الثقة بالنفس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
أنا أكتب اليوم مشكلتي لأني حقا تعبت من كل الأفكار التي تدور في داخلي... أنا فتاة أبلغ من العمر20 سنة وأكمل تعليمي الجامعي ولله الحمد مشكلتي تكمن بعدم الوثوق من جمالي وليس من نفسي أي شخصيتي لأني أجد في شخصيتي الفتاة الهادئة والمتزنة وذلك كما يشهد عليه الآخرون... ولكن في الحقيقة أنا غير واثقة من جمالي لأنني عندما كنت في بداية سن المراهقة وما زلت كنت أسمع الكثير من التعليقات من قبل الأهل والأصدقاء وحتى الأطفال الذين كنت ألعب معهم على أني لست جميلة
لم أكن أهتم عندما كنت صغيرة وهذا لجهلي ولكن عندما كبرت وأصبحت أسمع أن الجميع يشهدون لجميع إخوتي بأنهم أجمل مني وأنا القبيحة الوحيدة وكأني أنا التي خلقت نفسي..
لا أعرف لماذا يكون الناس بهذه القسوة ليقولوا كلاما ليسببوا الجرح العميق للناس الآخرين؟
نعم لقد تأذيت كثيرا وبكيت أكثر أنا أعرف أنني لم أخلق نفسي ومؤمنة بأنني أفضل من جميع الناس المرضى والمشوهين ولكن أنا أيضا أريد أن أكون جميلة مثل جميع الفتيات..
الأهل والأصدقاء دائما كانوا يقارنوني بإخوتي حتى إنني في فترة صرت أكره إخوتي لقد كرهت الخروج من البيت حتى لا أتلقى التعليقات وحتى لا أسمع المقارنات لقد بكيت وصرخت ولكن لا أحد يسمع لي لا أعرف ماذا أفعل..
والجديد في الأمر أنني عندما أذهب إلى الأعراس الجميع يخطبون إخوتي إلا أنا سوف تقولون أنني مازلت صغيرة ولكن أختي التي تصغرني بأربع سنين هي أيضا صغيرة على الخطبة ولكن لماذا هي. وأنا لا أحد يشعر بي إنني هنا أنا خائفة لأن الناس لا تنظر إليك على أخلاقك أو شخصيتك وتنظر إليك على جمالك أنا صحيح أوافقهم الرأي أن الفتاة الجميلة هي محط للأنظار ولكن ماذا أفعل؟؟
لقد فاتحت أحدى أخواتي بموضوعي فقالت لي لماذا تهتمين وهكذا؟
أنا اعتقد أنها قالت هذا الكلام لأنها ليست في موضع مثل موضعي حتى تهتم لهذا الأمر...
ومن يهتم أصلا أود أن أقول بعض الملاحظات التي أصنفها جارحة كي تعرفوا سبب معاناتي فمثلا أن تتلقى من إحدى أخواتك ملاحظة أنني لست جميلة ولكن جذابة ولا أعرف كيف تصنفها هذه حتى أن إحدى قريباتي سمعت من أختي العزيزة هذه الكلمة وصارت ترددها على مسامعي وأيضا ولأول مرة أتعرف على بعض الأصدقاء فيقولون أن جميع أخواتي هن أجمل مني وأنني سمراء مع أني حنطية وأنني لست شقراء مثل أخواتي أو لست بيضاء وأنني شعري أجعد حتى واحدة صديقة أمي تكرهني لأن شعري أجعد والكثير الذي لا أود أن أذكره لكم...
أنا أعرف أنها الحقيقة ولكن لماذا تكون هذه الحقيقة جارحة ويعايرني الناس فيها وكأني من عالم آخر وأود أن أقول إنني بعد أن دخلت الجامعة وابتعدت عن التعليقات هذه أحس بأنني جميلة ولكن عندما أرجع إلى واقعي أكره هذا كله وأكره نفسي...
أنا خائفة أن لا أتزوج أو أن يكون زوجي لا يحب شكلي ولكنه يكذب علي أو أن يحب واحدة أجمل مني أنا آسفة على الإطالة
وأرجو منكم الحل...
وشكرا
30/01/05
رد المستشار
عن أي بشر تتحدثين يا ابنتي؟ عن البشر الذين يبدءون قصائد الفرحة بالبكاء أم الذين يضعون النكات داخل القصائد الرثائية أم عن المتحدثين الذين يقتضبون أحاديثهم أم عن البشر الذين يهزلون في موضع الجد ويجدون في موضع الهزل!!! أم عن الصحفيين الذين يضعون العنوان الضخم للخبر التافه ويكتبون مقدمة عن السماء وهم يتحدثون عن الأرض!!
لقد أصبح البشر أصحاب ذوق مريض ومفاهيم مغلوطة وتشويش فهل تحدثينني عن الجمال اليوم؟..
لقد تشوه هذا المعنى منذ زمن ليس بقريب فلم يعد معنى الجمال التناسب والتناسق الذي يفجر شعورك بالاستحسان أو يفجر حتى الإحساس..
لم يعد للجمال أنواع فلا أجد ذكرا حقيقي لجمال الكلمة أو جمال الأخلاق أو جمال التفكير لقد اختزله معظم البشر في جمال الوجه والقد وأصبحت فتاة الغلاف أو التي تظهر على شاشات التلفاز هي الأيزو الذي يسعى الجميع للوصول إليه وفي المقابل خفت نجم جمال الروح وأصبح تراثا أو وقفا على الأثريين وذا دم ثقيل ويتم انتقال تلك المفاهيم بين البشر فتجد الفتاة-غالبا- أمام مدرستين الأولى تسعى إلى الوصول للأيزو فتجد سباقا محموما على الحميات والنظام الغذائي والإبر الصينية أو المدرسة المستسلمة التي تقول أن الفجوة بينها وبين الأيزو تكاد تكون المستحيل الرابع فتتقوقع على ذاتها تكابد همها -الوهمي- وتقول لست جميلة بل ولن أكون جميلة!!
وضحكوا على الشاب وأوهموه أن جمال الوجه والجسد هو الأساس السحري والأجدر بالاختيار والأحلام وأن صاحبته هي فقط التي تشبع رغباتك على أعلى المستويات ونسوا أن يقولوا له أن هذا الأيزو لن يرجى منه نفعا عند الحديث عن تربية وتنشئة الأبناء مثلا أو رعاية الزوج أو إعداد الطعام -إلا قليلا والتي تمثل الجمال الآخر بجانب جمال الوجه-وأن صاحبته ستلد وتنجب وتهرم.
فهل بعد أن تكشفت أمامك الحقائق تكون النتيجة فقدانك لثقتك بنفسك أو اهتزازها لا يا ابنتي انتبهي لقيمتك وتميزك ولتذهب آراء البشر إلى الجحيم!!
وتذكري أنه لولا هذا لما وجدنا أمثله حية في كل المجالات المختلفة رغم عدم تمتعها بجمال الوجه أو تمتعها بالقليل منه والأمثلة كثيرة سواء فنية إسماعيل يس أو سياسية..كوندوليزا رايس أو اجتماعية أو.....
فكوني أنت أنت وأحبي نفسك لأن كل فرد من البشر هو في الحقيقة نموذج فريد لا يماثله أحد تماما أبدا فعليك أن تنشغلي بنموذجك الفريد وتبرزيه لنفسك قبل الآخرين وأحسب أن زملائي المستشارين الأفاضل قد تحدثوا في هذا الأمر ووضعوا له عدة خطوات للخروج من تلك الحفرة حتى لا يزيد الأمر عن حده ويدخل في نطاق الوسواس أو الوسواس نفسه فأرجو الاطلاع على روابط كثيرة على الموقع لتستفيدي منها وتابعينا بأخبارك
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين، وشكرا جزيلا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك الأستاذة أميرة بدران، غير أن أذكرك أولا بأن خوفك من عدم الزواج لا مبررَ له لأن الزواج رزق يأتيك بغض النظر عن صورتك، وأقدم لك عددًا من الروابط التي أعلم أنها ستفيدك إن شاء الله، فقط قومي بنقر ما يلي من عناوين:
لا أملك الجمال: من الذي قال؟؟
لا أملك الجمال: من الذي قال؟؟ مشاركة
أحب.. ولا أملك الجمال
أزمة حواء العربية ...ومقاييس الجمال
هاجس البدانة والزواج هل تساعدونني مشاركة2
هل اتخاذ الصورة معيارًا شرك؟
ردًُا على هل اتخاذ الصورة معيارا شِرْك
تصورات الجسد والجنس : رؤية نفسية
السيلوليت (تغمز الجلد) : عبادة الصورة؟
الشعور بعدم القيمة: صورة الذات السلبية
وأهلا سهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبارك.
ويتبع >>>>>>: الحفرة مشاركة