قضم الأظافر بالأسنان: وسواس؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: لدي تجربة مع ابني بخصوص نفس الموضوع عندما كان عمره سنتين بدأ في قضم أظافره أعتقد بسبب جو التوتر الذي كنا نعيش فيه والمشاكل المتكررة بيني وبين أبيه.
رغم أني حنونة جدا لكني عصبية. ورغم أني متفرغة تماما له و لأخيه إلا أني بالتأكيد أخطأت في تعاملاتي مع أبيهم لم يكن عندي الصبر الكافي أو الإيمان العميق وكانا كفيلين بحلِّ كل مشاكلي في ذلك الوقت
المهم حدث ما حدث وبدأ ابني الصغير في قضم أظافره حاولت بشتى الطرق منعه أولا تكلمت معه واحتضنته وحاولت احتواء الأزمة التي يمر بها وتكلمت معه كثيرا وأني "قد ايه ح ابقي مبسوطة لو بطل العادة دي" دون جدوى لبسته جوانتى كان طبعا يقلعه حطيت شطة على يده كان يمسحها في هدومه وبعدين يحط يده في فمه بعد مدة ذهبت إلى الصيدلية لشراء دواء يوضع على اليد ليعطى طعم مر تأثيره ما بيروحش بسهولة وقالت لي الدكتورة ابقي حطيه و هو مش واخد باله أو وهو نايم علشان ما يتعبكيش بعد كده، وأنت بتكرري وضعه على أظافره لكني قلت له تعالى يا حبيبي أنا ح أحط لك الدوا ده علشان يساعدك ما تحطش إيدك في بقك تاني
النتيجة كانت مفاجأة:
أن ابني الحبيب بعد ما كان يغسل يده كان يجيب الدواء ويحط لنفسه وفعلا قدر يبطل في خلال أسبوع واحد فقط الموضوع ده من 3 سنوات والحمد لله بطل خالص يحط يده في بقه ويقضم أظافره وأنا اقتنعت إن الإنسان جواه رغبة ملحة لكي يكون أفضل بس لما يكون صغير وضعيف زي ابني بيكون مستني مساعدة من إنسان يحبه وفي الحالة دي مش ح يفوت الفرصة
أرجو أن تجربتي تكون مفيدة
وشكرا لكم
18/2/2005
رد المستشار
الأم العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين وأشكرك على مشاركتك الرائعة، أتفق معك تماما في أن لدى الإنسان دائما ما يدفعه ليكونَ أفضل وأفضل، وتجربتك مع ابنك ستكون مفيدة بالتأكيد لأمهات كثيرات، إلا أن من المهم الإشارة هنا إلى أن سلوك قضم الأظافر تعبيرا عن قلق عابر في طفل صغير، يختلف تماما عن قضم الأظافر المزمن كما في حالة صاحب مشكلة قضم الأظافر بالأسنان: وسواس؟؟، فهو شابٌ جاوز العشرين من عمره، وصحيح أن لتوتره أثناء فترات الامتحانات دورا في زيادة معاناته من قرض الأظافر، إلا أن الأمر يختلف كثيرا عن الحالة العابرة التي مر بها ابنك، ولهذا فإننا لا نحسب أمر صاحب المشكلة بسيطا إلى حد أن يصلح معه ما صلح مع ولدك العزيز.
كثيرا ما يمرُّ الأطفال بسلوكيات كمص الأصابع أو قضم الأظافر أو حتى نتف الشعر، وكلها سلوكيات غالبا ما تكونُ عابرةً، وتنتهي بقليل من الاهتمام والرعاية التي تطمئن الطفل -وهذا ما حدث مع ابنك وقد أحسنت التصرف-، إلا أن تلك السلوكيات عندما تعززُ بشكل أو بآخر نتيجة لسوء تصرف الأهل، أو عندما تكونُ تعبيرا عن استعداد بنيوي لأحد اضطرابات طيف الوسواس القهري، فإنها تكونُ مرشحة للاستمرار فترة من الزمن قد تطول وقد تقصر وقد تدوم العمر كله إذا لم تعالج.
إذن فقد يكونُ تحليلك لسبب ما تعرض له الولد صحيحا أي بسبب توتر علاقتك مع والده، ومن الواضح أنك أحسنت التصرف فعلا، مع كل من الولد وأبيه، فأنت تقولين أنك لو تعقلت أيامها، ولو استعنت بدينك وعلاقتك بربك سبحانه لحلت المشكلة، وهذا يعني أنك تتعلمين كثيرا من خبراتك وتستفيدين منها، وها أنت أيضًا تريدين تقديم الإفادة للآخرين من خلال استشارات مجانين,
فأهلا بك وألف شكر على مشاركتك.