أريده حلالا لي...!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أعجز عن كتابة أي شيء يخصني قبل أن ألقي التحية على جميع من يساهم في حل الكم الهائل من المشكلات الكامنة في نفسيات المجتمع ولن أستطيع أن أجزيكم حقكم لأن مجهوداتكم أكبر من أي شكر...
أنا فتاه مسلمة أبلغ من العمر 19 عام فلسطينية ولدت في إحدى دول الخليج عشت طفولة لا أقدر أن أقول أنها كانت سعيدة كنت أعاني من التبول اللاإرادي منذ الصغر حتى بلغت سن الحادية عشر، والمشكلة كانت في تعامل والدتي مع هذا الموضوع كان قاسيا جدا لدرجة أنها كانت تظن أنني لدي القدرة على التحكم بهذا الشيء ولا أفعل وكانت تقسو علي جدا وتضربني عندما كنت أستيقظ مبللة وحاولت مرة أن تحرقني لأخاف وأتوقف عن التبول اللاإرادي وكانت عنيفة جدا معي وتأثرت نفسيتي جدا بهذا الشئ..
وإذا انتقلت إلى شخصيتي بعد البلوغ فأنا إنسانة جدا حساسة أفكر جدا بأحزان البشر لدرجة أنني لو وجدت إنسان يبكي يمكن أن اجلس بجانبه وأبكي... أصبحت توجهاتي دينية ارتديت الحجاب ووضعت رضى الله هدفا لي في حياتي وشاء القدر أن أحب شخصا من عائلتي وهذا هو الحدث الرئيسي في حياتي وجدته يملك التوجه الديني الذي أملكه.. إنسان رقيق القلب حساس راقي في تعامله.. صادق...
أحببته وأحبني جدا لدرجة لا أستطيع وصفها أردنا أن لا نغضب الله في علاقتنا فقررنا أن لا نتحدث مع بعضنا البعض حتى يأتي ليتقدم لي بشكل رسمي...
حاولنا ولم نستطع..
المحاولة وفشلنا أيضا...
هو من أقاربي ونحن في عمر واحد طالب جامعي كان متفوقا في دراسته وما زال...يسعى لفعل أي شي ليرتبط بي.. يحافظ على فروضه صليت الاستخارة مرات ومرات راجية من الله أن يدلني على الخير ولم أرى رؤية إلا في مرة واحدة وعندما سالت في تفسير الرؤية قالوا لي نحسب هذا الشخص إنسان صالح وهو يتطهر...
أنا لا أعتمد في حياتي على الأحلام ولكن كل الظواهر من حولي كانت تؤكد لي أنه الشخص المناسب لي هو الشخص الذي أحتاجه ....
ولأنني أعيش في فلسطين وفي وسط الأحداث الدامية التي يعيشها الشعب الفلسطيني أتأثر جدا لكل أسير ولكل جريح ولكل شهيد يوميا وهو أيضا يتعذب لألام شعبنا فنجد ما يواسينا في إحساسنا الجميل وحبنا الكبير الذي يسكن في قلب كلانا وخصوصا بعد أن أصبح الناس في قمة الأنانية وحب الذات نهرب من كذب الناس إلى طهر وصدق مشاعرنا....
أنا أحبه وأعشقه لأنه يحب ربه ودينه ووطنه ويحبني... ستقولون الآن وأين تكمن المشكلة..
المشكلة أن أهلي قد علموا أني على علاقة بحبيبي وكانت ردت فعلهم جدا عنيفة كان كلامهم جارح وخصوصا من أم لم تتفهمني في يوم من الأيام تخيلوا أنها قالت لي أنا أشك في عذريتك وأنا التي أقسم لكم أن كل ما أملكه في حياتي شرفي.....
ولم تفهم أمي أنه ما يجمعني بحبيبي حب عذري وطاهر وأنا صابرة إلى أن يأتي اليوم الذي يستطيع أن يأتي حبيبي ويتقدم لي للزواج هو الآن سيسافر إلى الخارج ليكمل دراسته ويعمل وبعد ذلك يتقدم لخطبتي ويحتاج تقريبا فتره ثلاث سنوات... لو تقدم لي الآن أهلي سيرفضوا لأنه طالب....
وأنا لاأدري كيف سأصبر على فراقه وهو كل ما أملك يا إلهي أنا أحبه هو الشيء الذي أتمناه في حياتي لا أريد شيئا غيره... لكم أني أكتب ودمعي في عيني... أن أوجه رسالة لكل أب وأم أن يرحموا أبنائهم...
أنا أعرف الآن أنه لا يوجد حل لمشكلتي إلا الصبر والعذاب والألم الذي يسكنني لان أهلي يرفضوا ارتباطي بطالب... وأدعو الله أن يجمعني به عاجلا غير آجل....
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
10/03/2005
رد المستشار
ابنتي الحبيبة
يطمئن الإنسان لنفسه معظم الأوقات... ولكن تأتي الاختبارات لتؤكد هذا الاطمئنان أو تنفيه وأنت الآن في إحدى تلك الاختبارات الحقيقية.. إنه اختبار الإرادة واختبار الصبر.. فهل ستنجحين؟!! ترى هل أستطيع أن أدعوك لرؤية فائدة فراق محبوبك ثلاث سنوات فلا بأس... علي المحاولة وعليك محاولة التقبل..
فرغم اعترافي وبقوة أن ألم فراق الحبيب ألم موجع يضغط على مساحات ضعيفة وصعبة في داخلنا إلا أن الصورة تظل مظلمة تماما دائما!! فبعد محبوبك عنك سيفيدك في عدة أمور
أولها: أنه اختبار لصدق المشاعر بينكما وجدية الرغبة في الارتباط لطوال العمر (لكليكما)
ثانيا:هو تأكيد "عملي" وليس نظري لأهلك بتمسك محبوبك بك وأنه شخص جدير ويستحق الانتظار والارتباط به
ثالثهما:أنا لن أستطيع أن أدافع عن تصرفات والدتك – فلم يأخذ معظم الآباء دكتوراه في تربية الأولاد وفن التعامل معهم فمثل التبول اللاإرادي الذي ذكرته هو أمرٌ تفعله ملايين الأمهات متصورات أن هذا العنف سيوقف بلَّ الأسرة – ولكن أستطيع أن أدافع عن حبها لك فلم يخلق الله بشرا يحب بصدق ويتمنى الخير بحق لبشر آخر بكل جوارحه مثل قلب الأم لأبنائها... قد يشوب العلاقة أحيانا بعض التوتر.. عدم الانسجام أو التفاهم لكن يبقى صدق الحب فعليك أن تتفهمي كيف تفكر الأم وحجم خوفها أو لعلك تستفزينها بالفعل..
لعلك لا تشعرينها بحبك لها رغم انفعالها عليك... لعلك لا زلت لا تعرفين مفتاح الوصول إلى رضاها فلماذا لا تراجعين نفسك فيما ذكرته؟!!
رابعا:أريدك أن تخرجي من مساحة الانتظار والشعور بكل ثانية ودقيقة ليعود الحبيب، ولتخرجي بنفسك إلى ساحة أرحب فستجدين أن للحياة معانٍ كثيرة متنوعة وقيمة تستحق منا أن نحيا منها ولها، ولن أقول مثل كذا وكذا، ولكن أدعوك أن تجلسي مع نفسك وتخرجي دفتر أحوالك الخاص وتنتقي من بين أوراقك وابحثي عما يمكنك عمله، فلو بحثت بجدية وبإرادة ستجدين ما يملأ حياتك فهل ستقبلين هذا العرض؟!!
كما أدعوك إلى المشاركة في جسر التواصل مع أهلنا في فلسطين على صفحة فلسطين والعراق يد بيد .