كيف أرتقي بتقديري؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اعتدت ألا استخدم عبارات تقليدية في كتاباتي حتى ولو كانت على بطاقة تهنئة... لهذا بحثت كثيرا في خلجات أفكاري عن مقدمة تليق بمجهودكم الرائع وتعبر عما يجول بخاطري من أفكار وانطباعات حول موقعكم المدهش.... ولكن للأسف يبدو أنني فقدت تميزي في ذلك المجال مع ابتعادي عن الإطلاع والكتابة وانشغالي في دوامة دراسة الطب! ومن هنا نبدأ الحكاية.....
حقيقة أنني في كل مرة كنت أحاول أن أكتب لكم, أكون قبلها قد رتبت أفكاري وأطرح استشارتي بشكل وافي.... لكن بعدها أجد أن الموقع توقف لفترة عن استقبال المزيد من الاستشارات, وانتظرت فترات كثيرة إلى أن جاء يومنا هذا وأتيحت لي هذه الفرصة التي أجدها جدا ثمينة فقد نلتها بعد طوول انتظار... لكني أجدني اليوم أصبت بفتور في فكرة طرح استشارتي.. ربما من كثرة ما عكفت على كتابتها مرارا وتكرار قبل كل مرة أدخل فيها للموقع.... حقيقة لا أدري ما السبب ولكنني أنوي ألا أضيع على نفسي خيط تواصل بيني وبينكم حتى وإن كان طرحي للموضوع ليس بالشكل الذي تمنيته (لم أتمنى إلا أن يلم عرضي بكل ما يدور بفكري!) قررت أن أعرض ما أريد قوله في نقاط تسهيلا على نفسي وحضراتكم...
-لعل الذي حفزني لطرح استشاراتي هو ما قرأته في احد المواضيع(متفوقة.. وفاشلة في الطب التي عرضت هنا في صفحة استشارات مجانين وأن لم تخني الذاكرة كان الرد ل الدكتورة سحر طلعت... وتحديدا هي عبارة واحدة في الرد علقت بذهني وكأني وجدت فيها ضالتي... باختصار العبارة كانت كالتالي (لو أني كنت أيام قبل دخول الكلية أدرس بنفس طريقة تحصيلي بعد دخولي الكلية لكنت حصلت على الدرجات النهائية في جميع المواد) أحب أن أقول أنني ربما لم أذكر العبارة بنفس المفردات التي قرأتها عليها ولكني واثقة أنني لم أخطئ نقلها بنفس المعنى السؤال هنا: وما عساها تكون هذه الطريقة ؟ الكل يتحدث عن اختلاف طريقة الدراسة في كليتنا (الطب) عن طريقة الدراسة أيام المدرسة لكني لم أصادف في حياتي شخصا واحد يكشف لنا عن هذه الوصفة السحرية!
نستطيع أن نقول أن هذه النقطة هي لب استشارتي - أنا طالبة في الفرقة السادسة كلية الطب... آخر ما أذكره عن سلسلة تفوقي كان حصولي على ترتيب من العشرة الأوائل على مستوى الدولة التي حصلت منها على الشهادة الثانوية... ثم انقطعت بعدها سلسلة التفوق.... ولعلها ليست الشيء الوحيد الذي انقطع... صاحب ذلك انفصالي عن أسرتي بعودتي للدراسة هنا بمصر وهم هناك للعمل.. نعم هوا انفصال وحرمان من جو أسري طبيعي وإذا كان هذا الجو مهم لنا جميعا... فهو بالنسبة لي شعور لم تخلق له مفردة للتعبير عنه بالشكل الذي يرضيني.... لي أسرة أتمناها والله للجميع.... أب حنوووووووووون يغدق علينا بالطيب من كل شئ معنوي ومادي...وأم هي توأم روحي وليست أمي فقط... مكانتها عندي لن تصفها كلماتي ولكن لو رأيتم دموعي الآن وأنا أكتب لكم عنها لعرفت كم أفتقدها...أختي الوحيدة وإخواني الصبيان لن أقول شيئا عن علاقتنا ببعضنا سأكتفي ب (الله يديم علاقتنا هذه إلى أبد الدهر وألا تشوهها ظروف الحياة مستقبلا)
والآن لكم أن تتصوروا إني أنتزع من هذه الجنة وأقذف في ما أنا فيه الآن.. تسألون وما الذي أنت فيه؟ أجيب... مجتمع غير المجتمع الذي تربيت فيه وبلد أجهل كل شئ عنه حتى الطرقات والشوارع.... أهل هم أهلي فقط لأننا ننتمي لنفس العائلة.. حتى لا أبخسهم حقهم هم أقارب رائعين بشهادة الجميع هنا ولكني أتحدث عن تواصلنا معا... وأخيرا... وتركت حديثي عنها أخيرا لأننا كما تعلمنا فيها أن نترك الجهاز المصاب ليفحص بعد انتهاء الفحص الروتيني لباقي أجهزة الجسم... أتحدث عن كليتي... ربما هي أكبر ما يحزنني.. لا. ليس كما قد تعتقدون أنني فاشلة تماما فيها..... أحمل تقدير عام جيد مرتفع في نهاية كل عام... ولكن حقيقة ليس هذا ما صبوت إليه وليس هذا تقييم حقيقي لقدراتي (ليس هذا غرور بنفسي وإنما أعرف أن لدي أكثر من هذا) لا أخفي عليكم إني فقدت ثقتي بنفسي مع كل مرة افشل فيها في رفع مستواي... يحميني في كل مرة تعليق أساتذتي الأفاضل أنني كل ما ينقصني هو تصحيح طريقة دراستي .ويضع الجميع بعد هذه العبارة نقطة, أقصد جميل جدا إنني وإياهم توصلنا لمشكلتي والآن ما هو الحل وما هي النصيحة؟ لم أجد الجواب إلى الآن!
المشكلة الكبرى في رأي بالنسبة لطريقة تحصيلي إنني أهتم بالتفاصيل كثيرا وأعكف على دراسة موضوع واحد وقت طويل جدا مقارنة بأقراني ولكن حتى لا ابخس نفسي حقها..أكون في النهاية قد جمعت معلومات أضعاف التي حصلها أقراني وأملك قدرة جيدة والحمد لله على عرض معلوماتي ولكن تبقى معلومات عن موضوع واحد سلب من وقت الموضوعات الأخرى الكثير.... قال لي أحد أساتذتي يوما (اعرفي شيء عن كل شيء أفضل كثيرا من معرفة كل شيء عن شيء واحد) جميل جدا ورأي صائب وحل في صميم ما أشعر به من نقص في تحصيلي الدراسي ولكني أجهل طريقة التنفيذ أو بالأحرى فشلت في تغير ما تعودت عليه - إلى حد ما ليست عندي مشكلة في الامتحانات الشفوية أو الإكلينيكية والحمد لله... لم أكتفي في حكمي على ذلك من خلال شعرت به من تعليقات من أغلب من امتحنني من أساتذتي الأفاضل.... بل سعيت لمعرفة دراجاتي وحصلت عليها... ووجدتني أحصل على أعلى درجة من بين مجموعتي والتي تضم من لهم ترتيب على مستوى دفعتنا.....
وليست عندي مشكلة في طريقة عرض إجابتي التحريرية وأتحقق في كل مرة أنني استوفيت كل النقاط المطلوبة في السؤال من خلال حديثي مع أحد أساتذة المادة... أين تضيع درجاتي إذن؟ سؤال أجيب أنا وحدي عنه.... إنني لا أستطيع أن أسترجع المادة ككل ليلة الامتحان وبالتالي لا أستطيع الإجابة عن كل الأسئلة... لي والحمد لله ذاكرة قوية أستطيع أن أتذكر ما قرأته حتى ولو لمرة واحدة... ولكن لا أدري ما يمنعني من كتابة جواب لسؤال ما دمت أعرف نقاطه الأساسية، أشعر بالغباء الشديد وإنني مسلوبة الإرادة حينها..... خطر ببالي تفسير وأنا أصارح نفسي ولكني أجده غير منطقي وليس مبرر كافي لما افعله بنفسي... هو : ربما أنني تعودت أن أجيب بشكل نموذجي لهذا أكره أن أجيب (على السريع )إن صح التعبير!.... تخلف لا أجد له حلا....... وهو نفس التخلف الذي أشعر به عندما أحاول أن أنهي موضوع ادرسه في وقت قررته أنا وأقراني ليس لشيء سوى أنني اقرأ من ألف كتاب وأبحث عن طريقة العرض الأفضل......
سأقول لكم شيئا..... لم يعجبني أي من كتب الطلبة العادية في مادة الرمد عندما كنت في الفرقة الرابعة..... اشتريت مرجع (كانسكي) ودرست منه وحصلت في النهاية مثلي مثل أي من أقراني العاديين جيد جدا..... لأني لم ألم بجميع جوانب المادة ليلة الامتحان بسبب حجم المرجع الذي ورطت نفسي بالدراسة منه... نعم كنت مستمتعة فهذه هي نوعية الكتب التي تروق لي طريقة عرضها للمواضيع ولكني هلكت في تحصيل ما ورد فيها واثر ذلك سلبا على تقديراتي في باقي مواد الفرقة الرابعة.... وبقيت بتقدير عام جيد كما أنا -ملحوظة:لم أكون إلى الآن صداقة حقيقية مع زميلات الكلية.... نعم أنا اجتماعية جدا وأحظى بشهرة وحب كبير بين زميلات دفعتي وليس سكشني فقط والحمد لله دائما الأولى بجانب الجميع وقت الشدة والحزن قبل اليسر والفرح..... لكن لم أجد رفيقة درب وبئر أسرار.. يفضي لي الجميع بمشاكلهم ولا أجد من أفضي له بهمومي... أجد صعوبة في منح هذه الثقة لأحد.. كما أن عندي مشكلة أخرى كثيرا تعرض عليا زميلاتي أن نذاكر سويا ولكن في كل مرة لا أطيق أن أجلس معهم أكثر من عشر دقائق... طريقة مذاكرتهم بالنسبة لي مستفزة وعلى الطاير (تحققت أنها هي نفس طريقتهم في الإجابة) ولكنهم يحملون التقدير الأعلى في النهاية !
-لا تقولوا تسأل الآن عن الحل وهي في السنة النهائية.... دراستنا ليس لها نهاية ثم أنني أريد هذا العام أن أحدث التغير الذي طالما حلمت به وأن أفك نحس الجيد هذا الذي يلازمني (ربنا يستر يتفك بالأعلى مش حاجة تاني لا قدر الله) يحيك في صدري (غبط وليس حقد) أن أقاربي ممن كن معي بالكلية لهم تقديرات ممتازة... وبالرغم مما أنا فيه دائما يقال لي احمدي ربنا انتي عاوزة كل حاجة مال وجمال وكلية مرموقة كمان عاوزه تقديرsc أرى الكثير يسألون نفس سؤالي: ما الطريق الصحيح في دراسة الطب؟ ليست عندي مشكلة بالنسبة لحبي للكلية.. بل إنني مازلت اعشق دراستها رغم جفائها معي ويزداد تعلقي بها عندما أرى أنني والحمد لله ناجحة في منطقة التواصل مع المرضى أيما نجاح (أفضي لكم بأمر يحسدني عليه جميع زملائي.... لم يعاملني مريض في طول فترة دراستي على أنني مازلت طالبة كلهم مقتنعون بي كطبيبة.
- هذا الإطناب في عرض استشارتي سببه إنني لم أكن متوقع أن الفرصة ستتاح لي اليوم.... فكانت أفكاري كما عرضتها ربما لو كان هناك وقت لحذفت الكثير من غير المهم فيما ورد ذكره وربما أضفت مهما...... ولكن ثقتي في استماع حضراتكم وتفهمكم الذي لاحظته من اطلاعي على ردود لاستشارات أخرى لرواد الموقع يهون علي إعطاب عرضي للاستشارة..
25/03/2005
رد المستشار
أهلا ومرحبا بك دائما على صفحة الاستشارات .... لقد عشت في جو مماثل لما تحكين عنه فبعد قضائي سنوات في بلد عربي أثناء دراستي بالمدرسة انتقلت إلى مصر لإكمال تعليمي الجامعي، وكنت حينها أيضا من أوائل الثانوية العامة وحين انتقلت للعيش مع جدتي وإخوتي شعرت بمشاعرك من إحساس باختلاف طبيعة المجتمع وعدم معرفة الشوارع....
إلا أنني أتصور وبناء على تجربتي أنك بعد ستة أعوام من الإقامة في بلدك أصبحت أكثر خبرة ودراية بطبيعة المجتمع والناس والشوارع...، من ناحية أخرى عليك أن تضعي في اعتبارك أن مجتمع الجامعة مختلف بقدر كبير عن مجتمع المدرسة حتى إذا كان في نقس البلد الذي تعيش فيه، فتكوين صداقات بالجامعة أو مجرد زمالات يصبح أمرا أكثر صعوبة!! المهم أنني أتوقع أن تكوني قد تكيفت على نحو أو آخر مع مجتمعك وبلدك...
لننتقل الآن إلى الجزء الثاني من الرسالة والذي يتناول "مشكلة الدراسة"... ومن خلال السطور الأولى في رسالتك اتضحت مشكلتك حيث بدت الرغبة في كتابة كلمات تقليدية... وكأن تلك الكلمات التقليدية هي الكلمات الوحيدة الصحيحة.. وأيضا في مراجعة الرسالة وتحسينها... وهذا ما تفعلينه حين تتذكرين... وربما تهتمي بالمراجعة والتدقيق مرات كثيرة في المذاكرة والامتحانات
صديقتي الوقت لا يكفيك لأنك حين تستذكرين ترغبين في الوصول إلى أفضل مادة علمية- من وجهة نظرك – كما ترغبين في الوصول إلى طريقة إجابة نموذجية ومراجعة ما ذاكرتيه وهضمتيه، فتكون النتيجة أنك تفاجئين بالامتحان وأنت لم تنتهي من مذاكرة كل المادة...!! ويمكن أن يكفيك الوقت في حالة واحدة فقط وهي أن توفر لك الكلية أجازة لمدة شهر لمراجعة كل مادة قبل الامتحان!!! .. وذلك حتى يكفي الوقت لمذاكرة كل مادة من الألف إلى الياء....
صديقتي حينما ننظر إلى لوحة فنية ندرك أولا معنى اللوحة فنرى "شجرة جميلة" وليس التدقيق في ورقة كل شجرة أو عدة أوراق بتفاصيلها ونتناسى المعنى الكلي الذي هو أكثر أهمية، فحين تقرأي مرجعا كبيرا في مادة واحدة هو أمر يساعد طالب يستذكر للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراة!!! فلربما سأله أستاذه في الامتحان عن موضوع جديد فيكون من المفيد أن يلم به.
توجه جديد للمذاكرة: ستفيدك طريقة مذاكرتك العادية من حيث:
1 – قضاء وقت طويل في المذاكرة فهذا أمر إيجابي
2 – تستذكرين وحدك وهذا أيضا يساعدك على مزيد من التركيز.. والجديد هو أمران:
(أ) زيادة الثقة في نفسك فأنت فعلا تبذلين جهد كبير، وأساتذتك يقدرونك... وهذا أمر رائع، وأنا شخصيا أقدر جهدك ورغبتك في مزيد من التفوق، لذا فكري دوما في أنك قادرة على التغيير.... وأنه أمر ممكن وليس مستحيلا
(ب) أن تبدئي المذاكرة بالنظر إلى اللوحة ككل... ومهم معناها فابدئي بقراءة فصل كامل في كل موضوع، ثم وضع خطوط تحت المعلومة الهامة جدا مع إضافة عناوين جانبية وأن تتجاهلي تماما ما هو غير هام، ثم ذاكري هذه المعلومات التي تحتها خط ويمكنك إضافة عمل رسومات جانبية بسيطة لتساعدك على التذكر... فمثلا إذا كان عقار معين سيؤدي إلى تدهور المريض (ارسمي يجانب هذا المعلومة شخص ينام على سرير)....
بالنسبة لليلة الامتحان راجعي الأفكار الهامة جدا والعناوين الجانبية، وقولي لنفسك سأتذكر ما استذكرته بشكل جيد، أخيرا بالنسبة للمراجع الخارجية:انظري إلى الفهرس واختاري موضوعين مهمين مثلا ثم اكتبي في ورقة خارجية لمحاور تقترحينها تحت كل موضوع، ثم فكري في كل محور ستجدي أنك قد استذكرت معظمها بالفعل وهناك محور أو اثنين فقط ناقصين وهذا ما عليك أن تقرأيه في المرجع الخارجي، ثم لخصي أفكار تلك المحاور فيما لا يزيد عن ورقتين، وهذا ما ستذاكريه مع النص الأصلي ليلة الامتحان.
وسأقول لك سرا وهو أن تكتبي في الامتحان اسم المرجع والكتاب في ورقة الامتحان ووضع خطوط تحتها لأن المصحح كثيرا ما لا يقرأ كل كلمة ولكن وضع الخطوط يجعله يركز ويدرك أنك بذلت مجهود أكبر من زملائك.
واقرأي من على موقعنا مجانين:
استراتيجيات لتحسين التركيز والذاكرة
فن المذاكرة
كيف أذاكر ؟؟؟
كيف أذاكر موادا كثيرة في وقت قصير؟
الوسوسة في المذاكرة: علاج سلوكي
الذاكرة والتركيز بداية ملف
دورة التحفيز: كيف نذاكر؟
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبارك.