أعاني كثيراااااا
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أنا أعاني من الخوف الاجتماعي من ما يقارب 8 سنوات، والخوف ليس دائما فقط بمجرد أن أفكر بأني سوف أرتجف أو أخاف من شي معين تنتج تلك الأعراض، وأحيانا أسيطر عليها تماما
بدأت معي من سن المراهقة تقريبا، كنت أقرأ أمام التلاميذ وأنا بالصف الأول ثانوي
فجأة بدأت تراودني أفكار غريبة لم أشعر بها من قبل، والذي أتى بهذه الأفكار كثرة التلاميذ وهدوء الفصل تماما عند قراءتي، وبدأت أحدث نفسي قائلا: أنهم يستمعون لك أي غلطه منك سوف يضحكون أنت ستخاف سترتجف، ستتوقف عن القراءة الآن، وبعدها بدأت ارتجف وصوتي يقل شيئا فشيا حتى توقفت. مما آثار الدهشة للمعلم والتلاميذ، صارخا بوجهي ماذا بك؟
لا أدري ما قول قلت تعبت... ثم ابتسم ابتسامة لا زلت أذكرها ومن ذلك اليوم إلى الآن لا أستطيع القراءة أمام أحد أما الحديث أتحدث ووجدت طريقة البدء بالحديث قبل أن أسأل أنا أبدأ بالتحدث وبعد 5 دقايق تزول الأعراض وتنتهي المشكلة بالنسبة لي
هناك مواقف لا أخاف منها :
الشرح أمام التلاميذ وبوجود مشرفين
التحدث مع الأصدقاء في شيء... فقط إذا طلب احد مني أن أروي قصة أو شيء يتطلب وقت طويل مما يجعلني أعطي مجالا واسعا للأفكار ثم تأتيني تلك الفكرة وأحاول إني أتخلص منها بسرعة أعني ذلك المأزق. وغالبا ما أتخلص دون إحساس من أحد الذي يقلقني كثيرا هو
1- الإمامة بالناس وحتى لو كان شخصا واحدا سواء صغيرا أو كبيرا
2- الحديث بشكل مفصل وأمام مجموعة. إنما شخص واحد أو اثنان لا مشكله بشرط أن أتذكر الموقف السابق
3- القراءة من صحيفة أو كتاب على مجموعة من الأفراد
4-إذا قرأت عن حالتي بالانترنت أو مجلة أو شيء من هذا القبيل تبدأ معي برودة بالأطراف
ملاحظة
قبل دخولي الجامعة اضطررت لأن أعرض نفسي على دكتور لكي أقرأ فقط أمام زملائي
وهي كأقراص لاتزان نبضات القلب لا أذكر اسمها، كنت أخذها فقط عند الذهاب للجامعة وليس كل يوم إنما إذا كان هناك قراءة قرآن.
أثناء التطبيق في أحد المدارس بدأت آخذها بشكل يومي ومن ثم حاولت أن أجرب بدونها ولله الحمد ذهب الخوف من الشرح والتحدث أمام الطلاب والمشرفين أو أي زائر فقط قلق خفيف يزول بظرف ثواني .
ماذا أفعل؟
وهل الرهاب أنواع بمعنى هل هناك ما يزول وبعضها لا يزول؟
هل هناك فروق فردية بين الأخصائيين وقدرتهم على التعامل مع المشكلة وإدراكها؟
أرجوكم ساعدوني
وألف شكر لكم على ما قمتم به فكل إنسان يعاني مجرد ما يكتب مشكلته حتى ولو كتابتها يزول من الآلام الشيء الكثير
03/02/2005
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله
أخي في الله بداية إعتذر لك بشدة على تأخري في الرد، وكان الهدف منه في البداية محاولة تذكر استشارة وشكوى مشابهة لشكواك على إسلام أون لاين ثم عفوا نسيتها بين أكوام المهام التي لا تنتهي، ولكن كاعتذار مني ها أنا أقدمها على أعمال هذا المساء فعذرا يا أخي.
سأبدأ بأن أجيب سؤالك هل الرهاب درجات أو أنواع؟
نعم فهو كغيره من الأمراض نصنفها على الأقل ضمن ثلاث درجات من شديد إلى متوسط إلى بسيط، والتخلص من كل حالة يتطلب من العمل ما يتناسب مع شدتها، وهل تشفى هل تذكر من قال آمن بالحجر تشفى؟؟
إذا اقتنعت أنك ستشفى وأنك قادر على انجاز هذا تكون قد قطعت نصف الطريق لتحقيق هدفك.
وأنا أعتقد أن حالتك من الفئة البسيطة ولا يعني هذا الاستخفاف بمقدار ما تعاني أبدا ولكن مجرد تصنيف للإصابة، فهو كما تقول لا يلازمك في كل مواقف حياتك ولا يعيق عملك، نعم يحرمك بعض الراحة ولكن بإذن الله يمكن أن يزول.
ثانيا هل تختلف قدرة المختصين في التعامل مع المشكلات، وأسألك هل كل المدرسون الحاصلين على نفس الدرجة والعاملون في نفس المهنة على نفس الدرجة من الكفاءة والمهارة؟؟؟
بالطبع الجواب هو النفي، وعليه نعم قد يكون بعض المختصين أكثر مهارة من غيرهم، وإن حصل المختصون على نفس التدريب إلا انه يبقى هناك قضية الخبرة في مجال ما وحتى الاهتمام بمجال أكثر من غيره، وأنا أخبرك بمنتهى الأمانة أن عيني تلتقط أي كلمة عنف أو إساءة حتى من الجرائد مع الباعة على الإشارات الضوئية لا إراديا نتيجة تركيزي لسنوات على الموضوع، ولكن هناك شيء سأخبرك به
وهو أن استفادتك من المختص النفسي لا يتوقف فقط على مؤهلاته العلمية وخبراته ولكنه يتأثر بقدرتك على التواصل معه ومدى إحساسك بتفاعله مع معاناتك، وإذا أردت أن تستفيد من علاجك ابحث عمن ترتاح له بالفعل من المختصين.
لا أعرف الدواء الذي تناولته ولكنه على الأغلب من الأدوية التي تساعد في السيطرة على مشاعر القلق، وأنت لمست بنفسك فائدته كما عرفت أن بإمكانك الاستغناء عنه من خلال طريقة تفكيرك، وتستطيع يا أخي بالفعل السيطرة على معاناتك من خلال دحض الفكرة التي تأتيك هامسة في المواقف المختلفة أنك ستتوقف الآن وستنتابك مشاعر الخوف أجب هذه الفكرة حسنا سأخاف وأقلق لثواني ثم سأتمكن من الموقف، وما الذي سيحدث لو شعرت بالخوف بالتأكيد لن تتوقف الحياة، واجه الفكرة المقلقة بأن تفكر بأسوأ ما يترتب عليها وسترى مع تكرار المحاولة أنك لم تعد تخشى نتائج شعورك بالقلق من المواقف المختلفة وبالتالي ستنساك هذه الأفكار وترحل بعيدا.
ولغاية وصولك إلى هذه المرحلة فكر أن كل المواقف التي ذكرتها في رسالتك ليست أساسية، تشعر بالقلق من الإمامة لا بأس بذلك الإمامة ليست فرض عين على الجميع بل هي فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الآخرين.
الخيط الذي يجمع بين أول ثلاثة مواقف مقلقة لك هو تحمل المسئولية، وإذا اتفقنا أنها جميعا غير أساسية في الحياة أي تستطيع أن تستبدل القراءة من جريدة مثلا بأن تحفظ الجزء الذي تريد تكراره، ولكن كيف هي قدرتك على الالتزام بباقي مسئولياتك في الحياة هل تذهب بصورة منتظمة إلى عملك؟ هل تنجز ما تريده من تسوق ومجاملات اجتماعية أساسية في حياتنا؟
إذا كانت الإجابة نعم انسي يا أخي باقي المواقف وتذكر أن لكل إنسان على هذه الأرض نقطة ضعف ونقطة تميز وتفوق وبالتالي قلل من التركيز على الأولى وأكثر من التركيز على الثانية، وابحث عن وسائل تعزز من خلالها ثقتك بنفسك. وأقرأ ما كتب على استشارات مجانين بعنوان رهاب في رهاب واتبع ما جاء فيه من خطوات ففيها فائدة لمثل حالتك بإذن الله،
وتابعنا بأخبارك مع دعائي لك بالسعادة والسكينة.