مجانين إلى أين؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
فتحت اليوم مجانين كعادتي منذ عام، أن أطلع على هذه الصفحة كل يوم بعد أن أقرأ بريدي، أقرؤه بغرض أن أتعلم وأفهم ما يدور حولي في هذا المجتمع الذي أود أن أصفه بأنه مجتمع صاخب مليء بالأصوات المتعارضة. لكني اليوم لم أكن كعادتي متحمسة لقراءة مجانين بالرغم من أن عندي بعض الوقت، ووجدتني أقول لقد فقدت حماستك لمجانين لأن مجانين فقد هو أيضا حماسه لك.
لدي رغبة في الكتابة لمجانين اليوم، وذلك ليس بغرض أن أستشيرهم في حل مشكلة، صحيح مشاغلي ومشاكلي كثيرة، ولكني اليوم أريد أن أخاطب مجانين وأسأله إلى أين؟
بدأ مجانين بداية قوية متحمسة، هذا الحماس انتقل إلى جمهور القراء والذي صار يتضاعف يوما بعد يوم، ويجمع الناس عليه، وقد ساعد على ذلك حماسة مستشاريه وخصوصا أ.د. وائل أبو هندي والدكتور أحمد عبد الله، كما ساعد على ذلك مبادئ الموقع والتي تقوم على عرض أي رأي حتى لو كان مخالفا، واحترام صاحب المشكلة، وإظهار الاهتمام برواد الموقع حتى صار قراء مجانين ومستشاروه أسرة واحدة.
اعتبرت مجانين انتصارا لفكرة الجهاد المدني.. التي نادى بها الدكتور أحمد عبد الله من عامين، ومن مجانين تعلمت وغيري الكثير، وكل يوم تطور جديد وفكرة جديدة، ورؤى جديدة، وفي مجانين تلاقينا من مصر وأمريكا وفلسطين والعراق وأوربا، والسعودية، والخليج، فتبادلنا الآراء وتحاكمنا إلى مستشاري الموقع في اختلافات توجهاتنا، فحكموا بيننا بهدوء وجمال.
وقد انعكس نجاح مجانين في محاولات البعض للتقليل من شأنه، واتهامه بأنه صورة من صور التطرف الديني، على الرغم من أن مجانين للجميع. وقد تخطى مجانين ولله الحمد كل هذا لوجود الإخلاص من قبل مؤسسي هذا الموقع.
أعرف أو لا أعرف لماذا بدأت زيارتي للموقع تقل وأشعر بالإحباط، ولكني أدركت أن هذا ليس إحساس فردي ولكن حتى مستشاري مجانين كمان زهقوا، فالبعض صار يمل من تكرار المشكلات أو من نوعية مشكلات معينة مع أن هذا متوقع أن يحدث لأن الناس تواجهم مشكلات متقاربة، وأصابني إحباط د. هالة مصطفى وهي تقول هل أنا مستشارة الغشاء، بإحباط أكبر، لأن مشكلات الغشاء والعذرية هي جزء من ثقافتنا وحضارتنا ولا نتوقع أن تتخلص بنات العرب بين يوم وليلة من إحساسها بأهمية الغشاء، فإذا فقد مستشارو الموقع إحساسهم بمشكلات متأصلة في مجتمعهم، فمن لهذا المجتمع؟
كما أصابتني يوميات دكتورة رحاب بحالة من اليأس وأنا أراها تتأمل من بعيد ولا تواجه وتقدم حل، جميعا يتأمل وجميعنا يرى ولكن نريد حلا وإجراءات وخطوات.
مازلت الحماسة في كتابات د. وائل ودكتور أحمد عبد الله ودكتور محمد المهدي والدكتورة حنان طقش
وغيرهم، ولكن هل مجانين مثلما بدأ؟
لا أنكر على الموقع نجاحه وأتمنى له مزيدا من النجاح لأنه موقعنا، ولا أقصد النقد لغرض النقد، ولكني أعتبر نفسي صوت مخلص صادق يتمنى لمجتمعه الازدهار، ويعتبر مجانين بداية طيبة
وتمنياتي لمجانين بالنجاح.
11/3/2005
رد المستشار
أبدأ من حيث انتهيت –بعد الشكر والترحيب– وأقول أن "مجانين" سيظل مزدهرا بتوفيق الله ثم بجهدكم في تحويل ما قرأتم إلى فعل وإجراءات وخطوات.
لن أكرر ما دعوت إليه سابقا من تصورات لنشر المعرفة بالموقع وبما فيه من مواد، وأي جالس على شبكة الإنترنت يستطيع أن يتحول إلى موقع كامل يعيد ترتيب واستخدام المقالات والحكايات والإجابات ونشرها على أوسع نطاق في القوائم البريدية ومجموعات الاهتمام، وغرف الدردشة إذا بقي مستخدم عربي واحد للإنترنت لم يعرف "بمجانين" فهذا تقصيركم لا تقصيرنا، وإذا كنتم قد أحببتم "مجانين" واستفدتم منه فلا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه كما في الحديث الشريف، وهذه خطوة محددة، وفعل محدد مطلوب بشدة في ظل عدم وجود ميزانية لدينا للترويج والدعاية، فهل تقومون بهذا الدور بأقصى ما تستطيعون؟!!
المسألة الأخرى المطلوبة أن تتكون مجموعات حوارية في أرض الواقع تفتح النقاش حول المشكلات المتأصلة في مجتمعنا "كما تسمينها" ونحن على استعداد لتقديم أي دعم فني لهذه المجموعات، ومستعدين أيضا –بقدر المستطاع– لإجابة أية دعوة للمحاضرة حول أية قضية من القضايا التي تشغلنا وتشغلكم على "مجانين"، ومستعدين لأية حوارات على النت أو في الواقع واثقين بأن الحوار هو المدخل الصحيح لتحريك العقول والجهود تجاه التنازل السليم لهذه الملفات.
كما نرحب –وهذه نقطة ثالثة– بأية محاولات أو مبادرات لاستثمار أو تطوير مادة "مجانين" باتجاه البحث الميداني أو تداول المعلومات ذات الأهمية والدلالة بحيث يصبح لدى "مجانين" سفراء وفقهاء في المسائل النفسية والاجتماعية يبثون المعرفة السليمة ويعلمون الناس الخير، ويتعلمون منهم أيضا. ولا ينفصل هذا عن طموحنا –وهذه رابعة– إلى تحقيق أوسع مشاركة منكم في الفعل اليومي المنظم سواء بالنشر ضمن "مدونات مجانين كما شرحت أنا في يومياتي بتاريخ 10 / 3 / 2005، أو الفعل اليومي بالقراءة لمصادر أخرى تثري محتوى مادتنا بروابط أو مقالات أو معلومات أو خبرات نافعة.
تخطئين إذا اعتقدت أن "مجانين" ينجح بنا، فالبداية منكم وستظل، ونحن بعدكم، ولن نمل حتى تملوا بإذن الله، فاعملوا والله معكم ومعنا.