أريد أن أهرب لكن إلى أين ؟ م7
لا أشعر بالرضا عن حياتي
أتمنى أن يرد على هذه الرسالة الدكتور سداد جواد التميمي
في الآونة الأخيرة حدثت الكثير من الأمور في حياتي، ثقتي بنفسي هي تحت الصفر الآن لدرجة أنني أحيانا أتمنى لوأختفي ولنقل أنني أشعر بالحرج الشديد من نفسي حتى وأنا في غرفتي وحيدة. ليس هناك سبب واضح محدد لكن هناك عوامل ربما هي ذرائع وشماعات أعلق عليها فشلي لكن سأتحدث عنها.
أولا ذكرت آنفا أنني أدرس في كلية الطب وأنا الآن في السنة الأخيرة قضيت تلك السنوات وأنا في الغربة وحيدة ولم يكن لدي الكثير من الصداقات الحقيقية ولا صداقات أبدا ضمن الدفعة نفسها. مستواي الدراسي متدني وذلك لأنني فقدت الشغف تماما في المجال وبرأيي طريقة التدريس والامتحانات لدينا تثير السخرية حقا حيث أنها تعتمد على الحفظ والصم ولا تطبيق عملي أبدا لما تتم دراسته إلا بصورة شحيحة جدا لكن لا تمت دراسة الطب بصلة.
من غير المعقول أن تصل لهذا السن وهذه المرحلة وما تزال تحفظ المعلومات المفيد منها إكلينيكيا وغير المفيد كميات وحشو بلا معنى. كل هذا ساهم بفقداني الشغف بالتالي تضييع وقتي ومواهبي بما لا يفيد أنمي كيبوب وكل ما تقع عليه يدي هربا من الدراسة. لست فخورة بما أقوله وقد أبدو كمن يتذرع. المهم درجاتي لم تكن يوما مرضية أنجح بالكاد تقدير جيد ومقبول.
هذا يدخلني في الموضوع القادم ما بعد التخرج. ماذا سأفعل بعد التخرج أنا حقا لا أفقه شيئا في الطب لست مؤهلة بأي شكل لأقف في طوارئ واستقبال وأمارس الطب ليس لدي لا المهارات ولا المعرفة الكافيتين ولا أظنني سأتحصل عليها لأنني كما قلت فاقدة للشغف بالمجال وأستصعبه جدا الجلوس لساعة للاستذكار كالعذاب بالنسبة لي بل ورعب كلمة المعادلة البريطانية والبلاب والامريكية شبح بالنسبة لي والامتحانات كذلك فوبيا!!!
وبعد أن أفعل ذلك بشق الأنفس أجدني نسيت كل شيء بعد فترة. فأضطر للدراسة مجددا.
من حولي من الزملاء جميعهم ممتازون ما شاء الله والتقديرات العليا اللهم بارك. والمعادلات حتى أخي الذي يدرس في نفس الكلية وكان مستواه منخفضا أكثر مني تفوق هذه السنة. أعاني ضغوطات حياتية مرتبطة بالغربة هنا أتلقى معاملة غير جميلة من أصحاب السكن والموظفين الحكوميين والدكاترة وغيرهم، كلامهم الجارح جعلني أكره نفسي أكثر.
حالتي الاقتصادية متذبذبة لم أستطع دوما شراء كل ما أرغب به من ملابس وغيرها. انخفضت ثقتي بنفسي كثيرا جدا جراء كل هذه العوامل. أصبحت في الحضيض.
لجأت لـcoping mechanism غير صحية تعرفونها جيدا وهي الـ cutting أصبحت أقطع يدي كلما شعرت بالضيق. واستخدم مكواة ساخنة للسع نفسي بدل أن ـجرح شريانا ووريدا فأنا أخاف أن أموت لأنني جبانة. اقطع يدي بكل ما تصل له يدي الجزء معدني من حزام البنطال هامر النيورولوجي دبابيس سكاكين شفرات جزء حاد من مبراة القلم إلخ.... وهذا يدخلني بحلقة من المشاعر المتناقضة للرضا والفخر والتباهي وجذب الانتباه والاستعطاف ممن أهملوني تارة وانعدام الثقة بالنفس أكثر والذنب تارة أخرى.
أشعر أنني مميزة ومختلفة. كما أن الألم الجسدي يريحني جدا من الألم النفسي ويجعلني أنساه لحظيا.
أيضا هناك شيء جديد طرأ في حياتي وهوشعوري فجأة برغبتي بالارتباط بعد أن كنت أأجل الموضوع وغير مبالية بعد أن رأيت الكثير ورأيت كم هي غابة هذه الدنيا فكرت أنه سيكون من الجميل أن يكون بجانبي أحد يهتم بي قليلا ويحمل عن كتفي. لكن للأسف لم يهتم بي أحد طوال سنين حياتي ولم أهتم أنا بأحد.
عزوت الأمر لكوني فاشلة وذات شخصية سيئة ولست جميلة وأضيع أمري على توافه الأمور فلن يحب أحد الاقتراب من شخص كهذا كما أنني كئيبة ونكد وفاشلة دراسيا. لذلك فقدت الأمل كليا من هذا الموضوع أنسى تماما هذا ما أخبر به نفسي الحالمة.
الجميع من حولي يرتبطون ويخطبون لكن أنا لا. لكن هذا طبيعي نظرا للعيوب التي لدي.
أحاول التركيز على دراستي إذا والعمل لكن كما قلت أتذكر كم هو صعب وشائك هذا المجال وكم أفتقر للمعرفة فيزداد الإحباط والضيق. أنا أحب هواياتي رغم تفاهتها أحب الأنمي كثيرا وأستمتع به يكاد يكون الشيء الوحيد الذي أحبه وأحب متابعة وتشجيع الفرق الكورية وتصفح السوشيال هذه الأمور التافهة أنفق عليها الكثير من الوقت لكنها تجعلني سعيدة. الأشياء الوحيدة التي تسعدني.
تعرفت مؤخرا على فتاة في الدفعة عرّفت نفسها لي وتكلمنا قليلا وجدتها لطيفة وهي في مثل سني وتفكيرنا متقارب فتصاحبنا مع الأيام أصبحت تأتي إلى شقتي وتنام لدي وندرس معا وأذهب إلى منزلهم وندرس معا كذلك فليس لديها أخوة أولاد.
المهم علاقتنا توثقت وأصبحت جميلة لكن كلتانا مستوانا ليس جيدا وكلتانا مكتئبتان من الحياة لكنني أكثر منها وأكثر تذمرا منها بكثير كما أن مستواي أقل كما أنها أكثر طموحا وشغفا مني حيث تطمح للسفر واستكمال الدراسة في الخارج. أما أنا فترعبني هذه الفكرة أريد عملا وأنا مرتاحة. وهذا مستحيل.
المهم هي تعرف أنني أقطع يدي الأمر ليس بالغ السرية بالنسبة لي لكنها تنصحني بعدم فعل ذلك لكن شيئا فشيئا يتحول لإدمان حيث أنه الشيء الوحيد الذي ينسيني الألم النفسي. نعم إنه الألم الجسدي.
منذ فترة قصيرة تقدم لها ذلك الشخص كانت ترفضه تماما لأسباب مثل السن والشكل لكن أهلها حاولوا إقناعها بقليل من الضغط. فهومتعلم ويعمل في الخارج ووضعه المادي ممتاز، المهم هوأيضا أصر وما إلى هنالك وعندما رأت الشقة التي يمتلكها والمال والسيارة ولطف التعامل من طرفه وطرف أهله وافقت بعد أن كانت ترفض تماما.
الآن أنا متضايقة سأعود وحيدة مجددا ما إن تنشغل مع السيد خطيبها هذا، وسيكون هناك الكثير من أجواء المرتبطين التي لا أحب كثيرا أن أشاهدها خصوصا مع صديقتي المقربة حيث أنني أغار عليها وقد سبق وحدث أمر مشابه مع صديقة أخرى تغيرت كثيرا بعد الارتباط. فكرت أن أجنب نفسي الألم وأقطع علاقتي بها لكنني قلت لا تتعجلي. هي من ستقطع علاقتها بك قريبا.
ما أشعر به ولست فخورة بهذا الشعور خليط معظمه الغيرة عليها وشعرة من الغيرة منها للأسف. ولا أستطيع أن أسامح نفسي على هذا الشعور. لذلك قررت أنني لا أستحقها وسأبتعد عنها. فكرت طويلا بالانتحار لكنني لم أقدم عليه لخوفي من حساب الآخرة.
زرت طبيبتين نفسييتين لم تكن تجربتي الأولى موفقة لكن الثانية معقولة. التزمت بالدواء البرزواك الذي وصفته لي لكنني توقفت بعد ذلك لم أتابع معها لأنها كانت تستقبلني في مكتبها في مستشفى الطلبة وأظنها لم تكن متفرغة طوال الوقت. وأنا لم أكن أمتلك المال للزيارة في العيادة ولم أحبب أن أثقل عليها.
لذلك توقفت أيضا عن زيارتها. وأنا تعبت من زيارة الأطباء النفسيين بصراحة لا أجد نتيجة....
تعبت من كل شيء والخوف كله من المجهول. أخشى ان يكون القادم في حياتي أسوأ. لا أستطيع العيش بدون صديقتي ولا أستطيع العيش معها بعد أن ارتبطت بعد الآن.
أنا متعبة وحزينة. واستسلمت تماما.هذه محاولة اخيرة
ماذا أفعل؟؟!
22/11/2021
رد المستشار
شكراً على متابعتك.
ما عليك أن تقبلي به هي أن أزمتك ليس في الظروف التعليمية والبيئية وإنما في صميم شخصيتك٬ وأنت كطالبة علم لها مؤهلات فكرية وشخصية تساعدها على القبول بهذا الاستنتاج والعمل على الانتقال إلى موقع جديد في الحياة.
دراسة الطب ليست سهلة وربما الأسلوب التعليمي في العالم العربي لم يتطور كثيراً في العقود الثلاثة الماضية٬ وهذا ما يقبل به الجميع. في نفس على طالب الطب وغيره من طلاب الجامعة أن ينتبهوا إالى حقيقة في غاية الأهمية وهي أن مرحلة التعليم الجامعي تستند أولا وأخيراً على تشجيع الطالب أن يبحث ويتعلم ويفكر بصورة علمية. بعبارة أخرى يعلم نفسه بنفسه ولا ينتظر فقط أن يعلمه أستاذ الجامعة٬ ومهمة الأخير إرشاده فقط.
مرحلة التعليم الجامعي هي ليست فقط دراسة موضوع ما وإنما انفتاح الطالب علي فلسفة الحياة وأزمات المجتمع وعبر ذلك يتم تبادل الآراء وصقل الصفات الشخصية. لذلك فان نصيحتي لك أن تعلمي نفسك بنفسك ولا تنتظري نسخ محاضرات مملة فهناك منهج دراسي عليك الانتباه إليه وتعليم نفسك بنفسك.
عليك أيضاً القبول بأن حل أزماتك النفسية يعتمد أولاً وأخيراً على جهودك أنت٬ ولا تنتظري علاجا سحرياً من عقاقير ولا علاج نفساني. لذلك فإن خطوتك الأولى تكمن في عملية التنظيم العاطفي Emotional Regulation وما يعنيه ذلك الاستراتيجيات التي يلجأ إليها الفرد لتنظيم مشاعره والسيطرة على مزاجه٬ تعريف حالت الوجدانية٬ وردود فعله العاطفية التي قد تكون إيجابية وسلبية. في حالتك هذا التنظيم العاطفي مرتبك وردود فعلك سلبية غير إيجابية. بالطبع عند الحديث عن التنظيم العاطفي فالأمر لا يعني فقط بتنظيم الإنسان لردود فعله العاطفية فقط وأن عواطف الآخرين كذلك٬ وأزمتك تكمن في عدم قدرتك على تنظيم عواطف الآخرين ولا عواطفك أنت٬ هذا ما يفسر ربما استياءك من قرار زميلتك بالقبول بالخطبة.
عملية إيذاء الذات هي عملية تعكس فشل تنظيمك العاطفي لا أكثر ولا فائدة منهم. بدلاً من إيذاء الذات وتشويه جسدك بصورة دائمية في المستقبل عليك الانتباه إلى استعمال استراتيجيات صحية مثل تعديل وتغيير المواقف التي تدفعك نحو هذا السلوك وتغيير استجابتك العاطفية لأية أزمة تواجهك.
التنظيم العاطفي صفة يمتلكها الإنسان في السنين الأولى من الطفولة وهي فطرية إلى حد ما وتتأثر بالتربية العائلية٬ ولا يمكن تفسيرها بظروف المرحلة التي تمرين بها. لا أحب التعليق على استعمال العقاقير في حالتك.
وفقك الله.
ويتبع >>>>>: أريد أن أهرب لكن إلى أين ؟ م9