مصدوم: زوجتي كيف عرفت طول قضيبي؟! شر البلية!!
مساء الخير موقع مجانين
ما سأحكيه لكم يبدو معتادا وجميلا كما بدى لي لسنوات... لكن ستتوالى الصدمات حين يقارب الحديث نهايته وتبدأ الأسئلة.
خطبت فتاة جميلة متدينة منتقبة.... ومن عائلة مناسبة ثقافيا واجتماعيا... وفي فترة الخطوبة عرفت أنها تعاني من نوبات لبس كان وعيها يتغير فيها وكانت تعالج مع الشيوخ وأنا طبعا لا أؤمن في هذا المجال إلا بالعلاج بالقرآن.... وفعلا تم علاجها بعد سنوات من الإخفاق على يد أحد المعالجين بالقرآن وهو أستاذ جامعي في الفقه وأرشدها في الوقت نفسه إلى العلاج لدى طبيبة نفسانية... والحقيقة أنه هو نفسه استخدم طريقة نفسية ليقنعها بأنها لا ملبوسة ولا ممسوسة وإنما لديها حالة نفسية.
تزوجتها... وحملت وأنجبت... ومرت السنوات كنت خلالها ميسورا ناجحا في عملي... ولكن فرحتي تنطفئ في البيت فقد بدأت أعراض الاكتئاب وعدم الاهتمام تظهر عليها وتحولت زوجتي بالتدريج إلى مخلوق كسول.. تهمل في كل شيء... عرفت أن هناك أسبابا نفسية أخذتها وبدأت رحلة العلاج النفساني... ورحلة الصبر والتحمل والتعامل مع نقاط التقصير بالتعويض وعدم الانتقاد.... سنوات بمعنى الكلمة وأنا أتحمل ما لا يتحمله الأزواج، وزد على ذلك أنها من قبل العلاج ومن بعده أصبحت بالتدريج بالغة البرودة في علاقتنا الحميمية، وتحملت وتأقلمت... وظل أولادي يؤسفني عدم اهتمامها المستمر بهم... فلا شيء أهم من الموبايل في حياتها.
في الفترة الأخيرة بدأت ألاحظ عليها سلوكا غريبا وأعرف أنك ستستغرب لقد أصابها هوس بأن تصور نفسها بالمحمول وقطعة قطعة وفي أوضاع كثيرة ومختلفة طبعا بثيابها لكن لا نقاب ولا حجاب! وحين كنت أعترض كانت تقول "سيبني أفرح نفسي ده موبايلي ودي صوري!! وبعدين أنا أحذفها بعد ذلك"... وكانت على مدى السنوات تقضي أغلب وقتها نهار وليل على المحمول... والطبيبة النفسانية تحاول معها وتصبرني... لأن الاكتئاب مقاوم للعلاج.
من حوالي أسبوع حدثت الطامة الكبرى استيقظت ليلا لأشرب وما أن خرجت إلى الصالة سمعت من غرفة الصالون ضحكة غير معتادة وكانت تمسك الموبايل في إضاءة خفيفة وتصور صدرها... دخلت عليها وأخذت المحمول فظلت تبكي وتصرخ أن أعطيه لها... لكنني كنت في حالة من الجنون وأصريت على أن تعطيني كلمة السر لأعرف مع من تتحدث والحقيقة أنها حاولت كل المحاولات لمنعي من ذلك... لكن في النهاية أعطتني كلمة السر... وهنا بدأت المصائب تتوالى.
الشخص الذي كانت تكلمه هو زوج إحدى صديقاتها... وكم كان الحوار مخزيا هي تعرض نفسها عليه وهو يرفض ويذكرها بأنها امرأة متزوجة.. ثم يأخذ في العبث ليسألها -تخيل!! -عن طول قضيب زوجك؟...*** وأشياء لا يخطر على بال أحد إن زوجتي تتكلم فيها أصلا.. ثم بعد قليل من التقليب في الواتساب وجدت علاقة مع آخر... وفضائح أكثر وأكثر.
أنا أكتب لكم بعد أيام من الكارثة وما أزال في حالة من الصدمة والذهول... أخذت إجازة من عملي لأسبوعين وطلقتها وأعلمت أهلها وبقيت مع أولادي لا أعرف ماذا سـأفعل؟ هي طبعا انهارت تماما وما تزال تقسم أنها لم تزني وأن الأمور لم تتعد ما وجدته على الموبايل!
عندي بنتان وولد وهي لم تكن أما جيدة بأي حال ناهيك عن مصيبتها الأخيرة أرشدوني ما أفعل؟
** للعلم وشر البلية ما يضحك!! لم يحدث مطلقا أنها قاست طول قضيبي ولا أنا..! لكنني بالأمس اكتشفت أنها قالت قياسا بالضبط!!
1/8/2021
رد المستشار
السائل الكريم
أكثر من شهر ورسالتك أمامي بحيث أسأل نفسي عما عساي أقول لزوج مصدوم، وقد تذكرت حالة زوج راجعني مؤخرا في العيادة مع قصة مشابهة لقصتك، الفارق أنه لم يكن قد طلق زوجته.
القصة متكررة ومنتشرة بحيث أن الزوجة التي كانت راضية بالمكوث في البيت لا ترى أحدا ولا يراها أحد وبالغت في البعد عن الناس أو تغطية نفسها ووجهها بحيث امتنعت عن التفاعل الاجتماعي في أنشطة علنية كما في كل مجتمع يتمتع بحد أدنى من الرشد وحيوية الحركة والسلامة النفسية، نجدها بدلا من الاستسلام للاكتئاب الذي يراه بعض العلماء صرخة ألم واستغاثة تطلب التواصل والتساند والقبول والمشاركة والتفاعل مع السياق المحيط، بدلا من التفاعل العلني في مناخ مفتوح، وربما لغيابه، تلجأ الزوجات في تلبية الاحتياجات الاجتماعية إلى نافذة الشيطان أو شاشات الاتصال الذي صار فتنة في مجتمعات الحرمان من : الصحة النفسية والمجتمعية، والتواصل الطبيعي بين البشر، وأنشطة استثمار الطاقات الإنسانية.
زوجتك التي كان جزء منها يبدو محافظا ومتحفظا ومتواريا، كان جزء آخر منها يبحث عن الترفيه واللعب والمغامرات، وهي احتياجات إنسانية إذا غاب اعترافنا بها، والتخطيط لتلبيتها يمكن أن نكون جالسين فوق بركان يمكن أن ينفجر في أي وقت، وقد انفجر !!!
نحتاج إذن إلى حفر أوسع وأعمق لنفهم ما جرى، وربما تتضح الصورة أكثر إذا سمعنا من صاحبة الخطأ شخصيا.
في كل الأحوال..... حصل الطلاق، ولعلك الآن هدأت، ولعلك قد تراجع نفسك، وتحسب الأضرار والخسائر مرة ومرات.
أنت لم تطلب منا شيئا محددا، فقولك أرشدوني ماذا أفعل يعمل ضمن اختياراتك التي يمكنك تحملها، وأنت لم تذكرها.... وبالتالي اكتفيت بنقل خبرتي الشخصية من خلال العمل والاطلاع على الحاضر وتأثيرات عالم الشاشات والاتصالات على النفوس والعقول والبيوت، وهذا حديث يطول.
تابعنا بأخبارك.
كان الله في عونك، ودمت بخير.