أنا مازوخية ماذا أفعل؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: سأبدأ بالحديث عن مشكلتي منذ صغري فقد تعرضت لاعتداء جنسي من قبل شخص لا أعرفه عندما كنت في الخامسة من عمري تقريبا مازلت أذكر الحادثة بكل تفاصيلها على الرغم من أنه لم يعتدي علي بعضوه ولكن اكتفى بإدخال أصابيعه ولا أدري ماذا فعل بالضبط ولكن ما أذكره إني بكيت كثيرا وبدأت أصرخ مما جعله يتركني، وكنت بعدها أحيانا أراه قرب بيتنا فأخاف منه كثيرا وأبتعد عنه على الرغم من إني لم أفهم ماذا حصل هذه النقطة الأولى في حياتي
الشيء الثاني هو تعرضي للضرب الشديد من قبل أمي في نفس السن تقريبا لأنني ببساطة كنت أبول وأوسخ ثيابي كانت أمي تعتقد أن الموضوع غيرة من أخي الذي ولد حديثا ولم تكن تتوقع أن لدي مشاكل في الجهاز البولي وأن الالتهابات هي التي كانت السبب في ذلك، وأعتقد أن أمي تأخرت في اكتشاف ذلك حوالي السنة تقريبا، ظلت تضربني بقسوة.
أيضا من الأشياء التي أذكرها بوضوح عن طفولتي عندما كنت في الصف الأول أو الثاني على ما أعتقد شاهدت فيلما عن ميتم للأطفال كان الأولاد يتعرضون فيه لأشد أنواع التعذيب والإهانة والضرب خاصة على مؤخرتهم هذا الفيلم مازلت أذكر تفاصيله.
كل هذه الأمور أسردها كبداية لمشكلتي أو لأنني أعتقد أنها أحد أسباب مشكلتي فأنا منذ الصف الخامس تقريبا كنت أمارس العادة السرية لا أدري من أين تعلمت هذا الأمر فأسرتي محافظة وأنا لم أشاهد أي مناظر جنسية في حياتي ولكن هذه العادة ليست لوحدها بل كانت مصحوبة بتخيلات مرضية وهي تخيل أن أحدهم يقوم بتعذيبي وجلدي وضربي وإهانتي لا أدري من أين تأتيني هذه الخيالات ولكني أشعر بالمتعة الشديدة عندما أتصور ذلك طبعا كبرت وكبرت العادة معي على الرغم من كل محاولاتي للتخلص منها خاصة بعد أن علمت بحرمانية القيام بهذه الأمور ولكني لم أفلح بتركها لذلك كنت دائما أشعر بتأنيب الضمير وشعوري بالذنب لا يفارقني أبدا.
لقد أصبحت أمارسها بشكل أكبر وطبعا تزداد الرغبة لدي بأن يقوم أحدهم بضربي وبتعذيبي حتى أن الجنس مقترن لدي بالعنف والضرب والإهانة أعلم أن هذه الحالة تسمى المازوخية ولم أكن أعلم هل هذه التخيلات مجرد هلوسات ستزول بمجرد ممارسة الجنس بشكل طبيعي؟
تزوجت منذ حوالي السنة وكنت صريحة مع زوجي منذ أيام الخطبة فحدثته عن الاعتداء لأنني كنت أخشى أن لا أكون بكرا ولكن الحمد لله لم أفقد بكريتي، زوجي شخص متفهم جدا ولأبعد الحدود وهو شخص رقيق جدا وحنون علي لأبعد الحدود استطاع أن يحتويني بعاطفته القوية
بعد فترة قصيرة من الزواج اكتشفت أنني لا أشعر بلذة كبيرة بالجنس إلا إذا ضربني وأنني فعلا أرغب بأن يقوم بذلك حدثته بالموضوع وتناقشنا كثيرا، بداية رفض رفضا شديدا أن يقوم بضربي وأذيتي ولكني لم أعد أستطيع أن أتحمل فالرغبة الشديدة تكاد تقتلني بالإضافة إلى أنني لم أعد اشعر بأي متعة جنسية أثناء الممارسة العادية حتى أنني لم أعد أتفاعل معه أبدا
اضطر أخيرا أن يقوم بضربي على الرغم من أنه لم يضربني بشدة أو بالأصح ليس كما أرغب أنا ولكن هذا خفف من رغبتي بعدها صرت بين كل فترة وأخرى تعود لي الرغبة الشديدة بالضرب أحيانا بسبب سماع كلمة عن الضرب أو رؤية منظر في التلفزيون رجل يضرب زوجته أو أي شيء له علاقة بضرب الرجل للمرأة تعود لي الحالة وأشعر بنار تغلي في جسدي وبرغبة كبيرة بممارسة الجنس المصحوب بالعنف والإذلال ولكن زوجي يرفض ذلك وبشدة بل يقوم بعكس ما أتمناه فيحاول أن يمسح على شعري برفق وأن يضمني أكثر وأن يشعرني بحنانه أكثر
المشكلة أنني في هذه الحالة لا أريد حنانه بل أريد قسوته وإهانته لي ولكنه يرفض أن يضربني تحت أي سبب ويقول لي إنه مستعد أن يتجاوب معي لأي علاج يجب أن أخضع له، وأن يساعدني ما أمكنه ذلك أما أن يضربني فهذا شيء مستحيل فهو لم يستجب لي ويقوم بضربي إلا مرات معدودة وبعد أن أترجاه كثيرا وكما قلت حتى ضربه في هذه الحالة لا يشبع رغبتي حتى أنه لا يؤلم كثيرا
أنا لا أدري ماذا أفعل الآن فالرغبة الشديدة لدي بالضرب وزوجي رافض لذلك ولذتي الجنسية لا تكتمل لذلك أشعر بتوتر دائم وانزعاج فما رأيكم؟ وماذا أفعل؟ وهل زوجي محق برفضه الشديد لضربي أم أن عليه أن يتجاوب معي على الأقل بالفترة الحالية حتى تخف حالتي؟
أنا في حيرة من أمري ولا أدري ماذا أفعل؟
فأرشدوني جزاكم الله خيرا
25/03/2005
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين، وشكرا على ثقتك، صحيح أن ما تصفينه من ارتباط للمتعة الجنسية لديك بالعنف الجسدي أو النفسي أو كليهما هو ما نسميه في الطب النفسي باضطراب المازوخية، وليست هناك نظريات مؤكدة عن أسباب ذلك الاضطراب، فقد تكون لما تعرضت له في الصغر من معاملة عنيفة علاقة بالأمر وقد لا تكون الله أعلم.
وأنصحك بأن تقرئي عن المازوخية عددا من الروابط على استشارات مجانين لأن فيها ما يفيدك إن شاء الله:
السادية والمازوخية : بين الطبيعي والمرضي !
المازوخية بين الدين والعلم
هل هي مازوخية أم طبيعية؟
هل أنا طبيعية أم مازوخية ، م
إلا أن النقطة المهمة في إفادتك هي موقف الزوج فنحن عادة كنا نقول لسائلينا المتزوجين في هذا الموضوع -خاصة في الحالات الخفيفة أو متوسطة الشدة- أن عليهم قبل محاولة العلاج النفسي أن يصارحوا أزواجهم لأن شيئا من المازوخية مقبول في الأنثى من ناحية الذكر والعكس صحيح، أي أن شيئا يسيرا من السادية في الذكر مقبول من ناحية الأنثى، ولكن من الواضح أن الأمر في حالتك مختلف بعض الشيء، إما لأن العنف الذي تطلبينه يزيد عما يرضاه زوجك أو لأن أي عنف يفسد على زوجك متعته لأنه يرى الجنس بمنظور آخر، فهو بالنسبة له امتداد للتعبير عن الحنان الذي يحيط به أنثاه، وإذا كنت فعلا قد صارحته ولكنه يأبى ذلك، فإن هذا من حقه ما دام مستعدا لأن يدعمك ويساعدك على طلب العلاج النفسي، والذي يجب أن يعرف وتعرفي أنه غالبا سيكون علاجا تحليليا وربما طويلا، وقد يكون من المناسب أن يناقش الطبيب النفسي معه بعد بداية العلاج ما تطرحينه أنت من إمكانية تجاوبه معك ولو قليلا في البداية، خاصة وأن هذا قد يضر إذا لم يضعه الطبيب النفسي في إطاره الصحيح، وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعينا بأخبارك.