وساوس قهرية كفرية : العلاج المتكامل م3
حصار فكري ووساوس قهرية وأشياء أخرى
لا أعلم من أين أبدأ ولا أعلم أين وصلت في مراحل مرضي كنت قد أرسلت أربع رسائل من قبل تحت اسم العلاج المتكامل وتمت الإجابة علي منكم وأشكركم على هذا وآخر ما أرسلته كان منذ عام تقريبا وما أسرع الأيام ولا أعلم لماذا أرسل لكم الآن ولكني تائه وأصبحت داخل دوامة لا أعرف سبيلا للخروج منها
أنا مصاب حسب تشخيص الأطباء بوسواس قهري في العقيدة منذ عامين ولكن حدثت أشياء كثيرة منذ ذلك الحين فاسمحوا لي أن أعيد شرح الأمر، من عامين كنت في العمل وأصلي ثم سمعت سب الذات الإلهية في أذني ارتعبت وخفت كثيرا وشعرت بعامود نار يخترق رأسي وشعور بعدم الراحة خرجت من الصلاة أستغفر ولكن زاد السب وتكرر
وشعرت أنني لم أعد كما أنا شيء ما تغير بمخي لم يعد منتظما كما كان ثم صحوت ذات يوم لأجد نفسي أكره كل شيء أحبه، القراءة، مشاهدة الأفلام، كرة القدم والتنس، الجلوس مع أصدقائي، لا أريد أن أفعل أي شيء فزعت مما وصلت إليه ومما أنا فيه
ثم حدثت لي أعراض جسدية شديدة شعور بالانهيار، شعور أنني سأسقط وأفقد الوعي في أي لحظة ماذا يحدث تساؤل يتردد في عقلي والسب مستمر يضغط علي أريد أن أشتم والعياذ بالله كلمات بذيئة أجد نفسي تتفوه بها وكأنني مجبر
شعور بالغربة وكأنني أنفصل عن الواقع فذهبت لطبيب نفساني وأعطاني أدوية فافرين ولوسترال وما إلى ذلك، ومن عامين وأنا أجرب في أدوية أمبرايد فسيروكسات فلوكستين إندرال دوجماتيل سوليان سيبرام رحلة طويلة مع الأدوية والعلاج المعرفي السلوكي آلاف الجنيهات أنفقتها أقوى الأطباء النفسيين تعاملت معهم أتحسن قليلا ثم أعود أقوى مما كنت وما زلت تحت العلاج
ولكن ما الهدف من رسالتي صدقوني أنا لا أعلم لماذا أراسلكم يمكن للفضفضة أو أنني لم أعد أفهم شيئا مما يحدث أين أنا وإلى ماذا أنا ذاهب هل سأعود كما كنت أم سأظل هكذا أو أحتاج توجيها من سيادتكم أو نصيحة!!
والآن سأذكر ما أنا فيه دائما:
أولا أنا أشعر أن هناك عقدًا في داخلي وصعب أن أحلها.
ثانيا ضغط مستمر على الرأس ودوخة وأن كل شيء مالوش لازمة.
ثالثا شعور باليأس مؤلم وعدم الراحة.
رابعا أعصاب قدمي مرخية وأقف بصعوبة وأشعر بعدم الاتزان
خامسا. وقت الصلاة أفقد السيطرة على نفسي وتكون لدي رغبة هائلة في السب.
سادسا ثقل في القلب وكأنه سوف يتوقف
سابعا خوف من الخروج من المنزل وأشعر بالضياع عندما أخرج
ثامنا خوف رهيب من الموت وعندما أفكر فيه يحدث لي زغللة ودوخة
تاسعا شعور بالغربة، رعشة بالجسم توتر دائم عدم استرخاء
عاشرا خيالات جنسية غير طبيعية
ده غير عملية الاستحواذ التي أشعر أنها تحدث لي، أنا تائه ضائع متعب وعندي مشكلة بالعمل أنا مش عارف أشتغل ومعرض للرفد في أي لحظة
ماذا أفعل أفيدوني؟؟
ماذا أفعل ماذا أفعل ؟؟
16/12/2021
رد المستشار
الأخ الفاضل والعزيز "محمد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
قلت لك في استهلال متابعتي الثانية معك (أمرك عجيب والله يا "محمد" بدأت مراسلة الموقع منذ 10 يناير 2020... وما زالت العملية العلاجية كما يفترض مستمرة لكنك لم تتحسن بعد أو لم تتحسن بالقدر الكافي فإذاك تسرف في الاكتئاب واليأس.... لديك الآن اضطراب اكتئاب + اضطراب وسواس قهري.... وأخمن كذلك أن لديك بعض سمات التعمق والتشدد ولا يبدو أن هناك جانبا معرفيا أو سلوكيا لعلاجك... وقد شرحت لك دكتورة رفيف الصباغ وأجابت تساؤلاتك المتكررة من الاستشارة الأولى) هذا النص أكرره لأنه ما يزال صالحا لإرشادك وتوجيهك رغم مرور شهور عشرة على نشره.
مفيد جدا أنك في هذه المتابعة معنا فصلت أكثر في وصف ما حدث لك منذ بداية السب وتظهر قراءة النص ما يشير إلى استجابة معرفية سلوكية رافضة للسب بالغة الشدة عن المعتاد... فهناك بلا خلاف صدمة تصيب أي مؤمن يجد داخله سبا لله ... فربما في إثرها يخرج من عبادته... وربما يبقى خائفا فيتحاشى أو يستغفر أو يستفتي فيستريح... وينهي الأمر معه بالنسيان، لكنه إن كان ذا قابلية للوسوسة فإنه سريعا ما يفقد الراحة إذ يتغير به الحال إلى مزلق من مزالق الوسواس تدور بشكل عام حول التجديف أو غيره من الوساوس والقهور)
أنت زدت عن الصدمة المعهودة لأي مؤمن يجد داخله سبا لله بما وصفته في سطورك بعد ذلك مشيرا إلى :
(شيء ما تغير بمخي لم يعد منتظما) و(أصبحت أكره كل شيء أحبه) ثم (حدثت لي أعراض جسدية شديدة شعور بالانهيار) وأيضًا (تساؤل يتردد في عقلي والسب مستمر يضغط علي أريد أن أشتم والعياذ بالله كلمات بذيئة أجد نفسي تتفوه بها وكأنني مجبر) وأخيرا تشير إلى (شعور بالغربة وكأنني أنفصل عن الواقع)... تبدو استجابتك متسمة بفرط الحساسية للذنب والخوف المرضي منه وهذا من صفات المتعمقين... وأذكرك أن: فرط الخوف من الذنب يضيع فضل الاستغفار، وأما ما هو أفدح أن تعرفه فهو أن حساسيتك هذه تسببت (من حيث أنت لا تدري)... في استمرار السب طويلا معك بهذا الشكل المؤسف.
أرد بعد هذا على نقاطك العشر في وصف معاناتك الحالية:
1) أشعر أن هناك عقدًا في داخلي وصعب أن أحلها. أن هناك عقداً مسألة معتادة في حالتك وحالات الناس مرضى وأصحاء.. أما كونها يصعب حلها فلا دليل يقوم عليه إلا تقاعسك في البحث عن علاج أفضل... هناك من مرضى الوسواس من يتمكن من تغيير المعنى وراء المعرفي لأعراضه... ومنهم من تتغير معايير كماليته، ومنهم من ينصلح حال فهمه لدينه ! ولكل عقدة حلال يا سيد "محمد".
2) ضغط مستمر على الرأس ودوخة وأن كل شيء مالوش لازمة... هذه مشاعر جسدية مع أفكار يأس اكتئابية معتادة في مرضى الوسواس وغيرهم لأنها ترتبط بالمعاناة المعرفية والنفسانية المزمنة.
3) شعور باليأس مؤلم وعدم الراحة... تحصيل حاصل من سابقه.
4) أعصاب قدمي مرخية وأقف بصعوبة وأشعر بعدم الاتزان... هذا غالبا يشير إلى الإنهاك والإرهاق والتوجس والقلق أو الهم الذي يبدو أنك تعيشه وقتا طويلا من يومك... وهذه المشاعر معتادة مع طول المعاناة النفسانية.
5) وقت الصلاة أفقد السيطرة على نفسي وتكون لدي رغبة هائلة في السب... ثم ماذا يحدث لا تقول أنت شيئا... ونتيمن مخمنين أنك تصلي وإن بمعاناة فتؤجر أجرين أجر العبادة وأجر الأخذ برخصة أنك موسوس،... حتى لو حدث السب فيك أو منك لأن في حالة : وسواس الكفرية : حتى النطق بالكفر ليس كفرا
6) ثقل في القلب وكأنه سوف يتوقف... وبعض موسوسي الكفرية (والمكتئبين مع وساوس عقدية) يشتكون من مشاعر مشابهة تصاحب السب أو القيام للعبادة أو محفزات أي منهما في الاضطرابين لكنها طبنفسيا تقع تحت أعراض القلق والاكتئاب الجسدية... ويفترض أن ما تتناول من عقاقير يفيد في تحسينها... فربما تراجع جرعاتك العلاجية مع المعالج... كذلك يفيد الع.س.م الموجه لمثل هذه الأعراض حين توضع في الحسبان.
7) خوف من الخروج من المنزل وأشعر بالضياع عندما أخرج... هذا قد يكون أحد أعراض القلق المتعم أو اضطراب الهم المتعمم كما أحب أن أسميه.
8) خوف رهيب من الموت وعندما أفكر فيه يحدث لي زغللة ودوخة... يعني أنت كذلك حساس جدا لفكرة الموت والتعمق من المنظور الوجودي ينتج عن فرط الخوف من الموت، والصور المتخيلة للحياة الآخرة... والأمور معك تصل إلى الزغللة والدوخة.
9) شعور بالغربة، رعشة بالجسم توتر دائم عدم استرخاء... الشعور بالغربة ينتمي لأعراض اختلال الإنية التي تزعج مرضى الوسواس القهري ونظنه عابرا معك، وأما الرعشة والتوتر الدائم وعدم الاسترخاء! فتحصيل حاصل ودليل فاصل على عدم تحسنك فعلا حتى الآن.
10) وأخيرا خيالات جنسية غير طبيعية طبعا لا نفهم شيئا الآن 2022... عن معنى غير طبيعية؟ شاذة يعني؟ أي نوع من عدد قد لا يحصى! من أشكال الخطل والانحرافات الجنسية؟ ... أم غير طبيعية يعني زيادة؟ مقارنة بحضرة الأستاذ "محمد" المحتشم؟ أم تتعلق بمن لا يصح أن تتعلق بهم؟ كالمحارم أو ما غير زوجتك؟ ... ومن المهم هنا السؤال عن مستوى سلوك غض البصر بالنسبة لك؟ هل هو من ما يشغلك بشكل عام؟ قد يكون الإفراط في التحاشي أو في حساب النفس وتأنبيبها أو عقابها على التوافه سببا في مثل هذه الشكوى خاصة في مرضى و.ذ.ت.ق
وأخيرا أسألك أنا عن مقصودك من قولك (ده غير عملية الاستحواذ) ماذا تقصد بالاستحواذ؟ هل استحواذ أفكار معينة عليك؟ هل أنك مستحوذ بالكامل في براثن الوسواس والاكتئاب؟... بالمناسبة كان "الحواز" أحد الأسماء التي اقترحت لترجمة كلمة Obsession... من فضلك يا حاج "محمد" .. علاج حالتك ممكن فلا تتقاعس.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع >>>>>>> : وساوس قهرية كفرية : العلاج المتكامل م5