وسواس قهري: ترك الصلاة عرض وتكاسل م
ترك الصلاة عرض أم تكاسل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أكتب إليكم حيث إن الكتابة تعطيني فرصة أكبر أن أعبر عن بعض الأفكار والمشاعر التي تنتابني وأيضا لأني أحتاج رأي الرقيقة دكتور رفيف
منذ كتبت إليكم وأنا أراجع دكتور وائل وقد ساعدني بارك الله في عمره وعمله وعدل لي جرعات الدواء بحيث أصبحت أكثر هدوءا بشكل عام، كما أن جلسات العلاج وأسلوبه في الرد على أسئلتي يقطع دائرة الوسواس بشكل عجيب ويجعلني أضحك كلما تذكرتها
الحمد لله، الاستشارة اليوم هي بشأن العمرة التي أذن الله أخيرا وحصلت على تأشيرتها وأجدني دون وعي مني أتذكر الآية "وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا" ببساطة لإن قلبي ميت من كل إحساس إلا الخوف، الخوف من آخر فرصة، الخوف من العودة بخفي حنين. لو عدت من العمرة بنفس القلب الذي ذهبت به إذن لا أمل لي ولا أمل في
نويت أن تكون أول دعوة لي عند رؤية الكعبة أن أموت قبل مغادرة السعودية. أن أدعو الله أن يقبض روحي منذ أكثر من نصف عمري لعله يستجيب وقد فرغت من عمل شأنه أن يغفر ذنبي كله، أشاهد فيديوهات لأتعلم مناسكها فأجدني لا أجد للمناسك لا معنى ولا طعم اللهم إلا عبيد مهرولون فأقول لنفسي (طب ما صح هم فعلا عبيد وهو حر فيهم) بس هعتمر ازاي وأنا لا لاقيه لا طعم ولا معنى؟وهروح أقول إيه للنبي؟ ولا لاقيه نية أني أتعبد أو أصلي وإن كنت أعتقد أني هحاول بدرجة ما
أعمل إيه؟ أروح فين؟
استغفر الله العظيم
23/10/2022
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "ShamsAli" وأهلًا وسهلًا بك على موقعك مرة أخرى
أرجو ألا تكون إجابتي جاءت بعد عودتك من العمرة! فتح الله عليك وتقبل منك... يا أختي العمرة ليست عصًا سحرية لقلب المعتمر إلى وليّ من الأولياء...، هي طاعة وعبادة وزخم من الأنوار التي تعين العبد على متابعة تقربه إلى الله تعالى.
هي ليست آخر فرصة للتوبة طبعًا!! التوبة لا تغلق إلا بوصول الروح إلى الحلق، وبطلوع الشمس من مغربها...، العمرة محطة إيمانية تشحن القلب، لا أكثر.
وحينما يشحن القلب، فهو كأي جهاز...، يصبح أكثر قوة ونشاطًا لمتابعة الطاعات. لكن الإنسان ضعيف، ومعاركة الحياة تنسيه وتتعبه، وتستنزف طاقته...، يعود فيذنب، يعود فيخطئ، يعود فيتكاسل، أو يمرض ويتعب... وأبواب الله مفتوحة دائمًا، والطاعات كثيرة ومتنوعة، ولعل كلمة طيبة لإنسان مكسور الخاطر، أو لعبة تفرحين بها طفلًا فقيرًا، أو إنقاذ عصفور مريض، أو قبلة تطبعينها على رأس الوالدين أو يديهما، تغفر لك ذنوبًا أكثر من الذنوب التي تغفرها طاعة الاعتمار! وكل دقيقة تحيينها هي فرصة لكسب حسنة كنت ستحرمين منها فيما لو قبضك الله... أمامك فرص للتقرب بعدد الثواني... ولعل أفضل دعوة تقال عند رؤية الكعبة للمرة الأولى (اللهم اجعلني مستجاب الدعوة في الخيرات). ما رأيك بهذا الاغتنام للرؤية الأولى؟
وفقدان طعم الحياة، أو عدم تذوق القلب لحلاوة الطاعات، سواء كان مرضيًا (كحال المكتئب) أم كان فتورًا من الإنسان، لا يعني أن الطاعة غير مقبولة، أو أن الثواب غير حاصل...، بل يقول العلماء إن الذي يقبل على الطاعة دون أن يشعر بحلاوتها ثوابه أكبر لأن نفسه لم يكن لها حظ. أي هو يطيع الله مخلصًا على كل حال، سواء كانت نفسه سعيدة أم غير سعيدة، وهذه هي العبودية الصادقة، التي يعبد الإنسان فيها ربه لأنه ربه، وليس بغاية الحصول على السعادة.
ذهابك وأنت تتمنين المغفرة وصلاح الحال بعد العمرة، هو صدق في الإقبال على الطاعة، وهذا هو المهم، ولا يهم بعدها مقدار الطاعات التي استطعت أن تقومي بها، فالناس مختلفون في هذا، خاصة وأن لك عذرًا مرضيًا، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها...
أسأل الله لك عمرة مقبولة، وشفاء عاجلًا...
ويتبع>>>>: وسواس قهري : ترك الصلاة عرض وتكاسل م2