الطهر الضائع.. وألم الضمير
السلام عليكم ورحمة الله..
بداية جزاكم الله ألف خير عني وعن جميع من تساندوهم في حل مشكلاتهم..
سأبدأ بشرح مشكلتي والبقعة السوداء الوحيدة في صفحات حياتي الناصعة والتي أرجو أخذها بعين الاعتبار.
فقد بدأت معاناتي منذ سنة تقريبا حين وقعت أو أوقعت نفسي في شباك الحب الذي كان حبا طاهرا عذريا في بدايته ولا عجب إذ انه نشأ نتيجة تقدم شخص لخطبتي ورغبتي بالتعرف عليه عن قرب حتى أكون قادرة على اتخاذ قرار بشأنه خاصة أنه رفض من قبل أهلي لسبب بسيط جدا!!
أنه يكبرني بعام واحد فقط وهذا لا يكفي!!!..
خطأي أن هذه العلاقة تمت من دون علم أهلي لكن ما شجعني هو حب ذلك الشخص لي وميلي العاطفي نحوه. المهم تمت هذه العلاقة وأخذت بالاستمرار و(التطور) يوما عن يوم وهنا كانت مأساتي..
كنت في كل يوم أشعر إني أفقد جزءا غاليا مني.. أفقد جزءا من حيائي ومن خوفي العذري من الرجال!! كنت أفقد أشياء أدركت فيما بعد أنها لا تعوض وأنها تذهب ولا تعود أبدا.. لكن إدراكي لهذه الأشياء أتى متأخرا فقد بدأت علاقتنا من لمس اليدين وانتهت بتبادل القبل الحميمة.. و.. أمور أخجل والله من ذكرها فقد وصلنا بالضبط إلى حافة الزنا!!!ولكننا والحمد لله لم نقع فيه!!
كنا في كل مرة نندم ونتعاهد أن لا نعود لمثلها لكننا نضعف أمام رغبتنا الجارفة.. صدقوني أنا أكره نفسي كثيرا خصوصا عندما أرى الإعجاب في عيون من حولي والفخر في عيون أبي وأهلي وهو لا يعرف أن هذه الابنة المدللة قد لطخت نفسها بعار لا يغتفر!!سأصاب بالجنون لدرجة أني أبكي لوحدي ساعات طويلة.. ليس بيدي أي حل سيما أني الآن في سنتي الجامعية الأخيرة وأبي يرفض هذا الشخص لا لشيء إلا لأن فرق العمر بيننا قليل!!
مع انه شاب يتحلى بصفات رائعة ومؤهلات جيدة. أرشدوني ماذا أفعل حتى أكف عن هذه المعصية أو الكبيرة التي تؤرقني وما أفعل لأستطيع إقناع أهلي بمن أحب والارتباط به بالحلال فقد أتعبتني هذه العلاقة المحرمة. هناك شيء آخر لقد بدأ الكثير بالتقدم لخطبتي وزادت مخاوفي ليس فقط من كوني سأفقد من أحب ولكن فيما لو سأستطيع وهب مشاعري ونفسي لشخص آخر بعيدا عن المقارنات؟؟وكيف بإمكاني تمثيل دور البراءة و العفة التي فقدتها..
أشعر أن الماضي ممتلئ بالخيانات لشريك المستقبل!!ولن أسامح نفسي أبدا إذ أنه لن يكون أول من لمسني.. يكفي أن قلبي فقد عذريته منذ زمن.. خوفي الآن أن يعاقبني الله بأن يجعل نصيبي مع رجل سيئ أظل أدفع ثمن خطأي طول عمري.لذا أتمنى أن أكون من نصيب من أحببت وأحبني فقد كنا لكلينا التجربة الأولى. الشكر الجزيل لكم ولمساعدتكم لي..
لاهتمام د. سحر طلعت مع خالص الحب والإعجاب
11/02/2005
رد المستشار
الابنة الكريمة:
أهلا ومرحبا بك ونشكرك على حسن ثقتك بنا وندعو الله أن يعيننا لنكون دوما عند حسن ظنكم جميعا، والواقع يا بنيتي أن رسالتك تجسد بعمق قصة بني آدم منذ بدء الخليقة....حيث أراد الله سبحانه أن يخلقهم مزيج من طين الأرض بما يحمله هذا من ضعف وشهوات وجنوح للمعصية مع نفخة من روح الله سبحانه بما فيها من رقي وسمو، والإنسان دوما في صراع بين متطلبات الروح وأهواء الجسد؛ فمن غلبت عليه روحه حمل نفسا مطمئنة هي نفس الأنبياء ومن شابههم من الصالحين، ومن ظلت روحه تنازع رغبات الجسد وأهواؤه كان مثلك... يسقط في الذنب ثم يظل يتألم ويلوم نفسه ويحاسبها ويشارطها حتى تتوب وتعزم على عدم العودة للذنب... ثم تخطئ من جديد لتتوب من جديد وتعزم على عدم العودة للذنب وهكذا، فهنيئا لك يا حبيبتي بنفسك اللوامة.
ومشكلتك الكبرى.. وهي بالمناسبة مشكلة كل من كانت له حياة ناصعة ثم وقع في الخطأ والإثم وهو لا يظن إمكانية حدوث هذا منه ... فما الذي يحدث معك ومع من يقعون مثلك في الخطأ؟!!!
البداية: إنسان مثلك لا يتصور وقوعه في الإثم والمعصية... ثم يسقط تحت ضغط هواه وشيطانه في الإثم.... يصاب الإنسان بحالة من الذهول وعدم التصديق..... كيف ولماذا وقعت؟ كيف لطخت صفحتي البيضاء؟ لن يمكنني بأي حال من الأحوال أن أزيل هذه البقعة السوداء من صفحتي التي كانت يوما ما نقية.... كيف يمكنني أن أواجه الناس بعد الآن؟...
جميل أن يشعر الإنسان بالندم... وجميل أن يشعر بالحياء وعدم القدرة على الوقوف بذنبه أمام الله.. على ألا يدفعه هذا لليأس والقنوط من رحمة الله...
فالمهم أن ندرك جميعا أننا بشر نخطئ ونصيب فــ "كل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون"، وكل ذنوبك يمكن أن تبدل بقدرته سبحانه حسنات لتعود صفحتك كما كانت...
فسارعي بالتوبة والندم والاستغفار، وتوقفي عن مقابلة هذا الشاب مهما كانت الظروف، وأكثري من فعل الخير.."فالحسنات يذهبن السيئات"
أما بالنسبة لأهلك فلا أعتقد أن أمر إقناعهم باختيارك سيمثل مشكلة بالنسبة لك.... لأنهم في النهاية لا يريدون إلا سعادتك، فوضحي لهم رغبتك في الارتباط بهذا الشاب، واشرحي لهم مبررات هذه الرغبة، وأكدي لهم أنك لن تجدي سعادتك إلا في جواره، وكونه يصغرك بعام واحد لا يعني عدم ملاءمته لك، وأصري على موقفك واستعيني بكل من له القدرة على إقناعهم، وتأكدي أن الله سبحانه لن يقدر لك غير الخير، وعموما نحن معك دوما ونتمنى أن نسمع منك ما يطمئننا عليك.