وسواس النجاسة: الأخذ بالسنية فالوسوسة بالكمية! م1
وسواس الطهارة والنجاسة
أنا أعاني من وسواس قهري ومررت بجميع أنواع الوسواس حتى سمعت بقول سنية إزالة النجاسة فارتحت كثيراً ويعني هذا أنه يمكنني الصلاة بالنجاسة.
وهل هذا يعني أنه يمكنني الصلاة بالنجاسة؟
علماً أن كميتها كبيرة في بدني وثوبي؟!
22/7/2022
رد المستشار
الابن الفاضل "Ahmed" أو "مجتبى" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
بعد كتابتك وإرسالك هذه السطور -التي تكرر فيها نفس سؤالك الأول للمرة الرابعة- ربما بعشر ساعات وصلك على بريدك الإليكتروني ردنا على السؤال مرتين ونرجو أن تكون عرفت الرد والنصيحة فادعُ ربك أن يعينك ونفذ ما نصحت به.
لكن دعنا نناقش الآن أمرين أولهما مسألة التكرار بلا أي جديد؟ والثاني هو ذلك التهويل المفرط لأمر النجاسة، فأما التكرار فرغم أنه معروف كعرض وسواس قهري إلا أن تكرارك الإرسال لنفس السؤال مرة باسم "Ahmed" ومرة "مجتبى" ومرة "أحمد" ماذا تتوقع منه كنتيجة؟ هل الحصول على الإجابة لنفس السؤال أربع مرات بغرض التأكد والاطمئنان؟ لكن أنت لم تغير شيئا غير اسم صاحب الاستشارة، ولكن نصوص الاستشارات وإن اختلفت في قليل تؤدي نفس المعنى وتسأل نفس السؤال ربما أنت الأقدر منا على إجابة السؤال لماذا التكرار...؟ هل بغرض الاستعجال ربما سنعرف ما إن كنت ستعاود الإرسال وقد فهمت أو ستعاود الإرسال كأن شيئا منا لم يصلك على بريدك الإليكتروني؟ وأخيرا التكرار بلا معنى قد يشير إلى أفكار وهامية أي ذهان.
وأما مسألة التهويل المفرط لأمر النجاسة، والمبني على التهويل المفرط لوقع أو أثر وجود النجاسة على الشخص سواء ارتبط ذلك بحرصه على عباداته أي طهارته التي تعني صلاحيته للعبادة (وكذا طهارة ما حوله من أحياء أو جمادات) وفي هذه الحالة تشيع مشاعر الخوف والذنب، أو على نظافته الشخصية حيث تشيع مشاعر الخوف والتقزز ربما أكثر من الذنب.
علاج مثل هذا التهويل المفرط للنجاسة يحتاج إلى تدخل معرفي (تشرح فيه مفاهيم النجاسة وأحكامها الخاصة بالموسوس، وتشرح الرخص وعللها العلمية الشرعية) وإلى تدخل سلوكي هو التعرض ومنع الاستجابة أي التعرض للنجاسة اختيارا ثم الامتناع عن إزالتها اختيارا حتى أداء فرض أو فرضين مثلا يعني تكون هناك نجاسة على ثوبك، أو بدنك، أو حذائك، أو المكان الذي ستصلي فيه فتتوضأ وتصلي والنجاسة موجودة... وهذه صلاة صحيحة على مذهب الإمام مالك للشخص الصحيح رغم علمه بوجود النجاسة وقدرته على إزالتها.
المشكلة التي نواجهها كمعالجين هي نزوع هذا النوع من المرضى إلى الإفراط في تحاشي النجاسات... وعادة ما يستمر ذلك سنينا قبل الوصول إلى معالج وبالتالي يصبح تغيير السلوك القهري صعبا لأنه تحول لما يشبه رد الفعل التلقائي وسواء كان ذلك الفعل القهري تحاشيا مفرطا أو غسيلا مفرطا للنجاسة فإن التعرض ومنع الاستجابة "ت.م.ا" تفيد الشكلين من أشكال القهور، لكن كيف يمكننا ذلك دون حرج شرعي؟ لنا التيسير المفتوح في المالكية بسنية إزالة النجاسة بالنسبة للموسوس؟ لكن هناك ضوابط شرعية للتعرض للنجاسات أنتظر فيها رأي فقيهتنا د. رفيف الصباغ.
من فضلك يجب عليك التواصل مع طبيب ومعالج نفساني لتحديد التشخيص ووصف العلاج اللازم، ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع >>>>: وسواس النجاسة: الأخذ بالسنية فالوسوسة بالكمية ! م3