زواج أخي......
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا صاحبة مشكلة فضفضة فضفضة: التاريخ الجنسي لأنثى عادية وقد سعدت جدا برد الدكتورة حنان طقش علي واستفدت منه كثيرا جزاها الله عنى خيرا... وبالنسبة لي فلله الحمد نحن نعد الخطوات الأخيرة لزفافي الذي سوف يتم في القريب العاجل إن شاء الله وقد امتنعت عن العادة السرية منذ كتبت لكم رسالتي الماضية ولله الحمد والمنة...
أما المشكلة التي بعثت أستشيركم فيها هذه المرة فهي بخصوص أخي الأكبر(الذي ذكرت في رسالتي الأولى أنه تحرش بى وأنا صغيرة)... الذي علمت عن طريق الصدفة أنه شاذ جنسيا من أين علمت؟ من الملفات التي تحفظ محادثات الماسينجر على الكمبيوتر... فقد وجدت فيها كلامه مع شباب وذكرياتهم في المقابلات الشاذة التي يجرونها... علمت هذا من ما يقرب من 3-4 أشهر ولا أعلم منذ متى وهو يمارس هذه الرذيلة... لقد صعقت عندما علمت ولكني لم أستطع فعل أي شيء...
الآن أمي تلح عليه في الزواج وهو بدأ يقبل بعد أن كان رافض تماما... وأمي ترشح له أعز صديقاتي والتي هي في نفس الوقت جارتي وأختي من الرضاعة...
فماذا تقترحون على فعله هل أتركه يتقدم لها أو لغيرها ويتم الزواج أم أصارح أحد بهذه المصيبة أم أن هناك تصرف آخر يجب عليَّ فعله
أفيدوني بالله عليكم وجزاكم الله خيرا على هذا الموقع المتميز والسلام
11/2/2005
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
سعدت لاستقرارك أتمه الله عليك، وأعانك على شكر النعم. ونأتي لما تحدثينني عنه، سبحان الله!!! يبات الله يستر عبيده ويباتون يفضحون أنفسهم!!! تعدوا على حرمات الله ويجاهرون ويسجلون ما فعلوا؟؟ لا حول ولا قوة إلا بالله.
أما أنت يا مشمشة ألا تعرفين أنه لا يجوز التجسس وهتك العورات؟؟؟ لعل الله يغفرها لعبيده وهو ما ليس بالسهل على العبيد من أمثالنا، وعلى العموم انظري لحيرتك هذه كتكفيرٍ عن ذنبك لتجسسك على ملفات أخيك، أما ما ينبغي عليك عمله فهو يضعنا في دائرة الجدل غير المحسوم حول مدى تدخل المعالج النفسي (وغيره ممن يطلع بحكم عمله على عورات الناس) في حياة الآخرين أو ما يستطيع كشفه مما يعرفه عن مرضاه، فمثلا لو اعترف لنا مريض بأنه لص فهل اكتفي بنصحه وتوعيته أم أبلغ السلطات عنه؟
وطبيعي هناك فرق كبير فيما يترتب على كل خيار، وليس من بينها ما هو سهل، وسلوكك وضعك في هذه الدائرة وعليك أن تخرجي منها.
سأعرض لك وجهة نظري والتي ليست بالضرورة صحيحة، فلنضع عمر أخيك في عين الاعتبار ونظن أنه لم ينضج بعد ولعله يتوب فأنت تعرفين هذه المعلومة من أربع أشهر ويعلم الله متى كانت العلاقة التي تحدث عنها لعلها كانت من سنين ثم تاب!!!
ثم هناك تفسير آخر لعله يلجأ إلى الحرام لتعذر الوصول للحلال (ولا تظني أني أوافق أو أقبل الحرام تحت أي مبرر ولكن إذا كان الخالق يعفو فمن نكون نحن؟؟ وهل نتأبى والعياذ بالله على الغفور الرحيم؟؟) وهكذا إذا وجد الحلال أعفه عن الحرام، فممارسته للشذوذ قد يكون مجرد متنفس لحاجة لم يهده عقله لغير هذا الطريق في التعامل معها دون تفضيل أو إصرار عليها، كما أننا كثيرا ما ننصح من يشكو من الشذوذ أن يصرف الطاقة في حلال فلا يبقى منها ما ينفقه في الحرام، ولو فضحت سر أخاك قد تكونين السبب في تعقيد مشكلته وارتكبت المزيد من الذنوب، وعليه أنا لا أنصحك لا بمفاتحة والدتك ولا غيرها بما تعرفين عنه، وإذا وافق على الارتباط بصديقتك فهي مسئوليته وأمانته أمام الله، ولأخفف عنك بعض الشيء سأقول لك إن كان الشذوذ هو خياره الحر لن يتزوج بسهولة أبدا ولعله فقط يهادن والدته في الحديث.
وإذا سألتك صديقتك كل ما يمكنك قوله لها أن لا تتعجل في القرار ووجهيها لتستخير ربها الذي يجيب المضطر إذا دعاه، وتبقى نقطة أخيرة ما أدرانا ما تخفي صديقة عمرك؟؟ ولك من نفسك خير عبرة، تعلمي يا مشمشة أن تتسامحي مع الآخرين كما تعلمت أن تتسامحي مع نفسك، كل ابن آدم خطاء وخير الخطاءون التوابون ولعله منهم، وعليك بالدعاء له بالهداية والصلاح وتذكري أنه رحمك ومكلفة أنت بالوقوف إلى جانبه فأعينيه على نفسه ولا تعيني شيطانه عليه فحببي إلى نفسه الحلال وكوني إلى جانبه بحسن الدعاء له بأن يريه الله الحق حقا ويرزقه إتباعه وأن يريه الباطل باطلا ويرزقه اجتنابه ولعل وقوفك إلى جانبه وإن كان بطريقة غير مباشرة هو الحكمة من إطلاعك على خصوصياته, وتابعينا بأخبارك دائما.
ويضيف الدكتور أحمد عبد الله الابنة الكريمة، أهلا بك مرة ثانية، وقلوبنا معك في حيرتك بين أخيك وصديقتك، مما لاشك فيه ولا جدال ولا تردد أن أخيك لو كان شاذا بالفعل والممارسة فإن زواجه من صديقتك سيكون كارثة بكل المقاييس، وفي حياتي قصة دامية عن شخص كنت أعرفه وتزوج شقيقة صديق حميم لنا ثم تبين بعد حين أنه شاذ جنسيا، وكانت فصول المأساة مؤلمة وانتهت بالطلاق طبعا بعد فضيحة، وبعد أطفال... وبعد... وبعد... ومنع هذه المصيبة يكون بأن تقولي لصديقتك إذا حدث وسار الأمر بينهما فعلا –أن أخي لديه مرض يؤثر علي رغبته قدرته الجنسية، وأن هذا المرض السري يحرجه ويجرحه أن يعرف أن أحدا قد عرف به، وأنك عرفت بطريق الصدفة المحضة، وما عليها بعد ذلك إلا الإصرار اللطيف على الرفض بدعوى أنها لا تشعر ناحيته بأية أحاسيس غير ما تكنه جارة أو أخت لأخيها!!!
وفي حالة لو كسرت هي الاتفاق بينكما وقالت لأخيك أنك قلت لها كذا وكذا، هنا ستكون الفرصة متاحة للمواجهة بينك وبين أخيك حول ما رأيت على الكمبيوتر من ملفات محفوظة.
لكن سيبقى مرض أخيك يحتاج لطريق أو طريقة لعلاجه وإن كان هو أصلا يريد العلاج، تابعينا بالأخبار، والموضوع مفتوح للآراء.