ألقي نظرة.. هنا حسرة؛
العذر، إذا أطلت في هذه الرسالة، أبى الخاطر إلا الإفاضة عن آلامي النفسية والكتابة بتوسع، حاولت ما استطعت الاختصار، لدرجة أن صارت بعض الفقرات مليئة بالمتناقضات والجمل مبهمة فكيف أختزل معاناتي الداخلية كيف؟
لا أدري، ومثلي يهب لطرح هذه الكلمات الضائعة هنا، الطلب حل واستشارة، أم لمجرد المشاركة، ربما أبغي تضامنا عفيفا مع إصرار عنيف على الوقوف في صد افتراس الشذوذ الجنسي لمجموع من أجيال الغد، قبل أن نخسر الرهانات، ونعيش تطلعاتنا حسرة منذ الآن، لغد يطل غامضا.
كلمات تتداخل على مخيلتي ومنها لكتابتي هذه، تتسارع دون أن تترك لي فرصة ترتيبها كما يجب ووضعها في المناطق الملائمة، وسط الأسطر والجمل المناسبة، لذا أتمنى القبول لديكم لما أكتبه وأحاول إيصاله لكم، أتمنى ذلك فعلا.
عن جحيم اسمه الشذوذ الجنسي، أتيت لأحكي الآن، ليس فقط عن ذاتي هذه التي تألمت به ولازالت، بل العديد، أجل العديد من أولئك التائهين على هوامش الحياة المتخمة بالماديات الجسدية، عن أمثالي.
أأنت مثلي؟ تخفي أمورا تخشى اطلاع الناس عليها، لأنها مهلكة وتهدد بقاءك، أتحس كأنك عدو جاسوس يحمل الأسرار بترقب، حين تثير الشكوك والريب بتصرفاتك، وتتعقد الأمور فتجيئك الصدف بما لا تتوقع، تحاول بخبث أن تضيع فرصة الانقضاض عليك من المتربصين، مرة بتصرف ذكي رغم الحماقات الكثيرة التي تدفعنا إليها غرائزنا، وأكثر المرات بلطف قدر مكين.
أرتدي اليوم قناعا على قناعي قديم على هوية صعبة، والزيف لم يغلب طبعي، احتراسي سلاح دفاعي، كما هو الإيمان أوصلني إلى الصبر المقدس، إلى حيث تصير التضحية سعادة روحية عظيمة، والخلاص جائزة ربانية يعطينها المولى عز وجل.
قال سبحانه في الآية الكريمة (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون). علمت بأنها تعني الصبر على كل معاني الفتن وليس فقط ما يثير الغرائز أو الشهوات، تعني الصبر عن الظلم الغير متواصل والأذى المرجو انتهائه، المكر والحقد إن لم يكونا بلون السواد...
طبيعتي مسالمة، لست ممن يعيد الأذى تلقائيا، ويكرر نفس الحركات كالمرآة، لست عدوانيا مثلما لست جبانا، أستطيع الدفاع عن نفسي ورد الاعتداء بالمواجهة العتيدة، ثم الإكمال حتى النهاية، لا تخيفني التهديدات المسعورة ولا الهادئة هي عندي سواء.
منذ صغري، أتألم في سكون.. عرفت الشقاء النفسي وآلام التنهيدة، التنهيدة التي لم تفارقني منذ عهد. طيف من الضيق كبث صدري ولازمه، يخسف بدواعي السعادة كلما حلت، حتى تطير وتتلاشى بعيدا، فهي لماذا ستمكث في خراب جسد تسكنه بإلحاح بوم الأيام النحساء، وأصداء غربان التعاسة المستقرة تعشش في نفسيتي، تعاند قلبي المرهق.... تعبت.
هكذا تمضي مسيرة الخوف من المجهول، ومن الغموض الذي يلف حياتي، فحين أتفقدها تبرز إلي مقارنة بغيرها كالريشة التي تنام في مهب الريح، أتفهمون ما أريد إيصاله إليكم، أتعرفون؟
هول أن تكونوا بلا دنيا ولا دين، يمشي الواحد منا أعمى بصيرة يتخبط في الوهم، يجرؤ على الخفايا دون إدراك للخلفيات، تقتله الظنون حين ينظر لواقعه المر ومساره المتهالك، الذاهب للتدمير الذاتي، أضيع منا لا نجد، هذا هو عالم الشذوذ، هذا هو الضياع الأسود.
تلك نفسي آثمة، مخطئ من قال الشذوذ حرية حياة، الشذوذ الجنسي هلاك، موت بطيء للآدمية وتحول إلى هون الحيوانات أرقى عنه، فاحترسوا منه، كنت ولا زلت شمعة تحترق في صمت لتضيء للآخرين، لكل من هم متعبين، وأولئك الساهرين مع آلام الحنين والشوق لغد أفضل، وأمل الخلاص، جعلت نفسي الركن الآمن كما سماني إنسان صالح، الركن الآمن لأمثالي.. حتى هذا الوقت لا أدري هل نجحت أم فشلت، مهمتي التحول إلى بلسم طيب، كصديق معين.
صرت أواجه الشواذ بضرورة التخلي عن الجنس والاكتفاء بما هو معنوي فقط الذي هو الحب، أي شذوذ بلا جنس، وكأني أحاول نزع السم من الثعبان!
من هنا أدعوا الشواذ الغير متيقنين ببرائهم من هذا البلاء -أي الشذوذ-، عدم التسرع إلى الزواج وظلم الإناث، وإدخالهم لعالمكم الأسود، الزواج ليس خلاصا لمن لا إيمان ولا عهد له، صوت المظلوم أقسى من عذابنا تذكروا هذا جيدا، فاصبروا قد أكون قاسيا بهذا الكلام.
انظر إلى الأبعد لا تكن قصير المدى في التفكير، أدمج الإدراك بالحلم ثم انظر النتيجة، الماديات الزائلة لا تجعلها تغرك.
لا يبقى حال على حاله، هذه سنة الحياة من الخالق العظيم، كل شيء إلى زوال، إلا الخير، العمل الصالح يبقى إلى أبد الآبدين، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
بلغت من السن اليوم اثنا وعشرون خريفا بحسابي الخاص، بمرها بحلوها هاأنذا بحول الله متسمر، العناية الربانية لطالما كانت سندا لي، وحمتني من سوء تدبيري وتقديري للأماكن والأزمان والوجوه التي مرت بي.
مرت بعائلي ظروف صعبة، أوقات حرجة وأخرى قاسية، استطاعوا الخروج منها بسلام، والسيطرة على مشاريعهم التي هددها التلف، ومن ميادين لأخرى، واهتمامات تلتها اهتمامات، تناسقت بحكمة وحنكة، ثم بدراية وتدبر، ومشورة وحسن تسيير، كل عضو قدم ما عنده للاستمرارية وتماسك العائلة من حياة برجوازية شبه غربية، إلى حياة الطبقة الوسطى، إلى حياة شرقية، كل ذلك أضاف لمزاجي الكثير، وزاد التأقلم لدي فشمل حتى فنون الاقتصاد والتوقعات كيف تكون الصبر كان دائما ورقتي الرابحة التي أخفيها، صار قوة لدي لامتصاص الصدمات وتبديدها، سأصحح مسار حياتي هذا ما كنت أعد به ذاتي.
الأحداث تتوالى، بت لا أعرف كيف أتصرف مع جديد الأيام وخباياها بالإنترنت كما في الواقع، عرفت الكثير من قصص غيري، تأثرت لحال العديد منهم حتى استصغرت همومي وأحزاني بجانب معاناتهم وآلامهم وعزمت على المساعدة والإنقاذ من براثن وأنياب الشذوذ الجنسي مهما كان الحال الحب أشياء من السراب والأحلام، وخدعة وذكرى عابرة في دنياهم، ذاكرتي تريد البوح عما اعتمر فيها من ذكريات وسكنات، وعن هذا الحب المستحيل الذي عشته وأخفيته كأغرب روايات زماننا العجيب أتمنى أن لا تشعركم كتاباتي أو فلسفتي هذه بالملل.
أذكر صديقا من الذين كنت أراسلهم، كتب لي يوما حين سألته ألا يمل من رسائلي الغريبة هذه فأجابني في مقطع من رسالته بمثال عن قصة شهيرة هي "بائعة الكبريت" هي إن لم يسمع القارئ بحكايتها فتاة يتيمة تعيش حياتا قاسية مع أبيها الذي لطالما يرسلها لبيع علب أعواد الثقاب في أيام الشتاء وما يحتويه من قساوة المعيش، في اليوم التي ركزت عليه الرسالة كان طويلا وقاسيا ومثلجا بكثافة، خرجت فيه مرغمة، أثناء عملها لا أدري كيف أضاعت نعليها، فخافت الرجوع للبيت وهي تتخيل مدى غضب والدها وما ينتظرها منه من فظاظة وغلاضة القلب، فآثرت إتمام البيع وهي حافية القدمين.
المهم هنا يأتي ما أريد إيصاله:
عندما وجدت بأن المارة قد اختفوا كل لبيته عاد واستقر، جلست في ركن من الشارع بعد أن انتشر ظلام الليل، وحتى تدفئ يديها الصغيرتين أشعلت عود ثقاب وهي تعرف أنه لن يغنيها شيئا في عز هذا البرد وقسوة طقس الشتاء، لكنها لمحت بأن المكان قد تغيرت لأرض دافئة رائعة بعد أن أشعلته، لكن سرعان ما اختفى كل شيء بعد انطفائه، أعادت الكرة وأشعلت عود ثقاب آخر، فتراءى لها هذه المرة طيف جدتها الحنون فابتسمت لها ابتسامة الجدات الحنونة، ليحصل نفس الأمر كما فيما سبق عند قرب انطفائه تلاشى كل شيء، فأصرت في الأخير على أن إشعال كل أعواد الثقاب سيمنحها وقت أطول من الدفئ مع جدتها في هذا الحلم النادر، عندما أشعلت الكل عادت جدتها للظهور، فنادتها الطفلة الصغيرة بكل ما فيها من طاقة البراءة المضيئة القوية نداءا لجدتها أن خذيني معك أرجوكي جدتي لا تتركيني وحيدة، لتقترب جدتها منها وتحملها في حضنها وتطير بها في أفق سماء هذا الحلم، وهما في غاية الروعة والسعادة التي لطالما يحرم منها الإنسان في دنياه، والقسوة الكبرى أن تأتينا ممن نعتبرهم عونا لنا وملاجيء للأمان والخير لنا، لكن ماذا أقول..... نهاية القصة.
رغم تعاستها ومأساويتها إلا أن فيها حكمة غريبة: في الصباح وجد المارة فتاتا نائمة قد فارقت الحياة وعلى شفاهها ابتسامة غامضة، حزن الجميع وتحسر من تحسر، وقالوا مسكينة ماتت في برد الثلج. وليس هناك أبرد وأقسى من قلوب البشر وحكمهم، فتعيا الطبيعة بكل قسوتها لن تقدر على التفوق على بني الإنسان في قسوته كتب لي صديقي: حكيت لك هذه القصة ولا أعرف هل وفقت في ذلك.
المهم أنا قصدت إيصال لك أن كلماتك هي بمثابة أعواد الثقاب ومراسيلك تلك الأحلام التي تأتيني أنت فيها: تمنحني حبك فيها، تفهمني وتضمني وتحملني إلى عالمك الساحر الخاص بنا لوحدنا، أعيش فيك ولك بعيدا عن جفاء دنيانا هذه وناسها التي لا ترحم ضعف أمثالي فهل تعرف حاجتي لك؟؟؟؟؟
هذا ما كتبه لي صديقي محاولا تبديد الحرج الذي وضعت نفسي فيه قد تتساءلون أيتها أسباب هي وراء آلامي ومخاوفي، وماذا اقترفت في هذه الدنيا سابقا ومدعو لأدفع ثمنه مستقبلا؟ عن ما تلقيته قديما، من سقطات الماضي وتبعاته آثمة هي نفسي، تقودني للمجهول المخيف، هل فشلت؟
هل بعد أن دخلت منقذا أبحث عمن ينقذني من نفسي وما تأمرني به، أتذكر مقولة يتشبث الغريق بغريق حين أتذكر من يضعون أمالهم فيا للنجاة من الشذوذ، أحيانا أنهزم مع نفسي الخبيثة هذه فهي دائما في رحلة البحث وراء أشيائها المفقودة، فإذا، لما أطرح أسئلتي الصعبة في كل مكان أستطيعه؟ حتى أوصلتها لأكثر من موقع على الأنترنت بعدة لغات وتوصلت بأكثر من رد وجواب دون أن أجد غايتي وأجوبة شافية
ما أشد ضيق صدري، والوحدة التي أعيشها رغم تواجد الأصدقاء والأحباء والمعارف وملأهم لأيامي، إلا أني لم أعثر بينهم عن الشخص الذي يحس بي ويتفهم مشاعر نفسي الخبيثة هذه فأنا كنت ومازلت أبحث عن إنساني ومؤنسي في هذا العالم، ولم تخمد يوما رغبتي فيه، ولربما لن تنطفئ حتى آخر مراحل شمعة حياتي، أو إذا منحني الإله رحمته وعفى عني وغفر لي آثام وجرم نفسي المذنبة هذه السنين الأخيرة، استقرت نفسي عما اعتادت عليه سالفا، وحاولت ما استطعت تحويل مجرة أيامي للحياة العادية كغيري من الناس، وسواء أأفلحت أم لا، فقد بقيت على إصراري بالمقاومة مهما كان التحدي الذي يفرضه علي مرضي اللعين
لأكثر ما أنهمك في محاولة لكي أجد الحل النهائي لمسألتي، لما بات التقدم في السن يحتمه عليه، فأنا ما عدت ذلك الطفل الذي اختبأ في طفولته وما فيها كي ينسى ما حدث، ولا ذاك المراهق الذي خبأ هفواته وسقطاته وألصقها بمراهقته لصقا متعمدا، اليوم صرت شابا تحسب علي حراكاتي وأفعالي حساب الناضجين، فلم يبقى وقت للخطأ والعبث في الأمور الحساسة ولا الثوابت، وإلا صرت من الآثمين إن لم أكن ألفيت نصا رائعا قرأته وهو لمصطفى لطفي المنفلوطي الذي لازالت كتاباته تجوب مثل روحه القلقة دنيانا التي حنت للسلام، وأحببت أن تشاركوني في مطالعته:
الأشقياء في الدنيا كثير، وأعظمهم شقاء ذلك الحزين الصابر الذي قضت عليه ضرورة من ضروريات الحياة أن يهبط بآلامه وأحزانه إلى قرارة نفسه فيودعها هناك، ثم يغلق دونها باباً من الصمت والكتمان، ثم يصعد إلى الناس باش الوجه باسم الثغر متطلقا متهللا، كأنه لا يحمل بين جنبيه هما: ولا كمدا! وكأن الوصف انطبق علي في بعضه، حتى خلته تحدث عني ضمنهم.
لا يسعني سوى الإقرار بأن الحياة صعبة، وعالمنا صار جد معقد، وتذوب فيه القيم ذوابانا وليس لنا سوى الإيمان. أخطاء الناس، في أكثرها لا تشملهم وحدهم بل تصيب غيرهم أيضا حتى ولو تحول التفاؤل إلى تشاؤم، ولو تثاقلت الأماني ولم تصل للتحقق في وقتها الملائم، فعلى الأقل سيكون العهد الذي بيننا منفذا نتطلع منه على بسمات أمثالنا في هذا العالم لو مهما نبشت لكم في ذاكرتي سترون قصة حياة بائسة، ترتع على أزقة شوارع الضياع، ملت وجودها طبعا في المنافي القذرة للجسد الطيني، هذه مسائل أو بالأحرى مساءلات الأنا للأنا العليا أو لا أدري العكس قد يكون صحيحا، فحين يصحا ضميري يقلب علي الموازين ويضع كلا من قلبي وعقلي في محكمة مواجهة للقدر الإلهي أحيانا أصل درجة أن شبهت إدراكي بالعابد الزاهد الذي لا يفيق إلا حين يحس أن ابتلاء هو محبوس في السماء يكاد ينزل لا أطيق تصور أن أعيش فقط للجنس، حتى الحيوانات تأبى هذا فما بالنا بها البشر!؟
لا فكرة مهمة في رؤوس الشواذ تعلى فكرة الجنس لديهم، الجنس جعلوه كل همهم، فتحولوا إلى مخلوقات أدنى من بهيمية اليوم، بدأت الحقائق تظهر، لا مجال لمحاولة إخفائها بالإدعاءات الزائفة والتوهم المشين والكذب على النفس، بان وجه الشذوذ القبيح، لا يزينه شيء ويا لحسرة على أصدقائي، ويا لنكسة حياتي وويل نفسي من الندم ينهشها، آه من ضعف القدرة وأين أوصلني آه أصدقائي، نتائج مدمرة أخذتهم من دنياي، إيدز وقتل وانتحار... صمت رهيب يكاد يدمرني، حتى بت وكأني أسمع صرخاتهم في منامي، حتى صار في أعماق كياني بكاء رهيب، آه من ضعف القدرة...
حين انغمسوا في أحوال هذا العالم الجحيمي الأسود، وقفت دون بوابته المغرية بتنهيدة وزفرة، وجدت خجلا دفينا، قد لازمتني الرعاية الإلهية منذ صغري، قلت لنفسي أ الآن تخون عهدك!؟
كم مرة نجوت من الموت في صغرك، أهذا جزاء الإحسان؟؟
التفت بمرارة، هاأنذا سأعود إلى مهلكة الشذوذ ليس تلبية لشهوات نفسي هذه المرة ولا فضولا، بل لأمد يد مساعدة لمن يحتاج العون من أولئك التائهين الحيارى، عدت وتعمقت في عالمهم النتن، لأجد من يزين لهم هذا العالم، أشخاص بلا مشاعر، لا تهمهم سوى متعة الماديات دون التفكير فيما سواها، حتى العواقب والنتائج الوخيمة التي كانت تضرب في كل مرة قرب مفاسدهم، لا يدرون من شؤون الكون سوى الجنس وبعض الأشياء المحدودة جدا والمؤقتة اللذة لا نقاء، لا ثقة، لا حب في عالمهم؛
لكن وجدت بعضهم كمثل تلك النبتة الضعيفة التي تشتاق لنور الشمس وهي في الظلمة، وكفراشة تطير متلهفة لملاقاة أزاهير الانعتاق من سجن الشذوذ إلى الحرية الحقيقية أتيت عند من لامست في قلبهم بعض الخير، وتواجدت في حياتهم مرشدا هل سينفذ صبري؟
هل سيحول الرضى اتجاهه عني؟؟
هل سأعود لحيرتي وآلامي؟؟
لا أريد أن أرى مصير أصدقائي يتكرر مع شاذ بريء، لا أريد أن يتبع أحد مسار أصدقائي الهالكين. أرجوك إن كنت شاذا تعقل وحاول التخلص من شذوذك، لا تيأس ولا تهن سنساعدك حين رأيتهم يتساقطون أمامي، لم أملك سوى الدعاء، وها أنت تراني اليوم أجل لربما قد نجوت بعد هذه السنين ليس بذكائي أو شطارتي، بل إنها العناية الإلهية، إنها الرحمة الربانية تداركتني لكن هل تضمن خاتمة حسنة لحياتك؟؟
أشعر بألم شديد في خاطري، يخزني كل مرة أتذكر فيها أصدقائي الثلاثة الذين سقطوا هلكى أمامي، أجل لم أقدر سوى على النصح، فكرت أن أهددهم بفضحهم، لكنهم أدركوا خوفي على نفسي من سوء الفهم لدى من سأحاول إبلاغه بسرنا، لم أقف في وجههم حين غادروا لحتفهم، وبقيت ساكنا لم أفعل شيئا لأجلهم سوى الصمت، عرفت فشلي قبل ضعفي، لولا أن تداركني الرحمان ليئست وهنت أمام مرضي اللعين، غير أني تيقنت من شيء واحد هو قوة الإيمان التي تستطيع أن تصنع المستحيل بواسطتها، تداركت مآسي نهاية أصحابي، واتخذتها سببا لأبقى في الميدان وأقاتل بشرف لنزاهة مهمتي أمام الشذوذ المهلك، غير لن أكون ضحية مثلهم ويتكرر حال الشذوذ جحيم لا يحس به إلا من اكتوى بنيرانه وتعذب فيه، ولمن أسمى الغايات كانت لدي العودة للجحيم لإنقاذ من في قلوبهم الخير، ومن كانوا من قبل ظلوا السبيل لذا، قررت أن أبقى، وأقبل التحدي، رغم شدة الألم كل أولئك الأعداء من المحرضين على الشذوذ لن يخيفوني بعد اليوم كانوا يرقصون بزهو وتهكم، فتصيح أعماقي: ألا تعقلون
كانوا لدي دون الحيوانات، كائنات لا تهمها سوى شهوتها السوداء ورغباتها العمياء، لا مكان لديني في قاموسهم غير التهكم، رغم أن بعض النتائج كانت تجيء خلاف ما أروم، إلا أنها كانت تبين أمورا مخيفة تتربص في الغيب، كعقاب إلهي يرصدهم
دخلت عالم الشذوذ، وعرفت خباياه المبهمة، عرفت معنى أن تضيع لأنك تحب أن تضيع لتفاجأ بنهاية مأساوية، رأيت رجالا، شبانا وصبية في ضياع وإسراف، ولا من انتبه إلا بعد فوات الأوان، رأيت بعضهم يسقط كما رأيت أصدقائي الثلاثة يسقطون أمامي صراعا الواحد تلوى الآخر، حين كنت أخجلهم والمتردد أمام تلك المغامرات الحمقاء وأتهرب.
أكثر العلاقات المتنوعة الشاذة، حتى صارت كل واحدة سلسلة تقودني لسلسلة أخرى مميزة عن سابقتها أمثل الأدوار بنجاح المترف، بين صغار وكبار أجول، لكن حافظت على جسدي والذي ما إن كانت تصل الأمور إليه حتى أصير كالوحش لست فتى رصيف، لست ولد الشارع، هذا ما كنت أجاوب به يوما من ساومني عن جسدي، كانت لدي شراسة كالقطة التي تدافع عن صغارها، شراسة حين يتم سؤالي بكم الليلة أو اللقاء الجنسي الساخن؟؟
دخلت مواقعهم في الانترنت، وقنواته للدردشة فيها ومنتدياتهم، وأوقع في مذكراتهم وفي الواقع، دعتني المغامرة وحب الفضول أن أذهب إلى أماكن فسقهم المعروفة والمنكرة، وأستخدم خبثا وأحبك التمثيليات كي أخذ معلومة تفيد ملفاتي وتكملها لأمر لمرحلة أخرى أكثر جرأة، أذهب إلى علبهم بصخبها وأماكنهم الليلية، كما وأدعى إلى حفلاتهم متقمصا صفة الضيف الذي يصير ثقيلا بمجرد أن يلقي أفكاره المفاجأة عليهم كم غامرت، لكن حساباتي كانت في أغلبها موفقة بفضل الله سبحانه وحفظه لي.
لكم وُوجهت وصدوني بـ:لو تركتنا وشأننا أليس أفضل لنا ولك!؟... أبدل ساعة بأخرى يا صاحبي ليس الآن هذا الموضوع، حاول أن تزهى قليلا...!!؛
أجئت لتغير الجو أم لتنكد علينا حفلتنا... ما شئنك بي؟ هذه حريتي، هل ستتدخل في حريتي؟ أتزوجتني وأنا لا أعلم!؟... هل تبيت معي الليلة يا زين (محاولة لتغيير الموضوع والتحامق علي من طرف بعضهم)...
ثم آخر قال لي: أهوه وهل هذا وقت الخطب... (ليجيبني مرافقه)ب اذهب ومثل دور الفقيه في المسجد نصيحة، وكذلك كلمات قاسية بذيئة وسيئة من بعض الوقحين حتى يصل الأمر إلى الشجار ويتدخل من يتدخل لفكنا، لا أحبذ أنا الكلمات الأخرى لكي لا أجرح شعور حضراتكم، هذا كان منذ سنين، حين فطنت لأني كنت ساذجا بما يكفي طوال تلك المدة، بدلت طريقتي حتى طورت وسائل ردع وتحذير وإفاقة من الغفلات، جربت بعضها فأبانت نجاعتها للغاية أبسطها صور شواذ في حالة متطورة من أمراض تناسلية ومتناقلة أهديها لهم في ظرف مع رسالة مركزة ومعبرة.
أقول: امسك هذه رسالة تهمك. وأهمس به: لا تفتحها إلا وأنت لوحدك. إذا زاد وسأل بإلحاح وشغف عن ماهيتها أقول: هذه رسالة اعتراف بحب، ثم أغمز وأنسحب في صمت. وحين أسأل عنه عبر صديق من ميداننا -أي الشذوذ- أجده قد غادرهم وما عاد يسهر معهم منذ رسالتي، ربما أوصلهم تأثيري إلى المساجد باكين نادمين كما رأيت أحدهم عن بعد، لا أنكر أني بكيت بحرقة لتذكر حالي حين أنصح غيري وأنسى نفسي، تشبيه بتلك القنطرة التي يعبر عليها الناس إلى الجنة وترمى في النار والعياذ بالله... حين رآني صديقي ذاك عانقني مخففا ثم قال كنت قويا دائما لا أحب أن أراك ضعيفا بعد الآن ولا باكيا خارج المسجد.غفر الله لي ولك، لاتنساني بصالح دعائك، ثم غادر فاتحا صفحات بيضاء من العلاقات الربانية، الأخوة في الله حين هجر العلاقات الشيطانية وطريق الجحيم (الشذوذ).
هذا كان حال من اهتدى وأفاق، أما من كان تغلب عليه غروره وكبريائه الزائف، تركته بعد نفاذ صبري يذوق وبال أمره، ثم أدعوا له بالغفران والسلامة وأن تتادركه الرحمة الإلهية قبل العقاب، لكن عندما يهين العزم ماذا نفعل؟ أنتناسى مهماتنا!؟ لا لم أستسلم يوما ولن أستسلم، لأني أعلم جيدا بأنهم ضحايا غفلة قاتلة, لكن لا أمل، لا أكل، لا أفل، أنا مؤمن لم أنزل ضررا بأحد أكثر مما أضرني الغير ولا أنتظر كلمة شكر من أحد لأن هذا واجبي اتجاه الكل لم أفعل سوى أني اقتفيت أثر من جاء يوما ناصحي، ذاك الإنسان الرشيد، جعلني كما غيري رهانات ضد السواد الذي غلف القلوب والأنفس، ومنها سواد الشذوذ كما ترون عندما سألني يهودي وكنا أصدقاء لحين: هل ستبقى مصرا على عنادك ورأيك؟ أجبته: أجل..... حتى النهاية.
تمر السنين، وأجد نفسي لازلت عنيدا أمام هذا المرض، أي الشذوذ الجنسي ثمان سنوات وأنا أقاوم، وقبلها سنين الطفولة،لن تضيع هباءا، لن أستسلم اليوم لشهوة زائلة هي بضع دقائق أو دقات لا فرق هل سأتحمل عبئ المواجهة وحدي أتعرفون، ليست كل أحلام المرء تتحقق في هذه الحياة حتى ولو كانت صغيرة، مثلا أنا لدي أحلامي التي رغم بساطتها أراها أشياء عظيمة بالنسبة لي، منها أني أحلم بأن تكون أمي أكثر سعادة وفخرا بي، أن أجد إنسانا من زمن الصداقة تتوفر فيه صفات عديدة: صديق، أخ.
أحلم بوطن يكون هوائه من الحرية، يتنفسها الكل سواء، وأتمنى أن أجد إنسانة عطوفة مثالية، تكون لي وأكون لها، نتقاسم سعادتنا ونصبر على أيام الشقاء، ونساند بعضنا البعض في الأيام الحالكة، وترزقني بإرادة الله الكريم، طفلا جميلا سواءا أكان ذكر أم أنثى المهم يكون مني وأكون منه، يعانقني ويستقبلني عندما أعود مساءا إلى البيت بكل براءته وابتسامته الطفولية، التي تنسي كل آلام وآهات ومتاعب الحياة، أضمه إلى صدري وأكون كما يكون أرحم وأعطف وأحن أب في هذه الدنيا،أصير له صديقا، وأقبله وأحمله على ظهري وأجول به المدينة في كل الفصول وينام بين أحضاني.... أريد أن أكون جدا، هل هي أحلام ممكنة لي أم هي مثل أيامي مجرد أوهام، أحلام ليس لها مكان ولا زمان لتتحقق فيه، أيكون زماننا صعبا لهذه الدرجة ولا تتحقق فيه آمالنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حين لا يدرك المبتغى، وتعجز الذات عن الصمود، يبقى الصبر أو الانفلات من كل شيء حتى الإنسانية والإيمان، لكن، تعلمت أن لا حياة مع اليأس، وأن ليس هناك ما يسمى مستحيلا تاما، وما دمت على قيد الحياة فإنك تستطيع فعل الكثير بإذن الله تعالى
نوتة: سأروي قصة أصدقائي الثلاثة لمن أثاره الفضول وطلبها من الذين يعانون مثلي، كما أهديهم سلامي وتضامني مع من يحاول منهم العلاج والخروج من هذه المعاناة وأرحب بأي تواصل أو مراسلة يراد بها التعارف النزيه. كما أعدكم بموقع هو طور الإنجاز، نساهم ونتشارك فيه جميعا للبحث عن حلول لمشاكل أمثالنا، كما ونواسي ونشجع فيه بعضنا. وأستمر معكم في المنتدى لموقع مجانين. وربما آخذ لقب مجنون بامتياز معكم فاصبروا عليَّ.
أتمنى استيعابكم لما قلت وأعتذر جدا إن جاءت مشاركتي على هذا النحو السيئ، فذلك راجع لتشتت تفكيري المتعب وعدم تركيزي فمهما قلنا
وكتبنا لا نوفي أمانينا حقها وحسبي رضا الله عز وجل.
11/2/2005
رد المستشار
أهلا بك على صفحة استشارات مجانين، يبدو أن لديك ملكة الكتابة والقدرة على التعبير عن النفس، وأدعوك أن تكتب وتبعث بكتاباتك كي ننشرها ضمن باب مدونات مجانين، وأظن أنك قد يكون لك دور فعال معنا في فريق العمل في المستقبل!!
إذا كنت تريد حقاً الخروج من دنيا الشذوذ بجحيمها وترغب في الالتقاء ببنت الحلال والإنجاب وأن تصبح جداً، فاسلك الطريق المؤدي إلى ذلك الآن وفوراً ودون تردد!!
لا أقول لك تزوج الآن فقد قلت لي أن من يفعل ذلك يظلم "بنات الناس" ولكن اجعل الزواج أحد الأهداف البعيدة التي تسعى إلى الوصول إليها مستقبلاً.... وليس مجرد حلم يقظة تتمناه دون أن تسعى بالفعل إلى تحقيقه.
إن ما يجعلك ترجع إلى الشذوذ هو أنك لا تبتعد عنه بل تصّر أن تفكر فيه وتعمل بكل الطرق على أن تبقى مع الذكور الذين لديهم نفس مشكلتك. لماذا تصر على لعب هذا الدور؟
هل الفكرة تكمن في إحساسك بالذنب؟ إن الشعور بالذنب قد يكون مفيدًا! ولكن هل الحل كي تخفف من إحساسك بالذنب هو أن ترتاد الأماكن والمواقع التي ترغب في ارتيادها مقنعاً نفسك بأن لديك هدفا إنسانيا نبيلا؟ أو لنقل أن لديك هدفا واحدا فقط من تلك الزيارات والاتصالات؟ ما يحدث أنك تبقى قريبا منهم..... بهدف مساعدتهم، فتكون النتيجة أن تنزلق مرات ومرات إلى ذلك الجحيم الذي تشكو منه!!
سيدي؛ ما أجمل الرسالة التي تحملها والتي نجحت في بعض الأحيان في إيصالها إلى من تحب أن تساعدهم، ولكن ما أصعب ما أنت فيه، إلى متى ستبقى على هذا الحال؟ وإلى متى ستظل تساعد الآخرين ولا تبحث عمن يساعدك؟ محاولة مساعدة الآخرين أمر راقي ولكن –ربما ليس الآن- بل بعد أن تشفى مما أنت فيه ويمر على ذلك فترة كافية!!
إذا كان ما قرأته على بعض مواقع النت لم يساعدك فهذا يعني أنك في حاجة إلى مساعدة متخصصة!! اطلبها الآن فأنت لا تستحق كل هذه المعاناة وأعلم أن الله تعالى سيساعدك مادمت تأخذ بالأسباب أي تحاول عن جد أن تتخلص من "مرضك" وستجد الطريق أيسر حين تجد متخصص يساندك ويقف بجوارك ويتابع حالتك فلا تيأس كما ولا تتأخر عن طلب المساعدة، الخروج من المشكلة سيحتاج جهد وأنت قادر عليه لأن وقوعك في الشذوذ قد أيقظ فيك معرفة جحيمه وأحيا قيك الرغبة فب مساعدة الغير... ستخرج من المشكلة بإذن الله ولكن حين تأخذ بالأسباب.
وعلى موقعنا يمكنك قراءة ما ورد تحت العناوين التالية:
التائب من الذنب كمن لا ذنب له
الخروج من سجن المثلية: ما ظهر وما بطن!
الميول الجنسية المثلية: الداء والدواء
سجن الميول المثلية: قضبان وهمية!
الجنس الثالث والنفس اللوامة
وتابعنا بأخبارك
التعليق: دموع تنزف على الوسادة، بعد كل هذه السنين أود أن أعلم الى أين أخذتك الحياة،
أتمنى بأن يكون لي شرف التواصل معك، فقط لأسرد لك روايتي