ألا هل من مغيث
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته: في فترة الدراسة في المرحلة الأخير من الدراسة الثانوية أصبت بمرض (فايروس) في المعدة إثر أكلة أكلتها (بيتزا). ومع الضغوط النفسية والعصبية الزائدة التي كانت ترافقني خلال هذه الفترة والتفكير بالنجاح وجوانب الحياة الأخرى فاستمر بي المرض لمدة شهر تقريبا وشفيت منه بعد أخذ الأدوية والأبر اللازمة حسب وصف الطبيب
في السنة الثانية بعد دخولي الجامعة ولم أحصل على القسم الذي كنت أتمناه وأريده وفكرت أكثر من مرة أن أنتقل إلى قسم آخر ولم أفعل وبقيت محبطا لفترة ولم أكن أرغب بالمباشرة في الدراسة في هذا القسم ولكني رضيت بالأمر الواقع وباشرت الدوام بالجامعة
ولكن أثناء الدراسة والاختلاط بالجنس الآخر أعجبت بفتاة وأحببتها لشخصيتها وعفتها ولكن لم يصل حبي لها الى مرحلة العشق حسب ما أعتقد
والآن أصبحت حينما أراها أو أجلس بجنبها بالكافيتريا تضطرب معدتي إلى درجة أريد أن أتقيأ وأكثر من مرة تحدثت معها فأضطر الى قطع حديثي معها مباشرة وأذهب إلى الحمام لأتقيأ فأصبحت عندي مثل الحالة المزمنة وتمادى بي الأمر إلى أن أصبحت بمجرد أن أفكر بها تأتيني هذه الحالة حتى أنه أذا أحد أصدقائي اتصل بي هاتفيا وذكرها أقفل الهاتف وأذهب لأتقيأ بالإضافة إلى أن شهيتي أصبحت قليل فقل وزني كثيرا وحتى لو كنت جائعا لا أستطيع أن آكل أو أشرب العصير
حتى الماء في الجامعة لا أشربه كي لا أتقيأ أمام زملائي وهذه الحالة تلازمني منذ الصباح حين أستيقظ أشعر بصداع واضطراب في المعدة وتعب ونحول والنعاس طوال الوقت والكسل في جميع الاوقات مع أني كنت قبل هذا المرض نشيطا وأمارس التمارين الرياضية السويدية والرياضة حتى أني كنت ملتحقا بنادي لبناء الأجسام وبقيت فيه مدة ثلاثة أشهر، وكنت ألعب تمارين المعدة بكثرة، لا أعرف إن كان هذا الشيء له علاقة بحالتي ؟؟
ذهبت إلى طبيب مشهور هنا لأول مرة ولكنه لم يشخص حالتي وأعطاني أدوية وإبر ولكن حالتي لم تتحسن فبقيت عندي هذه الحالة وذهبت له مرة أخرى فقال لي أنت كثير التفكير وعصبي وحساس ومعدتك حساسة وأعطاني أدوية وإبر وقال لي استمر عليها ولكني لم أتحسن.
وذهبت إليه مرة ثالثة فقال هذه حالة نفسية لأنك كثير التفكير ليس بالحب والعاطفة فقط وإنما في أمور الحياة الأخرى وتعلمون كم الحياة هنا في العراق صعبة.
أنا أعتقد أنها صحيح حالة نفسية وهذا ما دعاني لأن أكتب لكم رعاكم الله، فأنا حين أرى هذه الفتاة تأتيني هذه الحالة وكذلك حينما أغضب ولم تنفعني الأدوية
وأخيرا وبعد التوكل على الله اتجهت اليكم عسى أن ترشدوني للعلاج وكلي ثقة بكم ودمتم سالمين.
4/3/2005
رد المستشار
أهلاً وسهلاً بك وبأهل العراق الشقيق دمتم سالمين جميعاً... واضح من رسالتك أنك شخص يميل إلى القلق والعصبية!! كلنا يمر بضغوط يومية بعضها حاد وبعضها أقل حدة... ولكن الأهم ليس حجم الموقف أو الحدث الضاغط بل كيف نتعامل مع هذه الضغوط ؟ وكيف نستقبلها؟ فكل منا يتكيف ويتعامل مع الضغوط بطريقة مختلفة بعضها ايجابي والآخر سلبي..
.
ويبدو أن بعض سمات الشخصية تجعلنا نتعامل مع تلك الضغوط بشكل غير مناسب مما يزيدها او يزيد من تأثيرها علينا، فطبيبك "غير النفسي" لاحظ عليك أنك".. كثير التفكير وعصبي وحساس...." وأنك منشغل طول الوقت في التفكير " بالحب والعاطفة وأمور الحياة ..."، وأنت تقول في المتن :" مع الضغوط النفسية والعصبية الزائدة التي كانت ترافقني خلال هذه الفترة ....."، وقد يكون هذا إشارة إلى استعدادك للتأثر بالضغوط أو بأحداث الحياة السلبية بشكل عام فأصبحت عصبيا لفترة لا أعرف هل طالت أم قصرت، وهل انتهت أم لا تزال مستمرة!! ولكن يبدو أنها مستمرة لدرجة أن المرض البدني استمر فترة أطول من المتوقع لها!!
وحتى التحديات اليومية التي لا تنتهي باتت أيضاً مرتبطة بالإحساس بالضغط مثل "التفكير بالنجاح وجوانب الحياة الأخرى...." فعن قلق الدراسة اقرأ مشكلة: القلق من الثانوية العامة ومقال الدكتور محمد المهدي: قلق الامتحان. أم بالنسبة للعصبية فاتبع الخطوات المذكورة على الرابط التالي: أنا عصبية. وتذكر الآية الكريمة التي تدعو إلى ذكر الله: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".
التحليل الذي ذكرته لك يرتبط بمشكلتك، فالأعراض (أي الرغبة في التقيؤ) التي تبدو عليك حين تواجه موقفا ضاغط (الحديث مع زميلتك التي تحبها) ما هي إلا جزء من شخصيتك القلقة، وهي أعراض جسدية أسبابها نفسية...
ما أقترحه عليك هو أن تعبر بالكتابة عما يخطر ببالك حين تفكر فيها، اكتب أفكارك وأيضاً مشاعرك وأحاسيسك... على مدى عدة أيام ثم اقرأها في نهاية الأسبوع!! قد تجد بعض المشاعر السلبية كالخوف أو القلق أو الغضب أو....... هذه المشاعر هي ما يجب أن تتعامل معه وتفكر في أسبابه، نعم تعامل مع تلك المشاعر تنتهي مشكلتك!! وعليك أن تتجاهل تماماً عملية التقيؤ ولا تركز عليها.
القيء هو رمز لمشاعر أو أفكار غير مريحة لذا حاول التنفيس عنها بطريق آخر (كالكتابة والتحدث مع صديق أو قريب أو بالرسم ....) . تعبك يجب أن تراه كجزء صغير في سياق عام فإذا ما بدأت في التعامل مع الحياة -بحلوها ومرها- بهدوء داخلي أعلى وببساطة أكبر وبقلق أقل وتمرينات رياضية منتظمة ستتحسن وبالتالي ستتوقف عن القيء...
التمارين الرياضية لها علاقة بحالتك!! ولكني لا أقصد بذلك أنها سببت اضطرابا في المعدة أو شيء من هذا القبيل ولكن الرياضة يا صديقي تحسن من حالتنا النفسية بدرجة كبيرة!! أي أن حالتك الصحية والنفسية كانت أفضل حين كنت تلعب "السويدي" وحين توقفت وبعد أن مرضت وفي ظل ظروف أخرى تأثرت نفسياً.... لذا قد يكون من المفيد جداً بالنسبة لك أن تعود إلى الرياضة مرة أخرى بشرط ألا تأكل قبل التمرينات...
أخيراً وجدتك تقول"أحبها ولم أصل إلى درجة العشق ..." وفي هذا اقرأ الفرق بين الحب والعشق والإعجاب، واقرأ أيضا مشكلات مشابهة:
قولون عصبي أم قيء عصبي؟
أفيدوني عن الرهاب
وأهلا سهلا بك دائما على مجانين وبكل أهلنا في العراق.