بطء وسواسي أم اكتئاب وسواسي أم ماذا؟ م3
ما هو التأثير الدَّقِيق لـ "سُوليَان" على الإنسان؟
أنا إنسان هادئ ولطيف، لكن لديَّ صورة سلبية عن ذاتي بسبب طاعتي المُفرِطَة واستسلامي وسَلبِيَّتِي. لا أُعطِي أولَوِيَّة لرغباتي وأهدافي وذاتي، بل أَهرُب وأُجارِي السائد، مِمَّا يجعلني عُرضَةً للاستغلال أو العنف؛ لأنَّني لا أُؤَكِّد ذاتي وأَتَجَنَّب المُواجَهَات.
أُريد أن أُحِبَّ ذاتي أكثر، وأَحترمها وأُقَدِّرُها، ويُساعِدُني في ذلك أن أَتَوَقَّف عن الطاعة العمياء والمُذِلَّة، وأن يكون لديَّ خِيارات وقرارات.
هل من المُفيد معرفة جذور وأسباب الطاعة والاستسلام رغم السِّنِّ المُتَقَدِّم (42 سنة) وتجاوُز الطفولة؟ هل هو نُكُوص إلى الطفولة سببه الخوف من السلطة أو الخوف من الصراع؟
أترَدَّد على الأطباء النفسيين باستمرار منذ 21 سنة، وسبب هذا التَّرَدُّد المُستَمِر كما قلت أنَّني إنسان مُطِيع وساذج، لأنَّهم يتوقَّعُون مِنِّي أن أَعُود فأعود، وأن أُطِيعَ فأُطِيع، لكن أشعر أن صوتي غير مسموع لدى الأطباء، واقتراحاتي غير مُحتَرَمة، بل أنا مُتأَكِّد أنَّهُم لا يتذَكَّرُونَنِي.
المهم أنِّي أتناول 150 مغ "سوليان" في هذه المرحلة، وأريد معرفة تأثير هذا الدواء على الإنسان. أعرف أنَّه بجُرعَة 400 مغ يُعطِّل الدوبامين فيكون مُضادًّا للذُّهان، لكنَّه يُحَفِّز الدوبامين بجرعة 50 مغ فيكون مُضادًّا للاكتئاب. فكيف يمكن معرفة مَفعُوله الدقيق بجُرعة متوسطة بينهما؟
قرأت أنَّ 100 مغ مناسبة لعلاج الأعراض السلبية، لكن لعَلَّه لا يُوَفِّر حماية كافِيَة من الذُّهَان عند وجود ضغوط، وأشعر أنَّ 200 مغ قد تكون كافية وأكثر نجَاعَة وأسهل في التناول، لكن لعَلَّ فيها أكثر أعراض جانبية.
وأريد أن أقتَرِح على الطبيب إحدى هاتين الجُرعَتين.
أرجو أن يَرُدَّ عليَّ الدكتور وائل أبو هندي؛ لأنَّ لدَيْهِ مَعرِفَة باستشاراتي السابقة.
29/6/2021
رد المستشار
شكراً على متابعتك.
عقار "أميسلبرايد أو سوليان" عقار مضاد للذهان آلِيَّة عمَلُه عبر إغلاق مُستَقبِلَات دُوبامين الثانية. ليس هو بعقار مُوازِن للمِزَاج، ولا مُضاد للاكتئاب، ولكن يتم إضافته إلى مُضادّ للاكتئاب لعلاج الاكتئاب الذُّهاني أو الوسواس القهري.
الدراسات المُتعَدِّدة تُشِير إلى أنَّ فعاليته الحقيقية هو بجرعة ٤٠٠ مغم يوميًّا، أو ١٢٠٠ مغم يوميا. حاله حال أي عقار له نافذة علاجية، وهي بين ٢٠٠ - ١٢٠٠ مغم خلال ٢٤ ساعة. هناك من المراجعين نافذته ما بين ٤٠٠ إلى ٨٠٠ مغم، أو ٤٠٠ إلى ٦٠٠ مغم؛ اعتمادًا على الأعراض الجانبية.
أمَّا مَقولَة أنَّ للعقار مفعول سحري بجرعة دون ٤٠٠ أو ٢٠٠ مغم يوميًّا، فهي مَقُولة قديمة وشائِعَة ظهرت مع إضافة العقار لعقار "كلوزابين"، ولكن لم يتم تأكيدها، بل تمَّ نَقضُها، وتحليل الدراسات المُتعَدِّدَة استنتجت ما أَشَرْتُ إليه أَعْلَاه.
وفقك الله.
ويتبع >>>>>: بطء وسواسي أم اكتئاب وسواسي أم ماذا؟ م5