هل هذي وسوسة ؟ هل هذا وسواس ؟ و.ذ.ت.ق !
أريد العلاج ولكن..!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أشكر لكم ردكم على استشارتي السابقة وعلى جميع ما تقدمونه للناس.. أنا فهمت كلامك يا دكتور في استشارتي السابقة جيدًا.. وبالفعل أرغب بالعلاج ومستعدة لتحمل الألم في سبيل ذلك لأنني مللت وتعبت.. أنا صار لي أكثر من 10 سنوات وأنا أوسوس في أشياء كثيرة لكن لا أدري لماذا لم أذهب إلى طبيب ظننت أن التجاهل وحده يكفي وبعضها كنت أشعر بغرابتها لكنني ربما لم أكن أعلم أنها وساوس كنت أستغفر منها وأدعي ثم تذهب.. ثم تأتي مرة أخرى وهكذا..
المشكلة في آخر سنتين أصبحت وساوسي أكثر شدة وأغلبها فكرية في العقيدة وفي الخوف من ارتكاب الذنوب بحق ربي أو بحق الناس وأفكر في كيف لو أخطأت بحقهم كيف أرد الحق..
عندي عدة أسئلة أرجو أن تجيبوني عليها لعلي أستطيع البدء بالعلاج.. حاولت أكثر من مرة لكن كل مرة تأنيني وساوس وأتوقف وسأذكر هذه الوساوس في الأسئلة التالية:
1. هل وساوس الكفر مثل الإساءة لله أو للمقدسات سواء فكرة أو فعل أو قول لا أؤاخذ عليها؟ أحيانا الفكرة برأسي لكن أشعر أني أبتسم أو أقوم بردود أفعال في تعابير وجهي فأصنفها على أنها فعل وأني أحاسب.. وعندما أقول أنها حدثت بالرغم مني وأني لم أتعمدها تأتيني وساوس أني أنا من استرسلت في تفكيري وتعمدته فتعابير وجهي أحاسب عليها..
2. هل لو شعرت بأني تعمدت أو مسرورة من هذه الأفكار أو غير مبالية بها أو أني أريدها يعتبر كفر؟ أنا قرأت في موقعكم أنه لا يعتبر كذلك لكن تأتيني وساوس أنكم تقصدون شيئا آخر غير ما يحدث معي وأن ما يحدث معي هو تعمد حقيقي مع رغبة ونية..
3. أحيانا أشعر أنني أقوم خلال الوسوسة بفعل لا إرادي وكأنني أفقد السيطرة على نفسي وأعتبره ذنبا فهل هذا طبيعي
4. تأتيني وساوس حيث أتردد وأقول لماذا أتعالج وأنت لا تحبين دينك فلماذا العلاج وعندما تأتي هذه الأفكار يقل التحفيز لدي فكيف أعرف أنني أريد وأحب ديني فعلا؟ أو أنني لن أستطيع المعرفة وأنا في هذه المرحلة؟
5. تأتيني وساوس أنني ربما ليست فيني وساوس بس مرض آخر بالرغم من أنكم أجبتموني بأنني موسوسة وبالرغم من أن أعراضي مشابهة لكثير من الموسوسين الآخرين وبالرغم من أن كلام المعالجين ينطبق علي فعلا لكن هذه الفكرة ملحة وتفسد علي العلاج.. هل أتجاهلها فقط دون تكرار البحث عن نفس الأعراض؟
6. عندما أحاول تطبيق التقبل، وأتقبل فكرة أن شخصا ما قد يموت أو قد أفقده، تأتيني وساوس أنني راضية وأتمنى ولا يهمني إن حدث ذلك وبعد ذلك أشعر بأنه سيحدث له ذلك فعلا كعقاب لي وأحزن، أم أن تفكيري خاطيء والتقبل لا يعني التمني وهذا مجرد شعور كاذب؟
7. تأتيني وساوس مثل (عندما تنظر لفلان وتسمع كلمة كفر أو تأتيك فكرة كفر فقد يصبح كافر) يعني أعرف أنها لا يمكن أن تكون صحيحة لكن الوسواس يقول لي أنك تمنيت حدوث هذا له أو أنك من المفترض أن تمتنع عن النظر وبما أنك نظرت فقد يعاقبك الله على ما فعلت، طبعا وأنا أكتبها الآن أعلم أنها غير منطقية لكنها تخيفني خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمن أحب (يعني آخذها على نفس جملة البلاء موكل بالمنطق لكن بدون نطق، وعندما أقول أني لم أتمنى ولم أنطق فهذا معفو عنه يأتي يقول لي لكن النظر يعتبر فعل..) تعبت فعلا وتأتيني أمور أخرى مشابهة مثلا لو مشيت الآن فعليك ذنب وعندما أمشي بدون اهتمام أشعر وكأني شريرة أو أتحدى ربي وما شابه، يأتيني تأنيب ضمير أنه لابد أن أغير الفكرة والشعور قبل أن أمشي حتى لا يكون علي ذنب..؟؟
8. عندما أكتب لكم أشعر أنني لم أكتب بتفصيل كاف وهذا يؤرقني ويقلل قناعتي بردكم ويجبرني على كتابة المزيد من الأسئلة
9. أشعر أنني يجب أن أسأل عن كل شيء أوسوس فيه حتى أتأكد من أن الذي يحدث كله وسوسة لا أدري هل الموسوس لا يقتنع أنها وساوس حتى يشفى؟
10. يقول المعالجون إن الفكرة الوسواسية ملحة ومزعجة، لكن أحيانا تكون جديدة فأجلس أفكر هل ينطبق عليها ذلك أم لا وبعدها أنغمس في الوسوسة ماذا أفعل؟؟
11. كيف أستطيع مقاومة الكآبة من المشاعر الداخلية؟ يعني عندما أشعر أنني فعلت ذنب ولم أتجاهل بسرعة أو لم أقتنع أنها وسوسة يفسد مزاجي كله وأشعر بأنني شخص سيء وأتعمد هذا الذنب ولا أستطيع الفكاك من المشاعر إلا بعد الاستغفار أو التشهد فكيف يتجاهل الشخص وهو يشعر بالذنب؟
12. تقولون أن الشخص الموسوس يعامل الفكرة وكأنه فعلها.. لكن أنا أشعر أنه فعلا يوجد ذنب مثال في وسواس الشماتة: (عندما يحدث شيء سيء لشخص وعندي رأيي نحو أفعاله أي أنها لا تعجبني، عندما أشعر بداخلي بالشماته مع أنني أكرهها أشعر وكأني أبتسم أو أقوم بتعبير في وجهي) في هذه الحالة أنا أعتبر هذا فعل وليس فكرة، فهل هذا خطأ في التفكير ويعتبر تنطع؟
13. عندما أشعر بأني لا أستطيع إكمال التجاهل إلا إذا تشهدت أو فكرت، هل أتجاهل وكأن شيئا لم يكن؟
14. أحيانا أشعر أن الوسواس يخدعني وأن الفعل ليس وسوسة بل حقيقة وأن الوسواس يخدعني ويقول أنها وسوسة هل هذه خدعة وسواسية؟ هناك معالج يقول أنه ممكن أن يخدعك الوسواس ويقول عن شيء أنه وسوسة وهو ليس وسوسة فكيف أفرق؟
آسفة على الإطالة
وشكرا جزيلا
9/9/2021
رد المستشار
الابنة الفاضلة "غادة" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
مقدمة استشارتك ما قبل الأسئلة تعبير صارخ الوضوح عن صورة و.ذ.ت.ق..... كيف يتطور الوسواس القهري على طريق تفاعل الخوف المفرط من الذنب مع النزوع التعمقي القهري، وكيف يتفاعل الشك مع محاولة قراءة الدواخل مع نزوع للتكرار القهري بغرض التحقق....
وأما أسئلتك فها هي الردود:
1. لا أدري أنا من أين جئت بأن تعابير الوجه أثناء حديث النفس فعلٌ تحاسبين عليه؟؟ تعابير الوجه شبه لا إرادية الحدوث مع العواطف والأفكار وأقول شبه لأن الإنسان يستطيع أحيانا إخفائها عن المحيطين.... ثم هي إذا جاءت كردة فعل لحديث نفس (ومنه الاستجلاب والتعمد والابتسام وما شئت من التهم الشخصية الظالمة لنفسك، وليست إلا نتاج الوسواس وتلبيس الدواخل عليك) فيبقى حكمها حكم حديث النفس الذي لا حساب عليه (ما لم يُتكلم أو يعمل به) لكل المسلمين... ولا حساب عليه دون أي شروط للموسوسين (كل في موضوع وسواسه) أي أن الموسوس قد يتكلم وقد يعمل تحت تأثير وسواسه ولا شيء عليه!!...
2. ما يحدث معك هو الوسواس القهري وهو لك وللمحيطين بك واضح جلي.... وأضعف حيل الوسواس هذه أن يوسوس بأنك لست موسوسة! أما الحيل الأشرس فهي أن يلبس عليك مشاعرك من خلال إفساد قدرتك على استطبانها داخلك، فأنت أثناء الوسوسة الكفرية تقرئين مشاعرك فلا تجدين رفضا تتوقعين وجوده أو تجدين انشراحا فابتساما ترفضين وجوده أو لا تجدين شيئا من المشاعر.... فيباغتك الوسواس بأنك لا تشعرين بشيء لأنك لا يعنيك الكفر فقد كفرت... إلخ فهكذا تقعين في حيل الوسواس وعساك في المرة القادمة تدركين الفخ قبل الوقوع فيه. الأهم من ذلك هو أنك تتخيلين تعبيرات وجهك لا ترينها..... ولعل لهذا علاقة بأنك مثل أغلب مرضى و.ذ.ت.ق لديهم تميز فائق في القدرة على قراءة تعبيرات الوجوه كما أظهرت دراسة حديثة.
3. تقولين (أشعر أنني أقوم خلال الوسوسة بفعل لا إرادي وكأنني أفقد السيطرة على نفسي وأعتبره ذنبا فهل هذا طبيعي)؟؟ كيف يكون الفعل اللإرادي ذنبا؟؟ لا يوجد هذا في أي دين ولا في الإسلام! فكيف يكون اعتباره ذنبا طبيعي؟! لكن هذا أيضًا هو النزوع المعتاد لدى مرضى و.ذ.ت.ق.
4. نعم فتح الله عليك لن تستطيعي تحديد مشاعرك تجاه دينك في هذه المرحلة، لكن الأمر ظاهر للجميع أنك تحبين دينك ولولا ذلك ما تعذبت بهذا الصنف من الوسواس.
5. أجل أجل فتح الله عليك! تجاهليها تمام التجاهل وتوقفي عن تكرار البحث عن الأعراض فهو مضيعة للجهد والوقت وتسويف للحصول على العلاج.
6. سبب الخلط لديك بين القبول والتمني هو أنك عندما تتقبلين (علاجيا) فكرة أن مكروها سيحدث لـ "س" يأتيك الوسواس بأن هذا معناه الرضا... هذا معناه التمني... فتسارعين إلى استبطان دواخلك (قراءة مشاعرك) فتجدين ما لا يرضيك ببساطة لأنك في مرمى الوسواس... القبول بإمكانية حدوث الشيء لا يعني أبدا تمني حدوثه ولا يحمل قوة سحرية تجعله يحدث.... وكل ما هنالك أن الوسواس يعبث بك يا "غادة".
7. كل هذه وساوس تتسم بالتفكير الخرافي أو السحري فلا كلامنا يجلب الأشياء ولا يمتلك قوة إحداث أو حتى زيادة احتمال حدوث ما نقول سواء نطقنا أم حبسنا في نفوسنا يا "غادة" ولا أدري من أين خدعت نفسك بأن لديك القدرة على التأثر في الأشياء بالتفكير وأنت تنظرين فإذا جاء في ذهنك كفر ونظرت لأحدهم فقد كفر!!... أو إذا رفعت رجلك اليمنى فهو فعل كفري! هذه خرافات الوسواس يا "غادة" فلا ذنب عليك ولن يكون لتقولي (يأتيني تأنيب ضمير أنه لابد أن أغير الفكرة والشعور قبل أن أمشي حتى لا يكون علي ذنب)... لا حول ولا قوة إلا بالله!!.. لن يكون عليك ذنب لماذا ترفضين أن تفهمي أن حالتك التي تعيشين حالة مرضية تعفيك من احتمال الذنب واحتمال الكفر كافة ككل مريض بوسواس الكفرية. وقد قلنا ذلك مرارا تكرارا؟.... ابدئي علاجك من فضلك.
8. و9. النزوع إلى سرد التفاصيل عادة في مرضى الوسواس القهري يفعلونها قهريا طلبا للطمأنة وأحيانا تكون تفاصيلهم مهمة لكن ذكرها ربما يكون مفيدا أثناء العلاج، ومزعجا قبل ذلك فالإفراط فيه يزعج القارئ أو السامع.... فضلا عن أن تكرار بحث المسكين في دواخله ليحكيها يجعله في مرمى الوسواس كما نقول دائما..... والموسوس يبدأ علاجه بأن يعرف أن الفكرة وسواس.... ثم يبدأ رحلة التدرب على التجاهل.
10. الفكرة الوسواسية مزعجة لكنها مغرية كذلك بالتفكير فيها!! (كما تقولين جديدة وأنت تحبين التفكير) ولا تكون الفكرة الوسواسية ملحة إلا بالنسبة لمن يرفضها أو يهملها أو يتناساها.... والأمر لك تنزلقين أثناء التفكير (هل ينطبق عليها ذلك أم لا) أو لا تنزلقين...
11. تصفين هنا مشاعر الذنب المؤلمة التي أصبحنا الآن نعرف أن مرضى الوسواس خاصة يشعرون بها بصورة متضخمة ومرتبطة أكثر بالتقزز من الذات فخبرة الشعور بالذنب تكون أكثر إيلاما إذن في حالتك وتختمين قائلة (لا أستطيع الفكاك من المشاعر إلا بعد الاستغفار أو التشهد فكيف يتجاهل الشخص وهو يشعر بالذنب؟) يتدرب الشخص على ذلك أثناء العلاج يا "غادة" وليس تحقيق ذلك مستحيلا كما تحسبين.
12. اندماج الفكر الفعل "أ.ف.ف" واندماج الفكر الشيء "أ.ف.ش" كخواص معرفية في الموسوسين تظهر عندك في رقم 7. حيث يؤدي التفكير أو التكلم إلى أداء الفعل أو حدوث الشيء!! وهذي خرافات وسواسية، وما تحكينه من وسواس الشماتة يبين نفس ما شرحناه في رقم 2. أعلاه إضافة إلى أنه يجعلني أقول أنك مع أفكارك ومشاعرك تخمنين تعابير وجهك يبدو ذلك كنوع من الرقابة الصارمة التي تفرضين على نفسك مخافة الوقوع في الذنب...
13. نعم تستمرين في التجاهل دون تفكير أو تشهد (ولو فعلت فأنت تفتحين الباب ثانية للوسوسة) إذن تستمرين وكأن شيئا لم يكن من فضلك نفذي!
14. كيف تفرقين هل هي فكرة عادية أم وسواسية؟ هذه مسألة تحتاج كلاما كثيرا خاصا بكل حالة إضافة إلى ما هو متعلق بصفات الفكرة الوسواسية ولسنا في مقام الخوض فيه الآن لأننا قلناه مرارا تكرارا على مجانين.
تحركي في طلب العلاج الدوائي والسلوكي المعرفي معا وتابعي علاجك دون توقف لأي سبب ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>>>: هل هذي وسوسة ؟ هل هذا وسواس ؟ و.ذ.ت.ق ! م1