oxytocin: وهو الهرمون الذي تفرزه الغدة النخامية Pituitary Gland في الدم استجابة لمص الطفل لحلمة الثدي، وهذا الهرمون يثبط الشهية، وكلما أرضعت طفلك زاد إفرازه وتثبيطه للشهية، فإذا أوقفت إرضاعك لطفلك قبل الأوان فإن الشهية ستزداد، إلا أن من المعروف الآن أيضًا أن المواد الأفيونية الموجودة في منتجات الألبان الصناعية وفي منتجات القمح المعالجة صناعيا تـقوم بتثبيط إفراز الأوكسيتوسين فيفسدُ تلك الآلية الطبيعية حتى لو أرضعت الأم طفلها.
2- النحيفين أو الليبتين Leptin: أثبتت بعض الدراسات أن إفراز النحيفين وهو واحدٌ من أهم مثبطات الشهية الطبيعية يقلُّ جدا في جسم الأم عندما لا ترضع طفلها.
3- البرولاكتين Prolactin: ويقوم هذا الهرمون بتثبيط الشهية وبتحفيز تحول الدهن من جسم الأم إلى دهون في لبن الطفل وإلى طاقةٍ متاحةٍ للاستخدام أيضًا.
ويفهم من ذلك أن الخالق عز وجل كما سير جسدك إلى الزيادة وتخزين الدهون أثناء الحمل، سيره إلى استعادة الوزن المبدئي قبل الحمل وإلى فقد ما اختزنه من دهون أثناء الرضاعة، وذلك إذا أنت تصرفت بشكل طبيعي أو كما أمر رب العزة في قوله: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ...} (البقرة: 233).
وأما ما قبل هذا وما بعده من مشاركتك فإنني معك تماما به، وأحيل زوار الصفحة إلى المقالات التالية:
التوقُ (أو الاشتهاءُ)الملحُ للسكريات Sugar Craving
خُدْعةٌ اسمها السكر المكرر
عقاقير تثبيط الشهية ( أدوية الرجيم Diet Drugs)
الجوع والشهية ومعاملُ الشبع
وأهلا وسهلا بك وبمشاركاتك يا "لميس" دائما على مجانين، ودمت سالمة لنا.