إناث وذكور : هل أنا مجنون؟ م. مستشار
كيف أعالج نفسي
بسم الله الرحمن الرحيم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وجميع القائمين على الموقع بخير وجزاكم الله خيرا على ما تقدموه من عون لجميع المبتلين في أنفسهم. وشكرا لردكم على رسالتي السابقة إناث وذكور : هل أنا مجنون؟
عندما قرأت هذا الرد الشافي أخبرت أسرتي ببساطة أنى أريد الذهاب للطبيب النفسي، ولكن الجميع رفضوا الموضوع من بابه وصاحوا في وجهي أنت عاوز تدخلنا في متاهات ملهاش نهاية, والوساوس اللي بتقول عليها حاجة في يديك وعادية وتقدر تتخلص منها بالصلاة والقرآن, ولكن نريد منك أسباب ملموسة لرسوبك ب3مواد أسباب حلها في أيدينا، ولكن الموضوع الثاني مرفوض تماما, و"شوف مستقبلك انتا تعبتنا معاك" رتب أمورك وعاوزينك تنجح صافى؟؟!!! ازاي، بعد الكلام اللي أخذته في العضل حدث لى انهيار بسبب الشعور بالذنب والتقصير، وشعرت أنى إنسان تافه لأبعد الحدود فكيف أضيع مستقبلي الذي طالما حلمت به؟؟؟؟؟؟
وكيف أصبحت غمة على أسرتي وجميع أهلي فأنا بيدي وبعقلي جعلت الحقيقة الواضحة إلى سراب!!!!!!!!. الذي كان الصغير والكبير يحبون ما يحب ويكرهون ما يكره وكنت مثلا أعلى. كل أسرة تريد ابنها مثلي ليس مثل أبيه. كل أم تريد ابنتها طبيبة حتى تكون لي؟!!!!!!
هو مجتمعنا العربي كده ؟؟ ووقت الفشل تجد ألسنة حداد لاترحم وليس أمامهم إلا ما يرونه من واقع الفشل الزريع !!! فيزيد الحزن وتنطفىء شمعة الأمل مع انعدام الثقة في النفس فماذا أفعل؟؟.
وقد أصابني حالة من البكاء الشديد التي لم تحدث من قبل بهذه الصورة لى. فتحول اجتماع الأسرة والأقارب السعيد إلى غم شديد بسببي أنا وحدي وبعدما أفقت.تجمعت لدى رغبة في تغيير الواقع الأليم وبدأت أذاكر ببعض من التركيز فعندما أذاكر أشعر براحة ولكني أصبحت بطيء جدا مما يجعل مزاجي يتعكر بسرعة ومن ضمن أسباب ذلك:
أني أشعر بعدم الراحة من نصف جسدي الأيسر (بداية من رأسي في الـ 1/2 الأيسر يؤلمني بأكمله حتى لساني أصبح يؤلمني فيزيد ذلك رغبتي في حك -أي itching- هذه الأجزاء وأشعر في بعض الأحيان أن مخي مخدر. وتحدث حركات لاإرادية في بعض العضلات الصغيرة) أرجو الجواب الشافي
وماذا علي أن أفعل حتى أعود لدراستي وأبعد تلك الوساوس التي لا أعلم لماذا أنا دون إخوتي أصبت بها؟ هل لأنهم لم يعطوني أهمية لرأيي ولا مشاعري؟؟؟؟
أم لأني نشأت معتمدا على وجود أناس محددين في حياتي وعندما ابتعدوا عنى أصابني ما أصابني: ولكني في هذه اللحظة أتعجب لماذا كان رد فعلي هكذا لماذا لم أبتعد أنا قبل أن يبتعدوا لماذا لم يكن موقفي حاسما من اللحظة الأولى للمشكلة التي قال عنها من سمعها أنها تفاهات وأني ليس لي أدنى شخصية
وهل قلة الطعام تفيد تقليل الوساوس؟؟ وهل توجد أطعمة تقلل الوسواس
وكيف أرسم لنفسي مستقبلا إن تركت كليتي؟؟ وأنا في هذا الحال
وشكرا لكم على تقبلكم لي
وأرجو الجواب الشافي
21/10/2004
رد المستشار
أخي العزيز ......
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسرتك تخشى أن تأخذ "هوية مريض نفسي" وتنشغل بها عن مشكلتك الحقيقية –في نظرهم– وهى النجاح في الدراسة، وربما يكون لديهم بعض العذر في ذلك فأنا ألمح في رسالتك رغبة شديدة في الاعتمادية والتبرير ومحاولة جذب الاهتمام حتى ولو كان ذلك عن طريق المرض، فأنت (بوعي أو بدون وعي) تحاول في هذه المرحلة الفارقة من حياتك أن تجد شماعة تعلق عليها مشكلاتك الدراسية بديلا عن مواجهتها.
قد تقول لي: أليست هذه كلها علامات اضطراب مرضى خاصة إذا أضفنا إليها ما ذكرته من آلام وحكة في الجانب الأيسر من جسدك؟ .
وأنا أقول لك أنني كنت أتمنى أن توافق أسرتك على حصولك على مساعدة طبية نفسية تزيد من بصيرتك بدفاعاتك السلبية الهروبية وتضعك في مواجهة جادة وحقيقية مع مستقبلك الدراسي والمعنى والحياتي، ولكن حتى بدون حصولك على هذه المساعدة لسبب أو لآخر تستطيع تجميع قواك واستنهاض همتك والشعور بالمسئولية نحو حياتك ومستقبلك والكف عن الصراخ والبكاء والشكوى واستجداء العطف والشفقة والاهتمام، وإذا لم تفعل ذلك فستظل تتسول الشفقة من الناس طوال حياتك دون جدوى.
اخرج الآن من هذه المتاهة وضع دراستك ونجاحك في مقدمة اهتماماتك وتخلى عن البكاء والشكوى، وحاول أن تتذوق طعم الإنجاز والنجاح، وصدقني إنه أفضل كثيرا من نظرات الشفقة والعطف.
أعرف أنك تشعر بقسوة ردي كما شعرت من قبل بقسوة استجابة الأهل، ومع هذا أرجو أن تكون تلك القسوة الرحيمة دافعا لك للكف عن الأنين والاستجداء والبدء في العمل الجاد والشريف من الآن، وأسأل الله لك التوفيق.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابن العزيز أهلا وسهلا بك وأعتذر عن تأخرنا في الرد على متابعتك تلك، وليست لدي إضافة بعد ما تفضل مجيبك الدكتور محمد المهدي غير أن أنصحك بأن تعرض نفسك على الطبيب النفساني في مستشفى الطلبة التابعة لكليتك وأخبر أهلك بأنك ستفعل ذلك إن لم يعينوك، ولكن لا تترك نفسك هكذا لتندم بعد فوات الأوان، وأهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بأخبارك.