التلعثم
بسم الله الرحمن الرحيم
----------------- تحية طيبة وأما بعد.
أرسل لكم مشكلتي التي جعلت منى إنسان مدمر غير قادر على تحقيق أي من أحلامي وجعلتني واقفا في مكاني بالرغم من قدراتي ومستواي الفكري والثقافي ووجود موهبتي.
المشكلة تتلخص في التلعثم والتأتأة عند التعرض لأي موقف مع وجود زيادة في ضربات القلب وشد كل أعصاب الجسم وتتضح جليا في الرد على التليفون أو شراء أخي شيء أو التحدث مع أي أحد وخاصة إن كان غريب
وترتبط بحالتي المزاجية وهدوء أعصابي وتزداد مع وجود أي مشكلة حتى ولو كانت مشكلة تافهة وقد تتلاشى مع زوجتي وأقربائي وأصدقائي ولكن في الأحاديث القصيرة الموجزة.
وهذه المشكلة أصبحت صعبة للغاية وخاصة أن لدي طفل ولا أستطيع التعامل مع الناس ولا العمل بصورة جيدة مما يؤثر على وضعي ومركزي الاجتماعي.
أرجو إفادتي عن أي نوع من أنواع العلاج الدوائي وإرسال حل للمشكلة على الإيميل الخاص.
ولكم جزيل الشكر والاحترام
19/1/2005
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أعجبتني جدا "تحية طيبة وأما بعد" وجلبت لي ابتسامة أشكرك عليها، نعم هي كلمات لطيفة ولكن لم نعد نراها في التعامل بين الناس إلا في الأوراق الرسمية أو بين الناس من الزمن القديم (أنا منهم)، ولقد ذكرت الجملة بالإضافة لإعجابي بها لأنها قد تعكس تمسكا وإصرارا على الصورة الكاملة وهو ما قد يكون السبب وراء تلعثمك، فما بين تركيزك على ما تنوي قوله وحرصك الشديد على ألا تقول إلا ما هو مناسب وصحيح ويحوز على الإعجاب تتشتت بين أكثر من دافع ورغبة في نفس اللحظة فيكون من الطبيعي أن تتزاحم الكلمات على لسانك وتتعثر.
لم تقول يا أخي أن مشكلة التلعثم جعلتك إنسانا مدمر وغير قادر على تحقيق أحلامه؟؟؟
ألا ترى أنها مبالغة أخرى من جانبك؟ فأنت من فضل الكريم إنسان جامعي متزوج واعي لما يحب، وهذه أحلام كثير من الناس ولكن لأنك حققتها لم تعد تدركها وهذا خطر أكبر من خطر التأتأة وحائل حقيقي بين الإنسان والسعادة، إذن يجب عليك أن تعود مرة أخري لتقيم النواحي المشرقة في حياتك وتلك التي لا بد منها في كل حياة وأقصد الداكنة ( ليست مظلمة فهناك دائما أمل) ثم حدد ما الذي حال بينك وبينه تلعثمك بالفعل.
عندما يشكو أحد من التلعثم ننصحه في العادة بمراجعة أخصائي نفسي وأخصائي تخاطب وهو المسئول عن تصحيح عيوب الكلام،
ولكن في حالتك أرى أن المختص النفسي سيكون أكثر فائدة لك، وذلك إن لم تستطع أن تساعد نفسك فمن الواضح أن تلعثمك ناتج عن أسباب نفسية ناتجة عن درجة عالية من القلق أكثر منها بسبب عيوب الكلام كونها تختفي وتخف في المواقف التي تشعر فيها بالأمان والقبول عندما تكون مع أصدقائك أو زوجتك.
ينبغي أن تسعى لمعرفة السبب النفسي وراء تلعثمك هل هو الغضب؟ القلق؟ انخفاض تقدير الذات؟ تربية صارمة ومتشددة وغير متسامحة؟ أسئلة إجابتك عليها ستساعدك وتقلل عليك الوقت الذي تقضيه مع المختص النفسي.
وحتى تستجمع نفسك وتقرر مراجعة الطبيب دعني أوجهك بضرورة زيادة ثقتك في نفسك، وإعادة تقديرك لإنجازاتك في الحياة، وتجنب التفكير بضرورة الحصول على إعجاب الآخرين أو حتى رضاهم(وذلك بالطبع بعيدا عن الثوابت الدينية والخلقية).
وجرب ما يلي والذي سيساعدك كلما تدربت عليه أكثر بإذن الله:
أبدأ دائما بأخذ نفس عميق وأخرجه ببطء، وكرره أكثر من مرة لو لزم الأمر، فزيادة نسبة الأكسجين في الدم تخفف الشعور بالضيق.
تذكر دائما أنك لست في عجلة من أمرك ولديك الكثير من الوقت، وإن كان الطرف الآخر في عجلة فهي ليست مشكلتك، فأنت ستعبر عن نفسك بالسرعة التي تساعدك على ترتيب أفكارك وإن كانت ضعف الوقت الذي قد يحتاجه غيرك، فأنت كيان مختلف ومن يتعامل معك يجب أن يتقبل هذا.
جرب القراءة بصوت مرتفع من الجريدة مثلا ولا تركز على عامل السرعة أبدا، فالمهم ألا تتلعثم، ثم على نفس القطعة بعد إعادتها عدة مرات حدد الوقت الذي تستغرقه في القراءة وتحدى نفسك في هذه السرعة، أي حاول في كل مرة أن تجعل الوقت أقل.
تدرب على ما تريد قوله أمام المرآة وانظر لنفسك أثناء قراءتك، واستوعب كم تبدو حسن الهيئة وأنت هادئ.
وتذكر أن كثيرا من الشخصيات العامة تتباهى الجرائد بنشر عثراتها على سبيل التندر، ولكن لاحظ معي أن هذه العيوب لم تحول دون جعلهم في مراكز يوجه الناس لها الأنظار، ولو بحثت في التاريخ لوجدت أكثر من شخصية بارزة عانت ما تعاني منه ولكنها الإرادة يا صديقي التي تصنع الفرق بين الناس وليست الطلاقة اللفظية، واقرأ من على صفحتنا استشارات مجانين:
اضطراب الكلام: علاج الرهاب غير تام !
لعثمة في الكلام
تأتأة...انترنت... والحل: اكتشفي ذاتك
بين التأتأة والرهاب : بحثا عن الأيزو !
التأتأة والأيزو والسادة العلماء: إعادة نظر م
وأهلا وسهلا بك دائما على موقع المجانين.