أساس المشكلات: البيئة الأسرية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أشكركم على هذا الموقعالذي يعفى مثيلاتي من الراغبات في الفضفضة من حرج الدخول إلى العيادات النفسية، أود أن أعرفكم بنفسي فأنا أبلغ من العمر 28 عاما- متزوجة وعندي رضيعة عمرها 8 شهور- ولن أبدأ فأقول بدأت مشكلتي أو ما إلى ذلك بل سأقول لكم حسبي الله ونعم الوكيل في أم لم تريني أو ترى أبى وشقيقتي وشقيقي يوماً مريحاً.
بلانا الله بأم تكره كل من وما عداها وكثيراً ما تساءلت عن حقيقة أن الأهل يتمنون دائماً أن يكون أبناؤهم الأصلح والأفضل منهم فهذه ليست حالتي تماماً، ولن تتخيل أن والدتي تغار إذا أفاض الله على في الرزق أو إذا لاحظت اتفاقي وسعادتي مع زوجي، ولا أتذكرها يوماً نطقت بالدعاء لي أو لأحد من أخوتي في أية مناسبة أو قامت بتشجيعنا على أي شئ.
على أي حال هناك الكثير مما يقال وأنا راغبة بشدة في أن أراسلكم وأسمع ردودكم عسى أن أصل إلى ما يحيرني في نفسي،
وللحديث بقية إن شاء الله.
07/09/2003
رد المستشار
الأخت الكريمة: أهلا وسهلا بك فنحن دوما على استعداد لأن نكون صدورا مفتوحة وآذانا صاغية لكل المهمومين منكم، ولكن موقعنالن يكون بأي حال بديلا عن مناظرة الطبيب النفسي لمن يحتاج العلاج، والمرض النفسي هو مرض مثل أي مرض، ولابد أن تختفي نظرتنا السلبية للمرض النفسي،
وأن نتعاون جميعا لنعين من يحتاج للدعم النفسي حتى يتقبل هذا العلاج، والحقيقة أنني جلست أحاول أن أتأمل في جوانب مشكلتك التي ذكرتها وعلى قدر المعلومات المتوافرة في رسالتك فوجدت أنك رغم أنك تشتكين بشدة من والدتك ولكنك في نفس الوقت لم تذكري طبيعة العلاقة مع والدك وأخوتك وكذلك طبيعة العلاقة مع زوجك، وإن كنت أستنتج أنها علاقة جيدة في معظم الأوقات، ومما يعين نفسك على أن تهدأ أن تحاولي التركيز على النقاط التالية:
أولا: بالرغم من علاقتك السيئة بوالدتك إلا أنك استطعت الانتهاء من دراستك، ووفقك الله إلى زوجك ورزقك بطفل جميل ضحكاته تزيل عنك كل هموم الدنيا، فهلا حاولت أن تركزي نظرك على الجوانب الإيجابية والمشرقة في حياتك، وهلا حاولت أن تغضي الطرف عن هذا الجانب المظلم من حياتك، وذلك حتى تتمكني من استعادة سلامك النفسي، وتعيدي اكتشاف أوجه الجمال في حياتك.
ثانيا: من الواضح من وصفك لوالدتك ولتصرفاتها معك أنها تعانى من خلل نفسي ما، فهل حاولتم علاجها أو استشارة الطبيب النفسي؟ وهل يمكنكم إن كان هذا حالها أن تلتمسوا لها العذر، وأن تغضوا الطرف عن ممارستها التي تؤذيكم، وأن تحاولوا أن تتجنبوا قدر المستطاع أن تتسبب لكم في أي نوع من الأذى.
ثالثا: من المفيد أن تضعي نصب عينيك أن والدتك – رغم ما فعلته بكم - إلا أنها ستظل دوما والدتك، وأنت الآن إنسانة ناضجة وتدركين أنك وأخوتك مأمورون ببرها والإحسان إليها مهما كان حجم إيذائها لكم، وبركم بها وحدبكم عليها يرشحكم لنيل سعادة الدنيا والآخرة ونيل رضا المولى عز وجل.
أختي الكريمة: أتمنى أن أسمع منك دائما وأن أطمئن على أخبارك فلا تترددي أن تطمئنينا على أخبارك ونحن على استعداد أن نستمع منك دائما، على أن تضعي في اعتبارك أنك قد تحتاجين للدعم النفسي، وندعو الله أن يعينك على تجاوز أزمتك ويفرج كربك.
ويتبع >>>>>: أمي سبب بلائي وشقائي م