بسم الله الرحمن الرحيم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أود أن أعرض مشكلتي عليكم: أنا أعيش في أسرة مستقرة والحمد لله ملتزمة تتركز مشكلتي في أنى أعاني من الفراغ العاطفي فأنا بطبعي هادئ ودائما ما أتطلع إلى السكن إلى الفتاة التي تملأ حياتي وأنا أيضا خجول وطوال حياتي لا أكلم أي بنت إلا في أضيق الحدود بمعنى أنى كنت أهرب من أي موقف معهن وفي نفس الوقت أتمنى أن أكلم أي فتاة
وكنت في تلك الفترة إذا رأيت أي فتاة أعجب بها وأظن أنى أحبها وأتخيلها زوجتي إلى أن أملَّ منها، طبعا عرفت بعد ذلك أن هذه فترة مراهقة وسببها تطلعي إلى السكن والحنان لكن ما حدث أخيرا بعد أن نضجت جزئيا هو أن هناك زميلة معي في الكلية ملتزمة وجميلة وأجد فيها الكثير من صفاتي أود أن أكلمها وأن تصبح زوجتي في المستقبل ولكن هذة المرة ليست كالتخيلات السابقة فانا أحبها فعلا لدرجة أني أخبرت إخوتي البنات وهذه أول مرة أفعل هذا في حياتي وأن أكلم اخوتى في مثل هذه المواضيع حتى أني طلبت منهن في مرة أن يكلموها
ماذا أفعل فأنا أحبها أعلم أنى صغير السن (19) وأن أمامي زمن في كليتي (الطب) لكن خايف تطير من إيدى عشان هي مش زى أي واحدة وليس غرضي في هذا أن أكلمها في الكلية أو على الهاتف مثل ما يفعل الكثير من أصدقائي ولكن رغبة في أن تصبح زوجتي لأنها هي فتاة أحلامي التي طالما أتخيل صورتها في ذهني
كلما أراها في الكلية لا أدري ماذا أفعل فأنا ليست لي أي تجارب في الكلام مع أي بنت فأنا أشعر أنى عاجز فأنا أحبها ولا شيء غير ذلك لا أفعل شيء آخر هل أكلمها؟
مع العلم أن هذا الموضوع يؤثر على دراستي في الكلية هذه أول مرة أكتب لكم فيها وأعلم أن النقاط التي ذكرتها غير مرتبة ولكن اعذروني
وأرجو أن أكون قد استطعت أن أسرد لكم المشكلة
20/1/2005
رد المستشار
أخي العزيز.......
إن الميل العاطفي للجنس الآخر أمر طبيعي ركبه الله فى النفوس كي تتوق إلى غيرها فيكون ذلك دافعا للتزاوج وتكوين أسرة يعيش في كنفها زوجين وذريتهما فتعمر بذلك الحياة، ولولا هذا الميل الفطري لانقرض النوع الإنساني من آلاف السنين، وهذا الميل العاطفي اللذيذ هو الذي يدفع الرجل للتفوق والعمل والمثابرة والتحلي بصفات القوة والنبل والأخلاق العظيمة كي يكون جديرا بإعجاب الفتاة التي يحبها، ويجعل أيضا الفتاة تهتم بمظهرها وتتجمل، كما تهتم بأخلاقها وروحها كي تفيض بمعاني الحنان والسكن وتكون جديرة بإعجاب الرجل بها وميله نحوها فتتحرك إرادته تجاهها ويبدأ التفكير في الزواج منها.
ولولا هذا الميل الفطري لدى الرجل والمرأة لما تكبدا مشقة السعي والزواج وما يليه من مسئوليات تكوين بيت ورعاية أبناء، فهذا الميل العاطفي السحري اللذيذ هو الدافع والمكافأة لتحمل كل هذا.
وكما ذكرت فأنت هادئ وخجول وتشعر بالفراغ العاطفي وتتطلع إلى السكن والحنان في كنف الجنس الآخر, وهذا التكوين النفسي يجعل مشاعرك جياشة وقوية بقدر احتياجك لمن يؤنس وحدتك ويملأ فراغك العاطفي ويعطيك السكن النفسي الذي تتوق إليه نفسك المضطرمة بالمشاعر، ولقد مررت بتجارب عديدة من الإعجاب قبل ذلك وكانت تنتهي بعد فترة, وكما فسرت أنت فهي سمات حب مرحلة المراهقة.
أما الآن وأنت في بدايات كلية الطب فقد انجذبت لفتاة ملتزمة وجميلة وتشعر بميل جارف نحوها وتريدها زوجة لك وتخشى أن تضيع منك لو أنك انتظرت حتى تنتهي من مشوارك العلم الطويل في كلية الطب.
وواضح أنك لا تعرف عن هذه الفتاة شيئا ولا عن أسرتها وإنما شدك إليها جمالها وسمتها وربما التزامها، وهذا الشعور العاطفي القوى يصلح كبداية فقط للتعارف إذ ليس هذا كافيا للحكم بأنها تصح زوجة لك مهما كانت قوة هذا الشعور،إذ تبقى أشياء كثيرة هامة في شخصيتها وسلوكها وتاريخها الشخصي والعائلي تحتاج لأن تعرفها قبل أن يكون حكمك نهائيا لها أو عليها, كما أن شعورك الجارف هذا نحوها ما زال يحتاج إلى مزيد من الوقت للتأكد من أصالته وقدرته على الاستمرار، فعلى الرغم من قولك بأن هذه المرة تختلف عن المرات السابقة إلا أن الواقع والمرحلة العمرية التي تمر بها لا يستبعدان تغير تلك المشاعر مع الوقت فأنت ما زلت قريبا جدا من مرحلة المراهقة التي تتغير فيها المشاعر وتتبدل, كما أن هناك أشياء واعتبارات لوعرفناها ربما تغير موقفنا تماما حيال من نعرفهم أو نعجب بهم.
وإذا قلت أن مشاعرك صادقة وعميقة ودائمة هذه المرة -أو ثبت ذلك مع الوقت- فأنت تحتاج من ناحية مزيدا من المعرفة عن هذه الفتاة التي أحببتها من الخارج (أو من بعيد) وهذا يتحقق بمتابعة تصرفاتها (خاصة وأنها زميلة لك في نفس الكلية) ومحاولة معرفة شئ عن عائلتها وظروفها فربما تكون هي مرتبطة بشكل أو بآخر, وهذا يحتاج لصبر وتأن لأن الدخول في عالمها بشكل فج أو متسرع قد يجرحها أو يجعلها تنفر منك.
وأنت لديك فرصة لذلك من خلال رؤيتها بشكل غير مباشر أو بشكل مباشر في نطاق أنها زميلة ربما تأتى الفرصة لحديث عابر معها عن بعض الأمور الدراسية. وإذا ثبت أن كل ما سبق يصب في صالح فكرة الاقتران بها فيبقى من الناحية الأخرى أن تكون أنت جديرا بذلك -خاصة وأنكما في نفس المرحلة العمرية- والفتاة -كما تعرف- تكون أسبق في النضج الجسدي والاجتماعي والعاطفي من الفتى المماثل لها في العمر، ولهذا تفضل كثير من الفتيات الاقتران برجل أكبر منها عدة سنوات لكي يتحقق التوازن.
وجدارتك بها تتمثل في تفوقك الدراسي ونضجك الشخصي وقدرتك المادية على أن تتزوجها في فترة معقولة إذ ليس من الممكن أن تنتظرك ست سنوات حتى تنتهي من دراستك ثم تنتظر ست سنوات أخرى أو أكثر حتى تجمع احتياجات الزواج!!!!!
وكما ترى فإن العاطفة تكون بمثابة عمود واحد في العلاقة بين الرجل والمرأة والأمر يحتاج إلى مزيد من الأعمدة حتى يقوم بنيان على أساس متين, وأنت تحتاج لتلك الأعمدة الباقية، وإلى أن تتوفر فعليك الاهتمام بدراستك والحرص على التفوق فيها وأن تجعل حياتك العاطفية موازية لهذا التفوق ولا تكون بديلا له, لأنك لو خسرت دراستك فستخسر كل شئ إذ ليس من المعقول أن تتقبلك هذه الفتاة أو غيرها وأنت فاشل دراسيا.
وقد تغريك نفسك بأن تقترب منها وتبادلها الحب -إن استطعت- بصرف النظر عن إمكانية الزواج من عدمه، وهنا أقول لك تذكر أن لك أخوات مثلها فعاملها كما تحب أن يعامل الناس أخواتك، وأسأل الله في صلواتك أن يوفقك لما فيه الخير وأن يجمع بينكما إن كان في ذلك خير.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابن العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين وألف شكر على ثقتك، ليس لدي ما أضيف بعد ما تفضل به أخي الدكتور محمد المهدي لكنني فقط أحيلك إلى بعض الروابط السابقة من على استشارات مجانين ففيها ما يفيدك إن شاء الله:
الحب والجد .. هل يجتمعان ؟
ليست مراهقة، لكن ماذا بعد هذا الحب؟
الحب هو الأهم دائما يا عزيزي
عندما يصلح الحب يصلح السلوك !
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعنا بأخبارك