وسواس في العبادات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا عندي وسواس في العبادات وتأتيني أفكار مزعجة كيف أتخلص منها؟
ثانيا أنا قرأت ليكم فتوى عن تنقيط البول تقولوا لواحدة على حسب ما فهمت لا تتحفظي عن هذا التنقيط طب أنا التنقيط عندي حقيقة وليس وسوسة فأنا أشوف النقط بعيني في المنديل
هل أيضاً لا أتحفظ أم أتحفظ في هذا الحالة؟؟
وجزاكم الله خيراً
21/4/2022
رد المستشار
الابن الفاضل "هاني" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع، وكذلك على مطالعتك للاستشارات الأسبق.
سؤالك الأول هو: أنا عندي وسواس في العبادات وتأتيني أفكار مزعجة كيف أتخلص منها؟ ... إذا بقي هدفك العلاجي هو التخلص من الأفكار الوسواسية فلن تستجيب للعلاج ... هدف العلاج هو تجاهل الأفكار الوسواسية أي تجاهل وجودها وتجاهل إلحاحها حتى تخفت وتخفت وتخمد... ثم إذا أردت أن تعرف الطريقة الصحيحة للتعامل مع وساوس العبادات فاقرأ ما يعطيه البحث من صفحة البحث المفصل في الاستشارات وفي خانة عنوان الاستشارة اكتب (وسواس الصلاة) ثم (وسواس الوضوء) أو (وسواس الاستنجاء) أو (وسواس الغسل) وهكذا.
وأما سؤالك الثاني: هل أيضاً لا أتحفظ أم أتحفظ في هذا الحالة؟؟ فالرد عليه لا لا تتحفظ لأنك موسوس والوسواس يعفيك شرعا من أمر النجاسة والانشغال بها... فإذا أنت أهملت تماما موضوع النقاط التي تنزل منك حقيقة يعني تجاهلت النقاط وأديت صلاتك كلها بدون وضع حفاض وامتنعت عن تفتيش ملابسك لتعرف ما حدث وأنت تصلي بغير حفاض... إذا فعلت وداومت على ذلك أسبوعين أو ثلاثة على أكثر تقدير فإنك ستفاجئ بأنه لم تعد هناك نقاط لا حقيقية ولا وسواسية.
لقد عالجت على مدى ثلاثين سنة مئات من مرضى وسواس قهري التنزه من البول (غالبا كجزء من الأعراض) والذي أجمعت عليه غالبيتهم بعد اكتمال العلاج كان أن التجاهل المستمر مع عدم الاحتراز يؤدي بعد أسبوعين (أو ثلاثة) إلى اختفاء النقاط لم تعد تنزل وبعضهم تختفي وساوسه في الأسبوع الثالث وبعضهم تبقى تعاوده من حين لآخر لكنه ينجح في تجاهلها فتختفي سريعا وهكذا.... لدينا أمل أنك إن فعلت ذلك ستنجو من وسواس نقاط البول.
وأما استخدام الحفاض فإنه للأسف طوق نجاة كاذب فهو يعطيك ثقة في تحاشيك للنجاسة لكنه في الوقت نفسه يثبت المشكلة ويصبح أحد أهم أسباب استمرارها لأنه احتياط تأميني نسميه الفعل الاستباقي أو الاحترازي Anticipatory Measures أي أن تلتزم بفعل أو إجراء ما (وضع الحفاظة) من شأنه عند التعرض لمثيرات الوسواس (التطهر أو الوضوء أو الصلاة) أن يقلل من خوفك (من بطلان العبادة) ومن إلحاح الوسواس عليك (لقد تنجست لقد تنجست).
ثم أنه يمكنك اتباع المذهب المالكي وفيه أولا أن صلاة الصحيح (أي المسلم الطبيعي) لا تبطل بوجود نجاسة على جسده أو ثيابه أو حتى مكان صلاته رغم علمه بها وقدرته على إزالتها ... هذا معناه أنك لن تفسد صلاتك، حتى لو كنت صحيحا معافى!... على مذهب الإمام مالك... وأما كونك مريض وسواس قهري في العبادات فإنك معافى على كل مذهب... إن لم ترد الأخذ بالمالكية.
الأهم من ذلك أن لدى المالكية فقه خاص بمرضى الوسواس القهري ضمن فقه المستنكح وكانت لديهم أي فقهاء المالكية رؤى خاصة بمريض الوسواس تدل على نبوغهم وعلى عميق تفهمهم لمعاناة مرضى الوسواس القهري حين يتعاملون مع النجاسة فرأى نفرٌ منهم أن تحري التخلص من النجاسات لا يجب على الموسوس وإنما يسن فقط ويمكنك القراءة جيدا عن هذا من خلال الاستشارات التالية:
للموسوسين سنية إزالة النجاسة والأصل الطهارة!
انتشار النجاسة وسنية إزالتها للموسوس!
وأخيرا أنت بحاجة إلى العلاج لدى طبيب ومعالج نفساني لأن وسواس البول جزء من اضطراب أشمل اسمه اضطراب الوسواس القهري وهو اضطراب نادرا ما يكون الاضطراب الوحيد في المريض ... إذن تحرك بسرعة في طلب العلاج.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع >>>>>: وسواس النجاسة: تنقيط البول والحفاض والمنديل م