مطلقة في مجتمع شرقي.!؟
سئمت تكاليف الحياة
أحدثك عن سنين مضت وقد اقتربت من العقد الرابع.... الطفولة بائسة كحال الجميع.... نجاح بالدراسة فزواج مدمر وطلاق مؤكد باكر... آلمني وأفقدني إحساسي بأنوثتي... درست عملت أنجزت وتناسيت باني على الهامش كزهور ذبلت في العشرين مر الزمن... شاكرة لله الكثير... لا أتحدث عن ضائقة مالية... ولا مشاكل عنقودية كلنا خلقنا في كبد... أعيش بصمت بعيدا عن مسرح الحياة... سكنت جوارحي.. وزهدت بالكثير.. جاء هو ليقلب الحياة رأسا على عقب... ولأني تقليدية وأعيش في جلباب أبي... أحضرته للعائلة.... ليقابل عائلتي وتم القبول..... إلى هنا تبد القصة.. ستنتهي بالأفراح العامرة...
بدأت الحياة تتسلل لقلبي... كسرت وحدتي... وبدأ صخب الحياة يغزو أسوار صمتي. كحمقاء بدأت أخطط وأرسم لحياة جديدة.... سأكون أما... سأمتلك مملكتي بعد طلاقي عاملني الجميع كخادمة... الكثير من الأحلام الوردية... خاضها الكثير منكم ويراها عادية... أنا أحلم بالأمومة.... بحياة أسرية.... بشيء من الكرامة بعثرها الكثير لأني فقط مطلقة
في اليوم المنشود.. أغلق هاتفه وتبخر.... دون اعتذار..... دون مقدمات صدمت.... بكيت.... تألمت جدا جدا... ضحكت من نفسي.. من تفاؤلي.... من إسرافي بأمل كاذب... انزويت بغرفتي لأتحاشى الشماتة والكلام الجارح.... متصابية بدها تتزوج.. فضحتنا بين الخلق..... مش أول مرة بيهرب منها الرجال... كلمات كالسهام تخترق القلب... صمت مطبق.... وجه بلا معالم.. والكثير من الفاليوم.....
سخطت على قلبي أود انتزاعه من مكانه... أنا لا أبكي رجلا بلا كلمة... أبكي هذا الضغط الهائل لا يحتمل.... ضغط يسحق عظامي البائسة.... فكرت بالموت من غيمة سوداء كهذه.... أحمل مشرطي وأتوجه لمكان بعيد لا أريد حتى الموت بينهم.... أجلس في حديقة عامة والمشرط يلامس شرياني.... أتردد وأعود لجحر الأفاعي.... ليس في رأسي سوى هذه النهاية
ماذا فعلت لأستحق كل هذا...
أنا لا أحتمل
26/7/2021
رد المستشار
استشارة اليوم غير استشارة ٢٠١٥ وفيها الحديث عن اليأس وعدم العمل والضياع والأهم من كل ذلك الاكتئاب. في الاستشارة السابقة كان الحديث عن الطفل والأمومة ورسالة اليوم لا توجد فيها إشارة لهذا الموضوع. ما يمكن استنتاجه بأن هذه الاستشارة تمت كتابتها وإرسالها مع أزمة حادة في حياتك.
التعبير المشاعر والعواطف أمر صحي ومن احتياجات الحياة لكل إنسان ليس التعبير عن العواطف فحسب وإنما استماع الناس إلى حديثه. هذا ما يتم العمل به في العلاج النفساني فالمراجع يتحدث والمعالج يستمع إليه. ولكن ما هو أيضاً في غاية الأهمية بأن المعالج النفساني لا يقدم الحلول وإنما يشجع مراجعه على إعادة صياغة كلامه، وضع محتوى الحديث في أكثر من إطار، والإشارة إلى علاقة ما يتحدث عنه بالتحديات المصرية التي تواجهه في الحاضر والمستقبل. أما تكرار زيارة الماضي والندم على ما حدث ومن ثم إسقاط اللوم على من حوله وعلى المجتمع بأسره فهي عملية عقيمة لا تصل إلا إلى طريق مسدود.
يتخذ الإنسان قراراً ما في حياته ويحدث بعد ذلك ما يحدث. كذلك هناك من الناس من يجد نفسه في موقفٍ ما بسبب سلوك غيره ويشعر بالغضب والألم. لكن الحياة لا تتوقف والمستقبل غير الحاضر ولا يوجد أمامه سوى أن ينتقل إلى موقع جديد في الحياة يبحث فيه عن السعادة والهناء ويتمسك بالأمل دون اليأس.
أشرت عليك سابقاً بمراجعة طبيب نفساني ويا حبذا لو فعلت ذلك،
وفقك الله.