أنا وزوجي والعيد
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته,
أنا صاحبة مشكلة أنا وزوجي والعيد: والإيميل الكاذب !
أود إخباركم بما جد في مشكلتي بعد سنة من الزمن وبعد أن وضعت مولودتي والحمد لله.
وكما قد تتوقعون فإن نفس الجدال دار هته السنة حول نفس الموضوع علما أني تنازلت في المرة السابقة وفي عيد الفطر أيضا على وعد منه أنه سيرافقني هذه المرة.
ما حصل أنه تركني حتى رتبت أموري للذهاب ليشكك في قدرته على الذهاب...لكنني هذه المرة صممت على رأيي و قلت له بأنني أخبرت الجميع أني آتية ولن أستطيع التراجع. المهم أنه ّهب لإقناع حماتي التي وافقت بالنهاية بعد بكاء وحزن.
لقد سعدت كثيرا لأنه استجمع جرأته وكلمها لذلك طلبت منه أن نجعل هذا الاتفاق قاعدة لكي لا نعيد نفس السيناريو كل عام خصوصا أن ما طلبته عين العدل مرة مع أهله ومرة مع أهلي- لكنه غير موافق.
صراحة, كنت دائما أحس أنه يحب إرضاء عائلته على حساب عائلتي وعلى حسابي أنا لكنني كنت أطرد هذه الفكرة من رأسي, لكنها تزداد ترسخا مع تعدد المواقف التي لا داعي لذكرها الآن
لقد أصبحت أتساءل, كيف سأعيش حياتي التي يحكمها تدخل عائلة زوجي الغير المباشر في حياتنا، وأنا التي تربيت في بيئة تعطي لكل واحد ذكرا كان أو أنثى الحق في اتخاذ قراراته؟؟
وللعلم, عندما أحدث زوجي وألجمه بالحجة والبرهان يقول لي, هكذا أريد, هكذا.
عذرا على الإطالة لكنني أردت أن أفضفض لكم فأنا على حافة الاكتئاب فليس من عادتي الفضفضة لأمي أو أختي أو أخي تفاديا للمشاكل
19/1/2005
رد المستشار
أهلا بك مرة ثانية على صفحة الاستشارات.
رسالتك جعلتني أفكر هل يرتبط العيد بالفرحة، أم يرتبط بالمشكلات؟!
ويبدو أن الشيطان لا يتركنا في حالنا بعد أن يقوم المسلمون بالعبادات، تغفر الذنوب أفصد صيام رمضان وقيامه، وحج البيت فيبحث عن أي وسيلة تجعلنا نخرج من الجو الإيماني العميق وننشغل بأمور الدنيا.
المهم يا سيدتي أن تعرفي أن فرصة الاختيارات والقرارات تكون كبيرة لدى كل منا قبل الزواج، وأما بعد الزواج فتقل فرصة اتخاذ القرار ويصبح كل من الزوجين لا يملك سوى 50 % من إرادته. هذا في أحسن الأحوال، حيث يشاركه في قراره شخص آخر مختلف عنه، ويكون لدى كل من الزوجين رأي يراه الأنسب!
وما يحدث هو أن يتنازل أحد الطرفين عن رأيه برضاه أو مضطرا... أو يبحثان عن حل وسط يرضي كلا منهما إلى حد ما ... ولأننا في مجتمعنا الشرقي لم نتربَّ على الحوار والتفاوض وصولا إلى الحلول الوسطى نجد كثيرا من الأزواج/الزوجات لا يفكرون بهذه الطريقة..
من جانب آخر أتخيل أن بعد إنجابك لمولودتك أصبحت لا تعملين فإذا كان تخميني صحيحا فهذا يعني أن هناك فرصة للسفر إلى أهلك في أي وقت وليس في أجازة العيد فقط.
فلماذا لا تقترحين على زوجك السفر إلى أهلك في وقت آخر أو أن تسافري أنت وابنتك إلى أسرتك؟
أو تفكري في حلول أخرى كأن تزورك أمك وتقضي معك فترة من الوقت... أو غير ذلك من الحلول..
الرجل الشرقي سيدتي لا يحب من تلجمه بالحجة والبرهان بل أن هذه الطريقة تؤدي لدى كثير من الرجال –أن يعندوا– ويصر الواحد منهم على موقفه رغم علمه بصحة رأي الزوجة... التي يرى أنها يجب أن تسمع وتطيع... لذا عامليه بقدر كبير من اللباقة والسياسة والحكمة... وكوني مرنة ولينة، وارفعي مكانته أمام أهله، وفي نفس الوقت لا تتنازلي عن أن تزوري أسرتك... كوني مرنة في أن يحدد مثلا توقيت السفر، وإذا كان يرغب في أن يسافر معك أم لا.. ولكن أصري علي السفر وفي ذلك اقرئي ردي على صاحبة مشكلة زوجية : طيبة وسريعة الملل!.
وأخيرا لا تحاولي أن تقارني بين أسرتك الجديدة وأسرتك الأصلية، (من أب وأم وأخوة) وتابعينا بأخبارك.