أختنق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد ترددت كثيرا قبل أن اكتب لكم, ظنا مني أني إذا كنت مؤمنة حقا فلا يجب أن أتوجه إلى الطبيب لأن كتاب الله هو الشفاء
والحقيقة أنني كلما شعرت بضيق أهرع لأقرأ من القرآن لأشعر بعد ذلك براحه نفسية, ولكن بعد أن أبتعد عنه قليلا يعود القلق والاكتئاب, ولذلك قررت أن اكتب لعلي أجد متنفسا وحلا.
لقد حلمت طويلا أن أدرس الطب, ولم أنجح في ذلك, ودخلت كلية الصيدلة, ليبدأ اكتئابي, فبعد جهد كبير لم أحقق أول أحلامي مع أني أعلم أنه بمقدوري أن أدرس هذا الموضوع ولكن الظروف من حولي تحول دون ذلك
فأني أختنق لأن الظروف هي التي تحكمت بي ولم أتحكم بها, فقدت الثقة في نفسي وتراجعت في همتي وذكائي ودراستي, وفقدت الأمل في تحقيق الأحلام الأخرى, لم أكن متدينة, بل كنت غافله ولكن شعوري بالضعف جعلني أتوجه إلى الله سبحانه وتعالى (أيضا بسبب مشاكل أخرى) وبدعائي القليل وكرمه الكبير تقربت منه كثيرا, الحمد لله.
في الجامعة عالم آخر, فتن وضياع, خفت كثيرا على إيماني, ولكن الله ثبتني, ولو أن قلبي كان يقسو بين حين وآخر.
قبل أن أدخل الجامعة ظننت أن الدنيا تغيرت معي والناس متدينون مثلي لأني أصلا لا أختلط بالمجتمع كثيرا
وفوجئت كيف أن الإنسان في ضياع, والعلم يزيده كفرا, بدل الإيمان, والطيبون قليلون وكل يلهث وراء مصالحه وشهواته.
لا أرضى عن شكلي, بل يضايقني كثيرا, مع أني لست بالقبيحة, ولكن بعد أن تقررت مقاييس الجمال في المجتمع بات شكلي لا يرضي خصوصا بين الفتيات المتبرجات فلا أجذب الشباب الذين يبحثون عن شكل معين
كنت أعتقد أنه ليس كل الرجال متشابهين ولكن كل الذين رأيتهم وتمعنت في أفكارهم وجدتهم نفس الشيء معاملتهم للفتاة تتأثر كثيرا بشكلها وجاذبيتها, ولا فرق في نوعية الرجلفالمثقف والجاهل رأيتهم نفس الشيء, اعتقدت أن المتدينين يتبعون حديث الرسول عليه السلام: اظفر بذات الدين تربت يداك ولكنهم بالذات من يبحثون عن الجمال, بل ولا يكترثون بثقافة المرأة وعلمها وتدينها, أنا لا ألوم أحدا, هذه طبيعة الإنسان, ولكني أشعر أحيانا بالغيرة الشديدة من الجميلات, ولا تؤثر غيرتي في تصرفاتي أبدا, بل دائما أقول الحمد لله على كل حال, وأنا لم أكن أفكر في ذلك من قبل ,لأني اعتقدت أن الاهتمام بالشكل غباء
ولكن الواقع يختلف, أنا أحب شكلي وجسدي لأنه جسدي ولأن الله أعطانيه ولكني أكرهه في نفس الوقت لأنه لا يعجب الناس.
إضافة إلى أني محجبة ومعظم الفتيات في الجامعة لسن كذلك بل يبرزن كل جمالهن, فأقول في نفسي لو أني لست محجبة لكنت أجمل منهن إذا ما اهتممت جيدا بإبراز مفاتني, فأكره الحجاب, وبعد ذلك أستغفر ربي لأن الحجاب فرض وما لي حيلة في الاعتراض عليه, وأنا التي لبسته وحدي لاقتناعي التام به, والأهل لم يريدوا ذلك.
لست أكره جسدي بقدر ما أكره أفكار المجتمع التي جعلتني لا أرضى عنه, بل وإن اضطرابي بسبب كل الضغوطات أدى إلى تساقط شعري وزيادة وزني فزادني إحباطا.
أخاف من الزواج, لأني أخاف أن لا يرضى زوجي المستقبلي عن شكلي وأسبب له المعاناة عندما يفتح التلفاز أو يخرج ليرى نساء في كل مكان, فالرجل كما رأيته واحد, ورغبته واحده, ولا أحب أن أكون سببا في معاناة رجل, خصوصا إذا أحببته.
فبالرغم من احتياجي للزواج كأي فتاة فإني أفضل أن لا أتزوج, ولكن تأتي ضغوط المجتمع ونظرتهم إلى التي لا تتزوج نظرة سيئة, مما يزيدني حيرة وقلقا.
أشعر بالبلبلة, مشاكل عديدة تؤرقني إضافة لتلك, أريد أن أخرج من الحياة وربي راضي عني. ولا يهمني شيء آخر, أخجل من نفسي عندما أشغلها بالدنيا, والوقت قصير والموت قريب.
أشعر باختناق شديد في صدري ورغبة في البكاء طوال الوقت والصراخ. وظلام شديد ليس فيه إلا نور القرآن. ولكنه يزيدني بكاء أيضا.
أشكركم لسماعي, وأتمنى أن تقدموا لي النصيحة. وجزاكم الله كل خير. أرجو عدم إظهار البريد الالكتروني
وبعد قليل من إرسال تلك المشكلة أرسلت صاحبتها تقول:
مهم لو سمحت
السلام عليكم
لقد أرسلت لكم مشكلة بعنوان أختنق, علمت أن بعض الأشخاص الذين أعرفهم يتصفحون الموقع لذا رجاءا إذا أردتم نشر الرسالة عدم إظهار اسم الدولة........ شكرا جزيلا لكم
30/1/2005
رد المستشار
بنيتي الكريمة:
إن الله سبحانه هو الذي خلق الإنسان فقدره تقديرا وأنه سبحانه خلقه على أفضل صورة، وبالتالي فالمفترض أن يرضي كل منا عن صورة جسده كمنحة من الله، وأنت وغيرك الكثيرات كنتن راضيات عن صورة جسدكن حتى تفتحت أعينكن على الصورة المرسومة للجمال المصنوع، وهذه الصورة بإلحاحها وضغطها عليك جعلتك غير راضية عن صورة جسدك وأفقدتك الثقة في جمالك الطبيعي الرباني، وهذه الصورة المصطنعة لا تلح عليك فقط ولكنها تلح أيضا بقسوة وضراوة على الرجال في مجتمعاتنا بحيث تجعلهم لا يقبلون إلا بهذه المقاييس في زوجاتهم
ولقد رأيت من هؤلاء من تغافل عن الكثير من العيوب ويتنازل عن الكثير من الميزات في مقابل الحصول على زوجة جميلة ولكنه بعد ذلك يعاني من تفاهتها وضحالة فكرها أو من غرورها الشديد، فهل يمكن أن تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل أن تداهمنا مقاييس الجمال المصطنعة؟
وهل يمكن أن نعيد التوازن في نظرتنا للمرأة على أنها كل متكامل مكون من روح وجسد وعقل، وان ينبع تقيمنا للأمور من هذه النظرة المتوازنة... أعتقد أن البداية لن تتأتى إلا بنشر الوعي بهذه القضية مع الدعوة لأن يرضي كل منا عما يملكه سواء كنا نساء (برضانا عن أجسادنا كما خلقها الله) أو رجالا (برضانا عن صورة زوجاتنا).
بنيتي الكريمة:
لا مفر من أن تجاهدي نفسك حتى تعيدي لها رضاها عن صورتها، ولا تستلمي للاكتئاب الذي قد يضر بك ضررا شديدا،
احرصي على أن تكوني محط اهتمام الآخرين بسعة علمك وثقافتك وخلقك قبل جمالك، وكوني على يقين أن الجواهر الثمينة تجد دوما من يقدر قيمتها.
أما بالنسبة لمجال دراستك وشعورك أن الظروف تحكمت بك ولم تتحكمي أنت بها.... فجميل أن يكون هذا شعورك.... جميل أن يكون عندك إصرار على أن ترسمي مستقبلك كما تحبين... ولكن رسم المستقبل يحتاج للكثير من الجهد
وبداية رسمك لمستقبلك هو قرار لابد أن تتخذينه الآن:
هل أنت راغبة في استكمال دراستك في كلية الصيدلية أم أنك تجدين في نفسك القدرة على محاولة أخرى من أجل دخول كلية الطب؟!!!!
أحسمي قرارك.. وإذا قررت الاستمرار في طريق الصيدلية فكفي عن الالتفات وراءك والبكاء على اللبن المسكوب، واصنعي المستقبل الذي تريدينه لنفسك كصيدلانية ناجحة تفيد دينها ومجتمعها بما تعلمت من علم.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابنة العزيزة أهلا وسهلا على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك الدكتورة سحر طلعت غير إحالتك إلى الردود السابقة التالية من على موقعنا مجانين ففيها إن شاء الله ما يفيدك
على أن تتابعي ما بداخل كل منها من روابط:
فخ الصورة : أول الملف ، متابعة
كذبٌ واكتئابٌ داخلي : في عبادة الصورة
السيلوليت (تغمز الجلد) : عبادة الصورة؟
أولا لا تعبدي الصورة وثانيا تابعينا
هاجس البدانة والزواج هل تساعدونني متابعة
وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين فتابعنا بالتطورات الطيبة.