الموسوس بالكفر لا يكفر ولو ظن أن أراد!
صحة الصوم
السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته أنا أعاني من وسوسة شديدة في الصلاة والوضوء والصيام ومصاب بداء القولون العصبي. معاناتي مع الصيام حيث كل يوم أستيقظ وأنا أحس بسوء هضمي وانتفاخ كبير ونخامة عند صلاة الفجر فأحس بحركة الماء والغذاء غريبة من الفم ولا أستطيع السيطرة عليها في الصلاة فأضطر إلى بلعها أثناء الصلاة وقد قرأت أنه يجب أن يتفل الإنسان في الصلاة ولا يبلعها ولكن إذا فعلت ذلك فسأضطر إلى التفل في الصلاة كلها لأنها لا تنقطع
والوسوسة تضغط علي فأصبحت في الصلاة أخاف من رذاذ المكيفات وأقفل فمي خوفا من وصول الرزاز أو إن عطس شخص إلى فمي. وفي يوم صليت صلاة العصر فقام أحد المصلين بالعطس فوجدت جزءً من عطاسه في فمي وأنا لم أكمل الصلاة فحاولت أنا لا أبلع ريقي حتى أكمل الصلاة وأنا في التشهد الأخير ولكن كثر الريق فسحبت جزءً منه.
سؤالي هل هذه الأيام صيامي مقبول أم لا. وهل يجوز لي تأخير صلاة الفجر حتى ترتاح بطني علما بأن البطن ترتاح بعد ٣ ساعات أو أكثر من صلاة الفجر. وسواس الصيام أتعبني فأصبحت أتفل إذا أحسست بأن أي شيء يدخل على وجهي
أنا في عذاب شديد أفيدوني
جزاكم الله خيرا
2/4/2023
رد المستشار
الابن الفاضل "محمد" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
حمدا لله على السلامة يا "محمد" وعود أحمد إن شاء الله، أربع سنوات مضت منذ استشارتك الأولى لمجانين، وكنا قد نصحناك قائلين: (النصيحة هي المسارعة بزيارة طبيب نفساني والحصول على التشخيص الأدق وتلقي العلاج الأمثل وبسرعة... هذا واجب شرعي وأنت صاحب التزام ديني مرتفع) ... اليوم أنت لا تشير إلى مآل تلك النصيحة ولا إلى استشارتك الأولى أصلا، والواضح أنه قد أصبح لدينا الآن مريض لديه أعراض وسواس قهري شديدة في الصلاة والوضوء والصيام أي في أغلب العبادات... وما أظن ما تسميه القولون العصبي إلا انعكاسا لخوفك المرضي من إبطال الوضوء بخروج الريح، وكذا اضطراب بطنك الشديد وعسر هضمك المزعج! ليسا على الأغلب إلا انعكاسا لحالة الاتقاد النفساني التي تجعل نفسك فيها أثناء الصيام (فرط الانتباه والاحتراز بشكل مرضي ومستمر لكل ما من شأنه أن يفسد الصيام، على مستوى الأفكار والأفعال والمشاعر)
هذه الحالة التي تجد نفسك مقهورا فيها يا "محمد" مع الصيام وحدها تكفي لتشخيص اضطراب وسواس قهري عرض وسواس حفظ الصيام، وتعطيك رخصة تسقط عنك التكليف فيما يخص مراقبة نفسك أو استحضار نيتك أثناء الصيام، وأما الأهم فإن ما ذكرته كله بالكيفية التي وصفت لا يفسد صيام الصحيح فما بالك بالموسوس!
وأخيرا أرد على سؤاليك: هل هذه الأيام صيامي مقبول أم لا؟ مقبول إن شاء الله.
هل يجوز لي تأخير صلاة الفجر حتى ترتاح بطني؟ لا يمكنني الرد على هذا السؤال دون فحصك بنفسي... فأنت تقول: (أحس بسوء هضمي وانتفاخ كبير ونخامة عند صلاة الفجر فأحس بحركة الماء والغذاء غريبة من الفم ولا أستطيع السيطرة عليها في الصلاة فأضطر إلى بلعها أثناء الصلاة وقد قرأت أنه يجب أن يتفل الإنسان في الصلاة ولا يبلعها) أنت من الأفضل أن تتركها وشأنهالا تتفلها ولا تبلعها وغالبا إن كانت نفسية المنشأ ستخمد بالتدريج حتى تتلاشى
لكن من الناحية النفسانية العلاجية .. لا يصح تأجيل الصلاة لأن في ذلك تحاشيا يضر ولا يفيد، ولأن علاج الحالة ما دامت بسبب فرط القلق والوسوسة إنما يكون بالتعرض للصلاة في وقتها مع تجاهل الانتفاخ والريح خرجت أم لم تخرج والنخامة بلعتها أو لم تبلعها وكذا الماء والغذاء ذي الحركة الغريبة... أكمل صلاتك وأكمل صيامك ولا شيء عليك.
اقرأ على مجانين:
استشارات عن وساوس الصيام
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.