أحس أنني إنسانة زائدة على المجتمع.. لا أعطــي شيء
بسم الله الرحمن الرحيـــم
الحقيقة مش عرفه أبدأ منين, لكن منذ وقت كبير ونفسي أبعت لكم، أنا إنسانة متملكنى الإحساس أن وجودي ليس له قيمة,
أنا متزوجة وعندي بنتان، حسه أنى مش سعيدة، مش مرتاحة، وأكثر شيء مضايقنى أنى مش قادرة أسعد إلى حواليا، زوجي وأولادي, أنا علي طول عصبيه ومكهربه البيت والبنات سعات بحس أنه مظلومين، أوقات كتير ببجي لي تفكير أن اطلب الطلاق وبكدة ممكن يجيب للبنات أم غيري تسعدهم وتكون أحسن منى وكمان تسعد زوجي، هو إنسان طيب وحنون, ويستاهل كل خير.
أرجوك ما تفتكرش أنى إنسانه هايفة لا والله أنا فعلا بعاني نفسيا بشكل غير طبيعي، أنا غير راضية عن نفسي تماما ومش عارفه أغيرها، بتجيلى حالة فظيعة كل فترة من الوقت بكون فيها إنسانة غريبة بكون مش عايزة أتكلم ومش عايزة حد يكلمني وما ليس نفس أعمل أي شيء في البيت وبكون عصبية جدا مع الأولاد, وأوقات كتير بتمني الموت.
حياتي مليانة حاجات ممكن تكون ليها سبب في إلى أنا فيه، لكن مش أغير نفسي، حسه بإحباط شديد، أنا عندي 36 منذ بلوغي وأنا شبه وحيدة أخواتي أتزوجو وكنت أنا صغيرة حوالي 15 سنة ومن ساعتها حسه أنى وحيدة برغم وجودي مع أبى وأمي وأخي الأصغر وأخت أخرى صغرى كانت وحدتي داخلي فقط، بعني ممكن أكون موجودة لكن مش موجودة, بحب جدا النظام والترتيب وبحب جدا أعيش في مكان مرتب ونظيف وترتاح ليه العين، بابا الله يرحمه كان حنون لكنه كان شديد جدا وماما كانت قويه،
أما أنا.. أنا مش بعرف أعبر عن إلى جوايا مش بعرف أتكلم من ساعة ما أتجوزت وأنا حسه أنى دخلت صندوق ممنوع الخروج منه، وذاد الإحساس عندما سافرنا لنقيم في بلد عربي, أصبحت حياتي بين جدران البيت متشابهه لا جديد فيها كل من معي يطلب حقه الزوج والأولاد والبيت وأنا بين كل ذلك، ماليش أصحاب برغم أنى بقالي 4 سنوات كان ممكن لكن مش عارفة مين السبب أنا ولا زوجي أنا مش اجتماعية بحب الهدوء والوحدة، بمعنى أصح مش بعرف أكسب أصدقاء، مش بعرف أتكلم, مش لبقه، لمه بكون رايحة عند حد بكون خايفة جدا وبفضل أدعى ربنا يكون معايا.
المهم: أنا نفسي أغير نفسي مش عارفه كل ما أفكر وأحاول أرجع تانى للملل والكآبة, نفسي أكون أم بمعنى الكلمة حسه أنى مقصرة في حاجات كتير أولها المطبخ أوقات كتير بحس باختناق عند دخولي المطبخ, مش شاطرة في الطهي، لكن وحاول أعمل إلى أعرفه، لكن طبعا مش كفاية وخصوصا أن زوجي عشقه للآكل وأنواعه، حتى المذاكرة لبنتي للآسف الشديد مافيش مرة جلسنا سويا بدون أن أتعصب عليها وتفلت منى أعصابي وأضطر أقوم من أمامها, حسه أنى مش يفيد بأي شيء حتى البيت، ما فيش مصروف لبيت زوجي يحضر كل شيء وأنا ما على إلا الترتيب والتنظيف وووووو...أشياء كثيرة....
حاولت أقوله نعمل مصروف وأنا أمسكه, ونجيب حاجة البيت كل أسبوع واتفقنا لكن سرعان ما يرجع كل شيء مثل ما كان، بدأت أحس باختناق، لست مثل غيري من النساء كلهم يتسوقوا بأنفسهم ويشترون ما بدهم ويذهبوا في الإجازة بالأولاد لحالهم للملاهي، وأنا لم أستطع ذلك، أصبحت أخشى الخروج وحدى، ولم أستطع طلب نقود من زوجي، هو لا يمانع ولكنه صعب على لساني، قد أكون مخطئه ولكن هذا ما أحس به، مش عارفه قدرت أوصلكم إلى عندي ولا فيه حاجة مفقودة لسه، مش عارفه، عموما أنا لسه عندي كلام كتير ,لكن مش قادرة أجمع الكلام علشان أكتبه، يا رتنى في مصر كنت جتلكم،
عموما يا رب أكون عرفت أوصلكم شيء، تقدروا تريحوني بيه،
والسلام عليكم ورحمة الله
11/02/2005
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حاشا لله أن نظن بالعباد السوء وما سخرنا وقتنا إلا بأمل مساعدتهم، وانظري لقولك أنك لست تافهة على أنه أول مفتاح لك كي تخرجي من الصندوق الذي تقولين أنك دخلته من يوم زواجك وأنا أعتقد أنك أسيرته من قبل ولكن المعاناة الشخصية مع ما يحمله الزواج من مسئولية يزيد من حجمها، أنت تخشين رأي الناس بك لذا تؤثرين الصمت، وتقولين أنك غير لبقة ولا تجيدين التعامل ولا اكتساب الأصدقاء وكلها أمور يا أختي تعكس صورة سلبية ومتدنية للذات.
أول ما ينبغي عليك عمله هو البدء بحب نفسك، نعم يجب على الإنسان أن يحب نفسه كي يستطيع العيش بسعادة، اعرفي ما لها وما عليها لقد قرأت رسالتك أكثر من مرة ولم أجد أنك ذكرت ميزة واحدة لنفسك، فهل هذا معقول؟؟ أين ايجابياتك؟
تقولين أنك أم غير صالحة ولكن تحملك معاناة الحمل والوضع أمر ليس باليسير وكونك سببا في جلب روحين للحياة يعني أنك قد أعطيت بالفعل الكثير وذلك بغض النظر عن مهارتك في المطبخ، هل فكرت مرة أن تشعري بالفخر كونك أما؟ أي هل فكرت فيما تحملت لتحقيق هذا الانجاز؟
لا أرى من كلماتك ما يبرر نظرتك لنفسك، وعليه يجب أن تبدلي في تعداد ميزاتك لنفسك كي تحصلي على حبك لذاتك، امسكي ورقة وقلم وعددي ايجابياتك خمسة على الأقل بما فيها من قضايا مظهرية وكرري قراءة ما فيها وبصوت عالي أحيانا فهذا سيساعدك على البدء بالإحساس بقيمتك، يمر الناس في حياتهم بلحظات يشعرون أن لا طاقة لديهم لمزيد من العطاء ونسميها حالة الاحتراق الداخلي ولكنها تأتي بعد التعرض والعيش مع ضغوط عالية، فهل هذا ما حدث معك؟ فإن كان هذا ما حصل فمن الطبيعي أن تشعري بما تشعرين به لفترة.
كيف هي علاقتك الخاصة مع زوجك؟ هل هي مشبعة وممتعة؟ كيف علاقتك الاجتماعية بزوجك هل أنتما أصدقاء؟
ابحثي عن الدافع الحقيقي الذي يسلبك الاستمتاع بالحياة كي تستطيعي التغلب على شعورك بالوحدة والملل وعدم الجدوى، فبدون تحديده ومعالجته سينتهي بك الأمر لترك أي عمل تبدئين به، فلو قلت لك على سبيل المثال لم لا تنشطين عقلك ونفسك بالاشتراك في برنامج دراسي على النت حيث أنك قادرة على استخدام التكنولوجيا سرعان ما سترفضين لأنه وإن كان خيارا جيدا ومفيدا إلا أنه مجرد معالجة للظاهرة السلوكية لديك ولكني أميل إلى المدرسة المعرفية وأعلي قيمة العقل الذي لا يسهل خداعه.
صارحي نفسك وصارحينا بسبب ضيقك الحقيقي كي نعمل معا على الحل، وقد يكون مجرد تعبيرك عنه سببا كافيا في تنشيط همتك للتغير واستمتاعك بدورك كأم وزوجة دون أن نلجأ إلى الدراما بطلاقك وجلب أخرى لتسعد زوجك وتكون أما لبناتك لمجرد أنك حزينة ومحبطة. تقولين أن زوجك طيب وحنون الجأي إليه بدل الابتعاد عنه، هل جربت أن تناقشي معه مشاعرك، تمنيت لو ذكرت عمر طفلتك الصغرى فقد يكون ما تعانين ناتجا عن اكتئاب الحمل والولادة إذا كانت من فترة قريبة، هناك أكثر من سبب قد يكون وراء ما تعانين منه ولكن بالتأكيد أنت يا أختي لست تافهة ولم يخنك التعبير ولا مرة في رسالتك أنت فقط متحرجة من البوح بما لديك بوعي أو بدون وعي، كما ترين قد يكون هناك أكثر من تفسير لمعاناتك ولا شيء لا دواء له إلا داء الموت ولكن علينا بالسعي لمساعدة أنفسنا، هل هو متعذر عليك اللجوء إلى مختص نفسي في مكان إقامتك، فقد يفيدك التفاعل المباشر مع ذهن متقبل أكثر مما أفعل أنا عن بعد، ومع ذلك نحن في انتظار المزيد من تعبيرك عن نفسك.
ولا أنسى أن أذكرك بتكرار "سبحانك اللهم وبحمدك أني كنت من الظالمين ظلمت نفسي فاغفر لي وارحمني ومن يغفر الذنوب إلا أنت"، "واللهم أني أعوذ بك من الهم والحزن ومن الوهن والكسل"، والزمي الاستغفار فأنه هب الهم بإذن الله مع دعائي بأن يدفع الله عنك وتابعينا بأخبارك.
ويتبع ..... : الشعور بعدم القيمة: صورة الذات السلبية مشاركة