وساوس الصيام: التطور الطبيعي يا محمد! م18
مشاكل الاستنجاء والنجاسات والكفر
عذرا لكثرة الاستشارات، فأنا في حرب يومية، بل في حرب مع كل شهيق وزفير، عذرا د.رفيف الصباغ سأرهقك باستشارة طويلة تفاصيلها متشعبة وأرجو الله أن يصلني الرد قبل أن لا تخور قواي كليا وأضعف واستسلم وأرتكب جريمة في حق نفسي
أولاهما:-
آخذ وقتاً كثيراً في الاستنجاء من الغائط واستهلك ماءً كثيرا وأغسل المحل فوق العشرين مرة، حتى يغلب على ظني زوال النجاسة لدرجة أني أشك أن ماء الاستنجاء دخل داخل الدبر، وبعد تمام الاستنجاء وظني زوال النجاسة، بعدها بدقائق أو أقل أشعر بخروج شيء أو بقاء شيء فأمسح بمنديل فأجد شيئا يسيرا جدا من الغائط لا يتعدى السنتيمترات ولا أدري هل هو متبقي لم يزول من الاستنجاء؟ أم أن بسبب اندفاع الماء وكثرته قد يكون دخل لداخل الدبر وها هو يسيل ويخرج منه، وقد شق علي هذا الأمر من تكرار الاستنجاء وتغيير الملابس لأنها تكون رطبة بسبب أثر الاستنجاء فأشك أنها تنجست وتنجس كل شيء
كذلك لو بافتراض أن الماء قد دخل لداخل الدبر لأني أشعر بانقباضات في حلقة الدبر عند استخدام الماء الكثير، وأحاول أن أباعد بين رجلي حتى أرخي ثنيات حلقة الدبر لأزيل كل النجاسة، وبكن بعد كل هذا بدقائق وربما أقل أتفحص بمنديل فأجد أثر للغائط ولا ادري مصدره، فأدخل في دوامة.. لو كان ذلك ماء دخل لداخل الدبر وخرج أثناء الاستنجاء فماذا عن يدي التي كانت ممسكة بخرطوم الشطاف الذي نزل عليها هذا الماء، وماذا عن جوانب الإليتين التي تناثر عليها هذا الماء وهو ينزل، ثم إذا خرجت من الحمام، وتفحصت بعد دقائق فوجدت الأثر.. ماذا عن ظني تمام الاستنجاء وملابسي التي لبستها إلى هذا الحال فابتلت بباقي ماء الاستنجاء والنجاسة لم تزول لا من المحل ولا التي تناثرت على باقي جسدي وإليتي لو كان الماء. دخل الدبر وخرج، وماذا عن الماء الذي كنت لازلت أستخدمه ويخرج من الشطاف في الاستنجاء فيلاقي كل هذا
وفي أحد الأيام استيقظت على جنابة، فذهبت للاغتسال ولكني قضيت حاجتي ثم واستنجيت من الغائط وظننت النقاوة، ثم بعد دقائق شعرت بخروج شيء فذهبت لأتفقده فوجدت أثر الغائط فاستنجيت مرة أخرى، ولكني نسيت غسل جوانب الإليتين فقط غسلت المحل، ثم بعد دقائق أخرى شعرت بشيء آخر، فذهبت لأتفقده فوجدت أثرا جديدا، فاستنجيت مرة أخرى وللأسف نسيت أغسل الجوانب مرة أخرى، ثم نويت الاغتسال وقمت بغسل شعري ورأسي وغسل محل الغائط مرة أخرى كجزء من الاغتسال هذه المرة ونسيت أيضاً غسل الجوانب من الإليتين ولازال شعور عدم النقاوة وخروج شيء ملازمني، فذهبت لأتفقده فوجدت أثرا للنجاسة، فبنيت على أنه نزل وخرج بعد غسلي لشعري وغسل محل الغائط كجزء من الاغتسال حتى لا أعيد تلك الخطوتين مرة أخرى في الاغتسال، ثم فتحت صنبور المياه وجلست في البانيو والماء يمتليء بنية الاغتسال فأنا آخذ بهذا القول - جواز الطهارة بالماء المستعمل لأنه يسهل عليّ الاغتسال -وأتممت اغتسالي وخرجت من البانيو
1- ثم تذكرت أني لم أطهر جوانب الإليتين وبالتالي عندما جلست في البانيو والماء لازال قليلا يمتليء فهكذا نجسته ونجست البانيو وتنجس باقي جسدي وبطل اغتسالي
2- وجدت زوجتي أخذت ملابسي التي كنت أرتديها وهي مرطبة من أثر ماء الاستنجاء الذي عقبه بعد ذلك تفحص فوجدت أثرا للنجاسة وجدتها أمسكت به وألقته على الأرض، فشككت أنه لما خرجت النجاسة لو كانت من باقي ماء الاستنجاء الذي دخل الدبر - حدثا جديداً - فكانت ملابسي رطبة مبلولة إذن تنجست، ولو كانت متبقية من الحدث الأول الذي استنجيت منه ولم أزيلها - الحدث القديم - فهي أيضاً خرجت والملابس مبللة من باقي ماء الاستنجاء الذي كان يسيل من الدبر وما حوله فهي أيضا تنجست.. المحصلة أنها ملابس نجسة وألقيت على الأرض والأرض تنجست وزوجتي مشت على تلك الأرض بنعلها ولفت به البيت كله بعدها وأنا أيضاً مشيت عليه ولامستها بنعلي وقدمي، ولم أدر ما أفعل وكيف أتتبع كل هذا وكيف أعيد طهارة كل شيء
٣- الجدير بالذكر أني لم أعد اغتسالي مرة أخرة فقد ضعفت ولم أدر ما أفعل وشق علي الإعادة فأكملت على ما أنا عليه، وأنا الآن أشك في صحته وصحة صلاتي، بل إني في حادثة تالية اتهمت نفسي بالكفر، فأصبحت أشك في صحة الاغتسال، يعني أني لازلت على جنابة وبالتالي عندما نطقت بالشهادتين كنت على جنابة فبالتالي أحتاج لإعادة الاغتسال.
٤- أني لم أطهر الأرض ولا النعل ولا الفراش أمام الحمام ولا سجاد الغرفة التي مشت عليها زوجتي ولا حتى قدمي.. قدمي التي وقفت بها على سجادة الصلاة وصليت وأنا حالي تلك، لا أدر هل اغتسالي صحيح ولا أدري هل بي نجاسة أم لا
٥- جدير بالذكر أيضا أني أعدت الاستنجاء والوضوء مرات كثيرة أيضاً بعد الاغتسال لأني كنت أشعر بشيء فأذهب لأتفقد فأجد أثرا وهكذا
٦- جدير بالذكر أيضا أني منذ الأمس الذي بدأت به حدوث كل هذه الأحداث إلى اليوم كررت الاستنجاء فوق العشرون مرة وتغيير ملابسي فوق الخمس ست مرات حتى أصبح لا شيء لدي ارتديه بالبيت!!
ثانيهما:-
اضطررت الخروج من الحمام عارياً قبل أن أكمل استنجائي من الغائط حفظكم الله والذي آخذ فيه وقتا طويلا كما قلت لكم لنجدة زوجتي في أمر طاريء، ولأني لم أكمل استنجائي فكانت النجاسة لاتزال لها أثراً وكان الماء الذي كنت أستنجي به لازال في محل خروج الغائط حفظك الله وكان لازال يقطر مني في أرجاء البيت، وما زاد الطين بلة، أني أمسكت منديلاً ومسحت به محل النجاسة فتبلل المنديل وظهر فيه أثر الغائط وتبللت يدي الممسكة به، ثم وقفت عند حوض الماء لأفتح صنبور المياه وأغسل يدي ولكن من توتري لا أذكر هل فتحته بالفعل أم لا لأني كنت أحاول فتحه بظهر يدي حتى لا ألمسه، ولا أذكر جريان الماء الساخن على يدي لأني كنت سأفتح صنبور المياه الساخن، لا أذكر والله لا أذكر الموقف جلل.
المشكلة أن يدي تلك لامست ومسكت بها جسدي عند استكمالي للاستنجاء وللاستحمام ومسكت بها أغراضا كثيرة، فهل أصبح البيت كله متنجس، وهل أصبح جسدي كله متنجس من يدي، أنا وقفت محتاراً لا أدري ماذا أفعل وبمن استغيث، فلجأت إليك، عذراً ساعدني... هل يمكن اعتبار - الماء الذي كان يتقاطر مني هذا ماء منفصلاً غير متغير بالنجاسة فيحكم بطهارته كما في مذهب المالكية
- هل يمكن اعتبار أني غسلت يدي تحت صنبور المياه وأنا لا أذكر وبالتالي ما لامسته بها لم يتنجس؟
على الهامش:-
كرهت المشي بالشارع حتى أكاد أحبس نفسي في بيتي لا بسبب مباشرة حذائي للنجاسة، بل المكان المحيط بالنجاسة، فلو رأيت نجاسة في الشارع من غائط وخلافه لا أخاف المشي عليها فهذا أحذر وأراقب خطواتي، ولكن ماذا عن المسافة التي قبلها وبعدها فلربما سار عليها أحد فبالتالي ما يليها مباشرة هو نجس أيضاً، المشكلة أني حتى لو اعتمدت أن دلك أسفل النعل بالتراب طهارة له، فالمشي نفسه أصبح مشكلة لي فأحيانا أتعثر وتنثني قدمي تحتي فيصيب النجاسة جانب الحذاء وأعلاه وليس فقط أسفله
أما عن الكفر :-
أفكار الكفر أخذت شكلا مختلفا، فأصبحت أنا من أجتذب الأفكار، أنا من يفترض الافتراضات، أنا من يتعمد التفكير، بل وصل الأمر أني أحيانا تدور في عقلي كلمات أرددها وكأنها والعياذ بالله قرآن أتلوه، أصبحت أتهم نفسي بالنفاق لأني أفعل أشياء لم أنوي فيها وجه الله تعالى وأنا أعلم أني مخطيء في هذا فأحيانا أنتوي بعمل الخير غرضا آخر كنيل استحسان أو خلافه، حتى أنني شاهدت مقطع فيديو لداعية يقول فيه أن علاج الوسواس أمران، لو لم يكثر عليك فعلاجه ذكر الله والقرآن، وإن كثر عليك فعلاجه هو الإعراض عنه فقط، لأنك لو ذكرت الله ولو قرأت القرآن لتدفعه أتاك فوسوس لك في قراءتك وذكرك، فظننت أن قصده أنه لوجاءني الوسواس فليس علاجه ذكر الله والعياذ بالله، ثم بعد أن انتهي المقطع فكرت في كلامه فوجدته خاطئاً، كيف لا أذكر الله وأستعين به على عدويّ، فهل يلحقني شيء لأني صدقته قليلا من الوقت وظننته مصيباً لأن ذلك ما كان يحدث معي؟
كنت أشاهد عملاً كوميدياً فحدثت حادثتين لا أدري هل كفرت بهما أم لا
١- كانوا يتكلمون عن شخص بدين يقوم بتمارين شاقة فقالوا ده "هيموت ويحيى" فجاء في بالي أنه سيغمى عليه من كثرة التمارين وتخيلت شكله فضحكت
2- كانوا يتكلمون عن نفس الشخص ويقولون أنه محتاج أن يقوموا بتقطيع لحمه لكي يفقد وزناً وليس التمارين، فوقع في بالي أن هذا قد يعد كفرا ولكني ضحكت، وفي الحالتين لم أقصد بضحكي موافقتهم في الاستهزاء بالدين ولا أرضى به فهل كفرت بذلك؟
أما عن الصيام:-
ففي يوم تعمقت في عملية أعلم أنها ستستغرق وقتا طويلا وأنه لا حاجة لي في هذه العملية فقط أنا فقط مساعد وليس لي دور إطلاقا أردت فقط أن يقال أني تعقمت فيها وأنال استحسان من حولي، وكنت أعلم أن طول كده العملية سأقوم باستنشاق البخار الناشيء من استخدام جهاز الكي الكهربائي diathermy الكي يكوي الأنسجة زيزقف النطيف فيصدر دخانا كبخار النار وطهي الطعام
في البداية كنت أظن أن ذلك معفو عنه لأني سألت شيخا قال لي هكذا ثم تذكرت أنه لو كان معفو عنه ففي حالتي قد لا ينطبق الحكم لأن وجودي غير ضروري، وبدلا من أن أنسحب من الحالة أكملتها حتى انتهت بعد 4 ساعات، وطوال ال 4 ساعات لا أدري هل صيامي فسد فيهم أم لا ولما لم أنسحب.. هل فقدت الرغبة؟ هل اعتبرت نفسي مفطرا فأكملت على أي حال لا أدري!!
ناهيك عن اتهام نفسي بالكفر وببطلان صيامي لأني كفرت
وشكرا لكم
30/3/2023
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "محمد" وأهلًا وسهلًا بك مرارًا وتكرارًا
قلت لك في رسالتي السابقة، إن وضعك المتفاقم، إذا طبقنا عليه (الموسوس غير مكلف في موضوع وسواسه) ستكون النتيجة أنك غير مكلف بأيٍّ من أحكام العبادات... أدِّ صورة العبادة بخطوطها العريضة ولا يهمنا التفاصيل.
أما النجاسات فلست مكلفًا بإزالة شيء منها، ولست مكلفًا بالاستنجاء حتى لو رأيت برازًا كثيرًا على المخرج.
بالنسبة لماء الاستنجاء الذي لم يتغير، نعم هو طاهر على مذهب المالكية
وتعجبت من قولك إنك لم تغسل طرفي الإليتين، وأنت قد اغتسلت وعممت الماء على كل جسمك!! ماء الاغتسال يطهر النجاسة لو فرضنا وجودها، وكل ما رتبته على عدم غسل إليتيك لا وجود له.
المشهدان اللذان رأيتهما في الفيلم الكوميدي، واعتقدت كفرك بسببهما، ليس فيهما رائحة الكفر لا من قريب ولا من بعيد!! الموسوسون عادة يسألون عن أشياء يمكن أن تلتبس على الموسوس لعلاقة ما بالدين، أما أنت فسؤالك تحفة من التحف!! هو كمن يسأل عن أنه إذا عطس هل يكفر أم لا؟!!! أرأيت أنك غير مكلف؟
وكلام العالم الذي قال إن الوسواس إذا كثر فعلاجه التجاهل فقط، صحيح. استعانتك بالله شيء، والتعوذ والذكر كلما خطر الوسواس في بالك شيء آخر...، كثير من الموسوسين إذا أرادوا طرد الوسواس بالاستعاذة تحولت الاستعاذة لديهم إلى وسواس آخر، فإذا لم يستعيذوا شعروا بوقوع كارثة!! أنت دعوت الله أن يعافيك ويعينك وهذه هي الاستعانة، ثم بعد ذلك تجاهل، ولا تفعل غير ذلك.
وأخيرًا: بخار جهاز الكي الكهربائي لا يبطل الصوم حتى لو كان وجودك غير ضروري، فأنت كمن يدخل المطبخ أثناء إعداد زوجته الطعام ويستنشق بخار الطبخ...، داخل المطبخ لا يفطر إلا إذا قرب رأسه من الوعاء واستنشق البخار عمدًا، وأنت كذلك لا تفطر إلا إذا وضعت أنفك أمام الجهاز واستنشقت عمدًا.
أعانك الله وأثابك على هذا البلاء العظيم
ويتبع >>>>>>: وساوس الصيام: التطور الطبيعي يا محمد! م20