المشاركة الأولى من جي جي
مشتاقة ومكتئبة أعراض خليجية: مشاركتان
انتقاد موجه لسعادة الدكتور :أحمد بن عبد الله مع فائق احترامي!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدايةً لا أدري لما جعلت من نفسي عليك رقيبة؟!!! ولا أدري لما أقرأ مقالاتك قراءة ناقدة وكأنني أخاف أن تزل أو تخطئ؟!!!! علني أريد لك الكمال... هذا أفضل ما أنزل عليه حالي. لقد قرأت مقالتكم:
الجنس في حياة الفتاة العربية!
ولقد كانت جادة ومفيدة ولعلك كنت ترجو إبراز المشكلة على السطح!
لقد أعجبت بدايةً في صراحتك وأحسست أن الموضوع لا يعدو كونه كأي موضوع يجب أن يناقش.
ولم أشعر حين قراءتي بأمر غير طبيعي بل سررت وأنا أقرأ الموضوع بهذا الفهم المستنير... طبعاً من قبل كاتبه، شعرت بالرضا عن كاتبه وهو يعبر بكل لباقة واختيار للكلمات حتى بدا لي أن الحوار في هذا الموضوع ليس سيئاً ولا يدل بالضرورة على الانحراف...؟!!!
غير أن الرابط الذي أحلت قراءك عليه: إلا في البيت.. العالم الداخلي للفتاة العربية "متابعة" كان كالدهر الذي لا يتمكن العطار من إصلاح إفساده!!! لقد استخدمت فيه لغة........؟!
فلقد كانت كلماته قاسية على النفوس التي تعودت على التلميح بعيداً عن التصريح، اعذرني يا أستاذي فأنت أجل من ذلك، وأعلم أن حماسك الزائد قد دفعك إلى ذلك..
علك لم توفق في اختيار هذا الرابط، فلعل السائلة تحدثت بطلاقة فناسب جوابك حالها أما العامة فلا.
قلي بربك يا أستاذي أتجرؤ على التحدث أمام والديك بل الأعظم من ذلك أمام جدك بهذه الطلاقة؟!!! إنك ولو لم يصبك الإحراج فلا أقل من أن تراعي شعور من حولك من الحضور الذين سيخجل أحدهم بلا شك وكأنه المتحدث!!
آآآه يال الخجل من جملة قد ذكرتها في الرابط لن أذكرها لأني لا أريد قراءتها ثانية!!
لو كان الحديث عن تلك المسائل طبيعي في حياة البشر لما خلق اللباس ونزل به آدمٌ من الجنة!!
الله رب العالمين قال في كتابه وهو الحيي الستير {أو لامستم النساء} يقرأها الصغير والكبير..., ولنا أيضاً في رسول الله أسوة حسنة وأنتم أعلم بذلك فقد أشرتم إليه كثيراً ولمست ولا أجامل في حديثكم روح المؤمن المعتز بدينه وما أراك _بارك الله فيك_ كمن يأخذه الإبحار في علم النفس إلى الفلسفة وإلى المجهول.......
أريد الإطالة ولكن أخاف أن لا تتقبلوا الأمر أو أن لا يكون لكم بتلك الجدوى؟
أبوح لك بما لا تجهله فالناس لا يجهلون الجنس وإلا لماكنا اليوم بشراً من سلالة آدم؟!
وأعلم أنك تريد مجرد تهذيب الجنس بطرق علمية مجدية ولن تنس ذلك.
أخيراً:
أطلت عليك مع عدم انتقائي لألفاظي فعذراً أخي... مهلاً لقد قلت أخي وهذا بحق ولا أبالغ ما شعرت به حينما شعرت بقربك من هموم الفتاة في المقال وحديثك الهادئ بدون أدنى ما يدل على الدس والخداع.. ولا أعني أن الرابط كذلك ولكن كان مختلفاً عن أسلوبك المميز.
وأرجو أن لا أكون حين فكرت في الكتابة وتركها قد اخترت الأسوأ من الترك..(الكتابة لكم)
على أني أتمنى أن تكون العطار الحاذق الذي يصلح ما أفسد الدهر.
تحياتي.
25/1/2005
المشاركةالثانية: من مي
مشتاقة ومكتئبة أعراض خليجية: مشاركتان
الدكتور الفاضل أحمد عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أولا: أدعو الله بأن تصلك رسالتي وأنت في أتم خير وسعادة.
ثانيا: أرجو أن يتسع صدرك لتعليقي على تعليقك لما كتبته أنا في مشاركتي السابقة
أخي الفاضل لقد فهمت من خلال كلامك أنك ضد فكرة الفصل القسري، وأن هذا الفصل القسري بدعة من البدع التي لم تكن على عهد الرسول عليه السلام!! لو فرضنا جدلا أن ما تقوله صحيح..
هل كان في عهد الرسول عليه السلام تمارس الرياضات باشتراك الجنسين في نفس المكان والزمان!!..
لا تقل لي بأنه هناك نساء في عهد السلف الصالح يمارسن الفروسية.. فالفروسية لا تقارن بالرياضات الجديدة المستحدثة في هذا العصر والتي تحتاج المرأة لكي تمارسها مكانا فيه نوع من الخصوصية والحرية!!..
احتياج المرأة للانعزال عن الرجال في بعض مجالات الحياة ضرورة لا يمكن للمرأة أن تستغني عنها بصفتها امرأة قبل أن تكون بصفتها امرأة مسلمة..
أنا دكتوري الفاضل أتفق معك أنه في بعض مجالات الحياة يكون هناك فصل قسري بين الجنسين لا داعي له نهائيا.. ولكني لا أتفق معك بإلغاء الفصل في جميع مجالات الحياة.
بالنسبة للنسبة التي أطلقتها على بنات بلدي اللاتي يستخدمن الشات لغير الاستخدام العلمي نسبة مضحكة ذكرتني بنسبة استفتاء الرئيس السابق صدام حسين على الحكم حيث كانت النتيجة مثل نتيجتك تماما مائة بالمائة... ولكن قد أعذر الرئيس صدام ولكن دكتور فاضل بمستوى علمك يطلق هذه النسبة لا أستطيع أن أجد له عذرا..
حيث المفروض بمن هو في مثل مقامك لا يطلق أبدا حكم كمي (أرقام) على أي موضوع دون دراسة وبحث واستفتاء.. وأنا لا أحسبك أنك أجريت دراسة على بنات السعودية.. وكانت نتيجتها الحكم الكمي الذي أطلقته!!
(أريدك أن تتأكد أن تعليقي على النسبة ليس لأنها أطلقت على بنات بلدي، وإنما كلامي سيكون كما هو لو أطلقت على أي بلد آخر مسلم)
وبالمناسبة هل لجوء الفتيات إلى الاستخدام الخاطئ للشات ناتج عن الفصل القسري؟
أنا لا أعتقد ذلك ربما يكون هو الوسيلة الأسهل للبداية ولكن من أرادت الخطأ ستفعله بأي وسيلة ولن يؤثر عليها فقدانها للشات أو الانترنت.. خصوصا في هذا العصر الذي يسهل كل شيء للإنسان.
أخيرا دكتوري الفاضل أريد أن أقول لك شيئا وهو أن ما كتبته هو تعليق على ما فهمته من كلامك. وبالتالي قد يكون فهمي لكلامك صحيحا أو خاطئا.. فإن كان خاطئا أرجو لك أن تصوبني.
حقيقة وجدت كلامك عموميا وشموليا يفتقد للتفصيل والتحليل وهذا ما جعلني أقف كثيرا عند كل جملة وأقول يا ترى ماذا يقصد!!..
وهذا بالتأكيد يرجع لقصور لدي في التحليل والفهم.. أرجو أن تسامحني عليه
لك مني أطيب التحيات
1/2/2005
المشاركة الثالثة
مشتاقة ومكتئبة أعراض خليجية: مشاركتان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الدكتور المحترم د.أحمد عبد الله
في البداية آنت مدين لكل خليجيه بالاعتذار،
وأعتب على الدكتور وائل كيف يسمح بنشر مثل هذا الكلام
على أي أساس استندت لتقول بأن مائه بالمائة من البنات في بلدي يمارسن الشات ولا تحسب أنهن يستخدمنه في البحث العلمي مثلا!!!........لو تطلعنا على الاستبيان أو المعلومات التي حصلت عليها لتخرج بهذه النتيجة لنتعمق مع حضرتك فيه.
اسمح لي إذا كانت الصورة لديك غير واضحة عن الخليج اترك الرد لمستشار آخر عنده الخلفية الكاملة حتى لا تكون كل هذه اللخبطة ولا أن تطلق مثل هذا الاتهام
كنت أعتقد أن الغرب هم فقط من يحملون أفكار مغلوطة عنا.. .......
من اسم العنوان(مشتاقة ومكتئبة، ووزني يزداد: أعراض خليجية) إلى الإفادتين الأولى والثانية كثير من اللبس.. أود التعليق ببساطه....
قد تكلمت الأخت مي عن السعودية وبالفعل هناك الكثير من المرافق والأندية وقد خصصت أماكن خاصة للنساء حتى أن هناك ناد للفروسية للنساء، وقد هيأت لهن الجو المناسب وكما يقال عندنا (يا دهينه لا تنكتين) فالمرأة هنا مدللة ومنعمة بما هيأ وراعى ما يناسب المرأة المسلمة -أنا حاليا لا أعيش في السعودية ولكن سأتكلم عن بلدي حيث أقيم– هناك المرافق المفتوحة والمرافق الخاصة بالنساء وهناك من الأماكن المفتوحة التي يحدد أيام فيها خاصة للنساء.....أرتاد مع عائلتي المرافق العامة المفتوحة ومع صديقاتي وإذا أردت الخصوصية والراحة أكثر قصدت مع صاحباتي الأماكن الخاصة للنساء.......... نتسابق في المنتزه على الوصول لأعلى التلة فأصل الأولى وأستلقي على العشب ثم نقرأ الشعر ونحن نرقب السماء حيث تعلو ضحكاتنا.
وفي حديثك عن....(المعلبات الزجاجية أو الأسمنتية مكيفة الهواء التي تبدو مثل أقفاص ضخمة فخمة لحبس النساء، وسأنتظر مشاركاتكن حول ما يحدث داخل هذه الأقفاص، وإمكانية تجاوزها.)
لم ألمس هذا في محيطي وفي حياة والدتي وحكايات جدتي ومن بينها ما تقصه علينا بمساهمتها بتكوين أسرتها مع جدي وأدوارها الباعثة للفخر بتوليها المسئولية في البيت وخارجه ومتابعتها لمصدر رزقهم حين يضطر جدي إلى الغياب عن البيت وهي تقول بنبرة يعلوها الاعتزاز بالنفس كان جدك يقول أنا لا أخاف على بيتي في غيابي فقد تركت رجلا وقد كنت أسهر في بعض الليالي أجمع أبنائي ليناموا قربي والسلاح بيدي... فلم تكن المرأة المقهورة أو المغلوب على أمرها.
ففي بيئتي حيث أعيش الفتاة لها دور وحياة وقسمات الاعتزاز تعلو وجوه والديهم بها ونظرتهم الراضية تلك في ازدياد حاليا لأنها أخذت تتولى مسؤوليات البيت الأخرى التي تملص بعض الشباب عن القيام بها لإعانة والديها.
وهناك بيوتات أيضا في بيئتي تلك تحمل كثير من المفاهيم الخاطئة ولكنها لا تلاقى بالقبول من بعض من يعيش تحت سقف ذلك البيت أو من خارجه
وبصورة أوسع عن البيئة التي فيها أعيش، فما تحدثت حضرتك عنه موجود من التضييق علي البنت، والجهل والتخلف، ولا أنكره ولكنه ليس السائد وليس هو طابع البيوت الخليجية.
ولكم جزيل الشكر....
3/2/2005
رد المستشار
أخواتي وبناتي: لا أخفي سعادتي وترحيبي وإعجابي بأن يكون من بين قراء صفحاتنا صاحبات وعي وإيجابية، وسمعت للتو أن الكتاب الأحدث للكتابة والباحثة العربية المغربية فاطمة المرنيسي هو عن موضوع طالما كتبت أنا وحلمت أن أكتب أكثر فيه، وهو حول المرأة والإنترنت، والمرأة المقصودة هنا هي المرأة العربية بالطبع، وليس عندي تفاصيل أكثر من العنوان، وأحتفظ بحقي في الاختلاف مع السيدة المؤلفة مع خالص احترامي لكل جهد يعين على فهم واقعنا والتعامل معه.
ها هي الفتاة العربية في الخليج وغيره تجد متنفسا للتواصل، ومنبرا للتعبير، وسبيلا للمشاركة عبر الانترنت، وأنا سعيد بهذا، ولله الحمد في الأولي والآخرة، وأهلا بكل المشاركات.
أختي التي تقرأ مقالاتي بعين النقد أرجو منها أن تفعل هذا باستمرار ولا تمل من النظر والتقليب، وأن تعود للمقالات القديمة جدا على صفحة مشاكل وحلول في إسلام أون لاين، ورحم الله امرأ أهدى إلينا عيوبنا كما كان الفاروق عمر يقول، ومن ينتقدني يؤلف معي كم كان أحدهم يقول أيضا.
والمشكلة التي تشير إليها أختي، وعنوانها إلا في البيت.. العالم الداخلي للفتاة العربية "متابعة" هي جزء من سياق متصل بدأ برسالة أصلية من هذه الأخت التي أنا مدين لها بالكثير في فهم عالم الفتاة العربية من خلال رسائلها، ولعلها تكمل!!!
وأعتذر خجلا لأنني منذ فترة في سفر متلاحق يمنعني من العودة إلى تلك الإجابة التي تقولين أن كلماتي فيها جاءت غير ملائمة، وأخي دكتور وائل يقف فوق رأسي –كعادته– يقول لي: تأخرنا على البنات، أجب ولو دون الرجوع للروابط المذكورة، وعلى كل حال أنا أعترف أنني أحيانا أتحمس بشكل زائد، ولا أعرف هل هذا مضر فأحاول كبحه أم أنه يطلق الكثير مما يسكت عنه آخرون، ولو كان هذا البوح على حساب صورتي أمام الناس، فأنا أرجو أن يكون هاجسي الأول هو تحري الحقيقة والوصول إليها، وأرجو ألا يهمني كثيرا كلام الناس مدحوا أو قدحوا، وهذا سبيل الباحثين عن الحق والحقيقة، ومنتهى أملي أن يجعلني الله منهم... يا رب آمين.
وأنت تلفتين ببراعة إلى أن إخراج الإجابة من سياقها وكونها ترد على سؤال بعينه، ووضعها كرابط في نص جديد ربما لا يكون مناسبا، وهذه أول مرة يلفت نظرنا إلى ذلك أحد، فجزاك الله خيرا، ولعلك تحاولين الدفاع عني أكثر....... فلك الشكر على كل حال.
وفي كلام رسول الله صلي الله عليه وسلم جاء التلميح كثيرا، وجاء التصريح أيضا في مواقف تطلبت هذا، واعذريني لأن الجهل كبير بهذه المسائل -وغيرها بالمناسبة– فالمعلومات الشائعة إما مشوهة أو ناقصة أو مكذوبة من الأساس، وسأعود إلى الرابط لاحقا ولعلك تذكرين الجملة التي أخجلتك فأرفعها لو أنني اتفقت معك، وسبق لنل أن فعلنا هذا بناء على إرشاد بعض القراء.
شتان يا أختي بين الكلام العلمي وأحاديث المجالس، وأنا طبعا قد أقول في قاعة الدرس أو حل المشكلات ما لا أقوله أمام والدي ووالدتي في مجلس عائلي، ولكنني أخجل قطعا لو أن أحدهما أو كلاهما قرأ هذه الألفاظ أو الجمل ضمن إجابة من المفروض أن تتحلى بروح العلم والكشف والتعليم الذي أعتبره من الدين، ولا حياء في الدين، لكنني أدعو الله أن يهدينا الصراط المستقيم فلا نكون أبدا فاحشين أو متفحشين مع عدم الإخلال بروح العلم والمكاشفة، وهذا صعب إلا على من يوفقه الله.
لا أحسب أن كتابتك لنا هي الاختيار الأسوأ أبدا، على الأقل من وجهة نظري وسننتظر مشاركاتك القادمة.
أختي التي تتحدث عن الفصل القسري هي في الحقيقة تشير إلى موضوع المجال الاجتماعي العام، وأحسب أنني أشبعته في مناسبات عديدة سابقة فعذرا لأنني لا أحب التكرار أبدا، ولكن مبدئيا أقول باختصار أن المجال العام الذي كان مفتوحا لمشاركة الجنسين في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم والذي أرجو أن نستعيده في عصرنا بما يناسب ظروفه وظروفنا، هذا المجال لا يتضمن ممارسة الرياضة –في تصوري– بل كنت قد كتبت، ولا أذكر الآن أين!!! أن المجال العام المشترك يتضمن الأنشطة الثقافية والاجتماعية والسياسية، وشئون الحياة الأخرى، بينما من الأفضل أن يمارس الترويح وأنشطته في دائرتين منفصلتين حتى يكون كل طرف على راحته، والفروسية رياضة أصبحت نادرة، أما الرياضيات الشائعة فهي بالفعل تحتاج إلى خصوصية، ولا أختلف بل أحبذ أن تكون هناك مساحات منفصلة بالطبع تحتاجها المرأة، ويحتاجها الرجل أيضا، ولكن الأصل العام، والتفاعل الاجتماعي يبقى مفتوحا للمشاركة، وليس كما نرى في ظل الفصل القسري"، والأمر يحتاج إلى مزيد نقاش لتحديد الدوائر التي تطلب استقلالا وخصوصية.
معلومة أن 100 % من الطالبات السعوديات المبحوثات ضمن عينة عمل ميداني، هذه المعلومة منقولة عن مقال الدكتور الفاضل "أحمد محمد صالح" أحد أهم المتخصصين في علاقة الانترنت بالتغيرات الاجتماعية والثقافية في المجتمعات العربية، ولو أردتم الأصل بالتفصيل أكتب له متسائلا ثم أرد عليكن، ولا أستغرب إذا كانت النسبة واحدة بين كل بنات العرب، بل وكل الفتيان، ولا أحسب أنني قلت يوم أن الشات باطل كله أو دعوت لإلغائه أو تحريمه، ولكن الرقم أو النسبة لها دلالة بالتأكيد تتعلق بما أتاحه الانترنت مما كان منعدما بالأمس، أكثر مما تتعلق بحكم أصدره أنا أو يصدره غيري على عموم بنات الخليج أو غيره.
أخواتي: أجتهد مع نفسي منذ عشرين عاما حين قرأت قول رسول الله صلي الله عليه وسلم في العصبية الجاهلية للقوم أو القبيلة أو العشيرة: دعوها فهي منتنة، وسيدهشني ويزعجني إن اكتشفت في نفسي بقايا جاهلية من هذا النوع، فلا تكن كمن قرأن لي سطرا فهمن منه ما فهمن فطاحت كل كلماتي، وبقي هذا الفهم لذلك السطر، وهو أنني أتهكم أو أستهين بالمرأة الخليجية، وهي أختي وأنا وليها كما في قول الله سبحانه:"والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض"......... مثلها في ذلك مثل المغربية واليمنية والسورية والمصرية والسودانية والعراقية.... الخ
المرأة العربية والمسلمة وأوضاعها هي من أهم شواغلي، أحترمها وأجتهد مع المجتهدين لدعم نهضتها، وآمل من ورائها خيرا كثيرا للأوطان والأديان، وأخشى بالوقت ذاته أننا لو كنا لا نستطيع القبول بدرجة نحتاجها من نقد الذات فلا أمل ببقية خطوات الانعتاق من التخلف، وأرجو بالوقت ذاته أن نتعاون في استكمال الأجزاء الغائبة من الصورة، وهذا ما تساهم فيه مشاركاتكن بامتياز، فجزاكم الله وجزاكن خيرا.
هل لجوء الفتيات إلى الاستخدام الخاطيء للشات ناتج عن الفصل القسري؟!!
الإجابة لا، ولكن الفصل يدفع أكثر، ويعطي بعض التبرير لمن تريد أن تتواصل بشكل طبيعي مع شقائق الإنسانية من الرجال، فإذا بها تجد الباب موصدا وقلت من قبل أن وجود المجال العام أو إعدامه لن يكون حلا نهائيا أو علاجا لما يمكن أن يحدث من خروقات لحدود الله في مجال العلاقة بين الجنسين، وكررت أن وقف السير في الشوارع أو حظر التجول الكامل لن يؤدي إلى وقف كل حركة وبالتالي فإن الأفضل توسيع الشوارع مع تعليم الناس القيادة الماهرة، ومراقبة تنفيذ قوانين وقواعد المرور، وأشكر أختي على حسن حوارها، وأهلا بها دائما.
أما أختي التي تسبق الأخريات فتستلقي على العشب وتقرأ الشعر، وترقب السماء وتعلو ضحكاتها مع زميلاتها أنا سعدت برسالتها وهي ترسم لنا هذه الصور الجميلة البريئة، وأرجو أن تكون نفس الفرصة متاحة لكل امرأة مسلمة، أن تكون هناك المرافق المتاحة لممارسة الرياضة، على النحو الذي ذكرته في بداية إجابتي هذه –ومنها الفروسية- وأن تكون هناك الحدائق والمنتديات وأماكن وفرص الترويح للنساء ليمارسن ما في ديننا من فسحة تمنعهن عنها المساحات الضيقة والعقول الضيقة، والإمكانيات الضيقة، وسوء التخطيط.
لم تذكري يا أختي محل إقامتك حيث المنتزه والعشب والشعر والسماء الصافية كما قلوب الفتيات!!!
ولكنك تلفتين النظر إلى مسألة كنت قد عزمت على التعرض لها في أول مناسبة فإذا بك تذكرينها – فشكرا لك – هذه المسألة أن أوضاع النساء في الخليج لم تكن على حالها هكذا في الأجيال السابقة، فالتضييق على حركة المرأة طارئ، والمعاملة التي تلقاها أحيانا من تهميش أو احتكار أو استهانة أيضا طارئة، والأصل التاريخي أنها كانت تشارك في المسئولية داخل البيت وخارجه كما كانت جدتك، ولم تكن المرأة في هذا الجيل حبيسة الجدران أو تخرج فقط للتسوق أو الترفيه أو لنوادي التخصيص ولم تكن أيضا تخرج لتجلس على مكتب –مثل زملائها من الرجال- بل كان الكل يعمل عملا حقيقيا، ويتشارك الرجال والنساء في سوق البيع والشراء، أو أنشطة الزراعة أو الصيد أو غيرها من مناشط اقتصاد الخليج ما قبل النفط، لكن هيكل الاقتصاد قد انقلب في الخليج وغيره، وصارت المهن على ما نرى، وصاحب هذا أو كان سببا من أسبابه ارتفاع الدخل بسبب النفط، وانتشار أفكار متشددة مستوردة من خارج الخليج، التقطها أصحاب المصالح في السلطة والمجتمع لتتحول أوضاع النساء إلى ما نرى، وأضحك بيني وبين نفسي حين تقول أخواتي في الخليج، وفي غيره، أنهن يعملن "مثل الرجال"، ولأنني أقول في نفسي وهل يعمل الرجال؟!! في ظل اقتصاديات هشة قائمة على أنشطة خدمية أو مضاربات مالية دون إنتاج بالتصنيع أو غيره – مثل الأمم الناهضة هل هذه هي الأعمال التي نفخر بها؟!
لكن هذا حديث آخر.
طيب… أنا فخور بجدتك وأريد أن نستعيد روح هذا الزمان –لا صورته– وأريد أن تعود للمرأة مكانتها ودورها ومسئولياتها، وأنا فخور بكل فتاة وكل امرأة تحمل عبءً وتساهم في حياة أسرتها أو أمتها بإيجابية.
وأنا فعلا أسير مرفوع الرأس حين أتذكر أخواتي اللائي في السعودية والكويت والإمارات وقطر وسلطنة عمان والبحرين كما في الجزائر وتونس والأردن وفلسطين مؤمنات واعيات فاعلات، وأهلا بك.