السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الطب أم علم النفس: بعيدا عن الرجال-متابعة
بارك الله فيك دكتور وائل وبكل المستشارين، أشكرك لردك على استشارتى فقد أسعدني وإن لم أحصل على جواب مباشر تقريبا وبغيتي أن أراه في ردك على رسالتي هذه إذا سمحت.. أنا اعرف أن هناك اختلافا في الظروف والأسباب ممكن ولكن كما ذكرت سابقا أريدك أن تضع نفسي مكانك وتختار بين الطب وعلم النفس...
أنا من يجب أن يشكرك على اهتمامك بمشكلتي... ولم الخشية من لخبطة الدنيا وإفادتك منطقية وواضحة وإني أعتز برأي حضرتك كثيرا، ولكن أريد التنويه على إفادتك وتوضيح بعض الأمور إذا سمحت.......(من الغريب منك أن تخفي سر ما عبرت عنه بقولك: فترة انقطاع عن الدراسة لظروف قاهرة مدة عشر سنين)، ألا ترين ذلك يعني كثيرا لمن ستستشيرين في أمر اختيار دراسة الطبِّ أو غيره وأنت في النصف الثاني من العشرينات، عمرك 25-30 كما اخترته في خانة البيانات؟ أي ظروف قاهرة كانت تلك الظروف؟
.
لا أستطع "الإفتاءَ النفسي" في أمرك هذا حتى أعرف تفاصيل هذا)........
أنا لم تخف شيئا عن حضرتك.. ولكني رأيت عدم أهمية الظروف في الموضوع.....(0000) فلم أذكرها..
(أطربني تعبير "صديقتي الخلية"، يبدو أنك كنت عِشَريَّـةَ الطبع منذ سنين عمرك الأولى وهذا جميلٌ ومناسبٌ لدراسة الطب وممارسته، ولولا سنك الحالي لنصحتك مباشرة به، لعلك تنعمين بالقرب دوما من صديقتك الخلية،.).
أولا: شكرا .نعم أنا كذلك ولكن ليس منذ سنين عمري الأولى.. ولكن بعد أن كبرت... كأنه جنين في داخلي ماتت قابلته وأهمله أهله وحين كبرت وتحسست نبضا جميلا مفعما بالنضج والسمو في داخلي ولدته بحنان وحممته ومشطت شعره وداعبت أنفه وألبسته أفضل ما عندي وعطرته..
ثانيا:ما فهمته أنك ترى العمر متأخرا بالنسبة للطب؟ وإن لم يكن مانعا فهو عقبة... (لكن الأهم عندي الآن هو أول الأسباب الذي أشرت إلى أهميته أنت بقولك: (فكل هذه الأسباب وأولها أهمها، وأسباب عامة أخرى تنحي دراسة الطب جانبا)، فإذا به أن (مهنة الطب فيها اختلاط بالرجال)، من قال يا عزيزتي أن المسلمة الملتزمة لا يصحُّ أن تمتهنَّ مهنة فيها "رجال" وأسألكُ أنا يا "ستّ أنا" -بلا مؤاخذة يعني- لماذا؟؟ هل لأنهم عفاريت أم لأنهم شياطين الإنس أم لأنهم نار وبنزينك من النوع الطيار؟ مثلاً لا أكثر!!، لماذا؟؟؟ هل لضعف فيك – قواك الله- أم لضعف في بنية المجتمع؟
ثم إذا كنت كما تصفين نفسك (ولله الحمد ملتزمة باللباس الشرعي الكامل)، فإنك قد فعلت المطلوبَ منك وأكثر ليكون من الممكن أن تعملي في وجود "رجال" وذلك من ناحية الشكل، والباقي عليك هو المضمون السوي-والذي أتوسمه فيك يا أنا
وأما قولك (والأطباء الرجال والمرضى موجودون على الدوام)، فعودٍ للعزف على العقدة الأولى التي أسميتها لابنتي التي كانت تفشُّ شعرها على استشارات مجانين:رهاب الرجال،وهي نفسها ابنتنا التي بعدما كانت -بهدلة-أصبحت-منار-، والتعامل مع مثل هذه العقد يكونُ بإصلاح النفس والمجتمع أحدهما أو كليهما،).
أنا لم أقل أن المسلمة الملتزمة لا يصح أن تمتهن مهنة فيها رجال أو أن الرجال شياطين الإنس وليس هذه نظرتي ولا تظن أني أبتعد عن المهنة أو مخالطة الرجال لأنني مصابه برهاب الرجال ..لا لا..أنا أتكلم عن الأمر بالنسبة لي..صحيح أن الإنسان هو الذي يحدد علاقته بمن حوله وطريقه تعاملك وأدبك فيحترمونك ولكني لا أرتاح في العمل مع الرجال لا أقل ولا أكثر ولا أريد أن أكون في مجال عمل _ ومعروف أن العمل يأخذ جزءا كبيرا من حياة الإنسان _ طوال الوقت غير مرتاحة فيه مما يسبب لي الضيق وقد لاحظت الكثير من صاحباتي من كان عملهن فيه اختلاط متضايقين من هذه النقطة وطوال ساعات العمل خمارها على وجهها حتى أن إحداهن قد استقالت بسبب ذلك وأنا لا أقيس نفسي على وضعها ولكنني أعرف نفسي وأني إن كنت أعمل في مكان مختلط لن أرتاح أبدا. وهذه سلبية العمل بالنسبة لي ولا أعممها
وثانيا من قال لك أن العلاقة بين ممارسة الطب وممارسة علم النفس العيادي أو الإكلينيكي (من جانب طبيب نفسي أو متخصص نفسي) هي علاقة ابن العم؟ واقع الأمر وحقيقته هي أن العلاقة -بعكس التصور السائد- هي علاقة بنوة!، وممارسة التأثير النفسي في المريض هي الأصل أو الأب وليس العكس. )
حقكم علي يا حمال شهادة علم النفس طبيبا أو مختصا.. أنا تكلمت عن علم النفس بالنسبة لاهتماماتي وكمهنة أحبها ومن ناحية تفضيلي ... وليس لمكانته وعلاقته بالطب لم أقصد وللعلم أنا ضد كل من ينقص من شأن علم النفس وهو الأصل ليس فقط بالنسبة للطب وقد ارتكزت هذه الصورة عندي ليس من دراسة بل من تجارب وخبرات وعززتها بعض القراءات
وأما قولك في استشارتك (ولكن يدور في خلدي أحيانا أني سأندم يوما على تركي الطب وأني أثكل نفسي بنفسي حين أتركه)، فأقول لك لا ندمت على غالٍ يا عزيزتي، فكم يمكنُ أن يندم الإنسان في حياته على اختيار؟ ولكن المسلم الصحيح لا يصح له الندم إلا على وقوعٍ في حرام لم يستغفر الله منه!،
وإذا جعلت هدفك الأسمى في حياتك هو إرضاء الله فإن ذلك هو الطريق الذي لا تندمين فيه اللهم إلا بحكم طبيعتك البشرية، ولكنك سريعا ما تفيقين من الندم ولا تستسلمين، إذا كان العمل المأمول من جانبك هو أن تساعدي أصحاب الشكوى من المرضى أو المشتكين بشكل عام، فإن في ممارسة العلاج النفسي كأخصائية نفسية أو كطبيبة ما يناسبُ ما تأملين فيه من عمل، وعليك باختيار ما يتواءم مع شكل الحياة التي تريدين لنفسك وفي مثل ظروفك أنت كلها بحلوها ومرِّها، وخاصة في وجود "الرجال" جعل الله كلامنا خفيفا عليهم.
صدقت.........
( وخاصة في وجود "الرجال" جعل الله كلامنا خفيفا عليهم. ).... لم أستوعب لم ذكرت هذه الجملة مع ما ذكرت سابقا في بداية ردك؟
دكتوري قد أخذت الاستشارة من باب ...( لكن الأهم عندي الآن هو أول الأسباب الذي أشرت إلى أهميته أنت بقولك :فكل هذه الأسباب وأولها أهمها، وأسباب عامة أخرى تنحي دراسة الطب جانبا)، فإذا به أن (مهنة الطب فيها اختلاط بالرجال))....... وركزت عليه حتى أن حضرتك قد عنونت المشكلة بالصورة التي ركزت عليها (الطب أم علم النفس: بعيدا عن الرجال)
وصحيح أن هذا دورك فكما ذكرت ....( وكل ما سيردُّ في سطوري من إشارات تنمُّ عن الاتجاه طبيا أو نفسيا ليس ردا عليك بشكلٍ خاص بقدر ما هو مناقشة مفاهيم وردت الإشارة إليها في استشارتك، ومحاولة لتقصيها ومواجهتها.)........
ولكن هل تسمح بالنظر قليلا إلى عنوان مشكلتي
البالطو الأبيض هو من أحب......ولكن.............
وقد لمست لا أعرف إن كنت مخطأة أم لا..على الرغم من ذكرك بصورة غير مباشرة في نهاية الإفادة......( وإذا جعلت هدفك الأسمى في حياتك هو إرضاء الله فإن ذلك هو الطريق الذي لا تندمين فيه اللهم إلا بحكم طبيعتك البشرية، ولكنك سريعا ما تفيقين من الندم ولا تستسلمين، إذا كان العمل المأمول من جانبك هو أن تساعدي أصحاب الشكوى من المرضى أو المشتكين بشكل عام، فإن في ممارسة العلاج النفسي كأخصائية نفسية أو كطبيبة ما يناسبُ ما تأملين فيه من عمل، وعليك باختيار ما يتواءم مع شكل الحياة التي تريدين لنفسك وفي مثل ظروفك أنت كلها بحلوها ومرِّها، وخاصة في وجود "الرجال" جعل الله كلامنا خفيفا عليهم.)
وقد تركت الخيار لي بكلماتك هذه وأيضا قولك اقرئي وفكري في النهاية، إلا أني كأني أراك تلمح في رسالتك للخيار الآخر بأنه الأنسب لي
شكرا وجزاك الله خير
15/1/2005
رد المستشار
أهلاً بك مرة اخرى على صفحة الاستشارات النفسية، وأحمد الله أن إفادتي كانت واضحة ومنطقية... إن اسم الصفحة يدل على أنه يقدم الاستشارات ولصاحب المشكلة أن يقرر هل الحل الذي نقدمه يناسبك أم لا.... إن اخترت وقررت لك قرارا من أهم قرارات حياتك فأنا بذلك لا أساعدك، وكل ما علي فعله –سواء أكنت أرد عليك أم على غيرك- هو ان أساعد الناس على توضيح الصورة بمميزاتها وعيوبها وعليكم الاختيار..!! وهذا الاتجاه يعطي فرصة لصاحب المشكلة كي يعتمد على نفسه ويحدد قرراته بنفسه.
أظن أن الانقطاع لفترة تدوم مدة عشرة سنوات أمر غير عادي، فهناك من ينقطع عن الدراسة بسبب المرض أو سوء أدائه الدرسي أو الفصل من المدرسة لتصرفاته غير المناسبة أوللسجن أو........... وكل سبب من هذه الأسباب وغيرها يجعلني أرد بطريقة مختلفة تماماً...
معظم الأعمال لدينا في مصر بها اختلاط بعكس الأمر عندكم في السعودية... كما أنك تأخذين رأيي في اختيار نوع الدراسة وليس عقبات العمل!! وحين تختارين الدراسة المناسبة ثم تتخرجين بإذن الله وتجدين عملا تبقى فكرة هل سأرتاح في هذا المكان أم لا.... وهل ستغيرين رأيك وقتها أم لا وهل ستبقى الأعمال مختلطة أم لا.... كلها أمور في علم الغيب.
حددي هدفك وخذي خطوات جدية ولا تقفي على التفاصيل الحياتية (مثلما وقفت على كل جملة من رسالتي وإن كنت أشكر توضيحك للأمر) بل انظري برؤية شمولية للأمر.
سيدتي هناك اختلاف بين الطب وعلم النفس فعلم النفس لا يختص بدراسة الأمراض النفسية فقط بل هو أوسع من ذلك بكثير فمن يدرس علم النفس يدرس تخصصاته المختلفة ومنها: علم النفس الاجتماعي، وعلم النفس الصناعي، وعلم نفس الطفل والمراهق، وعلم النفس العام، والفارقي، والاكلينيكي إضافة إلى علم النفس المرضي وغير ذلك من التخصصات. اقرأي ما ورد على:
حكيم روحاني حضرتك؟
أحب علم النفس وأريد دراسته
مخنوقة من الخدمة
ما هو علم النفس الصحي؟
أخيراً يمكنك سماع محاضرات الأستاذ عمرو خالد المعنونة "حدد هدفك"