فتاة حالمة: فضفضة على مجانين متابعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أشكركم جدا جدا جدا على اهتمامكم بمشكلتي..
وأشكر الدكتورة حنان طقش ...لردها علي..مع أن هناك جوانب كثيرة من المشكلة لم يتم تناولها..
ولكن..عندما فتحت صفحة المشاكل..حيث أنني قد بدات أمل الانتظار..وأنظر على العناوين سريعا كل يوم لعلي أجد عنونا أو اسما مشابها لما كتبت لأني كنت قد نسيت ما العنوان والاسم الذين كتبتهما على مشكلتي..
فإذا بي أرى اسم غير غريب على...وضغطت على اسم المشكلة ..ضغطت على المؤشر لينزل الصفحة قليلا..فإذا بعيني تقع على الأسطر التي كتبتها..فشعرت بنبضات قلبي تدق كالطبول..شككت حينها أنه من الممكن أن يكون أبي قد سمعها من الغرفة المجاورة....
انتظرت دقائق حتى تهدأ أعصابي وأستطيع تركيز عيني ومسك الماوس...فقلت ماذا أقرأ أولا؟؟...حل المشكلة؟؟ أم أقرا كل شئ من البداية وكأنها مشكلة لشخص آخر؟؟ فقررت أن أقرأها من أولها...قرأتها...فإذا بي أبكي بكاءا حارا جدا...أكثر من الذي بكيته وأنا أكتب مشكلتي...لا أدري لماذا ولكنني كنت أشعر بألمي في كل حرف مكتوب...وأهبت نفسي كي اقرأ الرد..دعوت كثيرا أن يكون الرد به ما أتمنى...
قرأت ..بكيت أكثر فقد آلمتني كثيرا كلمة (أن الفتاة لا تتزوج أخاها ولا ولدها!!!) نعم أدرك ما قصد تلك الكلمات ولكني شعرت بالألم... أعلم أن السبب وراء ذلك أن كلامي لم يكن واضحا بما يكفي للإفصاح عما أشعر به...بالتأكيد أحبه كرجل أحلم أن أتزوجه ولو ليوم واحد .أحلم بأن أعطيه السعادة التي لطالما حلم بها كل لحظة تمر عليه...تمنيت كثيرا أن يكون هناك من يشعر بعمق جراحي وألمي..أعلم أنكم غير مطالبين بقراءة مابين السطور..ولكنني قلت...كنت أتمنى...
هل أفهم من تحليلك لارتباطي به أنني قد أكون مجنونة الجنون الذي يعرفه موقعكم على أنه شئ يكون غريبا على الناس يكون هو الحقيقة الخالصة..وأنني على حق في موقفي هذا؟؟ أتمنى ذلك كثيرا... لقد اقترحت عليَّ أن أترك الأمر بعض الوقت ...وأن أركز اهتمامي على دراستي وموهبتي...وما أدراك أن هذا ما هداني إليه تفكيري؟؟:)، ولكنني صرت أخشى الانتظار..كلما يأتي يوم يأتي بمشكلة جديدة..سأقص عليكم ما حدث بالترتيب..
بعد أيام قليلة من إرسال مشكلتي...قالي لي فتاي أن أخته ستأتي من البلد التي تقطن بها مع أمها وباقي أفراد أسرتها..ستأتي كي تتم تلك السنة هنا في مصر..وفي أحد الأيام التي تسبق قدومها بيوم أو يومين..كان فتاي يتحدث مع أمه في الهاتف..وكانا يمزحان مع بعضهما..شئ عادي..ولكن فجأة أخذ المزاح منحنى آخر في الكلام..فقد ثارت أمه ..وعنفته ..ثم أصدرت بعض القرارات..أن هاتفه الخاص به سيعطيه لأخته..والخط يبيعه لكي لا تشتري أخته خط أخر ويكون خاص بها..حتى لا يستطيع استعمال الهاتف أبدا...
ستقولون ولم هذا كله؟؟..
.إذن دعوني أشرح لكم بعض الأشياء التي لم يتسنَّ لي ذكرها في رسالتي الأولى....وأنوه عن بعض الأشياء... والدته من النوع الصارم جدا..ولا تقبل بالأخطاء...لا تعترف إلا بالخط المستقيم..فقد ربت أولادها منذ صغرهم بصرامة وان يكونوا دائما في الاتجاه الصحيح ولا يحيدون عنه أبدا ولو بملي واحد...وأن لها مبدأ وهو أن كل شئ يهون في سبيل المستقبل الصحيح.. عندما اختلفت هي ووالده ...لأنه أرادها أن تترك دراستها وقد تبقى لها عام واحد فقط...أصرت على الطلاق..فطلبوا منها التمهل لوجود طفل بأحشائها...لم تكترث بالأمر..وأصرت على موقفها لأن لا شئ يقف في طريق مستقبلها حتى ولو كان مستقبل أسرتها وحياتها...
فقد كانت مقتنعة أنها مازالت صغيرة وتستطيع تعويضه عن أي خسائر من ناحية وجود أب في حياته...وقد كان..
مكثت هي ووليدها عند والدها ووالدتها وتخرجت وتركت ابنها لوالديها وعملت بأقصى ما لديها من قوة...ظلت على هذا الحال لمدة لا تزيد عن 3 أو 4 أعوام...ثم تزوجت وسافرت إلى بلد عربي..حيث فرصة العمل أكبر..وأنجبت كما قلت..ولكن تربيتها لفتاي كانت غير تربيتها لباقي أطفالها حيث أنها لا تريد أن ينظر إليه أحد ويقول انظروا لقد حرمته والدته من العيش في ظل أسرة وتلك هي النتيجة...فصممت أن تجعله أفضل إنسان على الوجود..كانت تضغط عليه في كل شيء....ومع صرامتها أحبها جدا...تمنى أن يعيش معها وأن يظل في حضنها..وتمنى أيضا لو أنها لم تنفصل عن والده مع أنه لا يحب أباه ويقول أن زوج أمه أفضل كثيرا من والده...
منذ صغره وهو ينادي جدته بأمي وجده بأبي...أحبوه أكثر من أولادهم..وهو أحبهم أيضا وبالأخص جده لأنه كان مثال للأب المتفهم..الذي لديه القدرة على الاحتواء..علموه أن يطيع والدته دون تفكير مادام الأمر لا يوجد به ما يغضب الله..لأنه لن تريد له إلا مصلحته.. وفي إحدى أيام بداية الفصل الدراسي للعام التالي بكليته...إذا بجده يسقط مصابا بشلل نصفي نتيجتا لجلطة بالمخ...وحينها انهار فقد كان أباه ومثله الأعلى ..شعر بالضعف..فكان هو من يهتم به ويأخذه إلى الطبيب المعالج ..فأثر تأثيرا كبيرا على دراسته حيث انه ظل على هذا الحال لمدة لا تقل عن شهر...وكليته إذا قصر لمدة أسبوع لن يستطيع تعويضه..
في تلك الفترة تعرف إلى فتاة عن طريق النت..كانت من تلك الفتيات ذوات الطبقة العليا في المجتمع..كانت لها مشاكل كثيرة من نوع أن هناك من أحبها واستغلها عاطفيا وأفهمها أن القبلات وما إلى ذلك بين الأحباء هي الطريقة المثلي للتعبير عن الحب..فاقتنعت وفعلت تلك الأمور وهي مرحبة..ثم اكتشفت دناءته..وفعلت تلك الأشياء مع أناس آخرين....لجأت إليه ليحل لها مشاكلها أو ليقف بجانبها...وأفهمته أنها كانت صغيرة ولم تفهم أن تلك الأشياء عيب أو حرام..وأفهمته أنها تابت وأنها محطمة ثم استطاعت أن تحصل على رقم هاتفه..بحسن نية منه..لأنها كانت تتصل عليه وتبكي..فشعر بمعاناتها فعلا..انبهرت بشخصيته وشكله وكل شيء به..سألته ما إذا كان لديه مانع أن يرتبط بفتاة كانت لديها علاقات غرامية سابقه قال لو أنها تابت توبة نصوح فلا مانع..
فإذا بها تطلب منه أن يرتبط بها وقالت له ما رأيك أن نحب بعضنا البعض؟؟ تعجب منها وقال لها ماذا تقولين؟؟ لم تجب بل غيرت أسلوب معاملتها معه...أصبحت تهتم به بصورة غير عادية..لأنها تعلم أنه بحاجة لمن يكون بجانبه خصوصا في تلك الفترة..استطاعت أن تجعله لا يستطيع الاستغناء عن اهتمامها..فحدثت أمه وقالت لها أمه أنه لا يحبها فأجابت الفتاة أنها ستعلم كيف يحبها..فقد كانت أمه معترضة على ذلك الوضع لأنه خطأ....ومرت الأيام..فإذا بنتيجة الترم الأول ظهرت وهي رسوبه في مادة...علمت أمه بالأمر..لا أعرف كلمة تصف ما فعلته به...وكان ذلك في اتصال جرته أمه على هاتفه حينما كان في لقاء مع تلك الفتاة...وأسمعته أمه ما لذ وطاب من عبارات التهزيق والبهدلة وهو صامت ومتألم لأقصى درجة..أنهى الاتصال فإذا بالفتاة تشده من رقبته وتضمه بين ذراعيها!!
ففوجئ ودفعها وقال لها أجننت؟؟ ماذا فعلت يا حمقاء؟؟ وتركها وعاد إلى بيته حزينا..لأنه علم أنها لم تتوب وأنها مازالت على ما هي عليه.. أغلق على نفسه غرفته وغرق في حزنه..كيف لها أن تستغله؟؟ وأن تضحك عليه؟؟ وتجعله يتعلق بها لاهتمامها وهي لها أغراض أخرى.. حاولت الاتصال به ولكنها لم تفلح..لم تيأس..استطاعت الاتصال به..أخبرته أنه إذا لم يعجبه هذا الأمر فيمكنه الزواج به عرفيا لأنها سألت شيخا..وقال لها أنه حلال...فثار ووبخها...وطلب منها عدم محادثته مرة أخرى..وعاد للانغلاق ولكن بصورة أقوى من السابقة وبدأ الترم الثاني ولكنه لم يذهب للكلية وكره نفسه لأنه تعجب وقال كيف لي أن أدع تلك الشيطانة أن تتلاعب برأسي وأن تقنعني أنها تابت..وكيف صدقتها؟....
وظل أشهر على هذا الحال والفتاة لا تهمد وظنت أن أمه هي السبب في إبعاده عنها..ترسل إليها رسالات نصية وتقول لها أنك لست أما كي تحرميني إياه..منك لله..وعبارات وكلام من هذا القبيل.. وفي هذه الأثناء عرفني بالصدفة..ولم يكن يصدق أن هناك فتاة في الدنيا ليست مثل تلك الفتاة السابقة..وشك في أنني مثلها ولكن الأيام أثبتت العكس...أصبحنا أخوات...كنت أشجعه...ذاكر..ولكي يستطع إنجاد نفسه ولكنه بذل مجهودا كي ينجح في معظم المواد...جاءت النتيجة..طلع بمادتين وواحدة كان قد أجلها...استمريت في تشجيعه ولكن جده تعب أكثر..اهتم فتاي به أكثر..وكان ذلك في فترة الصيف الماضي...نزلت أمه أجازة الصيف...عاملته بقسوة شديدة جدا ..(في فترة الصيف يذهب للمكوث مع أمه في شقتها)..وصلت قسوتها لأن تطرده من بيتها..لأنها عندما توجه إليه كلاما حادا يسكت..ولا يرد عليها فتغضب أكثر ووصفته ببرود الدم...لجأ لأن يرد عليها ولكن ردود اعتذار ووعود بأن يتحسن فكانت تغضب أيضا وتقول له كيف ترد علي أساسا؟؟..فكانت النتيجة كما قلت تركه لبيتها برغبتها...
وأعلمني بالأمر وحدثني بكل ما حصل وقال أنها دعت عليه..حينها حزنت وقلت له كيف توصل الأمور لهذا المنحنى الخطير وقلت له أنك لن تفلح في حياتك أبدا لو ظلت أمك غاضبة عليك..بعثت إليه بإميل معاتبة إياه..وحثثته لأن يقبل يدها ويجعلها ترضى عنه...ولم أنتظر ردا لذلك الإيميل...ولكني فوجئت برد ويقول أنني جعلته يفعل أمورا لم يتخيل في يوم من الأيام أن يفعلها..فعندما ذهبت إليه أمه لتعطيه مصاريف دراسته لعام بأكمله..طلب منها أن ترضى عنه..وأن تتحمله..وأخبرها أنه يحبها كثيرا..
تعجبت جدا لما يفعله أنها أول مرة ..فبكيا الاثنان..وتصالحا على أمل أن يصبح أفضل..ازداد مرض جده..ومحاولات تلك الفتاة السابقة في العودة فكانت تضغط عليه..تهدده بأن تنشر عنه كلاما في كليته...تهدده بأن يقوم والدها ذو النفوذ العليا في البلد..أن يهدد مستقبله المهني...المهم أنه لم يستطع المذاكرة في ملحقه أبدا..وكانت النتيجة..رسوبه في الثلاث مواد...وككل مرة علمت أمه بالأمر... ولكن تلك المرة لم تكن كالسابقة..حيث أنها طلبت منه إعادة الأموال التي قد أعطته إياها وأنها لن تصرف عليه بعد الآن..ثم تحدثت لوالدتها..-جدته التي يعيش معها- وقالت لها أنها لا تريده...لينفعلوا به أي شيء أو ليرموه بالشارع أفضل...فقالت جدته أنها لن تفعل ذلك..وأنه في غنى عن أموالها فسوف تعطيه هي من مالها الخاص... فثارت أمه وقالت لها أنه أن فعلت ذلك فستتبرأ منهم جميعا وأنها إذا ماتت لن تحضر إليهم عزاء ولا أي شئ..فقالت جدته افعلي ما يحلو لك فإن لم يكن ابنك فهو ابني... وبالفعل قدمت إليه جدته مالها وساعدته...وما هي إلا أيام تتصل به أمه وتبكي وتقول له أنها آسفة وأنها تسحب كل الكلام التي قالته...وأنها سترسل له مالا لكي ويقوم بعمرة العشر الأواخر من رمضان..طرنا أنا وهو من الفرحة...حيث كنا قد أحببنا بعضنا..من فترة لا تزيد عن شهرين...ثم علمتُ بأمر مرضه بعد أيام عيد الفطر بيوم أو يومين... والباقي أنتم تعلمونه...
نعود إلى ما كنت أرويه قبل الدخول إلى تلك التفاصيل..عندما حرمته من استعمال هاتفه..فقد كانت تريد منع عنه أي شيء يشتت انتباهه عن مذاكرته وظنت بذلك أنها ستساعده أكثر...المهم أنه شعر بالظلم والحزن.. ولم يستطع فعل شيء أمامها..وقد كنت حينها أبكي كثيرا..لأنني بهذه الطريقة لن أستطيع الوصول إليه مطلقا...ولم يدري ماذا يفعل أمام توسلاتي ...ولمست منه حينها أن أمه لها تأثير شديد عليه وأن أمرها منفذ وغير قابل للنقاش...وعندما كنت أسأله لماذا لا تناقشها يقول لي أن كل ذلك من مالها ومن حقها فعل ما تشاء وليس لي الحق أن أنطق بحرف... وفي ذلك الوقت كنت أتحمل أشياء شديدة جدا من أختي وأمي .وكنت أدافع عنه..حتى أنني تعرضت للضرب ومع ذلك لم أشأ أن أقول له لأنه لو علم الأمر لكانت مشكلة وسأكون أنا الخاسرة لأنه سيقرر أن يبعد عني... فتحملت لأجله وصمدت وتظاهرت بأنه لا يوجد شيء.. فخفت حينها في نفسي وقلت أنه لا يستطيع مقاومتها أبدا..وأنا أستطيع مقاومة أي شيء وأن قذفوا بي إلى الشارع..
ولكن أخته لم تشأ أن تحزنه وأبقت على خطه وسمحت له باستخدام الهاتف..وعندما جاءت علمت بأمري ..ولم ترضى بذلك الوضع وفي حينها أصبح مضغوطا بطريقه شديدة..فنظرات أخته له تحمل الكثير من عبارات التأنيب..وأنه كيف يرضى لي بوضع كهذا وهو لا يرضاه لها؟؟ فشعر أن دوره كأخ كبير وقدوة لجميع من هم أصغر منه انهارت أمامها..فمرت تلك الأيام وهو لا يستطيع استذكار دروسه...وذهب البريق والحماس من حياته وأصبح عصبيا جدا..كل ذلك في أسبوعين...وكل محاولاتي بالتخفيف عنه باءت بالفشل...يقول لي أن قيمتي أمام أختي انهارت تماما من كل الجوانب أنا بالنسبة إليها حياتي تعتبر فاسدة..إنها لا تخرج من البيت وأنا أخرج مع أصدقائي..ملتزمة في دراستها وأنا أعيد سنة..هي لا تزور صديقاتها لأنهم لديهم أخوة صبيان في المنزل...وأنا أحب فتاة أخرج معها..أعلم أن الأخطاء فيما نفعل ولكن الفعل في حد ذاته خطاء... هل تقولين لي كيف أقول لها ذاكري ولا تهملي دروسك؟؟ نعم أستطيع ولكنها ستكون من باب النصيحة ليس إلا...ولن أستطيع الضغط عليها مطلقا... وإذا أتى يوم وعلمت أنها تحدث شابا..ماذا سيكون موقفي...؟؟لن يتوقف الأمر أنني لن أستطيع أن أقول لها لا تفعلي...ولكن سأشعر أنني السبب..
لم أستطع الرد عليه طبعا فيما قاله لي...وأحسست بالعجز أنني السبب.. وفي ذات اليوم ..ذهب لكي يقترض من أخته بعض الأموال ليشتري شيئا معين...فرفضت وتناقشا بحدة..ثم حدث ما توقعه..وجد أخته تحضر إليه الهاتف وتقول له أن أمنا تريد محادثتك وما أن أجابها وجدها تصرخ فيه وتقول له أنه لن يلمس هاتفه مرة أخرى .أبدا...وأن جميع الأموال التي لديه يعطيها لأخته وعندما يذهب إلى كليته ستعطيك ثمن مواصلاتك ولا مليم أكثر.. ولم يستطع أن يقاوم..وأعطى كل ما يملك من مال لأخته...
وحدثني وقال لي ما حدث ..ثم قال أن مابيننا (مالوش لازمة) لأنني الآن لا أملك ما أستطيع أن أحدثك به..ولن أستطيع لن أراك لأن ما سيكون معي لمواصلاتي من البيت للكلية ومن الكلية للبيت... لم أصدق وانفجرت فيه وقلت له كيف تفعل بي ذلك؟؟ كيف تستسلم بكل هذه السهولة؟؟ بهذه البساطة تستغني عني..وترمي بحبك لي وحبي لك في التراب؟؟؟ قال لي ماذا بيدي أن أفعل؟؟ لو كان الآمر بيدي..ولو لم أكن قد أصبت بذلك الآمر وزواجنا ممكن...لقاومت بأقصى ما أملك من قوة..ولكن لا يوجد شئ بيدي أستطيع أن أضمن به أن نكون سويا....بعد المقاومة... ثم أن موقفنا هذا خاطئ لك...ماذا ستفعلين لو ظللنا على تلك الحال أعواما ثم فشلت محاولات الأطباء في علاجي؟؟ ماذا ستقولين لأهلك؟؟ أقسم أنني أحبك وسأظل أحبك..ولكنني لا أضمن أي شيء..
انهرت لم أدري ماذا أفعل وكان هذا يوم الثلاثاء بتاريخ 8 من الشهر الحالي... وأصررت على أن أراه يوم الجمعة أي يوم 11 من نفس الشهر.. وفي تلك الأيام...حدثتني فتاة تدرس معه في نفس الكلية...كنت أعلم أنها تحبه..وفعلت المستحيل لكي تتقرب منه وهو لا يحدث آي فتاة في كليته...وهي على أتم استعداد أن تضحي بأي شئ للحصول عليه حتى لو كانت سمعتها فقد نشرت في الكلية كلاما عليه وعليها وأنها تحبه وهو يحبها وأشياء من هذا القبيل وتؤلف أشياء لتقنع نفسها والجميع أنه يحبها...ولم تفلح مواجهاته لها أمام جميع زملائها بإرجاعها عما تفعل...واعترفت أن كل ما حدث كان فبركة منها..ولكنها لا تيأس وعندها ثقة كبيرة في نفسها وأنه سيراها الحل الأفضل وسيذهب إليها مهما طال الزمن....حدثتني وأسمعتني كلاما ..لم أكن أتوقع في حياتي أن أسمعه أو أن أوضع في مثل هذا الموقف..
أريدكم أن تحذفوا مابين الأقواس [ ]
قالت لي أنها أفضل مني لأنها تدرس في كلية[......] وان والدها صاحب [.........] وحتما سيأخذهما ليعملا مع بعضهما البعض..وسيعلم آجلا أم عاجلا أنها الحل الأفضل.... وسيتركني وحينها سأعلم أنها كانت على حق...فقلت لها ليه هو ما فيش بنات غيرك في الدنيا؟؟ قالت ولو هو في بنات تانية يحبك أنت ليه؟؟..وأنها ستستطيع أن تجعله يكرهني.....وأنني لا شئ وهي كل شيء..أنها أكثر إنسانة في الدنيا تفهمه...وأشياء من هذا القبيل...فأدخلت الشكوك في قلبي..ولم أدر ما أفعل مع أنني على يقين أنه يكرهها وهذا الشئ أنا متأكدة منه تماما مثل تأكدي بوجودي على قيد الحياة حتى تلك اللحظة....
وأخبرته بما حدث فضحك كثيرا وقال ..ما بالها لا تيأس أبدا..لو انتهت البنات من الدنيا كلها وظلت هي...سأفضل أن أموت عن أن تكون لي زوجة أو حتى صديقة مثلها... وحان موعد لقائي به يوم الجمعة..ودعوت الله كثيرا أنه لو كان لي فيه خيرا أن يأتي وأن يكون ذلك اليوم من أسعد أيام حياتي...مع أنني لم أذق الطعام حين علمي بالأحداث الأخيرة...وأنني ظللت مضغوطة جدا وانحبست دموعي ولم أستطع البكاء..وفي الموعد وجدته أتى قبلي مع أنه يتأخر كل مرة وأنا من آتي قبله...ودافعت عن حبي له بكل ما أوتيت من قو وأصريت على موقفي وقلت له أنني سأظل أقاوم حتى آخر نفس لي في هذه الدنيا...وإن كنت لا تريد مقاومتي تلك ..أقذف بي تحت أي سيارة من تلك السيارات لتنتهي حياتي وترتاح...فغضب من كلامي وكيف لي أن أتفوه بمثل ذلك الكلام....لأنني لم أقتنع أبدا لماذا لا يستطيع أن يقاوم...فيجيبني ويقول أقاوم على شيء خطأ ؟؟ أقاوم على أن أظلم أحدا..؟؟ ثم أنني أسمع كلاما منهم يضايقني كثيرا وأنا لا أريد منهم أن يظلوا يضايقونني هكذا وخصوصا أنك تذكرين في هذا الكلام..
ثم قال الحل الوحيد أن نكون ماشيين صح...وهو بأن لا نرى بعضنا بعضا مرة أخرى..ولو كان قد قدر له الله أن يشفى فسيراني مرة أخرى ونتزوج..وإن لم يحدث سيكون الأمر هينا حينها.....لم أقتنع قلت ليه أنك أمي وأبي وأختي وأخي وصديقتي وكل شئ لي في هذه الدنيا كيف لي أن أفقد كل ذلك بسهولة؟؟ إنني أعيش بك ولك...كيف لك أن تسحب كل شئ مرة واحدة من تحت قدمي؟؟بالطبع سأسقط ولن أفيق مرة أخرى... ففكر وقال أن أمه ترضى بأن يكون لي زميلة أو صديقة...ولا ترضى بأي نوع من أي علاقة أخرى... فلنكن أصدقاء...وقبل أن توافقي تذكري أنك لن تستطيعي أن تقولي لي أحبك أو أي شيئا من هذا القبيل...ولن نرى بعضنا البعض مرة أخرى...فقط سنكلم بعض ..وإن احتجتني في أي وقت أنا موجود...ستستطيعين بالطبع أن تتحدثي على هاتفي (سابقا) وسترد عليك أختي..عادي..لأنك الآن مجرد صديقة وليس أي شيء آخر...
وافقت على الحل..على مضض طبعا وقلت له أحبك وسأظل أحبك مادمت حية...ومادام قلبي ينبض سأظل أحبك وستظل ولدي..مهما فعلت... قال وأنك ستظلين أول وآخر من أحببت بتلك الدنيا وستظلين أجمل أم صغيره لي... قال لي أنه قد أحضر بعضا من المال كان قد ادخره ونسي أمره وأننا سنجلس ونأكل سويا وستكون هذه آخر مرة.....وعجبا..كان ذلك يوما من أفضل أيام حياتي...وأعطيته بعضا من رسوماتي كنت قد رسمتها لأعطيها له فسعد بها كثيرا
ولكنني كنت قد أحضرت له هدية بسيطة ليتذكرني بها...وعندما شئت أن أعطيها له..رفض...فإذا بي أنفجر باكية..لم أستطع أن أتحمل أكثر.. وما إن حدث ذلك فزع..وقال سأتقبلها ولكن كفى لا أريد أن أرى دموعك في آخر مرة نرى فيها بعضنا.. وتوسل إلي وقلت له بعد صعوبة أنني ظللت لأيام كثيرة مضغوطة جدا...ولم أبك خلالها دمعة واحدة ولم أستطع التحمل فلتتركني أخرج ما بي...توسل لي أكثر..وقال لي أنه لن يحتمل عدم رؤيتي وإلا سيُجن وأنها سيقوم برؤيتي ولكن بعد فتره كبيرة...دقائق وهدأت...سألته إذا كان سيذاكر أم لا قال بالطبع لقد استراح ضميري الآن وسأذاكر وسأبذل ما بوسعي...ارتحت حينها...وافترقنا وأنا أشعر بهدوء غريب وأننا سنرى بعضنا مرة أخرى...وأنني سعيدة جدا...لا أدري لماذا ولكني كنت فعلا سعيدة...وتذكرت دعائي حينما دعوت الله أنه إذا كان خيرا لي وسنكون لبعض..أن يكون هذا يوما سعيدا...
وكان كل ذلك من أسبوع...وبعدها بيوم أو يومين...وأنا أحدثه شعرت بضيق في صوته..ومن عادته أنه لا يخبرني ما به في حينها ولكنه ينتظر يوما أو يومين ويقول لي...ولكن كان من الواضح جدا أن هناك شيئا سيئا...طلبت منه إعلامي فأنكر وجود شيء..حاولت..غضب أكثر وقال لا تضغطي علي..لو أن هناك شيء أستطيع إعلامك إياه لفعلت...سألته إذا كان يذاكر أم لا ..قال نعم..قلت أصادق أنت...لم يجب..فهو لا يستطيع أن يكذب علي...يمكن له أن يخبئ شيئا ولكن لا يكذب... وبعدها بيوم ...أخبرني بالخبر العظيم...
بدأ كلامه بأن قال أن الدنيا صغيرة جدا...حيث أنه اكتشف أن والد الفتاة -التي تحبه وتدرس معه في الكلية-يعيش بالفيلا التي بجانب والدته [بال......]وأن أمها ووالدته صاروا أصدقاء...ويال سوء حظه..إن الفتاة كانت تخبر والدتها بكل شئ عنه وتزيد كلاما من عندها..فعلمت أمه أن ابنة جارتها في نفس كلية ابنها..فتحدثا فعلمت بكل شيء....وهذا هو سبب انقلاب أمه عليه..إذ أنها سمعت أشياء غريبة عن ولدها...من ناس غرباء...ولم يخبرها هو بأمر تلك الفتاة المجنونة....وأخبرني أن تعجبه من أن الفتاة قد هدأت الآن قليلا..وعلم أنها وجدت طريقا آخر إليه وأسرع مفعولا...
ومن حينها وأنا أشعر بالقلق والخوف الشديدين....إذ أنها من الممكن أن تقنع والدته أن يتزوجها لأنها ستأمن له مستقبلا زاهرا..وعملا مرموقا...عند والدها...وحتما ستتدخل والدتها ووالدها بالأمر...حدثت فتاي بمخاوفي...قال لي مش لما أبقى أعرف أتجوز الأول تبقي تخافي...!! قلت له على اعتبار ما سيكون أو إذا اقترضنا جدلا..ألم تخبرني قبل ذلك أنك لن تستطيع إغضاب والدتك منك ولن تستطيع خسارتها إذا لم توافق على زواجنا؟.. إذن كيف ستقاومها ولن تقبل بالزواج من تلك الفتاة إذا اقتنعت أمك بالأمر خصوصا وأنها يهمها المستقبل الدراسي والمهني قبل أي شئ وقد فضلت دراستها على مستقبلك الأسري وأنت في أحشائها من قبل؟؟؟ قال لي أنها لن تفعل شئ كهذا ولن تغصبني على الزواج من أحد...قلت له إذن كيف أن تغصبك بعدم الزواج من أحد؟؟ قال أن هذا شئ وذاك شئ آخر...ولكنني لست مقتنعة.........صار لي أسبوع .أذهب إلى المسجد وأتضرع لله كثيرا...أن لا يفرق بيننا أبدا..وأن يجمع بيننا في حلاله وبالخير بإذن الله... وألح في الدعاء وأنا إلى الآن لم يصبني اليأس من رحمة الله...بل واثقة ومتفائلة جدا...لكن الخوف يعتري قلبي وأشعر أن الأحداث لن تنتهي وستظل أعصابي مشدودة هكذا دون حل...
مممممم....أطلت عليكم؟؟؟ نعم...أجيبوني على مهلكم....مع أنني أعلم أن هناك ماسيسوء كلما مر الوقت...ولكن لن يمنع هذا قضاء الله...إنه نافذ... أشكركم كثيرا باهتمامكم برسالتي السابقة وأتمنى أن تكونوا قد فهمتوني..وعندما تجيبونني لا تهملوا أي جانب...لقد قمت بالشرح بالتفصيل..لتفهموا الوضع بالضبط..
أشعر أنني بحاجه للذهاب إلى طبيب نفسي..لأستطيع أن أخرج ما بصدري أكثر...وأن يكون هناك نقاش ما بيني وبين أحد...ملحوظة أمي كانت على علم بكل ما يجري لحظة بلحظة وهي إلى الآن لم تستوعب الأمر..لأنني بالطبع أخفيت عنها جزء مرضه...وكل ما تقوله لي..اتركيه كي يستذكر دروسه ولتناقشوا أموركم بالصيف..لم تستوعب أننا لن نرى بعضنا البعض مرة أخرى...وعندما أخبرتها بذلك...دمعت عيناها..لأنها شعرت بألمي وهي أكثر الناس عرفت مقدار حبي له...لأنه قد رأت مقاومتي لها حين كانت تجبرني أن لا أراه وأن أنساه ولا أنتظره..ويوجد من هو خير منه وجاهز ويستطيع أن يتقدم لي الآن...وأنني مازلت صغيرة والدنيا لن تتوقف عند واحد...وأنه من الخطأ أن أفكر بأحد الآن... رأت مقدار حبي حينما قاومت وأنا أتعرض للضرب... ولكنني أريد أن أستطيع أن أخبر أحدا بالأمر كله..ويناقشني في مشكلتي جزء جزء..
هل تعلمون شيئا؟؟ أن كل هذا أعطاني قوة لم تكن عندي من قبل...أستطيع مواجهة أي شيء...ولكن أخاف من الأحداث المتتالية...أخاف من رفض أمه لي...إنها ترفضني لأنها تقول لو كنت أنا إنسانة كويسة لماذا أحببته لماذا أوافق أن أراه..وهو بهذا الوضع؟؟ إنها على حق ولكنني لست إنسانه سيئة... ساعدوني...وقولوا لي هل بيدي شيء أفعله؟؟ هل أستطيع حثه على المقاومة؟؟؟ لن أتركه أبدا مهما حدث...فقط قولوا لي كيف أواجه تلك الأمور...كيف أجعله أقوى ويقنع أمه بي فيما بعد؟؟... أكره استسلامه لأمه....يعتبره طاعة لها ...... أطلت كثير...آسفة....
تقبلوا اعتذاري أرجوكم...والسلام عليكم ورحمة الله..
لا أدري ما أفعل...الصداع لا يفارقني...وخوفي رغم قوتي وصمودي..
19//2/2005
وبتاريخ 23/2/2004 أرسلت أيضًا:
فتاة حالمة: فضفضة على مجانين متابعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
لقد قمت بإرسال تفاصيل أكثر دقة عن مشكلتي أو عما يحدث لي..منذ عدة أيام.. وقد قلت أن تردوا على رسالتي في أي وقت أنني لست متعجلة بالنسبة أنني في حاجه لمن يفهم ما يحدث ويرد على ردا دقيقا...قلت بالرغم أنني أعلم أن هناك ما سيسوء وقد حدث.. لا أتذكر إذا قلت لكم في رسالتي السابقة..أن علاقتنا انقلبت بصداقه أو بمعنى أصح استمرار علاقتنا دون أن يكون هناك رابط بيننا أو كأننا لم نحب بعضنا يوما...وذلك حتى تهدأ والدته...وقال لي أنهم يرفضونني كفتاة يمكنه الزواج منها فيما بعد لأنني لست أهلا للثقة..لأنني وبكل بساطة رضيت على نفسي أن أتكلم وأحب وأذهب مع فتى لا يوجد بينه وبيني أي صلة.. وقال لي أن ما يفعله-بأن يجعل علاقتنا في نظرهم وفي نظرنا مؤقتا- يجعلهم يهدؤن قليلا وربما يرضون بي فيما بعد...
عندما سمعت ذلك الكلام لم أدر ماذا أفعل؟؟؟ قلت له لا تستطيع المقاومة وأخبارهم أنك تحبني؟؟ ولن تستطيع الزواج بغيري؟؟ وقلت له أنني على أتم الاستعداد أن أحرم من أهلي في سبيل الزواج منك...قال لي ما هذا الكلام؟؟ من لا يوجد له خير في أهله لا يوجد له خير في أحد..قال أنه لا يستطيع تحت أي ظرف من الظروف أن يخسر والدته...قال لي أن ذلك صعب عليه كثيرا... هل هو محق فيما يقول؟؟؟؟؟؟ هل يحق له أن يتنازل عني بكل تلك السهولة؟؟؟؟ قال لي أنه يحبني كثيرا...وأنه عندما يستطيع الزواج ستكون أنا من يبحث عني أولا...
طلبت منه حينها أن يعدني أن يظل يحبني..ففعل..طلبت منه أن يعدني أن يستمر معي..قال لا..قلت لم؟؟ قال لا أضمن ماذا سيفعلون بي؟؟؟ جن جنوني قلت ما بك ضعيف هكذا؟؟؟ لماذا لا تجرؤ أن تدافع عن حبك لي؟؟؟....قال لأنه خطأ...لم أستطع الرد بل انهرت باكية...وطلبت منه أن يفعل قدر المستطاع.. وقال لي أنه سيتحدث إلي كلما استطاع...وكلما أتته الفرصة. كان هذا الكلام منذ أسبوع تقريبا....شعرت حينها أنني محطمة كليا..ولا يوجد بي أي قوة لأتحرك...اتجهت لله أكثر فاستطعت أن أقف مرة أخرى وصار عندي أمل كبير..جدا...لا أدري لماذا ولكن صار بداخلي أمل لو وزع على جميع اليائسين حول العالم لغمرهم..لأنني واثقة في الله..واثقة أن الله لن يخذلني ولن يرد يديَّ صفرا...
وأمس..فتحت بريدي الالكتروني..وجدت رسالة منه...وجدته يقول لي أنه يريد أن يحل نفسه ويحلني من أي ارتباط بيننا ...وقال إنني سأتساءل ما الجديد...فقال الجديد أنه يحل نفسه من أية وعود قد قطعها على نفسه .. ووجدته يقول لي أنه ربما قد تسرع حينما قال لي أنه يحبني أول مرة...فاستدرك قائلا..أن صحيح أن أول مرة قلتها لك لم تكن كآخر مرة...وقال كلاما لا أتذكره ولكنه قال لي قولي علي ندل أو كلب..لن تحدث فارقا كبيرا..و.... ولم أستطع إكمال الباقي..ذهبت لأمي ..وبكيت..بكيت كثيرا..لم أدرِ ماذا أفعل....ووجدت نفسي أمسك بالهاتف وأتحدث إليه...وقلت له..ما الذي قلته لي فيما أرسلته؟؟
قال لن أعيد ما قلت....قلت له لا أعده....قال لا يوجد ما أقوله أكثر ولا مرة أخرى..قلت له بهذه البساطة؟؟ قال أنها لمصلحتك وإن لم تكن كذلك لما فعلت...قلت له أنني أحبه كثيرا..ولا أستطيع العيش بدونه..قال إنني لا أستحقك...قلت له ولماذا تقول ذلك؟؟ قال لأنني إنسان سيء.... لقد كان يقول ذلك عندما كان على علاقة بالفتاة الأولى التي أرادت أن تتزوجه عرفيا ... كان يقول ذلك لأنه احتقر نفسه ورأى أنه سيء لأنه استمر مع فتاة مثلها فقلت له ما الشيء السيئ الذي يجعلك تقول ذلك؟؟؟ لم يستطع الرد وقال كلاما غير مفهوم.. واستشعرت في نبرة صوته الحيرة..لأنني أعرفه تماما عندما يريد أن يكذب..فقال أنني صرت فتى غير مهذب..قلت كيف؟؟ قال وهو أكثر توترا...وهو يحاول جاهدا أن يكون ثابتا: لقد أقمت علاقات مع فتيات في الفترة السابقة....!!!... قلت له لا لم تفعل...نعم لم تفعل ذلك، وأعلم تمام المعرفة أنك تحبني مثلما أحبك وأنك لم تفعل شيئا...قال بل فعلت ..إنني إنسان سيء وأنت لا تستحقين مثلي...قلت له لا...أستحقك..مهما فعلت..أحبك...
وأصبت بحالة انهيار شديدة...وبكيت بصوت عالي...وأصبحت أردد كلمات بسرعة ودون وعي..كانت مثل..لا..لا..و....أنك تحبني...وأنك لم تكذب علي مطلقا... رددتهم كثيرا..وهو ذهل من حالتي...قال لي إن ما أفعله لمصلحتك...وهذا الكلام سيحميك من أن يتحدث عنك أحد بسوء....قلت له من؟؟ من الذي سيتحدث عني بسوء؟؟... قال بيأس ..من يكون؟؟ جدتي وأمي.... انهرت ثانية...أردت أن أصرخ في وجهه وأقول كفاك ضعفا.....!! فكرر علي أنه أسوأ إنسان على الكرة الأرضية وأنا أستحق من هو خير منه.. قلت له إذن قص علي ماذا فعلت...قال لا إنها أشياء لا يجب أن يعلمها أحد....قلت آه قص علي..قال لقد أصبحت فاسدا...قلت له مع من؟؟ وما كان آخرك؟؟ ارتبك..لم يجد كلمات يستطيع أن يقولها...ثم قال إنك لا تعرفينهم..ثم تردد..وقال..لن أستطيع أن أقول ماذا كان آخري معهم... قلت لأنك كاذب......إن كنت غير ذلك...احلف بالذي خلقك...و...قال أقسم بالله العظيم صرخت وقلت أنك كاذب..نعم كاذب....هل هذه أول مرة أتحدث إليك؟؟ هل أنا بلهاء؟؟ فإذا به يستدرك كلامه..ويقول..يلا حلفان بحلفان(وهذه معناه أنه كان يكذب) أقسم بالله العظيم أنني كنت إنسان سيء...
بكيت بحرقة..وألم..لم أبك في حياتي أمام مخلوق بهذه الصورة من قبل...صرخت....تحطمت..حاول أن يخرج الكلام لتهدئتي ولكن الكلمات لم تسعفه...فصرخت وقلت..أريد أن أموت...لا أريد أن أعيش لحظة بعد الآن...قال لا..ستعيشين..قولي كلب وراح..وستكونين سعيدة...فصرخت أكثر يا رب يا رب خذني...أريد أن أموت ..لا حياة لي بعد اليوم.. قال لي لا....ستصدقينني فيما بعد عندما تمر عليك السنين وتتزوجين وستكونين سعيدة ...ستتذكرين أنني قلت لك ذلك... قلت له لا أريد سماع كلمة أكثر.... هل ستتحدث إلي مرة أخرى؟؟؟... قال ربما...سأتحدث إليك في الضرورة...
قلت له إن لم أتحدث إليك خلال يومين..اعلم أنني قد انتهيت.. لم يجب....ثم انتظرت أن ينهي المكالمة ككل مرة بأن يقول(لا له إلا الله...وأرد عليه محمد رسول الله) ولكنه لم يقول ذلك قلت له..أرجوك قلها قال لا..ليس لها معنى...لن أقولها مرة أخرى...ألححت وذللت نفسي وترجيته ولكنه أصر...فانفجرت باكية مرة أخرى وقلت ليكن..وأنهيت المكالمة... فصرخت أنادي على أمي أن تنجدني حيث شعرت أنني سأتقيأ...ووجدتني أسقط على الأرض على وجهي وأبكي بصوت علي جدا...هلعت جدتي وأبي ومن بالبيت..وتساءلوا ماذا يحدث.؟؟ قالت أمي لا شئ إنها لديها ألم ببطنها وتريد أن تتقيأ...فذهبوا ليناموا..
وأنا أبكي وأبكي..وأمي تدعو عليه وتقول أنه يستحق أن تتركيه إنه لا يستحق ما تفعلين الآن..و...حينها صرخت فيها وقلت لا تكملي..إنه لا يستحق ما تقولينه عليه..لأنها طبعا لا تعلم حقيقة مرضه ولمَ يفعل كل ذلك.. قصصت عليها كل شيء.. منذ البداية...وأنا شبه فاقدة الوعي...أحكي بكلمات غير مفهومة..وقالت لي أمي إنني فجأة أصمت وفمي مفتوح وكذلك عيناي..وجفناي لا يتحركان...ويكون تنفسي بطيئا ولا أعود إلى حالتي الطبيعية إلا إذا هزتني بعنف...فأعود وأتحدث...
حكيت لها كل شيء....دمعت عيناها ولم تستطع أن تقول لي شيئا سوى أن تلك حكمة الله وعلي تقبل الأمر كما هو...وأنا أقول لها كلا سأقاوم....نعم لن أنهزم... ولكنني أتألم.. أتألم مما قال لي..من كذبه علي..نعم يكذب علي... وأصبت بحالة الهذيان مرة أخرى...وأصبحت أهذي بكلمات ليس لها معنى...وأنا مستمرة في البكاء تارة والصراخ تارة أخرى....وأمي لم تتحمل منظري..أحضرت غطاء ونامت بجواري على الأرض وهي تحاول تهدئتي..وأعطتني قرص مهدئ لأستطيع النوم...ولكنني لم أنم في الحال..فكنت أشعر أنني ..أطير..أو أن الأرض تعوم بي...أو أنني نائمة على شيء لين..
وظللت هكذا نحو ساعتين أو 3 ساعات...ونمت حتى استيقظت على صوت هاتفي رددت وجدته هو...تحدث معي وسألني على حالي..وقال لي أنه يتحدث من إحدى الكبائن وأن المال الذي في البطاقة قد انتهى...فأنهى المكالمة سريعا...وكان هذا أكبر دليل على أن ما كان يقوله أمس كان كذبا..وأنه فعل ذلك ليظهر أمامي مظهر النذل ..لأنه يشعر بالذنب..أنا متيقنة من هذا ..وأكثر شئ متيقنة منه ..أنهم ضغطوا عليه ضغطا كبيرا..وبالأخص أخته...لأنها لم تكن راضية من ذلك الوضع...وكانت تريده أن يحل نفسه من أي ارتباط أو وعود قد قطعها لي منذ البداية...
وبعد محادثته عدت إلى النوم ولكنني نمت بعمق..لأنني تأكدت من أن حبه مازال في قلبه...وتأكدت من كذبه بشأن تلك العلاقات التي تحدث عنها...ثم عندما استيقظت...اقترحت على أمي أن تتحدث إليه...لأنها كانت تتمنى ذلك ومنذ زمن طويل جدا...وكانت تتمنى رؤيته أيضا...فتحدثت إليه وقالت أنه مثل ابنها..وطمأنته عليَّ...وقالت أن الحديث في الهاتف المحمول غير مجدي...فاتفقنا أن نتحدث على الهاتف العادي فيما بعد...وعندما أغلقت معه..تحدثت إليه....وقلت له إنني أتأسف أن كان قد فوجئ فقال لي لا أبدا...ثم قال أنه على أتم استعداد إذا أرادت أمي مقابلته لتتحدث معه بحريه أكبر وإذا أرادت أن تستفهم على أي شئ منه...إنه مستعد تماما في أي وقت...
إنني الآن متألمة ومجروحة جرحا عميقا....هل تعلمون شيئا؟؟؟ إنني أعتبر هذا كله اختبار من الله...لا أدري لماذا...من الممكن لأنني عندما أقع في مشكله أيأس ويقل إيماني بالله...ولكن هذه المرة لا...كل ما حدث لي من تلك المشاكل لم تؤثر علي تأثيرا سلبيا مطلقا...بل إنني في كل مرة أزداد إيمانا بالله...وقدره على التحكم...والصبر... ولكنني مجروحة...أشعر بكره أهله...أشعر بضعفه الشديد....لا أريد أن أرى أحدا...صرت أخاف النوم بمفردي...أريد أمي...فهي الآن تفهم كل شيء....لا أريد أن آكل الطعام صرت أشعر أن طعمه مر ويؤلم معدتي....
فكرت كثيرا بأن آتي لزيارتك يا دكتور وائل إذا كانت لديك عيادة...لا أدري لماذا أنت بالذات رغم أنني بالقاهرة وأنت بمحافظة أخرى ...إلا أنني أشعر أنني أثق بك كثيرا...أريد أن يطمئنني أحد... أجلس بالمسجد كثيرا..أدعو الله أن يستجيب دعواتي....وإنني أثق أنه لن يخذلني أبدا...ولكن ليرحمني قليلا...فإنني أعلم أن الدنيا دار اختبار وابتلاء...فهل يرحمني ويزيد قلبي إيمانا وصبرا...ويهديه هو وأهله... ساعدوني لا يوجد من يعلم معاناتي مثلكم وأمي لا يوجد لديها الكلمات لتخفف عني..ولا يوجد من أتحدث معه غيركم من البشر....
أعلم أنني أثقلكم بمشكلتي التافهة تلك..ولا أفعل شيئا سوى زيادة الكم الهائل من الرسائل التي ترد إليكم كل يوم... لا سبيل لي لأحد إلا أنتم...فلا تخيبوا أملي...
السلام عليكم ورحمة الله
23/2/2005
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :
لم تثقلي علينا لطول رسالتك أبدا ولكنك أثقلت علينا بحجم معاناتك، ولا تصفي معاناتك أبدا بالتافهة فمهما كان الأمر بسيطا وأنت ترينه مؤلما فهو كذلك بالنسبة لنا، قد يفيدك يا بنيتي بالفعل الذهاب إلى مختص كي يساعدك في تجاوز الأزمة ولم شتات نفسك فضعيه من بين خياراتك.
أشعر بما تعانين ولكن لابد من قول كلمة الحق والعلم في الموضوع ولن أناقش كل التفاصيل ولا يعني هذا أني أغفلها أو أني أغفلتها في رسالتك الأولى فهذه التفاصيل هي ما ينتج الصورة النهائية وهي الأكثر أهمية فالكل أكثر من مجرد مجموع التفاصيل، وهو ما أنصحك بمحاولة فعله أيضا، وأرجو أن تكوني أكثر استقرارا كي تستوعبي ما سيقال.
تقولين أنك مللت من طول انتظار الإجابة عليك فهل فكرت في ظروف من يجيبك أو يتولى أمر الموقع؟؟ لست في وارد الشكوى ولكنه مثال كي ألفت انتباهك إلى مدخل مشكلتك الأساسي أنت شديدة التركيز على ذاتك مع ميل لإغفال الآخرين بغض النظر عن هويتهم، وهذا هو أساس معاناتك ولن أذهب معك في هذه الاستشارة إلى تحليل الأسباب ولكني أكتفي بالإشارة إلى النتيجة وهي طريقة في الحياة ستعود عليك بالمعاناة ما لم تتخلي عنها.
أنت تحملت ضرب أهلك لك وتجاهلت رأي أختك وأمك من بداية العلاقة بحجة أنهم لا يشعرون ولا يعلمون وغيرها من الأسباب ولكن الواقع يشير إلى أنهم كانوا أكثر حكمة منك، لا يعني تخليك عن فتاك القبول بأول خاطب جاهز فهذا ليس توجيهي في الحياة ولكني لا أحب أن أرى أحدا يتجاهل العقل ويهمشه فهو جدير بالاحترام أكثر من ذلك، نعم قد لا يعجبنا ما يقوله عقلنا ويخالف هوى النفس ولكن من اعتصم بحصن العقل لم يمسه إلا الرذاذ من مشكلات الحياة العادية ولن يجد نفسه مكانك.
بنيتي ارجعي إذا كنت ما زلت قادرة على اتخاذ القرارات. تنهاك أمك وأختك وكل من حولك عن العلاقة فتصرين عليها، يحاول فتاك التهرب والتملص بحجج مختلفة( وتأكدي أن بعضها صادق) فتصرين على التمسك به، فهل هذا يعكس حبا أم تملكا وإصرارا على تنفيذ ما ترين أنت فقط أنك تريدين فعله؟؟؟؟
قسوت وسأكمل وإن كنت لا تستطيعين التحمل توقفي عن القراءة فالحديث ليس لك وحدك بل هو لكل أولادنا الذين قد يجدون أنفسهم في موقف مشابه لما تمرين به، وإن كنت لا أتمنى لأحد أن يضع نفسه مكانك فما اخترته لنفسك هو مكان شديد الضيق إلى حد باعث على الألم.
أنا أرى أنك إنسانة مثالية نوعا ما ولكن هذا لا ينفي أن لديك عيوبك التي ينبغي عليك أن تعملي على إصلاحها في نفسك بدل التركيز على فتاك وظلم الناس الشديد له بداية من أمه مرورا بظروفه وانتهاء بزميلاته وصديقاته اللواتي يسعين لاستغلاله، ولم كل هذا هل كان هو الواد الحيلة؟؟ أم أنه فعلا فتى عابث وأحرجه صدقك وبراءتك فقرر الانسحاب بمختلف الطرق؟؟
من قال أنه ضحية للمجتمع بأكلمه، لا تتشكل لدي هذه الصورة أبدا مهما حاولت أن أعيد ترتيب أجزائها!! فأنا أراه في صورة مختلفة تماما.
بنيتي أنت تدركين مشكلتك ولكنك تختارين تجاهلها فأنت تقولين أنك تعيشين لأجله أي أنك جعلت من إصلاحه ومساندته هدفا لك وهذا ليس حبا، وهو يرى هذه الصورة عندما يقول لك أنك أجمل أم صغيرة له، ما تمرين به في علاقتك مع هذا الفتى محاولة لإثبات ذاتك وإظهار فاعليتك التي هزها في داخلك إحساسك أنك لست متوفقة كباقي أخوتك، ثم يا أختي أين نجاح وتفوق هذا الفتى الذي ذكرته في رسالتك السابقة، أم أنه أمر آخر كان قد لفقه؟؟
أنت تنظرين له كعمل لا بد لك من إتمامه وهذا ليس حبا أبدا، أنت تحبين دورك معه كمعلم ومرشد إن شئت ففي واقع العلاقة أنت الجانب الراشد الذي يوجهه كيف يصالح والدته ويذكره بالاهتمام بدروسه وهو وافقك فزاد من إحساسك بالنجاح في تحقيق تميز.
لن أفسر أو أحلل سلوك الفتى ومحاولاته فهو لا يعنيني بل أنت من أركز عليها وسأقول فقط أنت لا تعرفين بالتأكيد مدى صدق الصورة التي ينقلها لك سواء عن أمه أو باقي تفاصيل حياته فأنت غيبت عقلك في نقد ما ينقله إليك ووثقت به أكثر مما ينبغي الموقف.
يعجبني تعلقك بالله وأدامه الله عليك، ولكنك يا بنيتي نسيت شيئا مهما وهو ما ذكر في القرءان بأن الإنسان يدعو بالشر دعاءه بالخير، وأن الإنسان جهول وظلوم وعجول!!! أنت تدعين الله والله سبحانه يجيبك بأفضل مما دعوت به فهو ينير لك دربك ويبعد عنك السوء وإن كنت لا ترينه وانظري إلى مجرى الأحداث العام على أنه إشارات من الله وليس مجرد حضوره في موعده (فأنا قد أفسر هذا السلوك بطريقة أخرى).
ويعجبني فيك مثابرتك ولكن أتمنى أن أراها في وجهة تستحقها، تنفعك أولا وتنفع بك ثانيا من هم بحاجة حقيقة للاهتمام والحب وهم فئات عديدة في المجتمع أكثر أهمية من مجرد فرد.
أود أن أوجه شكري الشديد لوالدتك بارك الله لك فيها وهداك لبرها فهي أم مثالية في طريقة تعاملها معك ومحاولة احتواء الموقف، ويا ليت باقي أمهاتنا لديهن هذا الوعي. أنت طلبت أن يناقشك أحد في مشكلتك وها أنا فعلت إلى حد ما، وأرجو منك الرجوع إلى ما كتب على موقع مجانين عن وسواس الحب والتعلق في استشارات سابقة وغيرها, ويبقى باب المشاركة والتعليق في مشكلتك مفتوحا للجميع، هل هذا هو الحب، وتابعينا بأخبارك ولا تترددي فأنتم جزء من حياتنا، وعليك بالدعاء،
ربنا أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه واللهم لا تجعله خلطا علينا.
ويتبع>>>>>>>> : فتاة حالمة فضفضة على مجانين مشاركتان