أريد أن أهرب لكن إلى أين ؟ تنظيم المشاعر م9
مشكلة عاطفية ومشكلة الغيرة
السلام عليكم..، استكمالا لمشكلتي السابقة سأتكلم.، قبل أن أذكر مشكلتي الجديدة من الجدير بالذكر أنني أتابع من طبيب نفساني لكني غير منتظمة على حضور الجلسات وذلك بسبب ظروف مادية ولغياب الرؤية الواضحة والخطة ولم يخبرني بتشخيص لحالتي بعد، لكنني مع ذلك سأكمل معه ولن أستسلم.
آخذ قرص برزواك ٢٠ مغ يوميا من أجل التغلب على الأعراض الاكتئابية، قولت له أشعر أنه لدي سمات للشخصية الحدية حسب وجهة نظري لكني غير متأكدة فوضع هذا في اعتباره بعدما طرح علي بعض الأسئلة في محاولة الوصول لتشخيص صحيح. فيما قام بتشخيصي هوب MDD في أول جلسة. وفي ثاني جلسة كتب على الروشتة GAD BPD
تمت خطبة صديقتي والآن هي تزوجت، زوجها رجل محترم ويقدرها كثيرا وهو متفهّم وطيب ناهيك عن كونه ربنا فاتحها عليه ماديا ما شاء الله ... حياتها تغيرت للأفضل من كل شيء كانت في حال لدى أهلها أصبحت في حال مختلف تماما كل شيء انفتح لها بحياتها ... أنا سعيدة لأجلها فعلا وأشعر أنه الأفضل في حياتها ربنا يسعدها مدى الدهر ... لا يجب أن نقارن أنفسنا بالآخرين هذا ما أقوله لنفسي لكن مشاعري تهيمن علي بشكل إجباري أشعر بالغيرة منها هذا ما فهمته بعد مدة طويلة من محاولة فهم مشاعري ... لا أسمح لغيرتي هذه أن تستحوذ علي لا أتعامل على أساسها ما زلت أكن لها الحب والاحترام كصديقة ووقفت بجانبها وما أزال أتجاهل هذه المشاعر وأتصرف عكسها تماما مدفوعة بصوت الضمير والوفاء والمحبة.
لكن عندما ينتهي اليوم وأكون لوحدي أجد أن هذه المشاعر تنهشني وتأكلني تماما ألم لا يمكن وصفه لا أتمنى زوال النعمة عنها لكن بصراحة أحيانا أشعر بعدم استحقاقها لهذه القفزة النوعية في حياتها بمجرد زواجها من رجل احضره أقاربها!! كثيرا ما يُردد في زمننا أن الزواج ليس كل شيء ابنِ نفسك يا فتاة وكوني حلم كل رجل عوض أن يكون حلمك رجل، لكن هل هذا واقعي؟! ما الفرق بيني وبينها؟! كلتانا أنهيتا كلية الطب والآن في سنة التدريب. كلتانا مرتا بتجارب حياتية صعبة ... لدي طموحات مهنية عالية لكن أيضا لدي طموحات في الارتباط والزواج ... من ناحية الجمال والذكاء قيل أن لي الامتياز لكني ما عدت أؤمن بذلك فإن كنت حقا أجمل وأذكى وأكثر ثقافة فلم لم أعثر بعد على من يرغب بالارتباط بي؟!
لا أحد يهتم بي... كنت بالنسبة للجميع شفافة وسراب لم يفكر أحد بالاقتراب مني ومحاولة فتح موضوع حتى وربما هناك من حاول لكنه تراجع ... رغم أنني طبيعية ولم يسبق أن تقدم لي أحدهم ... أعزي الأمر لنفسي وصفاتي وذكائي المحدود وأفكاري التي لا تشبه بالضرورة أفكار المجتمع، وكوني لا إنجابية فلا أرغب بالإنجاب ولا أهتم بالأطفال ... نظرت حولي قولت هل يجب أن أكون الطرف السالب فقط لكوني فتاة؟! هذا ما يفرضه المجتمع للأسف ... أنا أؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة ... قلت سآخذ هذا الموضوع بنفسي وهذا علاج شعوري بالغيرة التي تأكلني وتحرقني.
أنا مهتمة جدا بالطب النفساني وأرغب في دخول هذا التخصص بإذن الله ... استغليت سنة التدريب وحضرت في عيادات الطب النفساني في مستشفيات الجامعة. في أثناء حضوري كان هناك هذا الطبيب النائب وقد أثار اهتمامي من ناحية شخصيته وشكله وفكره حيث وجدت تقاربا وكذلك اهتمامه وشغفه بالطب النفساني كان مقاربا من وجهة نظري لاهتمامي. أعجبت به رغم عيوبه ومنها أنه قد يكون عصبيا وواثقا بنفسه كثيرا. وبعد فترة من ارتيادي العيادة بهدف المتابعة والحضور عزمت أن أقدم على هذه الخطوة واعترف له بمشاعري ... كان هذا قبل زواج صديقتي بشهر قولت لن أخسر شيئا أشعر أنني معجبة به كثيرا وأشعر أنه شخص مناسب من جميع النواحي تقزّم شعوري بالغيرة منها حيث أنني افترضت أنني سأحظى بفرصتي. قولت إما أن يقبلني وندخل بعلاقة محترمة ويكون هناك تعارف لفترة ثم ارتباط شرعي ورسمي وإما أن يرفضني ويذهب كل في سبيله وكل ذلك في إطار محترم. وفعلا هذا ما قمت به طلبت منه بعد العيادة.أن أحدثه على انفراد وبحت له بما شغلني لأيام كنت جادة جدا لم أكن أرغب بالتسلية وتضييع وقت أي منا.
قال لي:"أنا أيضا معجب بك ولقد فاجأتني" وطلب رقمي لأنه لا وقت الآن لنتحدث في هذا المكان. وبالفعل أعطيته رقمي وكنت سعيدة ومتفائلة ... لكن للأسف بعد ذلك كل شيء انتهى بخيبة أمل حيث أنني انتظرت لأيام وأيام دون أن يتواصل معي بأي شكل رغم ما قاله لي.
* قد يبدوموقفا عابرا لكنه هزني بعمق لأسباب كثيرة والموضوع أخذ أبعادا عديدة مضت فترة منذ ما حدث أحاول أن أتناسى يتلاشى الشعور بالألم يوما بعد يوم لكنه لا يزول. هل أدفع ثمن تصرفي وفقا لمبادئي وقناعاتي بعيدا عن هذا المجتمع مدعي الفضيلة والتحفّظ؟!
* بدأت ألوم نفسي وأتفكر بعيوبي لعله رفضني بسبب شكلي وفكري أو... لعلها جنسيتي المختلفة؟! درجة تديني الأعلى قليلا؟!
* المهم عادت مشاعر الغيرة تجاه صديقتي وتجاه الجميع كلها مشاعر كما قلت لا أتصرف على أساسها بل أهملها وأحاول أن أكون افضل صديقة ممكنة للجميع أقدم الاهتمام والخدمات بكل حب أستمع للمشاكل أبتسم احضر مناسباتهن.
* كانت تقول أنها تخاف وتشمئز من فكرة العلاقة الحميمة جعلتني أخاف عليها وأقلق وأبحث عن حلول فيما يبدو أنها لم تعد تخاف بل أعجبها الموضوع الآن! لا أتوقف عن التفكير بالتناقض الذي نعيشه جميعا على مستوى المجتمع والفرد.
* البارحة كنتِ مذعورة من هذا الشيء مشمئزة منه كارهة له ولأي اتصال حميم حتى على مستوى اللمس والاحتضان ووضع الذراع على كتفك والآن تبدين أكثر من عادي؟!!
* قد تبدوهذه الفكرة خارج السياق لكن حرفيا لا أتوقف عن التفكير بها وأجدها ازدواجية ونفاقا.
* مشاعري المختلطة والمتمثلة بالفراغ الذي تركه العشم وخيبة الأمل والوجع إلى جانب الفراغ العاطفي والغيرة التي شرحتها تأكلني تلتهمني تصيبني بالإعياء، غير طبعا شعور الفراغ والضياع المزمن لدي لا أعرف حقا من أكون؟! أشعر أن جميع من حولي أفضل مني ... والإحباط أدخل في نوبات اكتئاب أتوقف عن تناول الطعام لأيام من باب الself harm لا أبرح سريري حدث ذلك في أول الأيام حين اكتشفت أن ما قام به مجرد تمثيلية كل هذا وهو طبيب نفساني ألا يعلم ما أثر ما قام به على نفسيتي؟!
لم يكن مرغما على قول ما لا يشعر به كان سيكون كافيا لو رفضني باحترام وحتى عاد لمنزله وكلمني وقال لي لا أعرف ما الذي دهاني وجعلني أقول ما قلته لكن أنا آسف لا نستطيع أن نكون معا لأسباب شخصية أتمنى لك التوفيق شكرا .... كنت سأتفهم، لكنه عاملني باحتقار ... هذا ما فعله، أنا أقل من أن يكلمني، فكرت أنني كتبت الرقم على نحو غير صحيح بما أنني كنت متوترة نظرا لشدة الموقف غير المعتادة عليه ... لكن كان بإمكانه الوصول إلي بكل سهولة في هذه الحالة وفي حال فقدانه لرقمي. وطرق التواصل ومواقعه عديدة في زمننا. لو سأل أيا من زملائي عن رقمي سيحصل عليه بسهولة. لكن واضح أنه فعل ما فعله عن قصد ... قررت ألا أكلمه بنفسي لأنني سأنصدم بتقديم أعذار من طرفه وقد يعاملني بأسلوب أسوأ من الذي فعله استنادا لشخصيته وما استنتجته عنه أحفظ ما بقي من كرامتي المنتهية أصلا.
أشعر بأن كرامتي ذهبت أدراج الرياح إذ أنني عوملت كلاشيء بدون احترام تم تجاهلي ... حياتي الآن يا دكتور متوقفة أحاول ألا أستسلم أقوم بكل شيء من شأنه أن يخرجني من هذه الحالة أشتكي لصديقاتي أقرأ أطالع أقرأ أنزل وأتمشى أتأمل في الكون أخرج في solo dates مع نفسي أشاهد الأفلام أكتب أشاهد كورسات في السيكاتري وعلم النفس بما أنني مهتمة بالمجالين أذاكر internal medicine أبكي أستمع للموسيقى أفعل كل ما يخطر ولا يخطر على البال لكي أخرج من هذا الألم العميق في قلبي، الوحدة الوحشة الضياع انهيار الكرامة والكبرياء الإيجو ... والأهم الغيرة، لكن لا شيء يجدي نفعا كلها أمور تخفف وطأة الألم لكن لا تلغيه .... فقدت الأمل في أن يحاول هو أن يكلمني وحتى أن يكون مهتما لعله رمى رقمي في النفايات بمجرد خروجي من العيادة وعلى وجهه ابتسامة ازدراء وسخرية!
لكن ماذا عن غيره؟! ماذا عن شعور الفراغ العاطفي خاصة والفراغ الداخلي عامة؟!
لا يوجد أحد وهو ما يؤلمني.
6/6/2022
رد المستشار
شكراً على متابعتك الموقع.
في بداية الأمر لا بد من الإشارة إلى أن التشخيص الطبنفسي عملية من اختصاص طبيبك المعالج ولا يعلق الموقع عليها. تم تشخيصك بالاكتئاب أولا ثم القلق المتعمم وتم إضافة اضطراب الشخصية الحدية. ربما من الأدق هو استنتاج طبيبك المعالج إلى وجود سمات شخصية حدية وليس اضطراب الشخصية الحدية بحد ذاته. هذه السمات ليست بالضرورة غير طبيعية ومن الصعب القول بأن أدائك الوظيفي قد تدهور بسببها٬ ولا يوجد في محتوى الرسالة ما يشير إلى تصرف صبياني اندفاعي متهور.
بعد ذلك هناك بقية الرسالة حول الغيرة والحسد. ربما سيقول البعض بأن هذه العواطف غير طبيعية وهذا هراء. الفرق بينك وبين البعض هو أنك تعبرين عن مشاعرك بصدق دون كبتها٬ وتوجهك نحو الطبيب النفساني والحديث معه عن إعجابك به كان بسبب الحسد والغيرة إلى حد ما حيث تشيرين في الاستشارة إلى عدم اقتناعك الكامل به. رغم ذلك عبرت عن مشاعرك له بصدق وربما لا يملك هذا الرجل الثقة بالنفس للحديث معك ومع أي أنثى معجبة به وهذه أزمته وليس أزمتك أنت.
العاطفة من نوعين عموماً:
* الشعور بالسعادة
* الشعور بعدم السعادة
الشعور بالسعادة عموما يتميز بأنه قصير الأمد لأسباب فسيولوجية، ولكن الشعور بعدم السعادة يتميز بأنه طويل الأمد وأنت بصراحة امرأة غير سعيدة. الغيرة تتضمن دوماً ثلاثة أفراد. هناك الإنسان الذي يشعر بالغيرة وهناك الإنسان الذي تغار منه، ويضاف إلى ذلك عنصر آخر وهو الإنسان الذي تفقده إلى من تغار منه. هذا ما يفسر دوماً كثرة ارتباط الغيرة بالعلاقات العاطفية. ما تشعرين به تجاه صديقتك ليس بالغيرة من وجهة النظر النفسانية. أما الحسد فهو عاطفة سلبية وقد تكون واعية وغير واعية.
يتم تمييز الحسد عن الغيرة شموله فقط لكائنين:
١- الكائن الأول هو الإنسان الذي يشعر بالحسد
٢- الكائن الثاني هو المحسود
ليس من الصعب الاتفاق مع من يقول بأن ليس هناك سبباً مثل الحسد يفسر عدم سعادة الإنسان في حياته. لكن الحسد قد يحفز الإنسان للتفوق على منافسه وإلى شعور مستمر بالنقص يرافقه طوال عمره. انتبهت أنت إلى هذا الشعور بالنقص وحاولت أن تتجاوزيه بسرعة وفشلت إلى حد ما.
مسار الحسد حميد في غالبية الأحيان ولا يشمل سوى عدم الشعور بالرضى والراحة بسبب عدم امتلاك الإنسان لحاجة ما وصفات شخصية يمتلكها من المحسود. رغم ذلك فإن الحسد قد يكون عاملاً تحفيز للإنسان لكي يطور نفسه ويتفوق على غيره. هذا ما يجب أن يحصل معك وحاولي قدر الإمكان الانتباه إلى مشاعرك والحد من الاندفاع بسببها.
وفقك الله.
ويتبع >>>>>: أريد أن أهرب لكن إلى أين ؟ م11
التعليق: أغضبني رد المستشار. ولو كنت أنا هذه البنت لشعرت بتأنيب الضمير أكثر وإيذاء نفسي بعد قرائتي الرد
كل ما في الأمر أنها طالبة طب أحست بفراغ عاطفي ووجدته قد اكتمل عند غيرها، وتمنت أن تحصل عليه وذهبت تبحث عن هذا الشعور السعيد
كلنا بنحسد
ولكن يكون الحسد مذموما عند ارتباطه بإيذاء الآخر
أقول لهذه الفتاة: الدعاااااء ثم الدعاااااء وأحسنه عند السجود وقيام الليل ثم اتخاذ الأسباب
ما بالك لو كان زوجاً اختاره وساقه الله لك، أنت لو تزوجت الطبيب النفساني ربما لن تكوني سعيدة بالقدر الذي تتمنينه