الوسواس القهري عذاب ولا أدري.......
أنا فتاة مسلمة عمري 19 عاما أعاني من مرض الوسواس القهري منذ حوالي خمس أو ست سنوات أو قد يزيد بدأ الأمر معي أو بدأت ألحظه أنا عندما جاءتني أفكار السب على المقدسات وكل ما هو جليل في ديننا الحنيف ووصلت لأشياء بشعة وكان تزيد في الأيام التي أقبل فيها على الله والتي أهتم فيها بأداء عبادات أكثر أو في رمضان مثلا ولكن تذهب وتجئ وهكذا
ولكن هذا العام زادت حدتها بشكل رهيب فأفكار كثيرة تأتيني تحاول تشكيكي في الدين وأفكار السب الرهيبة وأفكار تحاول أن تخرجني عن الإيمان وأشياء بشعة أخرى من هذا القبيل حتى أصبحت لا أشعر بحلاوة الإيمان في قلبي ومثلا كلما احترمت أحدا أو اهتممت بكاتب معين وقرأت له الكثير أو أحببت أحدا يهيئ لي الوسواس أني قد أعبده ولكنى أرد بأني لا أعبد إلا الله أو مثلا تأتيني هذه الأفكار في شخص أكرهه فأجد نفسي أقول في داخلي أن هذا الشخص أكرهه فكيف أعبده؟ أنا أعلم أن هذا ليس الرد المناسب فأنا لا أعبد إلا الله وليغفر الله لي ويرحمني على خطأي هذا
وأيضا مرة أخرى تأتيني تساؤلات مثلا عن الصلاة والصيام وأتساءل في داخلي عن أهميتها وللأسف قد أجد أفكارا في داخلي سيئة عنهما ولكنى أنكرها بلساني ولكن بعد أن أكون قد استمعت لها في البداية كنت أثور وأعترض على هذه الأفكار بشدة ولكن الآن للأسف أصبحت أحيانا أشعر بلا مبالاة وقد أستمع في بعض الأحيان لتلك الأفكار لبعض الوقت ولكنى أنكرها في النهاية.
أصبحت أحاول الاندماج في الحياة أكثر وأحاول القراءة أكثر ولكن أخشى على إيماني وأخشى على نفسي من الضياع والفعل القهري المصاحب لهذا الأمر كان الاغتسال ففي كل مرة كنت أخشى الخروج من دائرة الإيمان فأغتسل وأتوب إلى الله ولكن الآن من كثرة هذه الوساوس ومن تعبي منها أصبحت لا أغتسل وأكتفي بالاستغفار
المشكلة أني في بعض الأحيان أشعر أن هذه أفكار تصدر مني وليست وساوس فأحيانا لا أشعر أن الفكرة هي التي تجبر نفسها عليَّ بل أنا التي تتمادى فيها ولا أعلم ماذا أفعل؟ وكيف أتصرف؟
وللأسف الأفكار التشكيكية كثرت كثيرا وزادت وطأتها ولم أعد أعلم ماذا أفعل؟ والوسواس أصبح في كل شيء فمثلا وأنا في صغرى لا أذكر إن كنت قد بلغت أم لا كنت ألعب مع صديقة لي في مثل عمري تقريبا وأخذنا نقبل بعضنا كما نرى في الأفلام التي كانت تعرض علينا وقتها سامحهم الله وتخيلت كأنها زوجي وهكذا وقد يكون حدثت إثارتي أو خرج مني سوائل مثلا لا أذكر ولكن والحمد لله لم يحدث أي اتصال بين فرجينا لأني لم أكن أعلم أصلا كيف تتم العملية الجنسية ولم أكن أعلم حينها أن هذا حرام فنحن بنتان وليس بين بنت وولد فلم أكن أعرف ما الشذوذ ولا أي شيء من هذا القبيل وكان الموضوع لعبة وحدث هذا مرتين لا أكثر
ومرة أخرى كنت أكبر من هذا على ما أظن كنت ألعب مع طفل صغير فحاولت أن أقبله أيضا هكذا وألعب معه هذه اللعبة الغبية ولكن الطفل قام ولا أذكر أقبلته أم لا ولكني تركته ولم أجبره على شيء على ما أذكر ولم يكن في نيتي أن أعبث بفرجه أبدا أيضا لعدم معرفتي كيف تتم العملية الجنسية على ما أذكر ولم أعد لهذا الفعل أبدا، وكنت أعتقد حينها أيضا أن هذا طفل وأنه لا شيء في هذا
ولكني حينما كبرت وفهمت ندمت على ما فعلت واستغفرت الله على هذا كثيرا والله يعفو عنا جميعا ولكن هذا يسبب لي وساوس رهيبة فأنا مثلا عندما أتزوج لا أريد أن أخبر زوجي بهذه الأشياء لأنها تضايقني ولا أريد أن أفضح نفسي
وتأتيني أفكار بأنه قد يكون في هذا غش وأنني بهذا قد أخدعه عندما يكتب في العقد أنني بكر ولكن أنا بالفعل عذراء ولم أفعل أي علاقة جنسية مع أحد في حياتي وحاشا لله أن أفعل ولكن ما حدث في السابق كان بسبب قلة المعرفة والإعلام السيئ وعدم التوجيه الجيد وأيضا لن أعفي نفسي من المسئولية وبسبب غبائي، فهل فيما فعلته شيئا لا يجعلني بكرا وما معنى كلمة بكر وماذا أفعل؟
أرجو أن تردوا عليَّ في هذا الموضوع بالذات، ومثلا أجد كلمة تردد داخلي أحيانا أني نذرت نفسي لله وأني بهذه الكلمة لن أكون قادرة على الزواج فأقول أنا لم أقل هذا أو أقول لو نذرت نفسي فلن أنذرها إلا لله أو يأتيني الوسواس بأني قد أنذرها لعبد أو بشر ولكني أقول لا لله، وأنى لو نذرتها فلن أنذرها إلا لله ومرة قلت بلساني على ما أذكر نذرت نفسي لله ولكن كل هذا من ضغط الفكرة عليَّ، فهل يمنعني هذا من الزواج فعلا؟
أرجو أن تنصحوني وتفهموني أعرف أنكم ستنصحونني بالذهاب لطبيب نفسي وأن هذا هو الحل الوحيد ولكن أهلي يرفضون هذا تماما وقالوا لي حتى لو مت لن تذهبي فماذا أفعل؟ ولا أستطيع الذهاب من ورائهم فهل لا يوجد حل غير أن أبقى هكذا
أرجو المساعدة فرب كلمات منكم ساعدتني على أن أجد نفسي من جديد
04/02/2005
رد المستشار
الابنة العزيزة:
كل هذه الأفكار لا تعني شيئاً وكل ما تعنيه أنك مريضة بمرض الوسواس القهري وبحاجة ماسة للعلاج الدوائي والعلاج المعرفي السلوكي.
* بخصوص علاج تلك الأفكار الوسواسية عليكِ الرجوع إلى بحث علاج الأفكار الوسواسية بالموقع ففيه الكفاية إن شاء الله.
* بخصوص الرد الشرعي (العلاج المعرفي) على أفكار السب والتشكيك في الدين يمكنك الرجوع إلى رسالة سابقة بعنوان: وساوس دينية شديدة جدا
العلاج السلوكي:
إن من بين الأشكال المعوقة لعلاج الوسواس القهري ذلك الانغماس الفكري الوسواسي باحتمالية الوقوع في الكفر بسبب سب المقدسات أو التشكيك في الدين أو عبادة غير الله أو احتمالية فقد العذرية وعدم الزواج أو خداع زوج المستقبل.
والأشخاص المصابون بهذا النوع من الوسواس يعيشون كابوساً من الإحساس بالذنب والخوف والرعب في كل مرة تمر هذه الأفكار على عقولهم وتلك السلوكيات قد تذهب إلى مدى بعيد فيصبح المصاب بهذا المرض معتاداً على السؤال مئات المرات هل أنا مؤمن أم لا؟ هل خرجت من ملة الإسلام أم لا؟ هل وقعت في الكفر؟
فينهار ويغتسل ويستغفر ويتوب ويعيد الكرة مرات ومرات ومرات.
وقد تسأل البنت نفسها هل أنا بكر أم لا؟ وقد تذهب لطبيبة أمراض النساء للكشف والتأكد وتكرر ذلك مرات ومرات ومرات.
ويعاني هذا المريض من الإحساس بالخزي والإذلال وهو مثل كل مرضى الوسواس القهري مدرك بأن سلوكه غير طبيعي ولا معقول ولكنه لا يملك السيطرة عليه لأن ببساطة المشكلة فى عقله المريض المحتاج للعلاج.
البرنامج العلاجي
الخطوة الأولى:
قومي بوصف المشكلة بالتفصيل وذلك بالإجابة على الأسئلة الآتية:
- متى تشعرين عادة بالقلق؟ (كل الوقت – بعض الوقت – نادراً أو فقط عندما تكونين قلقة على أشياء أخرى)
- أي الأماكن أو المواقف التي تسبب لك القلق والخوف؟
- ما هي مثيرات القلق الخاصة لديك؟ (سماع الأذان–رؤية الأطفال–الكلام عن الزواج–دروس العلم الشرعي– ... أو ...)
- ما هو كم القلق الذي تشعرين به؟ حددي متوسط مستوى القلق والضيق.
- ما هي العوامل الأخرى التي تؤثر على القلق لديك؟ (التعب والإرهاق –الاختبارات– التفكير في المستقبل ... أو ...)
- ماذا تفعلين لتخففي من قلقك عندما يحدث؟ (إستراتيجيات معادلة القلق –السؤال لغرض الاطمئنان– مراجعة الكلام –الرغبة في الفحص والكشف على غشاء البكارة - ... أو ...)
لمدة 7 أيام تالية قومي باستعمال النموذج التالي لتسجيل مواقف القلق الفعلية وضعي ملاحظات للمواقف الخاصة المثيرة للقلق ومستوى الضيق والأفكار التي تبعث على إثارة القلق والسلوكيات والطقوس القهرية التي تستخدمينها لمعادلة القلق.
التاريخ الموقف الذي يثير فكرة وسواسية مستوى الضيق الفكرة الو سواسية السلوك القهري
(صفر – 10) (الفكرة - الصورة (سلوك زائد – متكرر ليقلل
التي تثير القلق) أو يعادل القلق)
8/2/2005 التفكير في ممارسة الشذوذ 9 قد أكون فقدت عذريتي التأكد عدة مرات من أنني ما زلت بكر
مع بنت أو عمل علاقة مع ولد صغير – السؤال المتكرر هل أنا بكر أم لا
9/2 الزواج بدون إخبار زوجي بهذه الأشياء 8 قد يكون في هذا غش التفكير المتكرر بأنني لابد أن أخبره – وخداع التأكيد على أنني مازلت عذراء – التأكيد على أنني لم أفعل أي علاقة
جنسية مع أحد في حياتي وتكرار ذلك
مرات و مرات أنني لم أفعل أي علاقة
جنسية مع أحد في حياتي وتكرار ذلك
مرات ومرات
10/2 ذكر الله و قراءة القرآن 7 السب على المقدسات مثل الثورة والاعتراض على هذه الأفكار
سب الله أو الدين أو الرسول بشدة – الاغتسال المتكرر والتوبة
صلى الله عليه وس المتكررة – الاستغفار المتكرر
وهكذا... وهكذا... وهكذا... وهكذا...
الخطوة الثانية:
بعد أن قمت بتصنيف وتسجيل المواقف التي تسبب لك الضيق والقلق استخدمي جدولك في ترتيبها من الأكثر تسبباً في الضيق إلى الأقل.
مثال:
الموقف الذي يسبب الضيق مستوى الضيق
صفر- 10
1-السب على المقدسات وكل ماهو جليل في الدين الحنيف ........
2-الإحساس بالذنب تجاه ألعاب الطفولة.........
3-أفكار التشكيك في الدين والأفكار التي تُخرج من الإيمان (في نظرك)......
4- الإحساس بأنك تعبدي شخص ما بسبب احترامه أو الاهتمام به. ......
5- التساؤل عن أهمية الصلاة والصيام ووجود أفكار سيئة عنهما......
6- الخوف من فقد العذرية.....
7- الخوف من غش وخداع زوج المستقبل.......
8- الخوف من نذر النفس وعدم القدرة على الزواج........
الخطوة الثالثة:
نفذي تدريبات التعرض ومنع الطقوس للمواقف المحددة على القائمة السابقة:
ابدئي بالمواقف الموجودة أسفل القائمة وتدربي على تجاهل تلك الأفكار مع التعرض لها وبدون أداء الطقوس المعادلة للقلق. تدربي على الموقف بحد أدنى عشر مرات فى اليوم لمدة أسبوع حتى يمكنك العيش مع هذا الموقف بمستوى ضيق (2) أو أقل.
مثال:-
موقف القلق المستهدف علاجه: نذر نفسي لله.
الفكرة الوسواسية:
1- بهذه الكلمة لن أكون قادرة على الزواج.
2- قد أنذر نفسي لعبد أو بشر.
الفعل القهري المستهدف:
*تكرار قول أنا لم أقل هذا وتكرار ذلك مرات ومرات.
*تكرار قول لو نذرت نفسي لن أنذرها إلا لله وتكرار ذلك مرات ومرات ومرات.
إستراتيجية التعرض ومنع الطقوس:-
العلاج المعرفي:-
- واجهي فكرة نذر نفسك لله أو غيرها بدون العراك معها أو دفعها لأنك لستِ أنت التي تقول ذلك بل مرض الوسواس القهري.
- اعلمي أن الله يحاسبنا عما نفعل فقط وليس ما نفكر فيه.
- كل ما تعنيه هذه الفكرة أنكِ مريضة بمرض الوسواس وبحاجة للعلاج.
- لا تفسري الفكرة بأن لها نفس حقيقة الفعل.
- امتنعي عن محاولات تجنبها والسيطرة عليها والتحكم فيها بالطقوس الوسواسية
العلاج السلوكي:
1- *عندما تتردد هذه الأفكار في عقلك أغمضي عينيكِ وقولي بصوت عالِ لنفسكِ "أوقفي الفكرة كفي عن التفكير فيها" وعليكِ الإصرار أنها قد توقفت وكرري ذلك مرات عديدة.
*إذا عادت الأفكار –وبالطبع سوف تعود– حاولي منعها ووقفها بنفس الطريقة وذلك بمجرد أن تبدأ ولا تدعيها تسترسل في عقلك قدر استطاعتك
*من الممكن خلال محاولات وقف الفكرة أن تتصوري منظرا طبيعيا أو حديقة جميلة أو ملاحظة إشارات المرور وتخيل طريقة تحولها من الأحمر إلى الأصفر إلى الأخضر أو العكس.
2- اقبلي الفكرة مهما كانت وعليكِ العيش معها مع عدم الإلحاح على تجنبها أو معادلتها بمعنى اقبلي الفكرة بدون تقييمها أو الحكم عليها أو التأثر بها لأن الفكرة حدثت بسبب مشكلة في المخ وليست بسبب النذر لله أو لغير الله ولا تعني الفكرة حرام أو حلال بل تعني مرض محتاج للعلاج.
3- أسلوب مراقبة الذات.
4- مواجهة الأفكار الوسواسية والتعود عليها.
{بخصوص الطريقة رقم (3) و(4) و أي طرق أخرى من الممكن الإطلاع عليها في بحث علاج الأفكار الوسواسية ضمن قسم نطاق الوسواس القهري بالموقع}
مستوى الضيق قبل البدء: (9) مثل.
مدة التعرض (أيام / أسابيع): كلما أمكنكِ ذلك 4-5 أسابيع.
مستوى الضيق المستهدف: (2) أو أقل.
وهكذا ..........
رسالة أخوية
السيد المحترم/ والد الدكتورة م م ح غ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إن وجود مريض بالوسواس القهري في الأسرة أمر مؤلم ومن الممكن أن يؤدي إلى تناثر الأسرة وتمزقها وسوء فهم خطير بين أفرادها.
1- التدعيم:
وذلك بما يستطيع كل فرد من أفراد الأسرة عمله للتعامل مع الضيق المتكرر والمشاعر المتصارعة تجاه المرض والمريض. فهذا المرض يرهق ويؤذى مشاعر العائلة وربما يتخذون مواقف وسلوكيات مدمرة لمريضهم إما بالسخرية أو الإهمال أو العداء الصريح أو حتى منعه من العلاج.
2- احصل على الحقائق:
وذلك بتعلم أقصى ما تستطيعه عن هذا المرض فإن القلق يتضاءل بتحصيل الحقائق والمعلومات عنه. ويمكنك الإطلاع على ذلك من خلال موقعنا.
3- تخلص من اللوم:
إن الخجل والإحساس بالذنب ولوم النفس بين أفراد العائلة يعوق العلاج الجذري لهذا المرض، فقد لوحظ تعود الناس على لوم أسباب هذا المرض وإيعازها إلى التنشئة غير الكافية للأطفال أو وجود بيئة عائلية غير مستقرة والحقيقة أنه لا يوجد ثمة دليل على علاقة التفاعلات العائلية المبكرة بأسباب هذا المرض ولكن الحقيقة أن الوراثة والعوامل البيولوجية هي المتهمة الأولى في هذا المرض وليست الوحيدة ولا يجب أن تشعر العائلة بالخجل لهذا المرض أكثر مما يحدث لو كان المرض هو مرض السكر أو القلب أو أي مرض مزمن آخر.
4- لا داعي لإخفاء المرض والمريض:
أو الخوف من ازدراء الآخرين باعتبارهم آباء سيئين أو إخوة أو أخوات وهنا لا تدع جهل الآخرين يُملي عليك مشاعر حول وجود مريض في عائلتك وتكلم بحرية مع هؤلاء الذين تعتقد أنهم قادرون على الفهم والدعم. وابدأ في تعلم المزيد حول المرض وشارك مع أفراد عائلتك في المعلومات التي تجدها عن المرض.
5 - دع الغضب:
تقبل حقائق عائلتك كما هي. حاول تغيير ما يمكن تغييره ولا يعنى قبولك هذا ألا تفعل شيئاً ولكنه يعنى أن تبذل الطاقة في إيجاد حل بدلا من بذلها في الغضب والرفض واستبدال الغضب بالمسامحة لابنتك ولنفسك فأنت لم تفعل شيئاً سببه لها المرض ولا تستحق ذلك فهو ببساطة مرض.
6 - سيطر على المشاعر التي يجب أن يفهمها الآخرون أيضاً:
فليس هناك أحد مجبر على أن يشعر أو يفعل كما تفعل أنت لمجرد أنك ترغب منهم ذلك. جهز نفسك بالحقائق والمعلومات والمواد التعليمية بمنزلك وشارك ما تعرفه من معلومات مع أفراد العائلة المهتمين بذلك دونما تهديد أو وعيد وبطريقة متدرجة.
7 - توقع وتقبل المقاومة:
بسبب قلة الفهم عن الأمراض النفسية فكثير من أفراد عائلتك لديهم قناعتهم المسبقة وأفكارهم عن أسباب الوسواس القهري. ولذا فيجب أن تتوقع "مقاومة" حتى لأفضل وأحدث مصادر المعلومات. يمكنك أن تحاول ولكن لا تتوقع أن تغير المواقف الحصينة هذه ويجب أن تقاوم أن ترى أقصى المواقف المضادة والأفراد المتحيزين لموقفهم على أنهم مخطئين أو "سيئين". فقط هم لم يتعلموا بعد ومع الوقت فبالصبر والمثابرة يمكنهم تغيير أشد المواقف الحصينة.
8- كن مستمعا جيدا
لا تحاضر. فأخوة الطفل المصاب بالوسواس القهري لديهم في أعماقهم أمور عميقة، مثل الغضب المكتوم والإحساس بالذنب والرفض وتلك تحتاج لإرشاد تخصصي. فبكلامك عن هذه المشاعر والتزود بالمعرفة عن المرض يجعلهم أكثر عرضة لمقاومة إبداء تعليقات مؤذية أو محرجة.
كيف يمكن لأفراد العائلة مساعدة المريض في البرنامج العلاجي:
1- التواصل مع الفريق الطبي وفيما بينهم
استمر في التواصل ببساطة ووضوح واعلم أن أعراض مرض الوسواس القهري تتزايد وتتضاءل. ضع هذا في اعتبارك عندما يبدو المرض أشد مما هو معتاد. قلل من توقعاتك فى الوقت الحالي وقم بتشجيع كل واحد في العائلة على التعبير عن مشاعره حول كيفية تأثر العائلة بالمرض. ومع الجميع يجب تذكر تلك الأوقات التي بدأ فيها المرض سيئاً ولكن بعد ذلك جرت الأمور إلى الأفضل.
2- لا تشارك في الطقوس القهرية:
إن أحد الوسائل السلبية التي يزيد بها أفراد العائلة الاضطراب الذي يحدث بسبب سلوكيات الوسواس القهري داخل العائلة هو المشاركة فيه. فالمشاركة (والتي تدعى أيضاً "التمكين") هو وسيلة العائلة لجعل السلام "مستمرا" في مواجهة المتطلبات المستمرة للمريض وذلك للتخفيف السريع في حينه للقلق الوسواسي. وغالبا ما يعتبر "التمكين" هذا هو الخندق الأخير لأقل مقاومة للأفعال القهرية والتي هي خارج نطاق سيطرة العائلة ومسببة للتمزق داخلها. ومع ذلك فإن النتيجة (التي تعتبر كارثة) للتمكين من المشاركة في الطقوس الوسواسية هي تدعيم أعراض الوسواس القهري وتقويتها بسبب العائلة المنغمسة فيها.
وهذه وسائل المشاركة المعروفة فى السلوكيات القهرية من قبل أفراد العائلة:
- الإجابة بـ "أنكِ مؤمنة وغير كافرة وأنكِ بكر" في كل مرة تطلب فيها التطمين وتكرر طلبه وسؤاله هل من الممكن ألا أكون بكر؟
- طمأنة المريضة (والذي يستغرق ساعات لتتأكد أنها على ما يرام) أو مساعدتها في طقوسها.
- تكرار طمأنتها بأنها لم تؤذِ نفسها أو غيرها.
- الاستسلام للمطالب المستمرة والمرهقة للمريض الذي يطلب الطمأنة باستمرار أن هذا الشيء "صحيح" أو لا بأس به أو مؤذى أو خطير.. وهكذا وحتى تصل إلى "الصحيح" فإن طلبه يتكرر مرات ومرات.
كيف نوقف "تمكين" الوسواس القهرى؟
هل يجب عليك فجأة التوقف عن الطمأنة والمشاركة في الطقوس؟ محتمل لا فالتوقف عن "المشاركة" بدون أن تجهز المريض لذلك قد يؤدى إلى قلق هائل و تمزق شديد لمشاعر المريض. وأفضل الخطط أن تتعاون على مخطط مع المريض قبل أن تبدأ في الانسحاب من هذه الطقوس. وأمثل الطرق لذلك هو الوقت الذي يكون فيه المريض مستعدا لبداية "البرنامج العلاجي" ويمكن هنا اللجوء لمساعدة الطبيب النفسي فهذا سيكون ذو فائدة كبيرة.
كيف تتعامل مع "الباحث عن التأكيد" الوسواسي ؟
البحث الوسواسي عن "التأكيد" هو في الواقع عرض مزعج لمرض الوسواس القهري والذي يقع في شباكه أفراد العائلة وهو يحدث في الترتيب الآتي:
1- الوساوس المقلقة وتطفلها:
يعاني المريض من فكرة وسواسية والتي من الممكن أن تكون غالبا حول فكرة مخيفة أو غير مريحة مثل:
*السب على المقدسات وكل ما هو جليل في الدين الحنيف.
*الإحساس بالذنب تجاه ألعاب الطفولة.
*أفكار التشكيك في الدين والأفكار التي ُتخرج من الإيمان (في نظرك).
*الإحساس بأنكِ تعبدي شخص ما بسبب احترامه أو الاهتمام به.
*التساؤل عن أهمية الصلاة والصيام ووجود أفكار سيئة عنهما.
* الخوف من فقد العذرية.
* الخوف من غش وخداع زوج المستقبل.
* الخوف من نذر النفس وعدم القدرة على الزواج.
2-صدمة ورجة القلق:
عندما تهجم الفكرة فإنها تسبب ضيقا شديدا وتحت وطأة القلق البالغ فإن المصابين بالوسواس القهري لا يملكون القدرة على تهدئة أنفسهم أو إزاحة هذا الضيق الذي تسببه الفكرة من خلال "الحديث المنطقي للنفس" أو "الانعكاس على النفس" بطريقة منتجة.
3- الإلحاح على تهدئة التوتر:
بدلا من تهدئة النفس فإن هؤلاء المرضى يبحثون بإلحاح غير مسيطر عليه عن التهدئة في الحال من خارج أنفسهم على هيئة سؤال وضع لغرض التأكيد اللفظي وذلك لشخص موثوق في أنه سيريحهم أو لشخص مسئول.
4- الحصول على التثبيت:
يقوم فرد من أفراد العائلة مستشعرا هذا القلق الشديد بتقديم التأكيد اللفظي والمعنوي لتهيئة هذا الشخص فمثلا يقول:" أنتِ لستِ كافرة" أو "أنتِ مازلتِ بكر" وبالرغم من هذا فإنه يجب تكرار ذلك مرات حتى يهدأ القلق الذي سببته الفكرة و يشعر مريض الوسواس بتحسن ولكن مؤقت.
5- مرات ومرات أخرى:
وتبدأ الدائرة بعد ذلك. فإن هذا النموذج يصبح راسخا ومتأصلا ويصبح عادة مكتسبة لا يمكن كسرها إلا بالعلاج.
ولكي تتعامل فعلا مع الباحث عن التأكيد الوسواسي هذا هو جوهر العلاج المعرفي السلوكي وهذا ما سوف تتعلمه من الطبيب النفسي وإن كان لك أسئلة أخرى من الممكن عرضها على الموقع ونحن معك بقلوبنا وعقولنا ونتمنى لكَ ولابنتك كل سعادة عافية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل أخي الأكبر الدكتور محمد شريف سالم غير النصيحة لك بأن تقومي بطبع رسالة مجيبك إلى والدك هداه الله، وكذلك ما تقودك إليه الإحالات التالية من على مجانين، ذلك أن عليك الجهاد مع أسرتك للوصول إلى الطبيب النفسي لأن تطبيق الخطوات السلوكية التي أهداها لك مجيبك سيكون أيسر بمراحل إذا أضاف لك الطبيب النفسي أحد عقاقير علاج الوسواس القهري، واقرئي من على مجانين تصحيح المفاهيم الخاطئة الشائعة التالية:
الطبيب النفسي سيدخلك في الدوامة فاحذرْ منه
العلاج النفسي مجرد جلسات كلام
الأدوية النفسية هي مجرد مسكنات ومنومات
واقرئي بل واطبعي أيضًا لوالدك الفاضل مقالنا التالي:
وصمة المرض النفسي : ليست من عندنا!
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بالتطورات.