أنقذوني من الوسواس القهري
السلام عليكم ورحمة الله مشكلتي يا د.وائل هي نفس المشكلة المنشورة بتاريخ: 12/01/2005 بعنوان (الاجترار الوسواسي (Obsessive Ruminations)) أحس دائما أن كل شيء غير نظيف ويجب تنظيفه جيدا ولا تتخيل يا دكتور ما يحدث عندما يفاجئني الاحتلام ليلا فيكفى أن أقول أن نصف اليوم يضيع في التنظيف بعد أن استيقظ فأقوم بتنظيف الحمام كله، وأيضا الفراش بكل ما عليه يتم غسله بالكامل حتى أي شيء أكون قد لمسته ولو عفويا وأنا في هذه الحالة أقوم بغسله (وطبعا ذلك يشمل السجاجيد التي مشيت عليها) وذلك يتم كله بعد أن أكون اغتسلت وأخذت وقتا طويلا في ذلك.
وذات يوم انتظرت حتى خرج أهلي كلهم من البيت وقمت بتنظيف كل شيء وصلت إليه يدي بعد أن صحوت في ذلك اليوم قبل أن تتم عملية الاحتلام مباشرة (أي بالعربي لحقت نفسي على الآخر قبل م أي شيء ينزل مني)، وشعرت بعد عملية تنظيف البيت المطولة هذه بشيء من الراحة (ملحوظة:عملية الغسل نفسها تعطيني شعور مؤقت بالارتياح)
المهم يا د.وائل حتى لا أطيل عليك ,أني أشعر الآن بوسواس قهري رهيب وأفكار تسلطية تضغط على مخي وعلى ذاكرتي وأفكاري كأن كل شيء في ذاكرتي قد توقف عند ذلك اليوم (ارتجاع فكرة أني لم أغسل السجادة جيدا وبالتالي فهي ما زالت ملوثة بأي شيء قد يكون نزل مني في هذا اليوم) وهذا يجعلني لا أذاكر جيدا فأنا لم أعد أفكر بطريقة صحيحة وأنسى بسرعة ما ذاكرته علما بأني مهندس وعمري 27 سنة ويتطلب عملي القراءة والمذاكرة باستمرار وقد كنت أمارس العادة الملعونة زمان ولكن الله تاب علي والحمد لله بعد كر وفر معها والكثير من جلد الذات بعد كل مرة (سامحني يا الله)
أيضا حاجة أخيرة أحب أقولها أن الوسواس القهري علي الطريق أشد ما يمكن فذات مرة كنت ذاهبا إلى مدينة نصر من المهندسين ورجعت كوبري 6 أكتوبر كله للتأكد أني لم أصدم أحدا (هذه المشكلة تهاجمني بكثرة أثناء القيادة) ودائما أنظر في المرآة لكي أتأكد من سلامة المشاة الذين عبروا من أمامي وأني لم أصب أحدهم بأذى مما يجعلني مشتت التركيز في الطريق أمامي وأريد علاجا سلوكيا وليس كيميائيا.
أعرف أن المشكلة فعلا غريبة وسخيفة ولكن أريد حلا يا دكتور
وخصوصا أن قدراتي على التذكر في تدهور مستمر بسبب هذا الوسواس اللعين والأفكار التسلطية أنقذني يا د.وائل
24/03/2005
رد المستشار
أعتذر بداية لتأخري عليك، فقد تاهت مشكلتك وسط طابور مشكلات مجانين، وإن كنت أراك أنت نفسك تأخرت في التحرك لعلاج مشكلتك رغم معرفتك بها، فحتى لو اعتبرنا أنك عرفتها لأول مرة حين قرأت المقال (وليس المشكلة كما قلت في إفادتك) الذي ظهر على صفحتنا نطاق الوسواس القهري تحت عنوان الاجترار الوسواسي Obsessive Ruminations ، ولنقل أنك قرأته بعد أيام من ظهوره أي أنك تعرف منذ شهر يناير 2005 على الأقل أنك مصاب باضطراب الوسواس القهري، لكنك أرسلت إفادتك لنا في الأسبوع الأخير من شهر مارس 2005، رغم أن بوابة استشارات مجانين فتحت أربعة مرات على الأقل خلال تلك الفترة فقط أردت أن أقرص أذنك منذ البداية أتدري لماذا؟ لأنني أستشعر فيك أحد أسوأ معوقات علاج الوسواس القهري وهو التباطؤ والتردد والسرية التي تحيط بها معاناتك، فضلا عن الوسوسة –بمعنى الخوف- من العقاقير العلاجية.
أعرف على أغلب الظن أن معاناتك طويلة العمر، والعرضان اللذان ذكرتهما يشملان أفكارا تسلطية وأفعالا قهرية مقابلة لها في الحالتين ففي حالة الاغتسال والغسيل عندنا أفكار النجاسة التسلطية وأفعال التطهر القهرية، وفي حالة الرجوع في الطريق لمسحه نجد أفكار الشك التسلطية في أنك آذيت أحدا وأفعال التحقق القهرية متمثلة في رجوعك ماسحا الطريق لتتأكد، إذن ما هو الغريب في حالتك؟؟ لا شيء غريب يا أخي حالتك وسواس قهري -بتاع بلاده- وما غريب إلا الشيطان كما نقول في مصر، وأما أنك تشعر بسخافة الفكرة وغرابتها فهذا أحد دعائم تشخيص الوسواس القهري لأن الفكرة لا تكون تسلطية ما لم يكن رأيك بها أنها سخيفة أو مزعجة أو تافهة أو لا معنى لها.
لست أدري ماذا سيفعل لك الدكتور وائل؟ الذي تريده أن ينقذك، والحقيقة أنه لا جديد في حالتك أصلا ليصبح إيضاحنا له على الموقع بمثابة الضوء الذي نلقيه على معاناتك، فنفيدك ونرشدك، ليس الأمر كذلك ولا أحد يستطيع إنقاذك إلا أنت وإصرارك على الخلاص من حفرة الوسواس القهري التي تدفن طاقتك وقدراتك وكيانك النفسي بها، خوفا من أن تزيد معاناتك بعدم الاستجابة للأفكار التسلطية.
اقرأ ما يلي من عناوين على استشارات مجانين وتتبع الإحالات داخلها أيضًا:
في علاج الوسواس: لا سحر يا ناس
الوسواس القهري: رحماكم أهلي
علاج الوسواس: صدقت مع التقصير
الوسواس القهري: أنواعه وأعراضه وحكمه الشرعي متابعة
وسواس القولون عند المسلمين متابعة
عليك يا أخي أن تلجأ إلى أقرب طبيب نفسي يستطيع علاجك معرفيا (وهذا مهم في حالتك)، وسلوكيا كما وضحنا على الموقع في البرنامج الذي قدمه أخي العزيز الدكتور محمد شريف سالم لمجانين على أربعة أجزاء ضمن باب نطاق الوسواس القهري الذي أنصحك بتصفح كل ما يظهر عليه من مقالات.
يبقى لنا نقطة العلاج العقاري أو الكيميائي كما تسميه وأقول لك أنه نعمة من الله سبحانه لمرضى الوسواس القهري، ولكن من حقك أن تجرب جلسات العلاج المعرفي وتدريبات العلاج السلوكي دون عقار من مجموعة الماسا، على أساس اتفاق مسبق أنك إن لم تستطع التقدم بسرعة مناسبة في الانتقال من مرحلة لمرحلة في تخليك عن الأفعال القهرية فإنك ستحتاج للعقار، أضف إلى ذلك أن خبرتنا الشخصية تقول بأن اجترار الأفكار التسلطية تحديدا يفيد فيه العقار أكثر من أي شيء، وعلى أي حال فإن الرأي النهائي يجب أن يكونَ لطبيبك النفسي المعالج الذي سيقيم الحالة وجها لوجه، وأهلا بك دائما على مجانين، فتابعنا بأخبارك.