وسواس الكفرية : قهري ديني جنسي م2
الوالدان النقمتان !
السلام عليكم ورحمة الله، تم إرسال رسالة من طرفكم عبر البريد الإلكتروني بتاريخ 12 مارس 2022م، وانتظرت عرضها لأجيب عنها ولكن لم يحدث، فهنا أنوه عنها وأعرض الرد عليها.
تفهمت قولكم وأود أن أنبه للآتي ...
قلتم إنني (لم أخبر أحدًا بحالتي)؛ ولكن غاب عنكم أنني لو كنت أتكلم ما مرضت من الأساس؛ فقد ألجم الحزن والخوف والمرض لساني وقيد تفكيري؛ فلم أعرف أن أتكلم مثل الناس؛ فكان لساني ثقيلا وعقلي لا أجد فيه كلاما أقوله، وإن من ولدوني ودمروني عندما وجدوني لا أتكلم استمروا فيما يفعلون، ظانين أنني طالما (صامت) وآكل وأشرب وأقف علي رجليّ فأنا في تمام الصحة والعافية، مع أنه يبدو عليّ أنني حزين .. وأنا حتى الآن أجد مشاكل في الكلام والتعبير عما أريده، وأقول الكلمة بصعوبة فتخرج معها روحي، وقد تحسنت مع مرور السنين طوال 40 عاما، ولكن لم أصل لدرجة الشخص الطبيعي، ولم ينفعني أنني ذهبت للأطباء فكيف ينفعني أشخاص عاديون ؟! إنني أعيش بلا حبيب أو صديق، فمن من الناس يصادق إنسانا مريضا نفسيا مثلي لا ينفعه؟ ومن يحب مريضا نفسيا كرهته أمه وأبوه ؟ وحتى لو حاولت أن أكلم أحدًا فهو لا يفهم ولا يهتم بي، وليس عنده فكرة عن المرض النفسي؛ فيزداد ألمي ويستمر صمتي ..!
وقد قلت في رسالة سابقة إن الأطباء لم يقدموا لي دواء مفيدًا، رغم كثرتهم وكثرة ما وصفوه، وحتى الآن لا أجد طبيبا يقدمه لي، لذا لجأت إليكم .. حيث إنني أتمنى أن أشفى قبل أن أموت، إن الناس تستنكر حالتي وتوجه نظري إلى ما يعانيه المرضى (جسميا) في المستشفيات وأن ما أعانيه أمر بسيط، فهم لم يجربوا المرض النفسي وأنه أشد ثقلا وألمًا، لأن المرض الجسمي تراه الناس من خلال مظاهره وأن صاحبه مستريح في سريره، لكن المرض النفسي والعقلي لا يرى الناس مظاهره، فصاحبه فقط هو الذي يراه، إضافة أنه يعيش بصورة مستمرة في إحراجات مع الناس، إن نبع الحنان الذي أكد الناس وجوده في (الأم) وجده هذا المريض نبع نيران وشوك، إن قلب المريض النفسي ممزق محترق وعقله مشتت فمن يرى ذلك؟ وعندما أحاول أن أتناسى المرض وأظن أني أصبحت سليما للحظة؛ أصطدم بصخرة أنني عاجز أن أكون مثل الناس في كلامهم ومعاملاتهم، وأن الناس اعتادوا أن يروني مريضا........
إن من الأفكار السوداء التي تساورني هذه الفترة ما يقول لي (إنك قد خطأت الوالدين مما يعني أنك قللت من صدق القرآن، أو شككت فيه، وفتحت بابا للفتنة لغيرك، إن غيرك لم يتكلم بهذا حتى لو اقتنع به)، لكني أقول إن الله في القرآن أوصى بالإحسان للوالدين (دون تفصيل ينفعني) وقد فصل في أمور أخرى كالميراث أو العبادات؛ حيث طلب الإحسان بهما على وجه التأكيد، والمخيف أنه طلبه بعد أمره (بعبادته هو) في أكثر من موضع، وأن عصيانهما يكون عند الشرك فقط، هذا هو سبب الانهيار .. فأين هو الشرك من بداية مرضي حتى الآن حتى أتجنب؟ فهل توجد أصنام في الفترة التي طولبت فيها بالبر بهما ؟.......
وأوصى الله بالأولاد بأنهم لا يقتلون من إملاق، وما هو الإملاق ؟ لقد فسر العلماء أنه الفقر الشديد.. لكن من ولدنوني ركزا بشدة على طعامي وشرابي وعلى مصاريف تعليمي (الذي بقدر ما نجحت فيه فشلت)؛ فلم أمت جوعًا ومرضًا ولكن قتلوني (معنويا ونفسيا)، هما لا يفهمان هذا لأنهما لم يجرباه ولم يسمعا به بدرجة كافية .. لقد قال الله أيضا (كما ربياني صغيرًا) في تعليله سبحانه لسبب الوصية، وهما فعلا اهتما بالأمور (المادية) وأهملا تماما الأمور (المعنوية) إلا بدرجة صغيرة لا تفيد، لقد كانت الروح المعنوية على طول الخط في الحضيض وانكسار النفس والإحساس بالضياع واللاقيمة، والواقع في حالتنا هذه أن الله أوصى (المسكين البائس) أن يبر بـ(الجبار الفاجر).. إنهما عندما يعرفان أنني مريض نفسيا أو أعاني فشلا في حياتي مع الناس يركبهما الغضب؛ فهما متأكدان أنهما لم يقصرا ولا أعرف من أين أتيا بهذا التأكد .. لقد أدركت أنهما نقمتان لا والدان ..!!
لماذا أوصى الله بالوالدين ومن الممكن أن يفعلا ذلك؟!! هل يرضيه ما حدث لي؟ هل هما مذنبان أم غير مذنبين؟ ولو كانا مذنبين أليس من الأفضل أن يتم التدخل في وقت مبكر من الله تعالى حتى لا أمرض بهذا الشكل الطويل وحتى لا يتم عقابهما؟ وإن كانت توجد حكمة فما هي حتى أستريح؟! لقد سألت أهل الدين فلم أجد إجابة مريحة .. وإن كانا غير مذنبين فممن آخذ حقي ؟! إنني لا أعترض على المرض من حيث المبدأ مهما كان ثقيلا؛ ولكن اعتراضي أنه يستغرق كل عمري..!
والقصة لم تنته؛ ولكن أريد منكم أن تصفوا لي دواء مفيدًا، أو طبيبا ثقة يفهم،
وأنا أكتب في وصف حالتي كثيرًا حتى يتم التعرف على الدواء المناسب في ظني .. وشكرااااا ..
27/3/2022
رد المستشار
الأخ الفاضل "المعذب المعذب .." أهلا وسهلا بك على موقع مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
من المؤسف بالتأكيد أن يغفل الوالدان الجانب النفسي في التربية، لكننا لا نستطيع التعليق على ما ورد في إفادتك دون سماع كل الأطراف، ... ونكرر التأكيد على أن الغالبية العظمى من الاضطرابات النفسية لا تحدث نتيجة لسبب واحد وإنما لتضافر مجموعة أسباب ... باختصار نؤكد أننا لا نستطيع علميا أن نرجع سبب معاناتك إلى تقصير والديك في مراعاة الجانب النفسي في التربية خاصة وأن هذا الجهل بأهمية الأمور النفسية -مع الأسف- منتشر في العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه ... ولو كان كافيا وحده لإحداث الاضطرابات النفسية لما كان أحد في بلادنا صحيحا من الناحية النفسية.
ما زلت تصر على وجود عقَّار سحري سيفعل معك ما لم تفعله العقاقير السابق تناولها ... هذا للأسف غير صحيح..، وأخيرا أكرر أننا نسعى لمساعدتك في تصحيح مفاهيمك ... وفكرتك عن نفسك وعن الحياة ... وليس يفيدك أن تترك نفسك في هذا الحال تقارن نفسك بغيرك لتزيد حالك إحباطا فلا تفعل أي شيء من الواجب فعله لتتجاوز الوضع الراهن، فقد أصبحت الآن تفكر بطريقة زورانية فيما يخص عملك وهي نفس طريقتك القديمة مع الأسرة غالبا ولا ندري قدر قناعتك بما تحكيه عن أخيك مثلا وأبويك ... وعليك إن لم تكن فعلت (وهذا هو الأغلب) أن تفتح هذه الأمور مع معالج نفساني أو طبيب يفضل أن تتابع معه ليختار لك موازن المزاج الأنسب ... ويرشدك إلى معالج سلوكي معرفي.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.