تزين الرجل للمرأة إلى أي حد ممكن أن يكون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا شاب أبلغ من العمر 20 عاما مشكلتي هي أن جسمي مليء بالشعر الأسود فهو يغطي رجليَّ وصدري واعذروني ولكني مضطر لأن أقولها لكي تفهموا مشكلتي وأيضا مناطق العورة (العانة والمؤخرة) إلى حد البشاعة أو القرف حسب رأي البعض فهل من الممكن إزالة الشعر,
ما رأي الشرع بالموضوع خصوصا أني لا أنوي التشبه بأحد إنما أخاف أن ترفضني المرأة التي من الممكن أن أتزوج بها وتصاب بما يسمى بالبرود الجنسي وأرجو سرعة الرد لأني مصاب بالإحباط
والسلام عليكم.
رد المستشار
الأخ الفاضل:
النظافة شعار من شعارات الإسلام، فهو دين النظافة بلا شك، وما نحسب دينا اهتم بالنظافة كما اهتم الإسلام، بل يجعل النظافة فرضا واجبا، ويحرم على الناس بعض العبادات إن كانوا غير متنظفين، ويسن لهم الاغتسال والتطيب والتطهير في كثير من المناسبات اليومية والأسبوعية، وعندنا في الإسلام لا تجوز الصلاة بلا طهارة، وكذلك قراءة القرآن على الرأي الراجح، أقصد القراءة مع مس المصحف، والطواف بالبيت، وحرم جماع الحائض والنفساء، وحث أتباعه بتخصيص ثياب ليوم الجمعة، ولبس أجود ما عند المسلم في الأعياد، وغير ذلك من المناسبات، وهذا يعني أن النظافة روح تسعي في جسد المسلمين، وقد كانت بيوت المسلمين تعرف قديما عن غيرهم بنظافتها.
حلق العانة والإبط:
وفيما يخص حلق العانة والإبط، فقد جاء الشرع حاثا عليها، وجعلها الرسول صلى الله عليه وسلم من سنن الفطرة، وترك هذا الشعر ليؤذي المسلم يوجب على المسلم حلقه وإزالته، لأن الجسد أمانة عند الإنسان يجب عليه الاعتناء به، وقد روى الإمام مسلم {وقت لنا في قص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة أن لا نترك أكثر من أربعين ليلة}. بل يذهب بعض الفقهاء على أن أقصى مدة يترك الإنسان فيها قص العانة والإبط أربعين يوميا، وبعدها يحرم الترك.
وبعض الفقهاء يرى أن أقصى مدة لترك الحلق والإزالة أسبوع، وبعضهم يراها أسبوعين، وكل هذا يعني الحث على التخلص من هذا الشعر، والاهتمام بهذه المناطق من الجسد، وللإنسان أن ينظر حاجته، فبعض الناس قد يحتاج إلى الحلق كل أسبوع، وبعضهم كل أسبوعين، وبعضهم كل أربعين يوما، أو أقل من هذا كله، المهم هو الاهتمام بنظافة الجسد.
حلق شعر الصدر والرجل:
أما حلق شعر الصدر والرجل، فليس هناك من النصوص الشرعية ما يحرم هذا، لأنه كما قال العلماء: الأصل في الأشياء الإباحة حتى يرد النص بالتحريم، ولا تحريم إلا بص، ومادام هذا الشعر تتأذى منه، ولا تقصد به تشبها بأحد، فحسن القصد مع عدم ورود دليل بالتحريم يجعل الأمر مباحا، على أن تراجع الطبيب في الوسيلة المستخدمة حتى لا يكون فيها ضرر، وقد يكون من الجيد قص الشعر وليس حلقه بالكلية، حتى لا تشعر يوما من الأيام بنقص في رجولتك، وعلى كل، فهذا أمر يرجع لكل إنسان، والاعتناء بنظافة الجسد شيء محمود.
أما خوفك من ألا تتقبلك فتاة لأن شعرك كثيف، فالذي أعرفه أن كثيرا من النساء يحببن مظاهر الرجولة، ومنها الشعر، لأن الشعر مما يميز الرجال على النساء، والمرأة لا تريد إنسانا ألمس الجسد مثلها، وعلى كل، يمكن أن تسأل من ستتزوجها وترضاها لك زوجا، فإن كانت تحب الشعر، فدعه، وكن على فطرتك، وإن كانت تكرهه، فلا بأس بحلقه، وقد جاءت امرأة شابة إلى السيدة عائشة – رضي الله عنها – تسألها عن إزالة شعر في وجهها لزوجها، فقالت لها السيدة عائشة – رضي الله عنها -: أميطي عنك الأذى ما استطعت.
وإن كان مطلوبا من المرأة أن تتزين للرجل، فمطلوب من الرجل أن يتزين للمرأة، كما أشار إلى ذلك كثير من العلماء، على رأسهم: ابن عباس رضي الله عنهما.