مين كمال؟؟ حد يعرفه؟
السلام عليكم؛
شكرا لك دكتورة حنان على إفادتك، فضلت المشاركة لأمرين بسبب موضوع الاكتئاب والوسواس القهري ولأن المنطقة الوسط بين الأبيض والأسود لم تتلون عندي بعد......... اقتراحك السابق فعال ولكن هل لك حضرتك أن تزيديني بغيره، وشكرا لك مرة أخرى على ملاحظاتك فقد دونتها..
وكما ذكرت سابقا هو نتاج تربوي غير سليم كان فيه عدم الرضا والانتقاد ولكن لم تكن هناك معايير قاسية موضوعة أو تشديد لطلب التفوق..... لا أعرف ولكن أنا التي ربيت نفسي على عدم الخطأ نهائيا والنجاح في أي عمل أقوم به يجب أن أتميز به.......
ما الأسلوب المتبع وقتها في تربيتي لأنهج هذه الطريقة حتى الآن لم ألمسه على الرغم من أن والداي لم يكونا شديدان في تربيتنا. وحدتي في تقييم الأمور طبع ورثته.. التربية لها دور ولكن الأساس وراثة حتى لامبالاتي أرى من أسبابها أنني في السابق كانت رغبتي في ما كل أقوم به مثاليا وكاملا والتركيز في العواقب تبعا لشخصيتي القسرية مما أنهكني فتحولت إلى عدم المبالاة وشيئا فشيئا انطبعت هذه الصفة علي هذا ما أراه مما كان معي سابقا حاليا هو ليس الهدف... والآن كبرت وفهمت مما فهمت من أشياء كثيرة.......
(فلو كان ما تعانين منه حقا وسواس قهري لما توقف من تلقاء نفسه، ولو اجتمع معه الاكتئاب كما تشخصين لكنت حالة مرضية يرغب أ.د. وائل أبو هندي بالإطلاع على تفاصيلها وعلى تفاصيل تخلصك منه، نحن نشك بأنا مرضى ولكن التشخيص الحقيقي مهمة الطبيب................. وعندما تغيرين فكرتك عن نفسك سيخف ما تعتقدين أنه اكتئاب بناء على تشخيصك...).
12/1/2005
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
حياك الله يا أختي وأشكرك على متابعتك لنا، وعلى حسن ظنك بنا وبقدرتنا على مساعدتك للوصول إلى التغيير المنشود من خلال بضع كلمات، وأنا أعتذر بأني أنا الفقيرة إلى الله قدراتي محدودة وأحيانا جدا، فأنا أشرت إلى الطريق وأنت من ينبغي عليها العمل للوصول إلى التغير المطلوب، ما ذكرته سابقا نواة لنهج التغير الذي يجب أن تسلكيه وأن تتدربي عليه حتى تتمكني من منعطفاته إلي أن يصبح هو طريقتك في التفكير والتعامل مع مختلف الأمور الجيدة والسيئة.
من خلال شرحك لما تسمينه وسواسا قهريا أنت مدركة كما قال لك الشيخ بارك الله فيه وفي سعة أفقه بأنه من تلبس الشيطان، ويتضح من كلماتك أنك قرأت ما كتب عن الموضوع من على مجانين وإسلام أون لاين، وأنا أعبر لك عن إعجابي بنمط الشخصية الدءوبة، وأنا ألمس من خلال كلماتك أن لديك جوانب منها، وإذن لنتفق ونوضح أن ما كنت تعانين منه ليس مرض الوسواس القهري بل شكل من أشكال المبالغة في الاهتمام بموضوع يهمك وظهرت أعراض هذا القلق الناتج عن المبالغة في الاهتمام من خلال ما نسميه الأعراض النفسجدية والتي لا يكون الخلل فيها في وظائف الجسد ولكن يعبر الجسد عن المعاناة النفسية، والحمد لله أنك تجاوزت هذه الخبرة ولكن سأطلب منك أن تترفقي بنفسك ولا تقولي أنك عانيت من الوسواس القهري.
وكم أعجبني تركيزك فيما جمعت من أعراض الاكتئاب مما كتب عنه، فهو جيد وصحيح ولكن فاتتك جزئية بسيطة وهي أن من مظاهر الاكتئاب فقدان أو ضعف القدرة على الاستيعاب والتذكر وذلك حسب شدة حالته، وأنت تعبرين عن درجة عالية من التركيز والاستيعاب، فلعل ما عانيت منه أو تعانين منه ليس إلا ما يمر به كل البشر من الحزن والألم بعد التعرض للإحباط أو انهيار الأحلام والآمال ويكون سلوكهم في ذلك الوقت تكيفي أي صحيح من وجهة النظر النفسية.
تقولين أنك تخلصت من وسواسك الآخر والذي أعتقد أنه الميل للكمال، وهو ليس وسواسا دائما ولكنه أمر يصنف ضمن الأفكار اللاعقلانية وبالتحديد تلك التي ترى أن هناك حلا صحيحا ومثاليا لكل مشكلة لا بد من الوصول إليه لتحيق السعادة والرضا، وهي فكرة غير صحيحة البتة فما قد ترين أنت أنه صحيح يراه سواك أسوأ حل!! فبعيدا عن الثوابت الدينية والأخلاقية كل الحلول ممكنة ومقبولة في الحياة شريطة أن نقبل بها وتكون ممكنة لنا.
تقولين أن تربيتك لم تكن متشددة ولكنك تعتقدين أنك ورثت هذه الأفكار التي تصر على النجاح التام أو الكمال، وأنت تعرفين أن الأفكار لا تورث وإنما تنقل للأجيال من خلال التربية، نعم قد لا يكون والداك شديدان بارك الله فيهما ولكن نمط التربية من خلال ما تطلبه ومن خلال ما تسكت عنه مسئولة عما نحصل عليه في النهاية كنواة لشخصياتنا، ومن الواضح أن لديك والدان فعلا كل ما يمكنهما لإسعادك وهو ما تعكسه كلماتك من رضا عنهما.
وكنت سأطلب منك أن توافيني ببعض تفاصيل حياتك السعيد منها وغيره، ولكن كل تأخيرة وفيها خيرة وجدت جزء آخر من أفكارك في استشارة بعنوان "الكتاب الغامض" ومن خلال ما كتبته وعلقت عليه الأستاذة أميرة بدران أصبح واضحا لي أن سبب مشكلتك الحقيقية هو فكرة غير منطقية تلح عليك بضرورة التميز والنجاح الدائم، ولعل هذا من حقك فكلماتك ذكية وأسلوبك لطيف ولكن ينبغي عليك توجيه طاقتك بعيدا عن ذاتك فهو الاستثمار الأفضل لها (من وجهة نظري) وأتطلع قريبا لرؤية مشاركتك في موقع مجانين ولكن من خلال باب غير باب الاستشارات بل باب المقالات، فأنا واثقة أن كتابتك ستكون ممتعة وتعطيك ما تسعين لتحقيقه من الشعور بالإنجاز، وفي النهاية بنتي صدقيني كلنا مجانين نوعا ما في وقت ما!! مع دعائي لك بالسعادة الدائمة إن شاء الله.
نويت عندما بدأت الكتابة أن تكون كلماتي مختصرة، ولكن عندما نظرت للصفحة تنهدت وقلت الثرثرة من أعراض الشيخوخة (لا حول ولا قوة إلا بالله) إذن اقرئي ما فات من هذا المنظور!!!!
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على استشارات مجانين، وشكرا على متابعتك الرائعة التي سأضطر لنشرها لأنني أراها في غاية الأهمية فيما يتعلق بعلاقة الوسوسة بأمور كثيرة كالالتزام وسمات الشخصية القسرية، ووسوسة القولون، وأنا قد أختلف مع أختي الدكتورة حنان طقش، في جزئية علاقة أعراض القولون والشك في خروج الريح بالوسواس القهري، فما أحسبه أنها كانت بالفعل أعراض وسوسة ولكنها كانت عابرة معك لأن الله هداك إلى ذلك الشيخ الذي أتفق معه أيضًا في تفسيره، والواقع أنني أفكر في بحث ودراسة العلاقة بين الوسوسة والقولون العصبي، وأرجو أن تقرئي من على طيف الوسواس القهري:
الوسواس القهري والشخصية القسرية
نطاق الوسواس القهري هل لنا أن نفكر؟
الوسواس القهري بينَ عالم الغيب وعالم الشهادة
وأنا أعدك قريبا بالكتابة عن علاقة الوسوسة بالنزوع إلى الكمالية الإتقان، كما أرجو أن تشاركينا برأيك وخبرتك فيما أحلناك إليه وأن تكتبي لنا في غير شكل الاستشارات كما رشحتك مجيبتك الدكتورة حنان، وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.