هل هذي وسوسة ؟ هل هذا وسواس ؟ و.ذ.ت.ق ! م7
لا أستطيع التوقف عن التساؤل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أفادتني ردودكم علي كثيرا لكن ما ألبث حتى أتساءل مرة أخرى.. أنتم تقولون أن الشعور بالتعمد هو بسبب التفتيش في الدواخل، وأنني لا أجد شعورا بالرفض أو أجد شعور بالسرور فأشعر أني متعمدة.. لكن أنا يأتيني وسواس أنه ربما لاتحدث هذه العملية وأجلس أفكر وأركز وأتذكر كيف يأتيني شعور التعمد وأحاول أن يكون الأمر مشابه لما ذكرتموه حتى أقتنع ولكن لا أقتنع.. وأشعر أن الأمر ليس أنني لا أجد شعور بالرفض، أشعر أنه أشياء أخرى مثلا تعمد حقيقي أو رغبة حقيقية بالاستهزاء أو بالشيء الذي أوسوس فيه مهما كان أو أن التعمد مختلف عن ماذكرتموه وبالتالي أشعر أنه ربما ليس وسواس بل حقيقة، وأقول لنفسي أنه ربما لايهم كيف يوهمني أنني متعمدة ولست ملزمة بالتدقيق في هذا الأمر وعلي أن أتجاهل مهما شعرت بالتعمد وبأي شكل كان ولكن لا أستطيع أن أعرف إن كان هذا التصرف الصحيح أم لا لذلك قررت سؤالكم.
أحيانا أشعر أني أستهزء أوتوماتيكيًا فهل هذه إشارات كهربائية خاطئة؟ وأحيانا أشعر بالتعمد قبل حدوث الاستهزاء أو الفكرة ولا أمنع ذلك فهل هذا أيضا يعتبر بدون إرادة مني؟ وأحيانا يكون شعور مع حافز للاستهزاء فهل يعتبر هذا قهريا؟ وهل كل فكرة سيئة تأتيني هي من الوسواس؟ لأن الأفكار كثيرة فهل أعتبرها كلها كذلك حتى لو كانت في مواضيع مختلفة؟ وأحيانا عندما مثلا أقول (المهم أني أحب ربي) فجأة أشعر بشعور وكأنه اعتراض أو عكس ماقلته ويضايقني هذا الأمر ويحدث دون تفتيش للدواخل يعني يأتي بسرعة فهل هي مجرد إشارة كهربائية خاطئة كما يفسره بعض المعالجين؟ وأشعر دائما أن علي أن أتأكد من كل شيء في ذاكرتي وأجلس أتذكر بعمق وتركيز هل حصل الشيء الفلاني أم لا... مثلا هل انتقض وضوئي أم لا؟ هل أنا قلت تلك الكلمة عن قصد أم لا؟ ..إلخ. وهذا الأمر مرهق ويأخذ مني وقتا طويلا.. مع الأسف أنا لا أعرف كيف أتذكر وأنتهي من عملية التذكر... أم هذا هو الشعور باللا اكتمال الاقتناع بنتيجة التذكر؟ وماذا أفعل يعني هل أتذكر مرة واحدة أم لا أتذكر الشيء أم ماذا أفعل؟؟ وأحيانا حتى لو تذكرت أشعر أنني لم أتذكر أي فجأة أشعر بالنسيان وكأن الأمر انمسح من ذاكرتي وبعد ذلك أشعر أن علي أن أعيد التذكر مرة أخرى
وعندما لا أفعل أي شيء حيال الفكرة وأدعها كأنها عائمة يأتيني شعور أني تعمدت عدم التجاهل أو تعمدتها أو مثل ذلك، فهل هذا أيضا وسواس؟ لا أدري لماذا أفعل ذلك وكأنني أتامل الفكرة أو أقوم بتأجيل التجاهل وبالتالي أشعر بالتعمد، يعني أشعر أن علي رفضها والمشكلة عندما أرفضها يأتيني شعور بأني لست رافضة لها فعلا .. أصبح يأتيني وسواس أن التفتيش في الدواخل الممنوع هو ماكان في موضوع الوسواس وليس في كل شيء، يعني عندما أمتنع عن تذكر شيء معين يأتيني شعور أن الشيء مختلف عن موضوع الوسواس وبالتالي أشعر أن علي التذكر أو التحقق وما شابه... فهل التفتيش يكون ممنوع بشكل عام؟ أو أنني موسوسة في كل شيء يخص الدواخل أم ماذا؟ وإذا تذكرت وشعرت أني استهزأت مرة أخرى بسبب التذكر أشعر أنه ليس وسواس لأني تذكرت متعمدة مع علمي أنه من المفترض ألا أتذكر.. فهل هذا وسواس أيضا؟ وأحيانا أشعر أنه ربما لم أتعمد الاستهزاء ولكن بالخطأ وبالتالي هو أمر مختلف عن الذي أوسوس فيه حيث أني أوسوس بالتعمد، فهل هذا وسواس وهو في النهاية نفس الموضوع أصلا؟ كذلك عندما أتذكر وأتحقق وأنتهي يأتيني شعور أن هناك شيء ناقص لم أفكر فيه أو عدم اطمئنان بنتيجة التفكير فهل هذا يندرج تحت "إدراكات ليس صحيحا تماما وشعور أن هناك شيء خطأ"؟ أو هو عدم اكتمال اقتناع؟ أشعر بإلحاح قوي على التذكر والفهم فيما يخص الموضوع الذي أوسوس فيه ماذا أفعل؟
هل يجب على الشخص أن يكون دائما متأكد مما يفعل؟ كيف أستطيع تجاهل التذكر؟ أشعر أن علي التذكر حتى أعرف إن كنت أخطأت أم لا
أنا أنطق الشهادة لأني أشعر أني وقعت في الكفر ولكن عند نطقي لها إذا لم أنطق المخارج بشكل صحيح فهل يؤثر؟ مثلا إذا همزة قطع نطقتها كأنها وصل ولم أعد النطق هل يعني أني أخطأت وهل يجب أن أعيد؟ وكذلك عند بدئي بالنطق أشعر أن علي أن أنطق بسرعة عند استحضاري للمعنى وأحيانا أشعر أني لست مستعدة ولكن أنطقها، فيأتيني شعور أني نطقتها رغما عني قبل استعدادي الكامل وبالتالي كأني لم أنوِ أو ماشابه فهل فيها إعادة أم أنها وسوسة؟ وبالنسبة لوساوس الصلاة الذي أعرفه أن علي أن أترك الشك ولا أسجد للسهو.. لكن مثلا أحيانا أشك هل صليت اثنتين أم ثلاثه فهل أبني على ظني؟ وإذا لم أظن شيء، فهل أبني على الأقل؟ وإذا كان هذا يحدث دائما فكيف يكون التجاهل؟ يعني إذا دائما أشك في عدد الركعات ماذا أفعل؟ وأحيانا أشك أني نقصت وأحيانا أني زدت... ومثلا لو عملت عمل تأتيني وسوسة خلاله بعدم صحته وإذا أكملته لا أستطيع الاقتناع أن الأفكار وسوسة أشعر أن علي الرجوع إلى النقطة التي شعرت فيها بعدم الصحة والتفكير فيها وإقناع نفسي، وإذا لم أقتنع أشعر أن علي التذكر مجددا... وهل ممكن أن يأتي الوسواس بهذا الشكل: مثلا عند النوم يأتيني شيء يقول لي صلي الوتر، وأنا مثلا أريد النوم، ثم يأتيني شعور أني متكاسلة عن الصلاة ، هل يمكن أن يكون من يقول لي صلي وسواس لأنني أريد النوم وأشعر بتثاقل؟
عندما لا أعطي أي رد فعل للوسواس أشعر أني أتعمده لأني لم أرفضه فهل هذا وسواس؟ وعندما أحاول التأكد من أنه وسواس أشعر أني أستجلبه وبالتالي أشعر بأني أتعمد وأضحك مرة أخرى ... لما أتجاهل وأقول وسواس ويأتيني شعور أن علي التذكر هل هذا وسواس؟ أحيانا أشعر أني أفكر بشيء ثم أنساه وأشعر أن علي التذكر.. عندما أفعل شيء غلط لشخص أمام الناس، وبعدها أعتذر له لوحده، يجيني إحساس أنه لازم أعتذر له أمام الناس نفسهم، فهل يعتبر وسواس أيضا؟ أحيانا عندما تسيطر علي الوساوس ويأتيني وسواس آخر وأقول هو وسواس حتى لو شعرت بالتعمد، يأتيني شعور أنه ليس وسواس لأني لم أكن مسيطرة على الوساوس، لكن الوسواس وسواس مهما كان الوضع أليس كذلك؟ لا دخل بشعوري أو بسيطرتي ومقاومتي بالحقيقة أليس كذلك؟ عندما تأتيني فكرة وأذكر في نفسي الحديث: ((إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به نفسها ما لم تعمل أو تتكلم)) أجلس أتذكر هل عملت أو قلت ولا أستطيع الجزم بذلك وأعتقد أني عملت عملا عند حدوث الفكرة ولكن لا أتذكره أو أجلس أتذكر كل حركة وكل تعبير قمت به في ذلك الوقت فهل هذه خدعة وسواسية؟ وماذا أفعل حينها؟ ما المقصود بالعمل والقول في الحديث؟ بحثت كثيرا لكني مترددة في فهم المعنى!!! عندما أضحك على شيء فيه استهزاء رغما عني، أشعر وكأنني راضية أو أنه فعلا مضحك أو أنني سيئة، هل يدخل في الوسواس؟ وأحيانا أقول هو وسواس ولكن قوة داخلية تمنعني من الاقتناع والمضي في التجاهل، شعور وكأني لست مهتمة بالقول أنه وسواس يعني شعور بالرغبة في الاستهزاء فهل يدخل ضمن الوسواس؟
أنا أعلم أن الإسلام هو الحقيقة وأريد أن أظل مسلمة لكن لا أستطيع الشعور بالرغبة أو الإرادة في ذلك!! لا أدري كيف، يعني يأتيني شعور يقول أنه لا فرق عندك بين الإسلام والكفر وكأنني متبلدة لكن لو كان كذلك إذًا لماذا أحرص على الصلاة والوضوء؟ لكن أيضا يأتيني وسواس يقول أنه بسبب الاعتياد لا تتركينهما لكن أشعر أنه غير منطقي هذا السبب ولكن أيضا يوجد شيء يمنعني من أن أصدق أني أريد الإسلام وشيء يقول لي ربما في حقيقتك تريدين الكفر أنا أكتب وأنا حزينة وخائفة لكن لا أدري لا أقتنع بأن خوفي من ترك العبادات يكفي لإثبات رغبتي في هذا الدين الجميل
وبالتالي يقول جربي اكفري أو تخيلي مشاعرك وأنا لا أريد ولكن يأتي يقول ربما تريدين!! وأقول كيف أبدأ بالعلاج وأنا لا أدري ماذا أريد؟! هل ممكن أن يتجاهل الشخص هذا الشعور ويستمر في الإسلام ويكون في النهاية كافرا؟ أشعر أنها فكرة غير منطقية فالمنافقين يعرفون أنهم منافقون حيث يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام، لكن لا يمكن أن يكون الشخص مسلما ويكون في داخله كافرا وهو لا يدري أو لا يدرك أو ليس متأكدا من نفسه أليس كذلك؟ يعني يا هذا أو ذاك والإنسان يعرف نفسه المفترض.. لكن أنا فقط أشعر أني لا أدري ماذا أريد وليس أني لا أدري فعلا أليس كذلك؟ لكن ماهو الدليل؟ هل إصابتي بالوسواس هي الدليل؟؟
أنا دائما أبحث عن أجوبة كل شيء فهل يجب ذلك؟ يعني حتى في الأمور النفسية وحتى مقالاتكم أقرؤها وأحاول أن أطبقها على وساوسي بالتفصيل وبالتدقيق وأحيانا لا أقتنع أن ماتقصدونه هو نفسه الذي يأتيني، أقول ربما تقصدون شيئًا آخر وأنا فهمته هكذا.. هل الضحكة أو تعابير الوجه أو الإيماءات التي تخرج رغما عن الشخص تعني أن ما بداخله سيء؟ مثلا لو سمعت شيء فيه إساءه للدين أو أنا استجلبت وساوس في هذا الأمر وحدثت الضحكة أو التعابير هل يعني ذلك أني في داخلي فعلا هذا رأيي؟؟ وهل لو كان الأمر كذلك فهو ليس مهمًا مادمت أحاول أن أرضي ربي وأحاول أن أحسن من نفسي (قد أفلح من زكاها) هذه الآية تريحني لكن أقول ربما المقصود فيها شيء مختلف أم هذا أيضا يعتبر لا اكتمال اقتناع أو إدراك مشوه؟ أنا تعبت من محاولة مطابقة ما يحدث معي مع كلام الأطباء عن ماهية الوساوس فهل يجب علي أصلا ذلك أم يكفي الفهم العام؟ كنت سابقا ذكية وأفهمها وهي طايرة لكن الآن أشعر أن علي التركيز أكثر فيما يحدث سواء في الحياة أو الوساوس وأركز حتى أصل إلى الراحة أن ما يحدث يعني كذا وكذا أو أن الوسواس هو فعلا وسواس ويطابق تعريف الوسواس!
المشكلة أن هذا التركيز الزائد يسبب الصداع والتشتت وفقدان التركيز! بحيث أضطر إلى إعادة التفكير مرة أخرى، وأحيانا أشعر أني نسيت ماحدث أو ربما نسيت تفصيلة وعلي محاولة التفكير مرة أخرى للتأكد.. قرأت عندكم أن هذا الأمر هو فقدان الثقة في الذاكرة.. لكن أنا أشعر أنه ليس كذلك ، أشعر أنه تقصير مني في محاولة التذكر وبالتالي أشعر أن علي التذكر للتأكد وإبراء الذمة .. وحتى لو كثرت محاولات التذكر إذا شعرت بأني تعبت وسأتوقف أو شعرت بأني أتذكر بسرعة حتى أنتهي يأتيني شعور التقصير مرة أخرى ولا أستطيع التوقف إلا بعد أن أتعب فعلا من التذكر أو إذا وصلت إلى شعور يرضيني أو الحقيقة التي أنتظر الوصول إليها.. هل عندما تأتيني هذه الوساوس أقول طيب وأكمل حياتي في إرضاء ربي وفقط؟ مهما شعرت بالتردد أو بالرغبة بسماع الصوت الذي يشعرني بعدم الراحة وأن علي التفكير هل أنا فعلا أرغب في إرضاء ربي وما شابه؟ وهل أقوم فقط بالأمور كما يجب دون الالتفات لاحتمالية الخطأ حتى لو كانت أمور جديدة؟ مثلا أتوضأ وشعرت بوجود خطأ أو نسيان عضو أكمل وفقط حتى لو لم أكن أوسوس في الوضوء من قبل أليس كذلك؟
هل الفطرة والتلقائية يعني أن يفكر الشخص فقط قليلا ويعمل بدون الحاجة للتدقيق؟ لأن أنا أشعر وكأن علي أن أشعر بالمشاعر بوضوح تام لا أدري ما الذي أريد الوصول إليه من التعمق في استبطان دواخلي لا أدري هل كل الناس يشعرون هكذا أو أنا فقط لأني مريضة؟ يعني أنا عندما أدقق كثيرا أشعر بشعور معاكس أو شعور يمنعني من الشعور بالإيمان أو التذكر بشكل صحيح أو الإخلاص وما شابه ذلك... فهل عندما أفعل الشيء خلاص أقول أنا مؤمنة وكفى أنا ندمانة واستغفرت وهذا يكفي ولا يجب الشعور بالإخلاص في الندم أو الدعاء أليس كذلك؟ لا أدري لماذا أدقق وهل الصحيح هو فقط أخذ الأمور بشكل سطحي وترك التعمق للأشياء التي تحتاج تعمق مثلا دراسة وما شابه؟ وأحيانا لا أدري هل أنا صواب أم خطأ، يعني أخاف أن أكون فهمت ديني بشكل خاطيء، فهل المهم هو النية والاجتهاد؟
عندما مثلا أعرف حكم معين في حق الموسوس وأقول سأفعل وفقا لذلك، هل الأفكار التي تأتي وتقول "لكن ربما في حالتك يكون مختلف لأنك علمت كذا وكذا" تعتبر وسواس؟ مثلا علمت أن الإفرازات لا يجب أن أفتش عنها وعندما أراها أفترض أنها نزلت للتو وليس أثناء الصلاة.. أقول سأفعل هكذا لكن يأتيني شعور يقول لكن أنت شعرتي فعلا بخروجها وكانت أكثر من المعتاد بسبب قرب موعد الدورة فلذلك هذا الحكم ليس لك وكان عليك التنظيف والوضوء من جديد للصلاة فهل أي فكرة كهذه تعتبر وسوسة وعلي ألا ألتفت لذلك؟ مع العلم أنها صفراء.. وإذا كان علي إعادة الصلاة، فكيف أعيدها؟ هي صلاة العصر فهل أصليها مع العصر في هذا اليوم؟ مع العلم أنه مر الآن تقريبا أسبوع على هذا الأمر.. وأيضًا، عندما أتحدث مع أحد بأي وسيلة سواء مباشرة أو عن طريق الواتساب...إلخ، عندما يقول أو يكتب شيء يكون فيه استهزاء بالدين -بنظري على الأقل- أجلس أفكر قبل أن أرد عليه هل هو يستهزء؟ هل لا يقصد؟ هل أرد عليه أم أكون مستهزئة؟ وعندما أريد الرد أشعر أن الرد يكون على الاستهزاء وأتعب كثيرا بعدها بالمسح وإعادة الإرسال أو بالاستمرار في الكتابة ثم التحقق من نيتي والتفكير في نية الشخص المقابل ومن هذا القبيل... فما العمل؟
وهناك شيء آخر، عندما أستغفر أشعر أنه لابد أن أستشعر أني نادمة على ذنوبي وأتخيل ذنب معين وأشعر أن علي أن أشعر بالندم عليه فعلا وأني لا أريده، وأحيانا لا أستطيع الشعور بذلك وعندما أستطيع الشعور يأتيني إحساس داخلي بالراحة أو الاقتناع وكأن موضوع الاستغفار أُغلق أو تم على الوجه الصحيح فهل هذا التخيل يعد وسواس؟ لأني اكتشفت مؤخرًا أن هذا يحدث معي في أغلب الأمور أعني أظن أنه نظام حياتي لمدة طويلة وكأنه شيء عادي في الطبيعة البشرية وليس مرض - أقصد الشعور بالراحة وانتهاء الموضوع أو اكتماله- فهل هذا هو اللا اكتمال؟ ولماذا عندما أقول سأتجاهل أشعر بحاجز ما.. شيء مثل إني منخفضة المعنويات ولا أستطيع تحفيز نفسي أو لنقل عندما أحفز نفسي أشعر بشعور يقول لا يمكنك ذلك.. هل يعني هذا أن ليس لي إرادة؟ أو أن نفسي ضعيفة فأصدق كل فكرة وكل شعور وبالتالي يأتي التردد والحواجز؟ يعني أشعر أني أستطيع التجاهل لو أنني لا أركز على مشاعري، فهل هذا مايجب فعله؟ أنا مشكلتي أني كأني سلمت نفسي للأفكار والمشاعر لا إدري ما الذي انتظره أن يحدث وكأن ليس لي الخيار للمضي قدما حتى أشعر بأحاسيس معينة! أو أن هذا يحدث بسبب الطفولة؟ حيث اعتدت أن تختار لي أمي وتقرر عني أغلب الأشياء، فهل له علاقة؟ أشعر كأن علي انتظار شعور ما حتى اختار أو أقرر!!
هل الشخص الطبيعي عندما يحاول الشعور بالإيمان يشعر مثلي بعدم اكتمال شعور التيقن من إيمانه ولكنه يتجاهله؟ أم أنني أنا فقط أشعر بهذا لأني مريضة؟؟ عندما أتجاهل يقول لي أنني أتخيل أو أمثل الإيمان! هل محاولة فعل الخير المصحوبة بمشاعر جميلة مثل الشعور بالمبادرة لفعل الخير والسعاده بذلك والرغبة فيه هو شعور حقيقي وليس تمثيل أو خيال؟ حتى لو كنت أحاول التطبع بهذه المشاعر ولم أعتد عليها مثلا؟ هل هذا التدقيق في محاولة الشعور مذموم ويجب أن يكون الشخص تلقائيا وعلى سجيته مهما أحس بعدم التأكد من إيمانه؟ فلو مثلا كان يسمع محاضرة أو خطبة وفيها جمل من قبيل (أيها المسلمون- اسأل الله أن يتقبل منا..إلخ) هل مثلا يقول آمين ويعتبر نفسه مسلما ويمضي في يومه بدون أن يهتم للصوت الذي يشعره بالشك أنه من المسلمين أو بالصوت الذي يشعره أنه منافق؟ أنا أشعر أن علي البحث في هذا الأمر أشعر أنه تقصير مني لو لم أفعل لكن أمضيت سنوات بالتفكير لم أجد ما يريحني، استمعت لفيديو للشيخ ابن عثيمين عنوانه كيف أعرف أني مؤمن وارتحت قليلا لكن مازال هناك شيء.. استمعت لباحث ممتاز في علم النفس وفي الوساوس في اليوتيوب اسمه هاني عرفة وارتحت قليلا لأنه يذكر أمور أفكر فيها (مثلا يقول ليس الإحساس بالإيمان هو الاعتقاد) وأنا كنت دائما أظن أنه هو.. لكن مازال أيضا في قلبي شيء أريد الراحة فهل هذا الشيء هو الوسواس وعلي التوقف والذي فهمته وتعلمته يكفي؟ كيف أعرف الاعتقاد بالضبط أم أنني فقط لا أستطيع المعرفة بسبب مرضي؟ والإنسان الطبيعي يعرف؟؟
لأنني عندما أتذكر فأنا في السابق كنت أعرف وأشعر بالإيمان دون تشكك فأظن الإنسان الطبيعي يعرف نفسه... أحيانا أقول عن الشيء أنه وسواس بدون أن أفكر وأتأكد لكن يأتيني شيء يقول ما هو الدليل يعني فكري بالأمر أولا وانظري هل يوافق تعريف الوسواس أم لا، ماذا أفعل حينها؟ وهناك أشياء في داخلي أفعلها يصعب شرحها، يعني هي مشاعر داخليه ولكن تأخذ منزلة الفعل، مثلا عندما أقرر شيء ما لابد أن أشعر في داخلي بشعور القرار وهو كأني أضغط زرا معينا في قلبي أو في داخلي، هل يعتبر هذا طقسًا؟ وإذا حدث هذا الشعور (الضغط على الزر) متزامنًا مع فكرة كفرية أشعر كأني تعمدتها أو أردتها.. وهو شعور مقارب لشعور السيطرة فعندما تأتي فكرة (عدم التيقن أثناء الدعاء) أشعر بشعور المقاومة وأقول في نفسي بلى أنا متيقنة فهذ هذا طقس ومحاولة شعور السيطرة؟ وهل الشعور باللخبطة وعدم مقاومة الفكرة يعني أني أصبحت غير متيقنة؟ -سواء في الدعاء أو أمر آخر- .. أشعر أحيانا أن الأمر راجع إلي دون الحاجة إلى مشاعر معينة، يعني أنا بإرادتي أختار أن أصدق ما أريد وأن علي النظر إلى الوساوس على أنها وساوس وأكذبها، وليس الأمر أن يأتي شعور بالتصديق أو التكذيب من الداخل أليس كذلك؟ هل سؤالي عن "كيف يعلم الشخص أنه يريد شيئًا" يعتبر شكًا في "علم ضروري" أو بديهي؟
ولدي مشكلة في موضوع التطبع، فعندما أقول سأحسن من نيتي ويأتي موقف معين مثلا شخص ضرني، أقول في نفسي أنني سأسامح من أجل الله، يأتيني شعور يقول أن هذا ليس طبعك وأنت تمثلين ولايفيدك محاولة تحسين نيتك، فهل هذا وسواس ومحاولتي التطبع شيء جيد؟ أنا أعلم أنه شيء جيد لكن أريد أن أتأكد.. وأحيانا عندما يحدث موقف مثلا رأيت امرأة على كرسي متحرك، تأتي في بالي أنها خيره لها حيث كل شيء يُفعل لها ثم أشعر كأني أتمنى هذا الشيء لنفسي وعندما أرفضه وأقول الحمد لله يأتيني شعور أني لست رافضة وأن هذا الأمر يعجبني فهل هو نفسه الوسواس؟ وهل يجب علي رفضه أم أتجاهل فقط؟ لماذا أبحث عن سبب لكل شيء؟ وهل يجب ذلك؟ هل يجب الاقتناع بالأمور؟ أحيانا أشعر أن الوسواس يأتي بسرعة وأنساه لذلك أشعر أن علي التذكر لمعرفة ما حدث واتخاذ إجراء بشأنه... مثلا أكون تأكدت أنه وسواس أو على الأقل فهمت ما حدث فما رأيكم؟ وأحيانا أؤجل التفكير في الفكرة ثم بعدها أتذكر أني أجلت شيئًا وأجلس أحاول التذكر وأشعر أن هذا وسواس... هل أستطيع أن أقول سأستخدم العلاج للوصول إلى الله حتى لو كانت نفسي الحقيقية سيئة؟ يعني أنا أشعر أنني بالعلاج سأزيف نفسي الحقيقية السيئة لتصبح طيبة وهي في الحقيقة ليس كذلك.. فهل هذه خدعة وسواسية؟ ومهما حدث فسعيي للوصول هو المهم بغض النظر عن أي فكرة وشعور؟ هل أنا أبالغ في التفكير لذلك تزداد الوساوس؟ أنا أفعل ذلك لأتاكد أنها وساوس وليست حقيقة.
المشكله أني لا أستطيع أن أتوقف عن التساؤل يعني أشعر أن علي ذلك وإلا كنت مقصرة في ديني لذلك أنا أحاول كتابة كل ما يطرأ علي،، فهل يجب ذلك؟ أنا أشعر أن علي التجاهل دون طرح الأسئلة لكن المشكلة أني أشعر أنها مختلفة أو ربما تكون مختلفة لذلك أسأل، آسفة على الإطالة وأسأل الله أن يجزيكم عنا كل خير.
20/8/2022
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "غادة" وأهلًا وسهلًا بك على موقعك مجانين مرة أخرى.
أرسلتِ رسائل مطولة فيها تفاصيل كثيرة قبل هذا، وأجابك د.وائل خير إجابة، وهذه الرسالة، ليس فيها ما يستدعي الزيادة على ما سبق، لكن عسى أن يكون اختلاف الأسلوب بيني وبينه مساعدًا لك على التطبيق.
كل ما تذكرينه داخل في الوسواس، يعني كل أسئلتك التي قلت فيها: (فهل هذا وسواس؟) ضعي أمامها: نعم إنه وسواس. ولو لم يكن ما تذكرينه كله وسواس لما تم تشخيص إصابتك بهذا المرض! فمحاولة التذكر، وعدم الشعور بيقين الإيمان، وعدم التأكد مما تشعرين به، وشكك في الوسواس نفسه هل هو وسواس أم لا؟ ... كل هذا من أوله إلى آخره أعراض الوسواس. وفي هذه الحالة لا داعي للتفتيش في كل فكرة وشعور وحركة... كلها نضعها تحت مظلة واحدة هي (الوسواس)؛ وحينها لا داعي للتفكير في الدقائق، فنحن نعالج (الوسواس) وعلاجه واحد مهما تنوعت الأفكار والحركات والمشاعر الوسواسية، ومهما كثرت...، حتى لو جاءك مليون فكرة وسواسية مختلفة، فالكل له علاج واحد.
هذه التفاصيل التي تذكرينها وتدققين فيها أفادتك في تشخيص أنك موسوسة، وما هو نوع وسواسك تمامًا، فلم تعد مهمة بعد ذلك، لا لنا ولا لك. المهم الآن هو الخطوة الثانية، وهي العلاج.
تكرار سؤالك عن كل شاردة وواردة، مثله كمثل من سمع واعظًا يقول للناس: إن إيذاء الجيران حرام، ولو أنكم سكبتم الماء عليهم فهذا إيذاء محرم. فجاء شخص وقال: أنا سكبت اليوم عصير برتقال فهل هو حرام؟ ثم جاء في الغد وقال: اليوم سكبت عصير دراق فهل هذا حرام؟ وبعد أسبوع جاء فقال للواعظ: اليوم سقط مني كوب شاي أحمر على الجيران، فهل هو حرام؟ وبعده جاء يسأل عن الشاي الأخضر، ثم عن عصير التوت!!! من الواضح أن كل هذه الأسئلة لا داعي لها، ولا تفيد في شيء، والمهم هو أن لا نؤذي الجيران بأي شيء.
العلاج هو التجاهل حتى لو شعرت بالقلق يمزقك...، كلما جاءت فكرة مما سألت عنه تؤرقك وتزعجك، قولي: عرفتك... إنك وسواس. وتجاهليه، ولا تعملي به ولو جزئيًا... انسيه بالمرة.
ليس مطلوبًا منك أن تقرئي أبحاث الطب النفسي، وتحاولي مقارنتها بما تمرين به، لأن الأمر محسوم وأنت موسوسة قحة لا يحتاج تشخيص حالتك إلى كثير بحث. والتدقيق في الأبحاث وتفاصيلها مهمة الأطباء وليس غيرهم من عوام الناس.
وليس مطلوبًا منك أن تبحثي بدقة عن الحكم الشرعي لكل فعل وفكرة وحركة... فلذلك كله حكم واحد: أنها وسواس، والوسواس لا حكم لتفاصيله، إنما حكمه ألا تعملي به. سواء شعرت أنك مسلمة أم لا، وسواء أحسست بصحة صلاتك أم لا؟ لا تهتمي لأي شيء، لأنه ببساطة وسواس، ولو كنت تشعرين لما كنت موسوسة! وأرجو ألا يذهب بك الوسواس لتسألي: وماذا عن غير الصلاة والإيمان؟ وماذا عن الشاي الأحمر؟ وماذا عن الشاي الأخضر؟!!
إن استطعت أن تطبقي هذا لوحدك، فبها ونعمت، وإن بقيت على نفس الحال، من التدقيق والسؤال، والقلق وتشويش البال، وانشغالك بالقيل والقال، فلا مفر من الذهاب إلى الطبيب... الموقع دوره ينتهي هنا، ولا يمكنه بحال من الأحوال تقديم أفضل من هذه المساعدة وهذا الكلام، لا نستطيع أكثر من هذا، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها... وتكرار نفس الأسئلة علينا إضرار بعلاجك لأنه طلب طمأنة لا أكثر، والموقع مهمته إفادتك وليس إلحاق الضرر بك. وانشغالنا بطمأنتك سيكون على حساب أسئلة غيرك، وأنت لا ترضين هذا طبعًا.
اتفقنا إذن أن تتجاهلي كل ما ينضوي تحت مظلة الوسواس، وأنت تبدئي التطبيق، وننتظر منك أسئلة عن نتائج محاولاتك للتطبيق ونسبة نجاحها (لا عن مشاعرك عندما تحاولين التجاهل، فكله وسواس كما قلت لك).
أخيرًا أجيبك عن سؤالين: لا يجب عليك التأكد من كل شيء، ولا السؤال عن كل شيء، ولست مؤاخذة في ترك التدقيق، بل هو واجب عليك.... كذلك سؤالك عن الشهادة، وبغض النظر أنها لا تجب عليك، وما ينبغي أن تفعليها، فإن عدم نطق حروفها بشكل جيد لا يؤثر على صحتها وقبولها.
أعانك الله يا أختي، ووفقك للذهاب إلى الطبيب وإيقاف هذه المروحة الفكرية التي تدور ليل نهار في رأسك.
ويتبع>>>>>: هل هذي وسوسة؟ هل هذا وسواس؟ و.ذ.ت.ق! م9