وسواس الكفرية: كفرجنسية تشكيكية! عادية!!
وسواس كفرية شديدة، هل أنا محاسبة؟
السلام عليكم، أتمنى أن تكونوا بصحة وعافية وشكراً لردكم على استشارتي الأولى. أسأل الله تعالى ألا يحاسبني على هذه الوساوس الكفرية كما قلتم لي. سوف أقسم هذه الرسالة إلى أقسام:
1) أنا مشكلتي التي دمرتني هي الوساوس الكفرجنسية التشكيكية، يعني أفكار وصور برأسي جداً فظيعة والعياذ بالله، مصاحبة مع تشكيك في صفات الله، المشكلة أن هذه الصور و الكلمات أصبحت لا تفارقني أبداً، يعني وأنا نائمة، أو أصلي أو أدرس أو أي شيء فعلياً، في كل لحظات حياتي أو أي فعل أفعله تأتي هذه الكلمات الكفرجنسية والصور غير اللائقة، أتمنى أن تفهموا ما أقصد، كلمات شك بصفات الله، كلمات تحاول تشكيكي بصفاته سبحانه يعني مثلاً تقول (تخيلي لو تكتشفين أن الله كذا كذا بعد الموت) و أنا جداً أكتئب من هذه الأفكار ومن وجودها داخل رأسي.
2) منذ ساعة كنت أصلي الظهر فجاءت كلمات كفرجنسية تشكيكية وأنا أصبحت أخاف أن يكون هذا الوسواس التشكيكي استقر في قلبي، وهو محتواه فظيع جداً وجنسي يعني كلمات لا يتخيلها العقل أبداً، لا أعلم كيف أوضح لكم لكن مثلاً أصلي فيأتي كلام كفر (تخيلي أن بعد الموت يحصل هذا الشيء مثلاً، أو تخيلي أن يكون الله كذا ...) وهي كلمات جداً فظيعة والعياذ بالله، يمكن أنا ما كان يجب أن أعطي هذه التفاصيل أخاف أن يكون شرحي لكم لهذه الأفكار يجعلني أقع في الكفر، لكن أنا أريد التخلص من هذه الأفكار. مثلاً في الصلاة أنا فكرت بهذه الأفكار وأكثر من مرة فأصبحت أتساءل إن كنت أنا شاكة بصفات الله أو أن يكون هذا الوسواس استقر في قلبي.
ليس فقط في الصلاة أوقات أنا أفكر بهذه الأفكار، وأنا لأني أصبحت بعيدة عن الله وعندي تقصير شديد تجاهه سبحانه، أصبح عندي شعور أن هذا الشك موجود داخلي، ويجعلني الوسواس أفكر أني راضية عن وجود هذه الأفكار لكني طبعاً أنا غير راضية... لا أعلم إذا كلامي كفر عندما قلت (أصبح عندي شعور أن هذا الشك موجود داخلي)، لكني حقاً أريد معرفة حكمي. فما حكمي؟
عندي سؤال لحضرتكم من بعد إذنكم لماذا كل مريض وسواس قهري تقولون له أنه غير محاسب؟ ماذا لو أنا محاسبة على هذه الأفكار؟ مثلاً إذا كان إنسان عنده معاصي وبعيد عن الله وأيضاً هذه الأفكار الكفرجنسية التشكيكية موجودة داخله هل أيضاً لا يحاسب؟
3) كنت أحاول تجاهل الأفكار وأبقى على ما أنا عليه مثلاً إذا كنت أضحك أبقى أضحك حتى لو جاءت الأفكار، إذا كنت أبتسم أبقى أبتسم حتى لو جاءت الوساوس... فعندما أصبحت أبدأ بالصلاة وتأتي هذه الأفكار أصبحت أبتسم ليس لأني راضية بوجودها طبعاً لا، لكن لأشعرها أنها بلا معنى وأنها سخيفة وأصبحت أكرر هذا العمل، لكن جاء برأسي أليس الضحك في حال وجود الكفر يكون كفراً؟؟
هل أنا وقعت بالكفر بسبب هذا الفعل؟؟
4) عندما لا تأتي الأفكار الكفرية هذه، أبحث عنها برأسي، وأتذكر كيف أنه فعلاً الأفكار لا تأتيني بهذه اللحظة، فتأتي الأفكار وأندم وأسأل نفسي لماذا أنا أبحث عن وجودها؟؟ طبعاً أنا لا أبحث عنها لأني أفكر بها بإرادتي، بالعكس تماماً فأنا أكرهها جداً، لكن لماذا أنا أفعل هذا الشيء؟ لماذا أنا أسأل نفسي عن وجود الأفكار أو عدم وجودها؟ مثلاً أستيقظ صباحاً فوراً أبدأ بتذكر هذه الأفكار لماذا؟ وهل أنا محاسبة على هذا الفعل؟؟
5) استيقظت لصلاة الفجر، أثناء الصلاة تذكرت إنه عندي وساوس تشكيكية، فشعرت كأنني أنا شاكة بصفات الله. يعني لماذا أنا أساساً أردت تذكر وسواس الشك؟؟ مع العلم إنه شيء فظيع جداً كما وصفت لكم في الرسالة.
6) عندما أبدأ بالصلاة تأتيني وسواس فظيعة جداً، لا يمكن وصفها من شدة فظاعتها، ومحتواها كفرجنسي.. كما تهجم عليّ خيالات جنسية لا تذهب وكلمات جنسية لا أعلم كيف أتخلص منها حتى أصبح ينتقض وضوئي بسبب هذه الخيالات فأعيد الوضوء وأعيد الصلاة، أصبحت الصلاة مسؤولية جداً كبيرة أمامي لا أعلم ماذا أفعل؟؟؟
آسفة على الإطالة لكن أنا حقاً تعبت جدا جدا أرجوكم اقرأوا رسالتي كاملة فأنا بحاجة إلى مساعدتكم،
كما أريدكم أن تفهموا حالتي جيداً.
13/3/2023
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "رزان" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
لا أدري إن كنا نستحق الشكر أم ليس بعد... لأن يا "رزان" بشكل عام، ما زلت في فخاخ الوسواس ولو أنت ترويت في قراءة ما زودناك به من ارتباطات وأحسنت فهمها لعرفت أنه لا كفر لموسوس بالكفر انتهى هذا الأمر بسقوط التكليف وراجعي ردنا الفائت لتكفي عن السؤال ما حكمي؟ فما دام السؤال متعلقا بالكفر لا تسأليه لأنك لا يمكنك الكفر!، وليس فرق كبير كما نظن بين الوساوس الكفرية والوساوس الكفرجنسية فكل الكفر شنيع وكل الكفر مؤلم، ولا فرق بين محتوى وآخر، وعليك أن تكفي عن الانزلاق وراء وهم أن ما يخطر لك من خواطر أفكار أو تخيلات كفرجنسية مختلف أو لا يحدث لغيرك أو يعبر عنك أو إلى آخر ذلك من مصائد يستعيدك بها الوسواس كلما أفلحت وأفلتِّ منه في نشاط أو عبادة ما.
ألتقط بعد ذلك بعضا من أهم ما جاء في متابعتك هذا ويستدعي التوضيح تقولين (أصبحت أخاف أن يكون هذا الوسواس التشكيكي استقر في قلبي) وتكرر التعبير عن هذا الخوف ودعيني أنبهك إلى أن كل المكتوب عن الوساوس التي تستقر في القلب وتلك التي لا تستقر لا علاقة له بمرضى اضطراب الوسواس القهري أو هذا العرض السريري المتميز بالتعمق في تحاشي الكفر، والأهم من ذلك أنك شرعا لا توقنين من نفسك شيئا تبنين عليه بسبب عمه الدواخل يعني لا يمكنك التمييز بين ما استقر في قلبك وما لم يستقر! وأنت بنفسك تقولين (أصبح عندي شعور أن هذا الشك موجود داخلي، ويجعلني الوسواس أفكر أني راضية عن وجود هذه الأفكار لكني طبعاً أنا غير راضية)... وبالتالي لا تهتمي لهذا الأمر، لأنك لا تطالبين به لا تؤاخذين شرعا على إهماله ولا تجنين إلا العذاب والشك كلما حاولت التيقن من أنك غير راضية.
ثم تسأليننا سؤالك (لماذا كل مريض وسواس قهري تقولون له أنه غير محاسب؟ ماذا لو أنا محاسبة على هذه الأفكار؟) نقول ذلك لأنها هي الحقيقة عقلا وشرعا وليس فقط معرفة علمية، ثم تسألين (مثلاً إذا كان إنسان عنده معاصي وبعيد عن الله وأيضاً هذه الأفكار الكفرجنسية التشكيكية موجودة داخله هل أيضاً لا يحاسب؟) نعم لا يحاسب على الأفكار الكفرجنسية التشكيكية موجودة داخله، لكن يحاسب على كل معصية ارتكبها عارفا أنها معصية أي كل ما ليس نتيجة المرض وكل ما كان يستطيع منع نفسه منه من معاصي، لكن أنت من أين جئت بأن الحساب عند الله جل وعلا يكون بالأبيض والأسود؟ هذا عيب في طريقة تفكيرك يا ابنتي واقرئي لتنتبهي له مقالة خفيفة لدكتور يوسف مسلم عن التفكير القطبي.
أما أجمل ما جاء في الإفادة ويبشر بالخير إن دوامت عليه فهو ما وصفت في رقم 3 (فعندما أصبحت أبدأ بالصلاة وتأتي هذه الأفكار أصبحت أبتسم ليس لأني راضية بوجودها طبعاً لا، لكن لأشعرها أنها بلا معنى وأنها سخيفة وأصبحت أكرر هذا العمل) ... فتح الله عليك من فضلك داومي واستمري فهذا ما نصح به أبو زيد البلخي قديما مرضى الوساوس الكفرية والمحزنة بشكل عام. وأما قولك (لكن جاء برأسي أليس الضحك في حال وجود الكفر يكون كفراً؟؟) ... من المؤكد أنه ستأتي في وعيك أفكار كهذه تشكك في صحة ما تفعلين ببساطة لأن الوسواس يتفاعل مع ردود أفعالك له ويحاول إضعاف محاولة الإفلات بالتجاهل المطلوب شرعا هو تجاهل كل الأفكار المتعلقة باتهامك بالكفر لأنك غير مكلفة لا بدفعه ولا نفيه ولا إثبات إيمانك من بعده ولأن أي رد فعل غير التجاهل التام للوساوس مع عدم تحاشي المثيرات محكوم عليه بالإخفاق... من فضلك واصلي والابتسام والضحك في نفسك كلما أتاك وسواس الكفر من أي مدخل كان... ولا تقطعي أو تعيدي عبادة أبدا بسبب ذلك... ولا تنسي أن الخيالات الوسواسية الكفرجنسية لا تفسد الوضوء ... ولا تفسد لا وضوئك ولا صلاتك أنت لأنك مريضة وسواس قهري.
وأما تساؤلك (لماذا أنا أسأل نفسي عن وجود الأفكار أو عدم وجودها؟؟ مثلاً أستيقظ صباحاً فوراً أبدأ بتذكر هذه الأفكار لماذا؟؟) هذا معتاد جدا في مريض وسواس الكفرية وبقدر ما ترفضين معنى وجود الكفر بقدر ما يكون معدل حدوث الوساوس وشدة إلحاحها، بل وكثرة ما يمكن أن ترتبط به من أشياء إذن عليك القبول بوجود هذه الوساوس البشعة والاعتقاد جزما بعدم تأثيرها عليك عند الله .. ولست محاسبة على أي فعل يتعلق بموضوع الوساوس فكفي عن السؤال (وهل أنا محاسبة على هذا الفعل؟؟) لأنه بالنسبة لك لا معنى له إلا طلب الاطمئنان على سلامة إيمانك الداخلي من مصدر خارجي وهذه علامة الوسواس فاقرئي إن أردت تعمقا في الفهم: ط.ب.ح.د الموسوس والتفتيش في الدواخل.
نسأل الله أن نكون فهمنا حالتك جيدا... ونسأله أن يهديك لفهم ما أردنا إيصاله، وننصح بالتواصل مع طبيب ومعالج نفساني ذي خبرة بعلاج الوسواس القهري الديني، ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>: وسواس الكفرية: كفرجنسية تشكيكية! عادية!! م1