المثلية الجنسية (للمرة المليون)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: في البداية لا بد من أن أسجل تقديري لجهودكم، وشكري لكم على ما تقدمونه من نصائح وما تبذلونه من وقت هو ثمين عندكم في سبيل مساعدتنا نحن أصحاب "الآلام" الخبيئة في نفوسنا، وبشكل مجاني لا أراه يعود عليكم بنفع مباشر، إلا ابتغاء الأجر من الله سبحانه وتعالى، الأجر الذي أسأل الله أن يجزله لكم في الدنيا رفعاً في المراتب والدرجات والعلم، وفي الآخرة الجنة إن شاء الله. وبعد... ,
أستميحكم عذراً في طلب الاستشارة من الدكتور وائل أبو هندي، أو الدكتور محمد المهدي، أو الدكتور أحمد عبد الله، مع تقديري لجميع المستشارين الأفاضل في هذا الموقع. سيدي الطبيب: سأقول وبشكل مباشر، مشكلتي هي المثلية الجنسية.
ولكني لست هنا لكي أشرح تفاصيل حالتي وأسأل كيف العلاج، لأنني بعد اطلاعي على معظم الاستشارات المتعلقة بهذا "المرض" في موقعكم الموقر وفي موقع إسلام أون لاين، أيقنت أنه لا بد لي من الذهاب إلى الطبيب النفسي للعلاج.
وبالفعل اتخذت هذا القرار الذي جاء متأخراً أكثر من 12 سنة، وهي المدة منذ أن عرفت أن حالتي اسمها المثلية أو الشذوذ، وأنها من اختصاص الطب النفسي، وكنت حينئذ في آخر أطوار مراهقتي.. المهم أنني اتخذت القرار بمراجعة الطبيب النفسي الآن، والفضل لكم من بعد الله تعالى.
أنا ملتزم دينياً ولله الحمد، في البداية كنت حائراً في اختيار الطبيب، فكنت أتمنى أن يكون متديناً، لأنني لست بحاجة إلى طبيب "فرويدي" يقول لي إن حالتي تنوع طبيعي بين البشر ويجب أن أقبل بها وأتعايش معها. ولكن الذي قطع حبل الحيرة أنني لم أستطع الوصول سوى إلى طبيب نفسي واحد في مدينتي.. اتصلت على عيادته فأجابني الصوت: عيادة الدكتور ***, تفضل قلت: هل حضرتك السكرتير أم الدكتور؟ قال: السكرتير قلت: هل تسمح لي بسؤال؟ قال: تفضل قلت: المعذرة على السؤال، هل الدكتور متدين؟! قال:!! لا أقول لك ذلك، ولكنه كبقية الناس، ويستقبل جميع الحالات من جميع الديانات، هل تريد موعداً؟ (جواب دبلوماسي لم أجد معه إلا الصمت هنيهة) قلت: لا، شكراً. سأتصل فيما بعد. ـ وانتهت المكالمة ـ
ترددت قليلاً، ولكني حدثت نفسي بثلاثة أمور:
الأول: أن الطبيب لن يأكلني! ولن يفضحني بإذن الله.
الثاني: لا بد من فعل شيء.
الثالث: هذا الطبيب هو المتاح حالياً، ولا أريد تأجيل الأمر حتى لا أعود عن قراري. فحزمت أمري واتكلت على الله واتصلت فحجزت موعداً.
أنا أعتذر على هذه الإطالة والتفاصيل التي كان بالإمكان اختصارها، ولكني أحسست أنني بحاجة إلى "الفضفضة" قليلاً..
المهم الآن أنني وصلت مع طبيبي النفسي إلى الجلسة الثالثة (في كل أسبوع جلسة).. النتيجة إلى الآن، أن الطبيب قال لي إن شفاء حالتي ممكن بإذن الله، مع الإصرار والصبر والمتابعة والجهد والمال.. ولا ضير عندي في كل ذلك، فأنا على استعداد لبذل الغالي والنفيس في سبيل الخلاص من مرضي هذا (إذا صحت تسميته مرضاً)، حتى المال الذي لا أملكه بما يكفي للعلاج، ولكني أتدبر أمري من هنا وهناك، وسبحان الله، منذ بدأت العلاج، وأنا أحس أن الله يتغمدني برعايته ويرسل إلي المال من حيث لا أحتسب.. له الفضل والحمد. قال لي طبيبي النفسي إن علاجي سيكون على مسارين: مسار دوائي: فقد وصف لي دواء اسمه (فلونيورين 20 ملج) بمعدل حبة صباحاً، وفي الجلسة الأخيرة زاد لي الجرعة فأصبحت: يوماً حبة صباحاً والتالي حبتين صباحاً وهكذا..
وقال إنه لإزالة الاكتئاب والوساوس والاندفاع عندي، وللتهدئة النفسية بشكل عام.. مسار نفسي: وهو علاج معرفي سلوكي لتغيير مفاهيمي عن الموضوع وتوجيه سلوكي نحو الشكل الطبيعي.
وقال إن الموضوع سيستغرق فترة من 6 أشهر إلى عام حتى يتغير سلوكي 180 درجة.. بعد أن طلب مني عدم التفكير مجدداً بالجنس المثلي، وطرد أي أفكار أو تخيلات عن هذا الأمر، من دون أن أعنف نفسي أو أتوتر أو أقلق.. بل بإيجاد التفسيرات الإيجابية للأمور التي حدثت وتحدث معي، ثم الابتعاد عن الأفكار والتخيلات الشاذة. ولكني وصلت معه الآن إلى نقطة تقلقني، حيث قال لي إنني يجب أن أبدأ بالتعرف إلى النساء، ومصاحبتهن ليبدأ تعرفي إلى مفاتنهن وانجذابي نحوهن.. أنا صرحت لطبيبي منذ البداية بأنني ملتزم دينياً وأنني أرفض ممارسة الزنا، فقال لي إنه لا يطلب مني ممارسة الزنا أبداً.
ولكن ما يطلبه هو فقط دخول هذا الجو والتعرف إليه ليبدأ التوجيه نحو الانجذاب للإناث، وإلا فكيف يجذبني إلى شيء أجهله تقريباً، ألا وهو مفاتن النساء وعواطفهن والحديث معهن.. قال إن هذا الأمر ضروري للعلاج. وهذا ما أحتاج إلى استشارتكم الكريمة فيه.. ما رأيكم بهذا الطلب الأخير الذي طلبه مني طبيبي النفسي، وهو محرم دينياً بلا شك، ولكن هل هو من باب الضرورة التي تبيح لي هذا المحظور؟
أنا أعرف أنكم لستم مفتين، ولكني لا أطلب الفتوى وإنما أطلب الرأي.. ثم إني طوال عمري كنت "فاشلاً" في إقامة العلاقات مع النساء، فكيف أنجح الآن؟ وعندما قلت لطبيبي ذلك، قال: إن هذا الفشل كان بسبب عدم توجهك نحو الأمر في الفترات السابقة، ثم إنه حتى لو أحبطت إحدى المحاولات فستنجح الثانية أو الثالثة.. يعني الأمر ليس بهذه الصعوبة.. ستجد فتاة تصاحبها. فما رأيكم في هذا أيضاً؟
اعذروني سادتي على هذه الإطالة، ولكني بكل صدق محتاج إلى نصيحتكم وتوجيهكم.. أرجو منكم التعليق على ما كتبته بشكل عام فلربما كلمة صادقة منكم تدفعني قدماً وتشد من أزري بإذن الله، وما رأيكم بالدواء الذي وصفه لي؟.. وهل هناك ما يجب علي أن أقوم به ولم يخبرني به الطبيب؟؟ إذا لم يعجبكم ما قاله لي الطبيب، فهل تنصحونني بالبحث عن طبيب آخر؟ وإذا أعجبكم (إلا قليلاً)، فهل من شيء أقوله له، حتى يصبح الأمر أفضل؟ وهل الثقة ضرورية بين الطبيب النفسي والمريض، وخصوصاً في مثل حالتي؟ أعتذر مرة أخيرة وأتمنى عليكم الإجابة قبل موعد الجلسة الرابعة وهو بعد أسبوع من اليوم، وأنا على استعداد لأي معلومات إضافية قد تطلبونها للتعليق على مشكلتي كاملة.
أسأل الله لكم التوفيق في عملكم.. وأرى أننا ـ إن شاء الله ـ على أبواب نهضة إسلامية في الطب النفسي الإسلامي أنتم روادها بإذن الله..
تقابلون الله بها يوم القيامة، وهو لن يضيع عملكم إن شاء سبحانه وتعالى. والسلام ختام.
04/03/2005
رد المستشار
نشكر لك تفهمك لدورنا وأننا لا نقدم فتوى وهذا عين ما سأفعله معك خاصة وأن زملائي الأفاضل قد أحالوا لي رسالتك لعلمهم بتوافر خبرة علاجية من خلال تعاملي مع الحالات المشابهة من خلال مركز الاستشارات....
النقطة التي أثرتها في رسالتك.... كانت من بين أهم نقطات الحوار بيني وبين عملائي خاصة وأن جزء كبير منهم من الذين يرون أنفسهم أنهم ملتزمون دينيا... والحقيقة أنني بالطبع لم أطلب منهم الزنا كوسيلة علاجية أو إقامة علاقات نسائية وذلك لأن الزنا غير كونه حرام ومن الكبائر ولا يصح العلاج به.... فإنه أيضا لا يصلح كعلاج لأن مشكلة المثلي لا تكون في عدم قدرته على إقامة علاقة جنسية مع امرأة ولكن فيما هو أبعد من ذلك بكثير هو أنه لا يتصور أصلا العلاقة مع المرأة....... أو بعبارة أخرى... المرأة غير حاضرة في وعيه كأمر مثير وعلى حد وصف أحدهم فإنني كنت أتعجب لزملائي الذين تحمر وجوههم انفعالا عندما يرون فتاة جميلة وأتعجب لعبارات الغزل وأوهات الإعجاب التي تنبعث منهم وأنا أنظر إليها وأكاد لا أراها فضلا أن أرى فيها شيئا جميلا أو مثيرا "
وبالتالي كان منهجي في العلاج هو أن أحي هذا الإحساس بداخلهم وكما أصف لهم الأمر بأن المشاعر الطبيعية يكاد الشريان المغذي لها أن يكون ضامرا تماما بينما يتضخم الشريان المغذي للميول المثلية... لذا فإن خطوتنا الأولى تكون بضخ الدماء في شريان المشاعر الطبيعية حتى ينفتح ويبدأ في تغذية هذه المشاعر بينما نمنع التغذية عن الشريان الآخر مستهدفين ضموره والقضاء على المشاعر المثلية....
لذا فإنني أطلب إليه أن ينظر إلى الفتيات ويحاول الشعور بهن والبحث عن مواضع الفتنة فيهن سواء كان هذا في عالم الحقيقة أو الصور أو الخيال وهو ما يبدو أنه أبعد من إقامة علاقة مع فتاة ولكن الحقيقة أن الأمر على غير ما يبدو فإننا اليوم حينما نطلب من شاب مثلي أن يقيم علاقة مع فتاة حتى يدخل هذا العالم ويتعرف عليه فإننا نضر بطرف آخر ليس له ذنب وهو هذه الفتاة التي لا تعرف غرض صاحبنا من التعرف عليها وإقامة علاقة معها وبالتالي فلا مانع لديها من أن تعطيه الحب وتتعلق به، والأمر بالنسبة له تجربة قد تنجح أو تفشل!
فبأي حق نهتك عاطفة إنسانة تصدق مشاعر الحب التي يبديها هذا الشاب من أجل علاج نفسه والحق أن المشاعر أيضا لن تحل مشكلة وفي هذه الحالة ومع وجود العلاقة العاطفية فد يجد الشاب نفسه منزلقا إلى تصرفات قد تكون أقل من الزنا ولكنها أيضا محرمة ولكنه حرام لا يخص أيضا هذا الفرد الذي يعالج فقط ولكنه ينسحب إلى هذه الفتاة دون أي وجه للضرورة بالنسبة لها لذا كان الوقوف عند حد النظرة وعدم تجاوزها إلى ما هو أبعد من ذلك هو اختيارنا ......لأن النظرة تخص صاحبها فقط ولا يتعدى ضررها لأحد غيره وكان ردنا على من قال أن النظرة حرام وهذا علاج بحرام........ أن حرمة النظرة إنما جاءت مما تثيره من شهوة في نفس الرجل ولذا كانت النظرة المحرمة هي النظرة بشهوة وهذا الشاب المثلي الذي لا يشعر بالمرأة أساسا ولا يدرك ما معنى اشتهاء امرأة أصلا يكون نظره خاليا من أي شهوة........بل هي علاج له من أجل إيقاظ الشهوة الطبيعية في نفسه ودرء مسار الشهوة الشاذة منها والأمر يتدرج في نفسه ويبدأ في الشعور حتى يصبح إنسانا طبيعيا تثور شهوته بالنظر وعندها نأمره بغض البصر لأن علاجه قد انتهي.
وعلى ذلك تكون الخلاصة في الأمر أن النظر من حق المثلي إلى امرأة هو علاج وليس علاج بحرام لأنه لا يشتهي من ينظر إليها طوال فترة العلاج والأمر يتدرج حتى يصل إلى الحد الطبيعي فيؤمر مثل غيره بغض البصر وهو أمر يخصه ولا يتعدى ضرره إلى غيره بافتراض وجود هذا الضرر مع تقدم مراحل العلاج واعتبار العلاج ضرورة تستدعي استخدام هذه النظرة...
حيث يكون علاج الشذوذ والانحراف الجنسي مقدم على ضرر أقل وهو نظره إلى النساء وبداية إحساسه بهم وشعوره بالشهوة نحوهم لأن هذا هو المراد من العلاج ولا يتم إلا من خلاله....... أما إقامة علاقة مع فتاة فهو ضرر متعدي إلى شخص آخر لا ذنب له في العلاج ولا رخصة له في الوقوع في الحرام حيث أن الحرام في حق الفتاة متحقق لأنها تشعر بالشاب وتشتهيه حتى ولو كان الشاب لا يشعر بها ولا يشتهيها....
ما قلناه هو اجتهادنا الواقعي من خلال ممارستنا العملية نحاول أن نتقي الله عز وجل فيه حسب فهمنا والذي راجعه البعض مع من نثق فيهم من المشايخ فأقروه لتحقق مصلحة المريض فيه
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخ السائل أهلا وسهلا بك على مجانين وألف شكرٍ على ثقتك، أعتذر لك عن تأخرنا عليك، خاصة وانك تعجلتنا أكثر من مرة ولكن ما باليد حيلة، اعذرنا فالضغط علينا شديد، وليس لدي بعدما تفضل به أخي الدكتور عمروأبو خليل غير أن أدعو الله لك بالتوفيق والشفاء، وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بالتطورات الطيبة إن شاء الله
ويتبع>>>>: المثلية الجنسية للمرة المليون م. مستشار