وسواس النجاسة
السلام عليكم ورحمة الله شيخي، أنا طبيبة في 38 من عمري أصبت بالوسواس القهري من النجاسات منذ عمر 16 سنة تطور بعدة طرق للأسف، لدي الآن سؤال واحد احتراما لقانون الموقع:
كنت في بيت الوالدة منذ 11 سنة ووجدتها هي وصديقات لها يتناولن بطاطس مستوردة تقلى في الزيت فيتضاعف حجمها وكانت صديقة لي في العمل قد أخبرتني أن هذا المنتج يحتوي على دهن الخنزير وأن البقال هو من أخبرها أنه قرأه على العلبة، بلغ مني التوتر مبلغا عظيما دون أن أستطيع أن أقول شيء في غياب الدليل خصوصا إن الوالدة كانت ستعتبره مبالغة مني كالعادة في هاته الأمور لأنني شديدة الحرص على معرفة جميع مكونات الطعام ومصادرها.
بعد ذلك أجريت اتصال مع بقال آخر لأتأكد من المعلومة فكان جوابه أن كل علبة تحتوي على عدة أكياس بعدة أشكال وأنه فقط نوع واحد منها يحتوي على الدهن الحيواني سيدي أنا لم أعد أذكر هل كان هذا النوع موجودا مع ما أعدته الوالدة ولا أستطيع زيارة بيت أبي لأني أرى ان كل شيء تنجس طاولة الطعام والأواني والفراش والمقابض والهاتف لأنهن استعملنه أثناء الطعام أو قبل غسل اليدين من الزيت ما يسبب لي الحرج الشديد والعذاب النفسي كما أن الوالدة تقيم في بيتي منذ عشر سنوات وتجلب كل مرة أغراض من بيت العائلة ما يزيد من حدة الوساوس كجلبها للهاتف المنزلي ولمذكرات الأرقام التي تحتفظ إلى الآن بملمس دهني تعبت من كثرة التنظيف وغسل اليدين وغسل الأغراض وفي كل مرة هناك الجديد أعيش في ضنك منذ مايزيد عن عشر سنوات
زد على ذلك أبحث في مكونات كل شيء حتى أني كنت أستعمل مزيل عرق من ماركة معروفة وقرأت أنه قد يحتوي على دهن خنزير في مصنع الولايات المتحدة فهجرت المنتج وحتى الكثير من ملابسي التي كنت أرتديها حين كنت أستعمله
تجدر الإشارة أنني تناولت دواء الفليوكسيتين وسيرترالين ما يزيد عن السنة دون أي تحسن
وشكرا لكم.
20/7/2022
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "صوفيا"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك مجانين...
طالما أنك تشكّين بوجود النوع الذي يحوي دهن الخنزير، ولست متيقنة من وجوده، فالأصل في الأشياء الطهارة، ولا نحكم بوجود النجاسة إلا بيقين = 100%. فهذا ما يعمل به الأصحاء، فاعملي به رجاء دون وسوسة...، أي بيت أبيك لا نجاسة به، لا طاولة الطعام ولا الأواني ولا الأثاث، ولا الجدران ولا أي شيء آخر.
أمر آخر: عندما يضطر الإنسان لإمساك شيء وعلى يده دهن، فإنه لا إراديًا يمسكه بالأصابع التي لا دهن عليها، فالأرجح أن الهاتف وغيره لم يصبه الدهن.
وإذا تم مسح الأشياء (إن لم نقل غسلها)، تذهب النجاسة ويبقى حكمها، والحكم لا ينتقل، -كما يقول المالكية- أي النجاسة إن وجدت فهي محصورة بما أمسكوه. وربما كانت هذه الأشياء مما يطهر بالمسح في مذهبكم.
ثم لا أدري ماذا أقول؟.. هل يعقل أن يبقى دهن البطاطا على مذكرات الأرقام 11 عامًا؟!!! هذا أمر لا يقبله الخيال فضلًا عن العقل!! كيف خطرت هذه الفكرة على بالك؟!! لا أدري؟!! مجرد الإمساك بها مرة أخرى يذهب آثار الدهن... ومجرد وجود مثل هذه الفكرة الغريبة بين أفكارك، مع كونك موسوسة منذ 16 عامًا، هو أكبر دليل على أن المسألة من أولها إلى آخرها وسواس في وسواس!
وأما مزيل التعرق، إذا اغتسلت، وغسلت ثيابك انتهى الموضوع...، أنا أكلمك على ما عليه مذهبكم يا أهل المغرب.
الدهون النجسة أصبحت بلاء مستشريًا في ظل الاستيراد من الدول غير المسلمة، سواء المواد المصنعة أم الأولية. فإذا اكتشفت شيئًا كهذا في منتج ما، اكتفي بغسل ما استخدمته مؤخرًا، وما سلف لا تشغلي بالك به، فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها... اكتشفنا في البيت من قبلك أطعمة كهذه، واكتفينا بأنه تم غسلها عند تنظيفها، ولم نبحث في الأشياء الأخرى، مع أنه في المذهب الشافعي نجاسة الخنزير لا تطهر إلا بغسلها سبع مرات، إحداهن بالتراب!! تخيلي أن نفعل هذا!!! إن هذا لهو البلاء المبين!
الأدوية لا تفعل كل شيء، ويجب أن يقترن بها التجاهل وعدم الاستجابة للوسواس، ولا أدري هل ما زلت تتناولينها أم لا؟
أنت طبيبة، ولن يصعب عليك أن تقرئي عن العلاج المعرفي السلوكي، وأن تحاولي تطبيقه، ارحمي نفسك أرجوك ولا تحمليها فوق ما تطيق،
هداك الله وأعانك.
ويتبع>>>: تحاشي النجاسة: وسواس نجاسة الخنزير م