رد المستشار
نحن نسعد دائما بالتعقيبات علي حلولنا لأنها تبعث الحيوية والتفاعل الذي يزيد الثراء الذي يستفيد منه القاريء والمتصفح بل وصاحب المشكلة في النهاية، وهذا أمر مبدئي وعام بغض النظر عن مستوى التعقيب لأنه حتى لو خطأ كله فالتصحيح سيعمق المعاني ويوضحها بصورة جلية.
نرحب بك يا أخ "أبو أحمد" معقبا وكنا نود أن نتعرف على اسمك الحقيقي خاصة وأنك لم تبهم اسمك فقط ولكن وظيفتك كانت أكثر إبهاما، فلا ندري ما معني وظيفة مربي وأين تؤدي هذه الوظيفة بالتحديد، فهذا توصيف لم نسمع عنه من قبل حتى في كندا، خاصة وأن ما دعانا للوقوف أمام ماهية وظيفتك هو هذا الأسلوب الذي كتبت به رسالتك فأنت تحدثت عن المنظور الشرعي بلغة الفقيه العالم ثم انتقلت إلى الطب النفسي فذهبت تحلل أسباب المشكلة وتتحدث عن اللاوعي بلغة الخبير في التحليل النفسي، ثم خرجت علينا بنظرية جديدة عن الشذوذ الطارئ والشذوذ المنغرس بلغة العالم الذي من حقه أن يؤلف التقسيمات ويضعها، ثم ذهبت تتكلم عن العلاج بلغة كبير الأطباء النفسيين وصعوبته وسهولته ثم قدمت النصيحة إلى هؤلاء الغلابة الذين يجيبون علي الأسئلة بنتضاب وقسوة ودون دراسة حيث تستفزهم الكلمات وتفقدهم حلمهم ولك حق يا أبا أحمد يا مربي أن تقول وأن تفعل ما تريد فالمربي خبير في كل شيء ويتحدث في أي شيء، هكذا فهمت وظيفة المربي التي لم أسمع عنها من قبل.
والآن أيها المربي تواضع قليلا وأعطي لنفسك الفرصة لأن تفهم شيئا لأن ليس كل من قال اللاوعي أصبح محللا نفسيا وكل من قال من منظور شرعي أصبح عالما، لا ندري من أي مصدر أتيت بهذا التفريق بين الشذوذ الجنسي واللواط؟!! فتقرر بكل ثقة أن صاحب الرسالة يعاني من شذوذ جنسي قد يؤدي به إلي اللواط. إن صاحب الرسالة وهو يبعث برسالته التي قرأناها يفهم أن الشذوذ الجنسي هو اللواط ونحن معه في نفس الفهم لأن لفظ اللواط هو اللفظ العربي الشائع في وصف ما اصطلح علي تسميته بعد ذلك بالشذوذ الجنسي في المراجع العلمية أو الإعلامية منها مترادفا لمعنى واحد واضح في الأذهان لدى العامة والخاصة.
ومن الناحية العلمية تعتبر الخيالات والأفكار سواء كانت وحدها أو عند ممارسة العادة السرية أو الإحساس بالإثارة ناحية الرجال كافية لتشخيص الفرد كشاذ جنسي أو لوطي، ويعتبر عدم الشعور الجنسي نحو الفتيات وعدم وجود خيالات وأفكار جنسية نحوهن مكملا من محكات التشخيص وذلك لأن البعض يكون ثنائي الشعور الجنسي، أي شاذ جنسيا ولكنه لديه الشعور أيضا نحو النساء؛
ووجهة النظر العلمية في ذلك أن الممارسة الجنسية الفعلية ليست شرطا لتشخيص الشذوذ الجنسي لأن الفعل يجعلنا نصفه بأنه شاذ جنسي نشط، وعدم الممارسة لا ينفي عنه ذلك، وبالتالي يصبح صاحب الرسالة شاذ جنسيا أو لوطي خاصة وأنه ذكر في رسالته بعض مقدمات الفعل الجنسي فعلا.
أما الحديث عن تحليل سبب المشكلة فهو لا يقوم على أي أساس علمي وأنه بذلك شاذ طارئ وليس شاذ أصيلا، بدليل أن صاحب الرسالة يقول أنه سيثار عندما تشتهيه أنثي، فأيضا لا ندري من أين أتيت يا أبا أحمد بهذه التقسيمة، فنحن كما أسلفنا بافتراض أن شعوره نحو الإناث حقيقي -ونحن نشك في ذلك لأنه يجعل ذلك مشروطا على اشتهاء الأنثى له- فإن هذا يجعله ثنائي الميول الجنسية وليس أنه طارئ الشذوذ الجنسي.
القصة ليست في أننا لا نقرأ الرسائل باهتمام أو لا نهتم بالتفاصيل فنحن نقرأ الرسالة عدة مرات ونتحاور فيها مع زملائنا المختصين ونصل للنتيجة ونصوغها بالصورة المفيدة علاجيا لصاحب المشكلة -فهذا دورنا- ولكن المشكلة في أن البعض يتصور الطب النفسي وعلم النفس كلا مباحا من حق أي إنسان أن يفتي فيه ويدلي بدلوه طالما أنه يقول لا وعي ويصبح من حقه أن يقول في النهاية أنه يختلف معنا في التشخيص ونحن لا نعرف له هوية أو وظيفة.
التعليق: بداية ردك يا دكتور كانت الترحاب بالأخ أبو أحمد على تعقيبه ولكن مع تدرج السطور بدأ عليك عدم الإعجاب بتفاصيل رده.
فتاره تبدو بأنك تلومه على عدم ذكر اسمه ومهنته بالتفصيل مع أن اسمه واضح "أبو أحمد" ولا يحتاج لتفصيل أوضح سواء كهوية في الحياة العامة وخاصة كهوية على الشبكة.
وتشكيك في أكثر من موضع في ماهية عمله "مربي" والتي "لم نسمع عنه من قبل" فإني أقول أنه بالنسبة لمتحدثي الإنجليزية بكندا وغيرها فإن لفظ "Educator" هو وصف واضح لتصنيف معين من الوظائف وفي النهاية فإن الأخ ليس محاسبا بوضع معلومات إضافية عن نفسه غير الذي يراه مناسبا.
طريقة في نقد تعليقة على الحال مليئة بالسخرية. شخصيا أنا أحب صريح القول ولا أحبذ بتاتا النقد الساخر حتى وإن كان علميا ولكن لك عذرا بما أن الأخ أبو أحمد هو الباديء في النقد على استشارتك الأولى وربما رأيت في تعقيبة ما قد يكون فيه ضرر إذا قرأه صاحب المشكلة أو الذي يمر بحالة مماثلة.
على كل حال, قد تكون أكثر شمولية من الأخ بما يدور بخوالج النفوس ولكن الأخ أسبق من ناحية التجربة كما ذكر هو, فقد يكون قد مر بنفس التجربة أو أعظم فلا تستهن بتجربته ومن سواه.