السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
في البداية أتقدم بالشكر لكل العاملين في هذا الموقع لإتاحة الفرصة لنا للتحدث إليكم بما في داخلنا. من حزن ويأس. لقد أرسلت رسالة قبل ذلك ولكنها لم تنول الاهتمام منكم وكنت متأكدة من ذلك. أعتدت أن أكون مهمشة في الدنيا ولا أجد اهتمام من أحد. ولكنني أريد التحدث معكم أريد أن أتعرف على نفسي المليئة بالتغيرات.
أصبحت لا أستطيع الاستمتاع بالحياة... أنا زوجة وأم لبنتين عايشين في بلد عربي بعد سوء الحال في مصر بالنسبة لعمل زوجي وأراد ربنا سبحانه وتعالى أن يفتح لنا باب رزق في أطهر أرض في العالم. حمدت الله ومنذ مجيئي وتبدل حالي إلي الأحسن إيمانيا أصبحت أتعرف على أشياء كثيرة لم أكن أعلمها من قبل في مصر وتعرفت على أحكام وعبادات كنت غافلة عنها تماما وتقربت من الله جدا أصبح وقت صلاتي وقراءة القرآن أجمل وقت لى.. ولكن سرعان ما تحول كل ذلك.
سأصف لكم حالي تلك اللحظة. إنسانة مقصرة في وجباتها الدينية مقصرة إلى حد الإهمال وكلما قاومت نفسي وحاولت التقرب سرعان ما أرجع لحالتي وهذا الموضوع أصبح شيء يكرهني في نفسي. كرهت سلبيتي وعدم التغلب على نفسي الأمارة بالسوء.
تمنيت أن يكون لي أصدقاء يشجعوني ولكن للأسف هذه المشكلة الثانية في حياتي وهى وحدتي ليس لي أصحاب ولا أصدقاء ابتعدوا مع ابتعاد المسافة بين مصر ومكان إقامتي ومنذ جئت حاولت أن أجد أصدقاء ولكن جمع الفلوس شاغل دماغ الناس.
ربنا أكرمني بمجموعة من البنات لستن مصريات لتنفيذ بعض الأعمال الخيرية ولكن أحس ببعد بيني وبينهم شديد ربما لأنهم بنات لسة بيدرسوا أو لأنهم غير مصريين ليهم عادات غيري وأفكار غيري أو يمكن علشان أنا مش عارفة أكون صديقة ليهم.
نعم المشكلة قد تكون في إني.. أنا إنسانة جاهلة غير مثقفة وغير اجتماعية ما بعرفش أكون إنسانة لبقة.. لما بكون معاهم بيفضلوا يتكلموا ويتكلموا وأنا المستمعة.. ما بأعرفش أتكلم. حتى لما بتكون فيه مشكلة بيني ويين جوزي مش بأعرف أدافع عن نفسي.. أنا ما كنتش كدة أنا بعد ما خلصت دراسة اشتغلت وكان لي شخصية قوية جدا وكان لى أصحاب كتير ولكن بعد الزواج تركت العمل وفضلت في البيت إلى الآن عشر سنوات حياتي كلها البيت والأولاد وزوجي. أصبح الخروج نفسه من البيت مشكله لى وكأنني سأفعل شيء صعب مش أخرج للتنزهة. وأيضا أصبحت أخاف أن أزور أحد عندما أستقبل دعوة من أحد حتى مجلس الأمهات لبنتي وكأنني ذاهبة للامتحان.
أكون قلقله ومتوترة الى أن اذهب وتمر أول ربع ساعة وبعد ذلك أحس أن الموضوع سهل ولكن بأكون كدة جالسة مثل المقعد اللي أنا عليه بأحاول أتكلم ولكن يلاقى نفسي.... مش عارفه مش معقول أكون في هذا السن وحالي كدة، دايما بفكر لما أولادي يكبرو هيعملوا إيه مع أم مثلى.
إزاي هيخرجوا للمجتمع وأمهم بتخاف من التقاء الناس علشان كده في الرسالة القديمة كنت كتبت إني أتمني أموت يمكن ربنا يرزقهم بزوجة أب تكون أحسن منى وتكمل معهم أهم فترة من عمرهم، أنا بعاني من المشكلة دي وبعاني من تغير حالي كل شهر. كل شهر بيمر عليا أوقات بكون فيها في حالة سيئة جدا بكون كارهة للدنيا بشكل فظيع ولزوجي وحتى لبيتي وأظل أتذكر أشياء لزوجي تذيدنى سوء ولم أستطع التحدث إلى أحد حتى الأولاد. مش عارفة قدرت أوصل اللي جوايا ولا لا لكن أنا نفسي حد يريحني يتكلم معايا أنا مش يلاقي حد يتكلم معايا وفيه حاجات ما أقدرش أقولها لجوزي أقول إيه.
أقول أني متوترة نفسيا أقول أني أوقات مش بأقدر أحتمل نفسي أقول أني مش بعرف أتكلم ومش اجتماعية أقول إني مش عارفة أكون أم قدوة لبنات مش عارفة أعودهم على الصلاة مش عارفة حتى أذاكر لهم ويصيبني حالة من العصبية والاختناق مش بعرف أكون طويلة البال معاهم أقول إيه، أنا محتاجة حد يقول لي مش أنا اللي أقول.
أنا حاسة تكويني غلط في حاجات كتير وحاسة أن وجودي أصبح ليس له قيمة بالمرة لم أضيف في شيء بل بالعكس. محتاجة حد يرشدني.. هل ممكن أتغير بعد السن دة وبناتي بكرة يكبروا وأنا هأعمل إيه معاهم بنتي الكبيرة عشر سنوات يعنى خلاص قربت على السن الخطر.
أنا برجوكم أنكم تهتموا برسالتي اعتبروني أخت ليكم في مشكلة أنا بتمر عليا مشاكل كتير في حياتي ممكن تكون بسيطة جدا لكن مش بعرف أحلها وبفضل مخزناها جوابا لغاية ما حسيت أن من الداخل مليء وكله بيظهر مع أول ما بجس بحاله الاكتئاب اللي بتجيلى كل شهر بكون إنسانة تانية خالص غريبة حتى على نفسي. أنا مش هأقول لكم أن تعبانة لأني مش تعبانه أنا منهارة نفسيا من جوابا لكن من الخارج قد يظهر على التماسك.
أشكركم على قراءة رسالتي وأنا في انتظار أخ أو أخت يرشدوني أنا صح ولا غلط ولو فيه أي استفسار مش واضح بين كلامي عرفوني وأنا مستعدة أوضح أي شيء.. أنا نفسي أكون إنسانة طبيعية نفسي أكون بضيف في الدنيا نفسي أربى ولادى تربية تدخلن الجنة وتكون الحافظ ليهم في الزمن اللي قادم اللي لا يعلمه غير الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
24/02/2005
رد المستشار
أهلاً وسهلاً بك كأخت وصديقة، الحقيقة أننا نجيب على كل الأسئلة التي نستقبلها وحين يجد العاملون على الموقع أنه قد وصلنا كم من المشكلات نتوقف عن استقبال مزيد من الرسائل. لكن يبدو أنك تنظرين إلى الدنيا –هذه الأيام- بمنظور تشاؤمي ومن ثم كل ما يمر بك من أحداث حياتية طبيعية تضعينه في هذا السياق ومن ثم تدورين في هذه الدائرة... تشاؤم يؤدي إلى رؤية الحياة بمنظور أسود يؤدي إلى مزيد من التشاؤم وهكذا.
الحياة اليومية في مصر مليئة بالأحداث وقد لا نجد فيها وقت يكفي لإنجاز ما نود إنجازه أو ما نريد عمله.... وحين سافرت وجدت وقت أطول استفدت منه في البداية بالقراءة في العبادات والأحكام وتنفيذ بعض منها، ولكن الجو الذي تعيشين فيه قد يكون جديد عليك ومع البعد عن الأهل والأصدقاء ومع الوقت الطويل في التأمل في الأفكار السلبية ظهرت عليك أعراض اكتئاب ومنها:
(1) مشاعر الحزن أغلب الوقت.
(2) نقص ملحوظ في الاهتمامات أو فقد الاستمتاع بأغلب الأنشطة اليومية تقريبا فتقولين "أصبحت لاأستطيع الاستمتاع بالحياة"
(3) الإجهاد أو فقدان الطاقة كل يوم تقريبا،" أصبح الخروج نفسه من البيت مشكله لى وكأننى سأفعل شىء صعب مش هخرج للتنزه."
(4) مشاعر بعدم القيمة أو الشعور بالذنب المفرط وغير المناسب فتقولين "أنا إنسانه مقصره فى وجباتها الدينيه مقصره الى حد الآهمال".
(5) نقص القدرة على التفكير أو التركيز أو أخذ القرار.
(6) تكرار فكرة الموت فكما أسميتي المشكلة" أم.. تتمنى الموت لراحة بناتها"
الإحساس بالذنب مفيد –في بعض الأحيان- فاحساسك بالتقصير تجاه الله قد يجعلك تحاولين التقرب منه عز وجل. أرى أنه من المناسب ان تقرأي:حزن وكسل الحل: ح ن ض، وأيضاً فراغ أم اكتئاب.... ولكن الاحساس بالذنب الذي يجعلنا نتمنى الموت فليس مفيد أبداً... علينا ان نعمل ونكد في هذه الحياة حتى نصل إلى الراحة الحقيقية بإذن الله... عليك سيدتي أن تعرضي نفسك على طبيب نفسي ليصف لك عقار مناسب مضاد للاكتئاب.
بالنسبة لعلاقاتك بالأخريات فنحن في الغربة ليس لنا فرصة اختيار الصديقات بل نضطر إلى التعامل مع من هن موجودات بالفعل، ووجودك في بلد عربى ومسلم نعمة كبيرة فكم من طالب علم يعيش في بلد أجنبي يتمنى أن يقابل من يتكلم العربية أو يكون مسلم!! ابدأي في أنشطتك مرة أخرى مستعينة بالله تعالى ثم بالاستفادة مما كتب على الروابط التالية:
كيف أبنى ثقتي في نفسي؟
كيف أكون محبوباً؟
صعوبة التعامل مع الآخرين:الأنموذج والعلاج
كيف أكسب الأصدقاء؟
مشكلات داعية لله!!!
أخيراً –النت وحده لا يكفي في حل معاناتك، ولا أعرف ما المشكلة في أن تصارحي شريك حياتك بما تشكين منه فقد شاركته صعوبات الحياة فلماذا لا يشاركك هو أيضاً ابدأي "بجس النبض" أي أن تفاتحيه في جزء بسيط مما يضايقك حين يكون هو في حالة نفسية مناسبة واطلبي منه المساعدة فقد تجدي منه الاستعداد للمساعدة والتحدث معك، وتابعينا بأخبارك