دخلت في دائرة الوسواس
منذ حوالي 3 سنوات أصبت بالقولون العصبي ولم يكن يؤثر علي حالتي، ولكن بعد ذلك أتخيل نفسي أني لا أسيطر علي نفسي يتخيل لي أني فيني دوخة ودوار وبعد ذلك نسيت هذا الأمر وكنت طبيعي
ولكن منذ شهور أتت لي دورة خارجية ودراسة الحقوق في أكاديمية وهذا حلم كل شاب ولكن عند الفحص الطبي وجد لدي نبضات القلب سريعة، وعلى فكرة أنا رياضي ودخلت دورة عسكرية وبعد الفحص دخلت في فحوصات أكثر لمعرفة المشكلة وهذا سبب لي إرهاق وتعبت نفسياً
أدخل المستشفي أول مرة وقسم القلب وفحوصات تلفزيون ومنظار الذي كنت أسمع عنه ولا أعرف ما هو المنظار وبعد ذلك قال لي الدكتور هذه دورة عسكرية وأنت والحمد لله لا تشتكي من شيء وهذا شيء عادي لأي إنسان مجرد شد عصبي ولكن في الملف الطبي كان التقرير أني غير لائق مما أثر فيني
وأنا رياضي ومتدرب أصبحت الآن لا أقترب من رياضة، أصبحت أفكر أني إنسان غير سليم وذلك أثر فيني كثيرا حتى عند الصلاة في المسجد أخاف أن اصلي في الصف الأول مما يجعل دقات قلبي تزيد وأتخيل نفسي أني سأسقط كذلك أصبحت آتي المسجد متأخرا وفي صلاة الجمعة أدخل المسجد عند نهاية الحديث علما بأني كنت أحضر المسجد قبل الأذان الأول
وكذلك عندما أكون بين أصدقائي تأتي لي حالة أني سيغمى علي ويزداد دقات قلبي وذهبت لدكتور نفسي وقال لي أنه حالتي تحتاج لا لدواء ولكن زيادة في الثقة في النفس وترك هذه الأفكار خلف ظهري ولكن أوقات أتغلب وأوقات أضعف
وأتمنى منكم النصيحة....
ولكم جزيل الشكر
29/01/2005
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك تبدأ قصتك لنا منذ ثلاث سنوات: بالقولون العصبي، وأسألك بداية: من العصبي أنت أم القولون؟ وتلت ذلك وربما سبقته أيضًا حالة من القلق المتعمم، لم تستشعر منها في وعيك باعتبارها علامة مرضية إلا بعضا مما يشبه أو قد يكونُ نوبات هلعٍ غالبا خفيفة الشدة، وصفتها بشعور عابر بأنك تتخيل أنك تفقد السيطرة وتشعر بالدوخة والدوار، المهم أنك نسيت الأمر وعشت طيبا لفترة حتى جاء يوم الفحص المشهود، وهنا استفزَّ الحدث الحياتي ذلك القلق المتعمم الذي كنت تعيش به ولا تراه مرضا مثلك مثل ما قد يزيد عن نسبة تتراوح بين 4.0% و 6.6. % من مجموع الناس فهذا هو معدل انتشار اضطراب القلق المتعمم، والذي يتسلل في حياة الناس فلا يستشعرون به كمرض إلا بعد فترة، خاصة وأنه يتخفى بين ردد أفعالهم لأحداث وأحوال الحياة في أغلب الأحيان كما بينا في إجابة اضطراب الأحوال أم اضطراب القلق المتعمم ؟، وأيضًا في إجابة: الخوف المتعمم: هل هو القلق المتعمم؟.
من الواضح إذن أن القلق المتعمم بقي لديك في خلفية كيانك النفسي وبعد فترة بدأت تنتابك نوبات الهلع وضربات القلب وترتبط لديك بمواقف وأفكار تحوم حول كفاءتك الجسدية، رغم أنك كنت رياضيا كما تصف نفسك، وبدأت تسلك السلوك التجنبي Avoidance Behavior فتخاف من الرياضة وتخاف من المجهود وتخاف من البقاء طويلا في المسجد أو حتى قريبا من الصفوف الأمامية، وأخيرا تقول:(وكذلك عندما أكون بين أصدقائي تأتي لي حالة أني سيغمى علي ويزداد دقات قلبي) ثم أحسبك ستمعن أكثر في السلوك التجنبي المذموم، وهذه سلوكيات من يخشى عليه من المسير في الطريق من نوبات الهلع إلى رهاب الساحة، وما أجد نصحا معرفيا لك الآن أفضل من قول الإمام علي رضي الله عنه إذا هبت أمرًا فقع فيه !، كما أفصل لك القول ضمن إجابة: نوبات الهلع: برنامج علاجي.
لا أحسب أنك أحسنت التعبير لطبيبك النفسي، أو لعله أراد أن تجربَ المحاولة السلوكية على أن تتابع معه، لا أدري، ولكنني قبل أن نصل إلى مرحلة خلطة الرهاب المختلط مع الاكتئاب!، أو الدخول في دوامة الهلع: وأنت مريض عربي كثيرا ما تفتت الدوامة حياته، ويعذبه الجري بين الأطباء مع الأعراض الجسدية للاكتئاب والقلق، وتسأل وقتها عن السبب فأقول لك: السبب: علاج الأعراض وإهمال الأمراض.
وأما العنوان الذي اخترته أنت لإفادتك "دخلت في دائرة الوسواس"، فإن شاء الله ستخرج منها سريعا إذا هداك الله واتبعت النصيحة فاتجهت إلى الله سبحانه وتعالى واستخرته وأعدت النظر في كونك –ملتزم نوعا ما- كما ذكرت في إفادتك لأن الله يقول (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، أنصحك إذن بأن تكون على صلة بمعالج نفسي متخصص وذي خبرة في العلاج المعرفي والسلوكي وواظب معه ولا تتوانى عن الاستعانة بربك رب العزة سبحانه وحبذا لو التزمت بالإكثار من ذكر الله فهذا علاج للقلق المتعمم، وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بالتطورات الطيبة إن شاء الله.