هذه مشاركة في مشكلة كن كالطفل في بيتك!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
في البداية أريد أن أشكر أ.مسعود صبرى علي رده علي صاحب المشكلة وتفنيده لحيثياتها والرد علي كل جزئية من جزئيات المشكلة بما يحقق السعادة لصاحب المشكلة هو وزوجه إن شاء الله
وأريد أن أوجه كلامي للزوجة الشابة، فأقول لها أن أساس الحياة السعيدة هو مدى رغبتنا نحن في أن نعيشها بسعادة أما رغبتنا في اختلاق المشاكل والبحث عما يكدر صفونا فهذا أمر سهل جدا، فلو وقفنا علي كل صغيرة وكبيرة ستتحول الحياة إلى عذاب لا يطاق، فلماذا لا تقبلين مزاح زوجك؟ ولماذا تقفين علي كل صغيرة وكبيرة؟
من حقك طبعا أن تلفتي نظره إلى ما يثير ضيقك ولكن لا تجعلي أكبر همك في الحياة أن تحاسبيه على كل صغيرة وكبيرة وتقفين له بالمرصاد، حاولي فقط أن تستوعبي مزاحه، وإذا أغضبك في شيء كبير الفتي نظره برقة ولطف وسيستجيب لك لأنه يحبك،
وأنصحك نصيحة أختي
كوني له أمة يكن لك عبدا
بالحسنى والرفق والبشاشة ولين الكلام والرحمة
أ
تمنى أن تقرأ أختي زوجة صاحب المشكلة كلامي لها
وأتمنى لهما حياة سعيدة موفقة بإذن الله رب العالمين
تحياتي وجزيل شكري للقائمين علي هذا الموقع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
19/1/2005
رد المستشار
الأخت الفاضلة "مها":
جزاكم الله خيرا على ثنائك أولا، وأسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت لإجابة تنفع أختنا الكريمة.
كما أشكر لك هذه النصيحة التي قدمتها لها، فهي مع وجازة عبارتها، وقلة كلامها، إلا أنها تحمل مشاعر فياضة تجاه أختنا الفاضلة، وإن لم تكوني تعرفينها، كما أنها تعبر عن فتاة تعي وتفهم ما يجب عليه أن تكون العلاقة بين الزوجين، كما أشْتَمُّ من كلامك حسن الخلق، والمعرفة الجيدة لاستيعاب الزوج، وأنا معك في نصيحتك لأختنا أن تسعى لاستيعاب زوجها، وأن تعرف وقت مزاجه من جده، وهذا من أهم الأمور التي تجعل التفاهم متواجدا بين الزوجين، وأننا نحن الذين نجعل حياتنا حلوة، ونحن أيضا الذين نجعل حياتنا مرة، وكما قال الشاعر إيليا أبو ماضي:
كن جميلا ترى الوجود جميلا
وكما قال الآخر:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة.. وعين السخط تبدي المساويء
كما أن من جميل ما ذكرت كيف تكون الزوجة ناصحة لزوجها باللين والرقة واللطف، وأن الحب بين الزوجين يسهل عليهما تجاوز كثير من المشكلات في الحياة، أما جعل الأمور بين الزوجين كالند للند، فإنه يعكر الصفو، ويجعل الحياة على غير ما يرام.
وفي استشهادك للمرأة العربية التي كانت توصي ابنتها قبل زفافها لفتة جميلة، حيث قلت "كوني له أمة يكن لك عبدا"، واسمحي لي أن أنقل لأختنا الفاضلة الوصية كاملة:
لما خطب عمرو بن جحر الكندي إلى عوف بن ملجم الشيباني ابنته أم إياس وأجابه إلى ذلك، أقبلت عليها أمها ليلة دخوله بها توصيها، فكان مما أوصتها به أن قالت: أي بنية، إنك مفارقة بيتك الذي منه خرجت وعشك الذي منه درجت إلى رجل لم تعرفيه وقرين لم تألفيه، فكوني له أمة ليكون لك عبدا، واحفظي له خصالا عشرا يكن لك ذخرا:
فأما الأولى والثانية: فالرضا بالقناعة وحسن السمع له والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لمواقع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم أنفه منك إلا أطيب الريح.
أما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت طعامه ومنامه، فإن شدة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة: فالإحراز لماله والإرعاء على حشمه وعياله.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصي له أمرا ولا تفشي له سرا، فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره، وإياك والفرح بين يديه إذا كان مهتما، والكآبة لديه إذا كان فرحا.
فقبلت البنت وصية أمها، فأنجبت له الحرث بن عمرو جد امرئ القيس الملك الشاعر.
وهذه أيضا بعض الوصايا الأخرى الواردة في أدبنا العربي، عساها أن تكون نافعة لكل زوجة، أو فتاة مقبلة على الزواج :
زوّج أسماء بن خارجة ابنته فلما أراد إهداءها قال:
إنك خرجت من العش الذي فيه درجت، وصرت إلى فراش لا تعرفينه، وقرين لم تألفيه فكوني له أرضا يكن لك سماء، وكوني له مهادا يكن لك عمادا، وكوني له أمة يكن لك عبدا، ولا ترجفي به فيقلوك (فيكرهك)، ولا تتباعدي عنه فينساك، وإن دنا فاقربي منه، وإن نأى فابعدي عنه، واحفظي أنفه وسمعه وعينه، فلا يشم منك إلا طيبا ولا يسمع منك إلا حسنا ولا ينظر إلا جميلا.
وقالت أم لأبنتها : كوني له فراشا يكن لك معاشا، وكوني له وطاء يكن لك غطاء، وإياك والاكتئاب إذا كان فرحا والفرح إذا كان كئيبا، ولا يطلعن منك على قبيح، ولا يشمن منك إلا أطيب ريح، ولا تفشين له سرا لئلا تسقطي من عينه، وعليك بالماء والدهن والكحل فإنها أطيب الطيب.
وقال أبو الأسود لأبنته: إياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق، وعليك بالزينة، وأزين الزينة الكحل، وعليك بالطيب، وأطيب الطيب إسباغ الوضوء، وكوني كما قلت لأمك في بعض الأحايين:
خذي العفو مني تستديمي محبتي ولا تنطقي في سورتي حين أغضب.
شكرا لأختنا الكريمة مها على هذا النصح، ونسعد دائما بمشاركاتك الفعالة، وأهلا ومرحبا بك دائما.
ويتبع.............. : أيزو الزوجية ومشاركة حامية