وسواس النجاسة خلاصة الخلاصة والشعور بالذنب!! م
الوسواس أسئلة عديدة
السلام عليكم أرجو من الأستاذة رفيف أن تجيبني لأني أحتاج إلى شخص ذي علم علما بأني بدأت في مراجعة طبيب ولكن المواعيد بعيدة وأنا أتعذب كل يوم بحيرتي في أمري وسواسي تقريبا يبلغ 9 أعوام وأصبح متمكن بشدة مني في الآونة الأخيرة فأصبحت لا أستطيع التصرف كالأسوياء ولا أعرف كيف أتطهر وأتعامل مع النجاسة بشكل سليم وغير وسواسي رغم محاولاتي بذلك
على العموم أسئلة في الأمور التالية لقد قرأت استشارات كثيرة في موقعكم عن وساوس مشابة لوسواسي وأريد أن أسأل لقد أخبرتني الأستاذة رفيف أن آخذ بقول السنية ولكنه قول ضعيف ولا يأخذ الأنسان به إلا عند الحاجة فماذا لو أخذته حتى في غير الحاجة كما ماذا لو شفيت وأخذت بوجوب التطهير قرأت استشارة أخرى لفتاة سألت عن نفس الأمر وأخبرتيها أن تطهر الأشياء على طريقة مالك فكيف ذلك وما الفائدة من أن أنشر النجاسة ثم أعود لتطهيرها من جديد بعد انتشارها عند الشفاء سيكون في ذلك مشقة كبيرة وقرأت أيضا في وجه دلالة هذا القول فوجدت أن المالكية الذين أفتوا بهذا الامر نوقشوا به فكيف استطاعوا أن يفسروا حديث من كان لا يتنزه من النجاسة ويعذب في قبره مثلا؟
هذه الأسئلة ترد على ذهني وأخاف أن ما أقوم به هو في الواقع مجرد كسل وليس حرجا إلا أني أصبحت أنتظر خروج أهلي من المنزل وأحبس نفسي فيه لتطهيره وأنتظر خروجهم دائما ولا أخرج معهم إلا أني تعبت كثيرا فهنالك أمور أصبحت تتكرر وأنا أشعر أنا يقينة وأصبحت أتوهم الموقف وأذكره تماما وكأنه حقيقي فإن كان يجب علي اعتبار ما وقع في الماضي قبل الوسواس وكان بيقين وإهماله دون أن أطهره فكيف يجب علي أن أتعامل مع المواقف الجديدة المتكررة في كل يوم؟ كما أن الأستاذة رفيف ذكرت أن تطهير المنزل جميعه هو الذي فيه المشقة ماذا لو كان يعتبر ما في منزلنا غير متعذر التطهير وفيه صعوبة للتحرز؟
أنا أصبحت لا ألمس أمور كثيرة في المنزل ولا أجلس على الكنب ولا أمسك بعض الأشياء إلا بحائل إلا أني في أخر فترة سرت آخذ الأشياء التي في منزلنا وأغسلها ولكنها تستغرق مني وقتا وجهدا وأشعر بالتعب النفسي من ذلك كما أنك يا أستاذة كتبتي لي في مرة سابقة أيضا أنها في الغالب نجاسة معفوعنها لقدرها وقرأت عن مقدار المعفوعنه وهو حجم الدرهم البغلي فماذا لو كانت النجاسة أكثر من هذا الحجم وماذا لو كانت في أشياء كثيرة منتشرة بالطبع ستنتشر أكثر بهذا الشكل كما لو أعتبرت في كل مرة أن يسير الدم مثلا معفو عنه فمع مرور الزمن سيصبح غير يسير في بقعة معينة مثلا كما لدي سؤال في خواص المواد إذا نظرت لحالات انتقل النجاسة من الرطب للجاف والمبلول فماذا لو كان المادة المتنجسة مائعه مثلا كالدهان والكريم وإذا لمس أحد النجاسة ويده مدهونة وليست مبلولة كما أن النجاسة الجافة هذه ستتبلل بالماء التي على اليد وتعود مبلل وكأنها جديدة
أنا لا أستطيع تطهير الأشياء كالكنب مثلا وسجادات الصلاة والشراشف وغيرها بسبب أمي لأنها غير مقنعه بكل كلامي فلا أستطيع تطهيرها إلا أنها يجلسون عليه ببللهم ويصلون وكل شيء آخر وماذا إن كان ما تنجس بعضه يخص أهلي كملابسهم وأحذيتهم وشنطهم فما حكم هذا أيضا فأنا حقا قلقة في هذا الموضوع فهم يستعملونها ولا يعلمون بذلك وأنا لا أستطيع تطهيره إلا دون علمهم بذلك إلا أنا في الفترة الأخيرة اكتشفت أني أقتنع بنجاسة الشيء ومن الممكن أن لا يكون نجسا في بعض الحالات إلا أني لا أنكر وجود اليقين في أمور أخرى
قرأت فتوى للأستاذة أيضا تقول فيها لفتاة اتبعي السنية لأن قولك على شيء أنه نجس خاطئ من الأساس فماذا لو كان قولها صحيحا واتبعت السنية ولدي سؤال آخر عن ما تنجس من العلب التي يوضع فيها الطعام والآلات التي نستعملها للعجن والطبخ هذه ستذخل في طعامنا فكيف آخذ بهذا الحكم في هذه الحالة؟ لدي سؤال آخر أيضا ماذا لو أخذت بقول طهارة دم الجروح والقيء ليسره وتعرضي كثيراً له أيضا لدي سؤال آخر يخص الكريمات وغيرها من الدهانات أنا أعاني من إكزيما شديدة ولا أستطيع وضعها لأني حتى وإن غسلت من يدي تبقى ولا تذهب تماما وتصبح منطقة الفرج عليها من هذا الكريم وتؤثر في صحة طهارتي وأنا لدي مفرزات كثيرة فعندما أطهر لا أستطيع التفرقة بين رطوبة الكريم والزيت وزوال النجاسة كما أنه فيما يخص الإفرازات فأني أعاني من شعور متلازم بالشهوة طوال اليوم فأنا أصبحت أخاف منها وأتحاشى كل ما يثيرها إلا أنها مستمرة لا تذهب فأشعر بالانقباضات وغيرها بسبب خوفي من خروج المذي والمشكلة هيا أني دائما ما أجد الإفرازات هذه لا أكاد أسلم منها فأصبحت أتشطف في كل دخلة إلى الحمام لأن اللباس يأتي على جسمي وهورطب أثناء خلعه وأغير لباسي في كل مرة تقريبا خمسة مرات في اليوم لقد جربت استعمال الفوط اليومية إلا أنها مكلفة ولا تغطي المنطقة كاملة وفوط الحيض مضرة أكثر إذا لبستها بشكل دائم حتى لا أتسخ
أصبحت لا أرتاح إلا بعد صلاة العشاء ولا أشعر باكتمال طهارتي إلا بعد قضاء نص ساعة إلى ساعة وقد تصل إلى ساعتين في الحمام وأصبح جسدي يؤلمني والمنطقة السفلى من التطهر وهذا الأمر فأنا أشعر بالمفرزات أنها لا تذهب إلى أن يصبح جلدي خشناً وأعاني من الماء المتطاير عند الاستنجاء والمرتد رغم محاولاتي المتعدده في خفض الماء والغسل بطرق أخرى إلا أنه دائما ما يتطاير ولابد أنه قد تغير بالنجاسة خاصة إذا كانت أيام الحيض وليست أيام الطهر لدي سؤال أخير وهو أني أذكر أن النجاسة قد وصلت المصاحف أيضا ولكن لا أذكر ما هي بالتحديد فكيف أترك المصحف هكذا وهي يمكن 3 مصاحف فهل يجب علي غسلها أم مسحها أم ماذا أفعل رغم اني لا أذكر ما هي النجاسة بالتحديد وهذا الأمر خلط علي في أشياء كثيرة أذكر أني لمست الشيء واللبس والمكان بنحاسة ولا أذكر ما هي النجاسة فحتى ملابسي وأحذيتي وشنطي أصبحت أغسلها إلا أني لم أنتهي فأني أشعر بالتحرج من تطهير الأحذية لأنه أمر صعب فأصبحت لا أرتديها
أرجو منك يا أستاذة الإجابة بصدر رحب أنا فقد أرغب بإجابات مفيدة ولا أقصد المجادلة لأني أشعر أني تعبت جدا وكأني خلقت للتطهير فقط وأصبحت أكره النجاسة وكل ما يرتبط بأمرها ووصل بي الأمر للأفكار الانتحارية أصبحت أتأخر عن المحاضرات وأعتزل الخروج من المنزل أوقات الصلاة وأصبحت حياتي سيئة جداً وأهلي يضغطواعلي أكثر بدل الدعم والتشجيع فهم يزجرونني كثيراً مما يزيد علي التوتر والوسوسة فأصبحت أتجنب الوضوء ودخول الحمام في حال يقظتهم لأني حتى عندما لا أشعر أني أوسوس أصبحوا يعتبروني موسوسة أشعر بالحزن الشديد والرغبة في عدم العيش حيث أنني أواجه ضغوطات أخرى غير هذه ومن الصعب أن أجد أحد يساعدني حتى والدتي دائما ما تستغرب عندما أتحدث إليها وتشعرني أني غبية وكيف لا أعرف كيف أتصرف في مثل هذا العمر أنا لست راضية البتة عن هذه الحياة
حقا أرغب أن أشفى بإذن الله ولكن دائما ما أصاب بالإحباط وعندما لا أعرف ماذا أفعل أستسلم فأرجو أن تعذريني عن أسئلتي ومع هذا أخاف أن لا أكون في وضع الحرج والمشقة فأني قد لا أشعر بها أحيانا ولا أعلم إن كان ذلك بسبب اعتيادي على هذه الحياة وجزاك الله مقدما خير الجزاء
19/2/2023
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "نوف" وأهلًا وسهلًا بك على موقعك مرة أخرى
لا أعرف كيف أصف شعوري عند قراءة سطورك! كانت قد استفزتني جدًا، إلا أن رجاءك في آخر الرسالة أن نتقبل أسئلتك بصدر رحب أطفأ هذا الاستفزاز ولطف الله بك!!
يعني كل هذا العذاب الذي لا يوصف، وكل هذه التصرفات الغريبة التي تفعلينها، وتشكّين بعد هذا هل أنت واقعة في الحرج أم لا؟ وهل عدم التطهير كسل أم لا؟!!!! ماذا تسمين هذا الشك؟؟ أليس هو لبّ الوسوسة، وأشد الوسوسة؟؟ ثم لماذا توجعين رأسك وتقرئين الفتاوى والأحكام والنقاشات، وتضيعين في تفصيلات المذاهب؟!! ألا تعلمين أن لكل قولٍ ما يقابله ويخالفه؟ وأن كل قول له دليل؟ ومن الطبيعي ألا يقتنع المخالف بأدلة الطرف الآخر وأن يكون له ردّ عليها
نعم، هناك من يقول بأن الراجح وجوب التطهير عند المالكية، لكني سألت اثنين من علماء الجزائر، وأحدهما نقل لي كلامًا عن عالم ثالث، كلهم يقول: إن القول بوجوب التطهر للصلاة، والقول بسنيته، قولان مشهوران في المذهب (بمعنى صحيحان قويان) يجوز العمل بهما للصحيح والموسوس، ولكن يلزم الموسوس الأخذ بقول سنية إزالة النجاسة من أجل العلاج.. ثم حتى القول بالوجوب مشروط بالعلم بوجود النجاسة والقدرة على إزالتها والتذكر لوجودها. وقال المالكية أيضًا: من كان يصيب ثوبه نقطة بول أكثر من مرة في اليوم لا يطالب بتغيير ثوبه للمشقة، ومثله المذي... يعني في الأمر يسر فوق ما تتصورين، وما تعيشينه من مشقة لا يمت إلى الدين بصلة لا من قريب ولا من بعيد، وأنت تعتقدين أن فيه الحفاظ على دينك!
ثم ككل الموسوسين، تكررين قول: (ماذا لو؟)!! لا يوجد في الفقه (ماذا لو؟)، يوجد أدلة وقواعد نطبقها، ونحاسب على ذلك، وليس على (الماذا لو؟). مثلًا: قد تدخلين غرفة، وتصلين على أرضها دون سؤال أو تفتيش، لأن الأصل في الأشياء الطهارة، ولم تعلمي بوجود نجاسة يقينية. في هذه الحالة صلاتك صحيحة ومقبولة، وتثابين عليها، وعلى تطبيقك للشرع في اعتبارها طاهرة، حتى لو كنت في الواقع تصلين فوق نجاسة لا تعلمين بها.
قلت في رسالتك: (ماذا لو شفيت وأخذت بوجوب التطهير؟ قرأت استشارة أخرى لفتاة سألت عن نفس الأمر وأخبرتها أن تطهر الأشياء على طريقة مالك) في أي استشارة قلت ذلك؟ وماذا كان نص السؤال ونص الجواب؟ أرجو أن تحضري العبارة الدقيقة لأعرف ماذا سألَتْ وماذا أجبتها فلكل سؤال جواب. وكذلك أحضري روابط باقي الكلام الذي نقلتِه عني.
ثم قلت: (فكيف ذلك وما الفائدة من أن أنشر النجاسة ثم أعود لتطهيرها من جديد؟) اطمئني.. عندما تشفين، ستدركين تمامًا أنه لم يكن هناك نجاسة لتطهرينها، وإن كان ثمة نجاسة فهي لا تدعو للقلق ولا لرش البيت من السقف إلى الأرض بكل ما فيه. وإذا لم تصلي إلى هذه المرحلة فعليك البقاء على قول سنية التطهير.
ثم هل تعتقدين أن الفقهاء في المذاهب الأربعة عندما قالوا: الموسوس بعدد ركعات الصلاة يبني على الأقل. أو: الموسوس بالنجاسة ليس عليه تطهير. أو: الموسوس بانتقاض الوضوء لا ينتقض وضوؤه. أو: الموسوس بالطلاق لا يقع طلاقه حتى لو تلفظ.... هل تعتقدين أنهم لم يخطر في بالهم (ماذا لو كان الموسوس لم يأتِ بالركعة فعلًا، أو كان هناك نجاسة فعلًا؟..) وهل تعتقدين أن موسوسي زمانهم لم يسألوهم هذا السؤال؟ إذن هم يعرفون (ماذا لو؟) ومع هذا، الحكم الشرعي في حقك أن لا تطهري شيئًا!!
أترين كل ما تسألين عنه من أوانٍ، وكتب، ومصاحف، وكنب وشراشف، وووو...؟؟ كل هذا عليك التعامل معه على أنه طاهر ولا يوجد عليك أي حرج شرعي... وأرجوك لا تقرئي عن تفاصيل الأحكام الشرعية خاصة ما يتعلق بغير الموسوسين، فهذا شيء صعب على غير طالب العلم الشرعي، بل حتى عليه صعب ولابد من رجوعه إلى العلماء في كثير من المسائل ليفهمها ويعرف أين تستخدم وكيف؟ ستضيعين وتزدادين حيرة وقلقًا ووسوسة إن فعلت ذلك.
بالنسبة للكريمات والدهون، لا يضر وجودها على الجسد، لا تمنع وصول الماء إلى الجسم، وإذا غسلت مكان النجاسة، طهر المكان حتى إن بقي أثر نعومة الكريم أو دهنيته. يعني إذا استنجيت، ومسحت بالمنديل فلم تجدي مفرزات عليه، طهر المحل حتى إذا لم يكن خشنًا كما تريدينه بل ما ينبغي أن يكون خشنًا بالشكل الذي تتصورينه، الخشن يعني الذي ليس عليه مفرزات ليس أكثر، والمفرزات لها جِرم تستطيعين الإمساك به، وليس فقط نعومة في المحل.
وأما المذي فلا تفكري فيه، فهو كسائر النجاسات، صلي وهو موجود في ثيابك وعلى جسمك، أخذًا بقول سنية التطهير... أعود أخيرًا فأقول لك: ساعتين في الحمام، تجنب الخروج من البيت، أكزيما وآلام، تطهير الأشياء في غيبة الأهل، تغيير الثياب باستمرار بعد دخول الحمام، الامتناع عن لبس الأحذية.... إلى أن وصلت أخيرًا إلى الأفكار الانتحارية!!! ثم تسألين: ماذا لو كنت كسولة ومترخصة ولا يحل لي الأخذ بالرخص الشرعية للموسوسين؟!!! إذا لم يجب عليك الأخذ بالرخص الآن، فمتى إذن؟ بعد أن تنتحري مثلًا؟؟؟
عليك أن تعذري أهلك فهم لا يستوعبون ما تفعلينه من أفعال غريبة وغير منطقية، ولا يفهمون لماذا تفعلين هذا، ولا يعلمون مدى القلق الذي يسيطر عليك، ويكفي أنهم لم يعارضوا ذهابك إلى الطبيب... ما ذكرته لك من عدم تطهير شيء، والتعامل مع البيت كله على أنه طاهر، يعتبر كارثة طبيعية بالنسبة لموسوسة مثلك، ولعله يشعرك بخوف أكثر من بركان ثائر، أو زلزال مدمر... ولكن هذا ما ينبغي عليك تطبيقه بمساعدة طبيبك
أعانك الله وعافاك، وكل عام وأنت بخير
ويتبع>>>: وسواس النجاسة خلاصة الخلاصة والشعور بالذنب!! م2