كيف أعيش بدون الوسواس والقلق
السلام عليكم، أشكركم على هذا الموقع الرائع جدا، كنت أعاني من فتره من كثرة أحلام اليقظة المفرطة للتهرب من الحياة والملل لأني وحيدة جدا. ثم بعدها تدينت وأصبحت ملتزمة والحمد لله. ولكن بعد التدين أصبحت لدي الكثير من الوسواس أحيانا يكون خوف من المستقبل، ثم الزواج، ثم الشذوذ... إلخ.
في كل مرة أجد فكرة لأوسوس بها وزاد على هذا الأمر بعد التخلص من أحلام اليقظة، اكتشفت بعد التخلص من أحلام اليقظة أنني أعاني من الفراغ كما أنني أكره طفولتي لأنها كانت مليئة بالمشاكل والحزن وكنت أعاني وقتها من الكوابيس وكانت هي السبب لجعلي أستخدم أحلام اليقظة للهروب من الحياة
الآن لدي مشكلتان:
المشكلة الأولى: لا أعرف كيف أعيش الحياة بشكل طبيعي وأكون علاقات وصداقات متزنة (كانت لدي صديقة ولكنها كانت مؤذية واستغلالية جدا فتركتها بعد سبع سنوات من الصداقة)
المشكله الثانية: كيف أعيش بدون الوسواس؟ فأنا لا أستطيع العيش بدون وسواس أبدا؟ وأشعر أنني يجب أن أجد شيئا أقلق بشأنه؟ وكأن العذاب هو دافعي للحياة والعمل.
وآخر ما توصلت إليه من وسواس هو وسواس العقيدة (استغفر الله) وكانت بداية هذا الوسواس هو بعد قراءة أشياء عن الاعجاز العلمي بالقرآن
وهل يجب علي تجنب التفكير بسواس العقيدة؟؟
لأنني أشعر أنني يجب أن أخضعه الحقيقة، وشكرا لكم
12/4/2022
رد المستشار
صديقتي...
أعتقد أنك من الأفضل أن توسوسي وتقلقي وتفكري وتركزي وتستعرضي كل جوانب الحياة التي تريدينها لنفسك... انشغلي بما تريدين بدلا مما لا تريدين... إن كنت تريدين صداقات فكوني صادقة مع نفسك وكوني صديقة جيدة لنفسك ... إن كنت لا تدرين كيف تكونين صديقة جيدة لنفسك فعليك بسؤال نفسك ما الذي تريدينه من الأصدقاء؟ وهل سوف تبادلينهم العطاء؟ ثم ابدأي في حلم يقظة عنوانه أنك صديقة نفسك وتخيلي كل ما ممكن أن تفعليه مع هذه الصديقة الجديدة ثم حققيه في أفعالك في حياتك الفعلية.
نفس الشيء يجب أن يطبق على الحياة عموما... احلمي أحلام يقظة عن ما تريدين من حياتك وكيف تريدينها أن تكون، ثم تخيلي كل الخطوات التي تؤدي إلى ما تريدين، ثم ابدأي بأبسط الخطوات نحو ما تريدين وافعليها في الحقيقة... أحلام اليقظة المحددة الأهداف والتي نأخذ خطوات نحوها هي العامل الأساسي في النجاح في أي شيء ومجال في الحياة ... لا بد وأن جميع الاختراعات في الحياة كانت بسبب أحلام يقظة في عقول مخترعيها وكثيرون غيرهم ولكن المخترعين هم الذين اتخذوا خطوات فعلية نحو تحقيق ما حلموا به.
لست أدري ما تقصدينه بالتفكير في وسواس العقيدة ... إما أن لديك وسواس أو لا ... ما هو التفكير في الوسواس؟
إن كان لديك شك في عقيدتك، فما أهمية هذا؟ وما الذي تريدين أن تؤمني به؟ لست مرغمة أن تؤمني بأي شيء... بالنسبة لي مثلا، ليس هناك مجال للشك بأن هناك خالق وراء كل الإبداعات التي نراها في الكون وفي أنفسنا لأنه ليس من المنطقي أن تكون كل هذه الإبداعات والتنظيمات المحكمة المحبوكة هي مجرد نتيجة مصادفات بعد انفجار كبير... لم نر أن انفجارات قنابلنا على مر العصور قد أدت إلى أي شيء عدا الدمار ... لست أدري ما الذي يجعل الشك في هذا شيئا مهما ... من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
ويتبع>>>>>: من أحلام اليقظة إلى وسواس العقيدة ! م